الـ.ــمـــكــا لـــمـــة ...!
مرسل: 24 يوليو 2009, 10:37 pm
" أستاذة سارة .... أستاذة سارة! الاجتماع على وشك البدء ! تفضلي سيادتكِ ...من أجل الــ ......... "
بتر المساعد الإداري عبارته ناظرا بذهول إلي دموع تهطل من عيني سارة التي ما لبثت أن أطلقت ساقيها لريح لم تحسب لها أي حساب !
ظلت ممسكة بهاتفها المحمول ناظرة إلى الطريق المزدحم بسيارات تتصارع ليسبق بعضها البعض ... لكنها لم تأبه لها ... و عبرت لتصل إلى الضفة المقابلة ... غير عابئة بزمجرة المركبات و لا بتوعد سائقيها !
التصقت نظراتها بالساعة حول معصمها ... تمر الثواني كالدهور ... و أخيرا وصل بسيارته الصغيرة
" ما الذي أخرك يا عليّ ؟ هلاّ أسرعت أكثر ؟ ماذا سنفعل ؟"
" لا وقت للجدال ! فلندعو الله أن نصل في الوقت المناسب ! "
قالها عليّ محاولا التظاهر بالتماسك أمامها .... و إن كان قلبه ينزف ندماً و قلقاً ...
" لا تنسَ أمجد ! .... اقتربنا كثيرا من قسم الشرطة الذي يعمل به ! " قالتها سارة كمن أفاقت لتوها من إغماءة قصيرة ...
قفز أمجد إلى داخل السيارة ... و بدأ الحديث بعصبية ..كعادته دوما ! مستفسرا عن المكالمة التي حدثه "علي" باقتضاب عنها !
" متى كانت المكالمة؟ من هي السيدة المتكلمة؟ كيف عرفت رقم هاتفك المحمول؟"
يرد علي بضيق ... بأنه لايعرفها ... و لا يريد الجدال ... فيما تنهمر الدموع من مقلتي سارة المنهكتين ..
ساد صمت كئيب ... و أخذت النظرات تتشابك في مزيج من عتاب و ندم كلما سنحت لها أي فرصة ...
نعم إنهم هم المذنبون !...تُرى ... هل سيسامحهم الله ؟.... هل ستهدأ ضمائرهم القلِقة ؟
وصلوا اخيرا ...
سارة تحس أن أرجلها لا تكاد تحملها ... وصلت ضربات قلبها إلى حد قد يسمعه من حولها ! علي ..يحس باختناق ... برغبة في الصراخ ... و ربما البكاء !
أمجد .... ينظر لكل من حوله في غضب شديد ... محاولا كبح رغبته في نزع مسدسه من غمده ... ليطلق الرصاص على من يعترض طريقه ...
المصعد معطل ! ....
" لنصعد السلّم ... هيا .... لاوقت للتفكير .." و قبل أن يكمل أمجد عبارته .. كان الثلاثة تتهافت أرجلهم على الدرجات التي بدت كثيرة جدا عن ذي قبل !
ما كل هذه الأصوات ..الضوضاء ...أتراها قد .....؟
خطواتهم الأخيرة نحو الشقة ... كانت متثاقلة ..مترقبة ...
ما بال الجارات يقفن عند مدخل الشقة ... فليفسحوا الطريق لهم ... فهم الأحق بالدخول !
دخلوا ... و رأوها .... فارتمى الثلاثة في حضنها الحبيب الدافيء ... بكوا بصوت منتحب مسموع .. و حمدوا الله أن أمهم الغالية بخير و صحة و لكن .... ماذا عن تلك المكالمة ؟
و فجأة ...ظهرت سيدة كانت تحاول الاختباء خلف سيدة أخرى من الجارات ... قالت بارتباك واضح : " أعرف أني أخبرتكم أنها راحلة إلى الأبد ! و بأن كلماتي قد أوحت بالكثير ! لكنها الحقيقة نوعا ما ..فهي تصر على الرحيل إلى بلدتكم ... كانت تبكي طوال الليل ... لأنها تشتاق إليكم جدا ... كان يؤلمها إحساسها بأن مجرد مكالمتها لكم قد أصبحت عبئا عليكم ....
لم يكن من سبيل لتأتوا إلا لو أوحيت لكم أنها ... بعد عمرٍ طويل إن شاء الله ...ســتمــو....."
