صفحة 1 من 1

لماذا ... ؟

مرسل: 06 يوليو 2010, 9:45 am
بواسطة المهاجر
لماذا ...؟
هو عنوان ولكن تندرج تحته الكثير من الأسئلة فلربما يسأل سائل لماذا نحن هنا ... ؟ ، وقد يسأل أخر لماذا تقدمت الكثير من الدول وبقيت مصر فى المؤخرة ..؟ ، لماذا الكثير من الشعب يواجه ظروفاً معيشية صعبة فى الوقت الذى فيه غيلان المال يستولون على كل شئ ..؟ ، وأكثر ما أدهشنى هو ما سمعته أمس على إحدى القنوات الفضائية الخاصة بأن الحكومة تقوم بدعم كبار المصدرين ... وهنا ينطلق اللسان لماذا ؟ ، نعم من المطلوب أن نقوم بتشجيع المصدرين لكى يستمروا بالتصدير ولكن أليس بالأولى أن يدعم صغار المصدرين وصغار المنتجين ؟ .
لقد أبحرنا فى أماكن بعيدة عن مضمون موضوعنا عن لماذا ....؟ لماذا أصبح المصريون يخافون من قدوم شهر يوليو من كل عام ؟ لماذا أصبح كل مواطن فى مصر أصبح همه توفير لقمة عيش لهذا الشهر ؟ ولماذا حذف الكثيرون أيام هذا الشهر من تواريخهم ومن جنبات بيوتهم ، لا شك ان السبب فى ذلك هو ذلك الغلاء الفاحش فى الأسعار والذى يزيد فى فترة هذا الشهر من كل عام ، ففى بداية شهر مايو ومع قدوم عيد العمال تنطلق التصريحات من هنا وهناك حول زيادة العلاوة الإجتماعية ، وأن الرئيس سيعلن ذلك خلال إحتفاله بعيد العمال ويجلس الجميع ينتظر أمام التلفزيون لأيام ليسمع تصريحات الرئيس حول زيادة العلاوة الإجتماعية وكله أمل فى أن تزيد العلاوة عن العام السابق وأحيانا يتحقق الأمل ويصل للمراد ولكن ....ماذا بعد ذلك ؟.
بمجر أن بنتهى السيد الرئيس من خطابه حتى ترى موجة غلاء فاحشة تجتاه هذا البلد ، فتارة هذا غلاء فى أسعار اللحوم وتارة فى أسعار الفاكهة وتارة فى أسعار المواد البترولية وأخيراً الإرتفاع فى أسعار الدواجن المرتفعة أساساً منذ أزمة إنفلونزا الطيور المصطنعة أصلاً ، والحقيقة أن موجة غلاء الأسعار هذا العام والتى بدأت بشائرها فى الظهور مع إرتفاع أسعار الفاكهة والدواجن وقريباً المواد البترولية ستكون أكبر من أى عام سابق ، وليس ذلك بسبب إرتفاع العلاوة الإجتماعية ، ولكن بسبب قرار المحكمة الإدارية العليا بإلزام الحكومة بوضع حد أدنى للأجور وكان بقرار من المحكمة 2500 جنيه ، ولكن كعادتها بدأت الحكومة فى التلاعب وإخراج الحجج بأنه لا توجد موارد فى الموازنة العامة للدولة ، ولكنهم سيقوموا برفع الحد الأدنى للاجور الى 600 جنيه للدرجة الوظيفية السادسة ويبدأ تطبيق هذا القرار مع مرتبات شهر يوليو بعد بدأ العمل بالموازنة الجديدة للدولة .
إرتفاع الأجور هو مطلب اساسى وأحد الأهداف الأساسية التى تسعى الحكومات فى جميع البلدان نحو تحقيقه وهو من ضمن الأهداف الإستراتيجية التى تسعى اليها الدول وفى بعض الدول يعتبر الدخل القومى أمناً قومياً لا يجوز المساس به ، ولكن فى مصر الأمر يختلف عن ذلك فى مصر ، حيث مع إرتفاع المرتبات ترتفع الأسعار وبنسبة أكبر من الزيادة فى المرتبات ، وكان من بشائر تلك الزيادة هى تلك التصريحات التى خرجت من الحكومة ممثلة فى وزارة المالية والتضامن الإجتماعى حول تأخر الموردين للأرز بتوريده لكى يضاف على البطاقات التموينية فى شهر مايو ويونية مما ادى إلى عدم حصول الكثير من موزعى التموين على الأرز وهو الأمر الذى ترتب عليه قيام الحكومة بالتفكير فى إدراج المكرونة على البطاقات التموينية ، ولكن أليست الحكومة من قامت بإصدار قرار إختصاص مناطق معينة بزراعة الأرز هذا العام ، فلماذا لم يتم التخطيط لتوفير الإحتياجات اللازمة منه وتوفيرها للسوق المحلى لكى لا تحدث الأزمة .
هناك خبايا يتم تسريب بعض الاخبار منها من الوقت والاخر بل وتم الإعلان عن بعضها ومن بينها هو رفع الدعم عن أنابيب البوتاجاز وتوزيعها على المواطنين بكوبونات ولكن الم تعلم الحكومة أن هناك من يحصل على الغاز الطبيعى ، فهل سيتم فصل الغاز عنهم حينما يصلوا للكمية التى تماثل الكمية التى يحصل عليها من يحصل على الأنابيب أم ماذا ؟ ، فهى إن قامت بذلك حققت مفهوم العدالة الإجتماعية وإن لم تفعل فهى بذلك تخلت عن هدف أساسى من اهداف أى حكومة فى العالم .
يصاحب شهر يوليو من كل عام إرتفاع اسعار المواد البترولية من الكيروسين والسولار والبنزين وغيرها ودائماً تكون الحجة إرتفاع الأسعار عالمياً ، فهل الأسعار لا ترتفع إلا فى يوليو من كل عام ولماذا ترتفع فى مصر فقط ، لا شك ان الكثير أصبحوا حينما يرون ان اليوم هو الأول من يوليو يستيقظ مفزوعاً من نومه وكأنه رأى ملك الموت فى منامه ، خوفاً على قوت يومه فى هذا الشهر ، ولماذا لا يشعر بإرتفاع الأٍسعار سوا المواطن البسيط فى ذات الوقت يقف النائب المحترم فى زهو و ( عز ) ليقول بأن الحكومة قد حققت العدالة الإجتماعية وحققت فائضاً فى الميزانية يقدر بمبلغ كذا ، فإن كان هو يعيش فى بلد ونحن فى بلد فليخبرنا وحقيقة الأمر لا يحتاج لإجابه فمن قام ببيع الحديد فى فترة من الفترات بسعر 8000 جنيه للطن فى الوقت الذى كانت تكلفة إنتاجه ربع هذا المبلغ يحق له ان ينظر الى تحقيقه لموازنته الشخصية وتحقيق فائض كبير .
السؤال هنا لماذا هذا الوضع مستمر فى مصر مع عدم محاولة علاجه ...... ولمتى يستمر المواطن فى ( سف ) التراب .

