رحيل راتشيل

[اسماء الشيخ]

غريب ان تحتلك روح الأناقة لمجرد ملامسة ورقة مصقولة.......
الأمر يبدو كمخدر يشيعه فيك صفاؤها........
أما الخط بالأسود المنمق فهو يبرز بهاء الصفحة البيضاء إلى جواره....
اعانني تضادهما المتوافق على اختيار الفستان المناسب......
تتبعت منهجيتهم المشرقة و تحددت الليلة ببياض فستاني الحرير......
قالتها " راتشيل" و هي تؤمىء برأسها قليلا ليتحرك الريش الأسود بتناغم يلائم صيحة العام .
لو كنت دجاجة لتألمت بشدة من النظرة العلوية للمشهد,
رؤس النساء جميعها بريش منتوف وملون بقبعاتهن, لقطة بالغة القسوة لذوي الريش,
ولكنك ستشكر بعض واحدة متناثرة حيث رؤسهن الخالية .
تبدو الواحدة من القليلات كمصدر جذب للطاقات السلبية من الكل يُنظر إليهن شذرا ؛
كغرقى اجتماعيا يجب تجنبهم و اذلالهم بالنظرات؛ ليدركوا فحشهم المرتكب.
راتشيل تعي الدرس جيدا؛ تابع أمين للصيحة و ناغز قوي لتاركها .....
كيف يمكن ل "آنا" أن تظهر هكذا وسط المجتمع الراقي؟......أوه ..لقد رأيتها عند قدومها ....
تميل راتشيل بخفة على مضيفتها العجوز إلى جوارها ؛
وتخبرها أن "آنا" جاءت للحفلة في عربة مكشوفة يجرها حصان واحد فقط.... أتصدقين؟! وتتعجب .
و قبل أن تحدد العجوز رأيها تصديقا أو تكذيبا ؛ يعترض الحجاب الحاجز لراتشيل ؛
لا وقت للتعجب ولن ينتظر رأي العجوز؛ الآن ينقبض بقسوة ويرخي بسرعة
و المحصلة فواق ممطوط متواصل اخترق الأذن الخارجية للعجوز و سكنها؛
هز طبلة الأذن؛ استقر؛ و فزعت راتشيل.
جحظت العجوز؛ غطت أذنها؛ و هربت بها بعيدا عن فواق راتشيل الذي يزكيه الفزع اشتعالا.
جرت راتشيل ورائها لتعتذر. كتمت أنفاسها و معها ثقل لسانها؛
وكتمت الكلمات لفظت " آ...سف..هىء". ضحك الحضور ؛ تقلصت راتشيل لربع حجمها
و تتضخم فواقها ونبضاتها كدوي قنابل وشيكة الانفجار؛ غمغمت المضيفة بكلمات لم تتبينها راتشيل؛
و ارتعش الماء داخل الكأس بيدها؛ انزلق الماء برعشة امتدت لكتفها ؛ شعرت بركلة قوية في امعائها
فانحنت للعجوز و انصرفت.
في الصباح زارت مضيفتها بزهور و اعتذار ....تأففت العجوز من الزيارة الصباحية
و اخبرتها أن الأمر انتهى. كان سخيفا وانتهى ,
رحلت راتشيل من البلدة في عربة مكشوفة بحصان واحد و العديد من الريش فوق رأسه.
عن قصة موت موظف

[شيماء قبيصى]

اختيار موفق جدا يا اسماء ذوق راق

[السيد فهيم]

الزميلة المبدعة أسماء ، أولا لك من تحية خاصة علي تذييلك للقصة بالمصدر الأصلي المقتبسة منه وهي لفتة يتغافل الكثيرون عنها إما عن عمد أو دون وعي لشدة تأثرهم بما يقرأون .... بالنبة لقصتك كنت أفضل تناولها بشيء من واقعنا لست أعني التمصير بالمعني الحرفي ولكن شعرت بغربة وأنا أقرأها حتي أنني كنت أتأكد من اسمك كمؤلفة لها حتي تأكد احساسي بتذييلك الأمين .... شعرت ببعض الغموض رغم سلامة اللغة ... في النهاية هي تجربة جديرة بالقراءة والتقدير طبعا ... لكن القاريء دوما يطمع في المزيد ... أشكرك .
السيد فهيم

[اسماء الشيخ]

شيماء قبيصي:

اشكرك يا شيماء و ارجو دوام التواصل

[اسماء الشيخ]

السيد فهيم:

أولا انا باعتذر عن تأخري في الرد
بصراحة انا اول تعليقات سمعتها على القصة جوها الغير مصرى و التناول بالروح الأصلية للمؤلف و هى روح موطنه بسماته و تفاصيله
ببساطة ده احد التمرينات اللى نفذتها فى ورشه للقصة القصيرة عندنا في اسكندرية
و هى كتابة نصوص موازية لأعمال مشهورة و بالطبع يجب التصريح بكل ثقة عن العمل المشهور المختار
لكى يتم التعامل مع نصك الموازى فى جوه و بيئته ....
يكون المطلوب منك أن تختار اكثر الزوايا التي علقت بذهنك عند قراءة العمل المشهور و لتنطلق منها لصنع نصك الخاص
و اكثر الزوايا التى علقت بذهنى والتى للأسف لم يحدثنى بها أحد ممن وقع النص في رؤيتهم....
القيود الاجتماعية المستفزة المقيته في ذلك العصر و التي لمستها بقوة في موظف تشيكوف
ليبدو فعل غريزى طبيعى كالعطس ارتضاه الله لنا جميعا لنقوم به امام الجميع حتى امامه سبحانه في صلاتنا
يبدو هذا الفعل كحدث غير لائق بل مصيبة لانه امام _او كما في تشكوف خلف_ قيادة مسؤلة في الدولة
لو لاحظت قصة تشيكوف ستجد كم تقدير الجمال و الرقي في المسرح سيطفو جوا انيقا للبداية
و هو يصف المساء بالرائع و يتأمل في جمال الاجراس.....
و هنا بدا لي صفة اساسية في هذا العصر حيث الرقي المكاني حملنى_ و قد يكون هذا الامر مقتصر على_ حملنى
لاوائل القرن بكل صفاته التي لا يمكننى ذكرها هنا و يمكنننى ان اقربها لك بمشاهدة فيلم
pride & prejudice
و هنا حتلاقي ال trialer او اعادة مشاهدته ان كنت شاهدته بالفعل
بدا لى هذا العصر ممتعا كتجربة كتابة و قد جربت
لو عندك تصور واضح عن اقتراب مصرى معاصر يمكنك به معالجة نص مواز يقرب روح تشيكوف لروح مصرية فاتمنى انى اقراه
:
:
اما عن الابهام ......فلا أعرف قد يكون لبعد الجو عن حياتنا و قد يكون لأسباب اخرى عديدة .....
:
:
اشكرك بشدة على الاهتمام و ارجو التواصل

[إيناس حليم]

أسماء انتي بجد بتكتبي حلو اوي واسلوبك احترافي جدا
من يوم ما سمعت نصك في الورشة وانا قررت اقرالك
وبجد مكنتش اعرف انك بتكتبي بالروعة دي

تقبلي تحياتي