قاطعتها سارة ..محتضنة أمها في حنان : " لا نلومك ... بل نشكرك على هذه الصفعة ! "
بتر المساعد الإداري عبارته ناظرا بذهول إلي دموع تهطل من عيني سارة التي ما لبثت أن أطلقت ساقيها لريح لم تحسب لها أي حساب !
ظلت ممسكة بهاتفها المحمول ناظرة إلى الطريق المزدحم بسيارات تتصارع ليسبق بعضها البعض ... لكنها لم تأبه لها ... و عبرت لتصل إلى الضفة المقابلة ... غير عابئة بزمجرة المركبات و لا بتوعد سائقيها !
التصقت نظراتها بالساعة حول معصمها ... تمر الثواني كالدهور ... و أخيرا وصل بسيارته الصغيرة
" ما الذي أخرك يا عليّ ؟ هلاّ أسرعت أكثر ؟ ماذا سنفعل ؟"
" لا وقت للجدال ! فلندعو الله أن نصل في الوقت المناسب ! "
قالها عليّ محاولا التظاهر بالتماسك أمامها .... و إن كان قلبه ينزف ندماً و قلقاً ...
" لا تنسَ أمجد ! .... اقتربنا كثيرا من قسم الشرطة الذي يعمل به ! " قالتها سارة كمن أفاقت لتوها من إغماءة قصيرة ...
قفز أمجد إلى داخل السيارة ... و بدأ الحديث بعصبية ..كعادته دوما ! مستفسرا عن المكالمة التي حدثه "علي" باقتضاب عنها !
" متى كانت المكالمة؟ من هي السيدة المتكلمة؟ كيف عرفت رقم هاتفك المحمول؟"
يرد علي بضيق ... بأنه لايعرفها ... و لا يريد الجدال ... فيما تنهمر الدموع من مقلتي سارة المنهكتين ..
ساد صمت كئيب ... و أخذت النظرات تتشابك في مزيج من عتاب و ندم كلما سنحت لها أي فرصة ...
نعم إنهم هم المذنبون !...تُرى ... هل سيسامحهم الله ؟.... هل ستهدأ ضمائرهم القلِقة ؟
وصلوا اخيرا ...
سارة تحس أن أرجلها لا تكاد تحملها ... وصلت ضربات قلبها إلى حد قد يسمعه من حولها ! علي ..يحس باختناق ... برغبة في الصراخ ... و ربما البكاء !
أمجد .... ينظر لكل من حوله في غضب شديد ... محاولا كبح رغبته في نزع مسدسه من غمده ... ليطلق الرصاص على من يعترض طريقه ...
المصعد معطل ! ....
" لنصعد السلّم ... هيا .... لاوقت للتفكير .." و قبل أن يكمل أمجد عبارته .. كان الثلاثة تتهافت أرجلهم على الدرجات التي بدت كثيرة جدا عن ذي قبل !
ما كل هذه الأصوات ..الضوضاء ...أتراها قد .....؟
خطواتهم الأخيرة نحو الشقة ... كانت متثاقلة ..مترقبة ...
ما بال الجارات يقفن عند مدخل الشقة ... فليفسحوا الطريق لهم ... فهم الأحق بالدخول !
دخلوا ... و رأوها .... فارتمى الثلاثة في حضنها الحبيب الدافيء ... بكوا بصوت منتحب مسموع .. و حمدوا الله أن أمهم الغالية بخير و صحة و لكن .... ماذا عن تلك المكالمة ؟
و فجأة ...ظهرت سيدة كانت تحاول الاختباء خلف سيدة أخرى من الجارات ... قالت بارتباك واضح : " أعرف أني أخبرتكم أنها راحلة إلى الأبد ! و بأن كلماتي قد أوحت بالكثير ! لكنها الحقيقة نوعا ما ..فهي تصر على الرحيل إلى بلدتكم ... كانت تبكي طوال الليل ... لأنها تشتاق إليكم جدا ... كان يؤلمها إحساسها بأن مجرد مكالمتها لكم قد أصبحت عبئا عليكم ....
لم يكن من سبيل لتأتوا إلا لو أوحيت لكم أنها ... بعد عمرٍ طويل إن شاء الله ...ســتمــو....."
قاطعتها سارة ..محتضنة أمها في حنان : " لا نلومك ... بل نشكرك على هذه الصفعة ! "