Re: لماذا ... ؟

مرسل: 07 يوليو 2010, 3:16 pm
بواسطة محمد محمود
مقال رائع وحساس
مشكلة كبيرة تواجه مجتمعنا وشعبنا ، وتحدٍ كبير لنا وللأجيال القادمة التي لا يعلم مصيرها إلا الله .
والحقيقة إذا بحثنا عن أسباب المشكلة لوجدنا أن الشعب نفسه يمثل السبب الأكبر في مشكلة الغلاء .
وذلك لعدة أسباب يجب أن نواجهها ولا ندفن رؤسنا في التراب :

1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من بات آمناً في سربه، عنده قوت يومه ، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها ." صدق رسول الله
والسؤال الآن هل الشعب يطبق هذا الحديث ؟ بالطبع لا ، ولكن شعبنا العزيز أصبح يمثل أكبر قطاع إحتكاري في المجتمع ، أصبح هم الجميع وشغلهم الشاغل ليس قوت اليوم ، ولكن ملء البيت بما يكفي أسابيع وشهور ، وبالتالي زاد الطلب على السلع وزاد معها جشع التجار فأصبحوا يتحكمون في الأسعار بالزيادة وهم يعلمون يقيناً أن الطلب على السلع لن يقل .

2- إذا قلنا أن جشع التجار يدفعهم إلى احتكار السلع ، فلم لا يكون الشعب سلاح مضاد لهذا الجشع ، فلو أن الشعب قاطع كل شهر مجتمعين سلعة واحدة من السلع ولمدة شهر واحد فقط فإنه سيجبر التجار على تخفيض قيمة السلعة حتى لا تفسد في مخازنهم وسيكون الشعب هو من يضبط الأسعار ويمثل ترمومتر السوق .
لكننا للأسف في غالبيتنا نجري وراء السلعة سواء أكانت موجودة أو نادرة ، سواء أكانت رخيصة أم باهظة الثمن ، وسواء أكانت ضرورية لنا أو من باب التفاخر باقتنائها .
أي أننا فقدنا عقلية المستهلك الواعي ، فكيف ننتظر التاجر ذو الضمير الحي .

أسباب كثيرة جداً لو تأملناها لوجدنا لنا يد فيها بشكل أو بآخر .

تحياتي لك على موضوعك الشيق وتمنياتي بالتوفيق .