اشياء تخصك
مرسل: 22 نوفمبر 2009, 6:30 pm
أتوقعت انها باقية للابد ؟؟.. تعجبت حين اخترقتها سبابتك بسهولة . حزنت عليها كثيراً . ربما تخطى حزنك حاجز البكاء فدمعت عيناك في الخفاء . اتخذت من صداقتك لها الحق في أن تحزن عليها كما تشاء . لكن البعض زعم أنك تبالغ و ربما أطلق عليك سبتين و رحل كما جاء.
في لحظة احتياج قاسية أدركت أنك يجب ان تستبدلها بحافظة جديدة براقة و تطلعت الى صداقة جديدة ربما تكون أقوى من القديمة . أسعدك هذا و جعلك تتخطى محنتك بسرعة .
ما من أصدقاء حقيقيون لك ابداً . لذا اتخذت من حاجياتك اصدقاء لك . أسباب كثيرة يعود لها ذلك لكنك لا تزكرها ابداً . فقط تقول سئمت الناس و لا أحد يعلق .
ارتديت نعليك و خرجت . و بخروجك ازداد بيتك خواء و اكتشف اصدقاؤك انهم لا حياة لهم بدونك لانك انت من صنعت فيهم تلك الحياة .
تزحف ببطء في الشارع الواسع القادر على ابتلاعك في أي لحظة . تحاول أن تتلمس طريقك وسط الفاترينات المضيئة التي تشتت انتباهك الى ان وجدت مقصدك . يافطة صغيرة منحوت عليها احرف عشوائية تكون كلمة " غالب " للجلود . اسفلها فاترينة مظلمة تتبين في الظلام اشباح متناثرة لمصنوعات جلدية . تدلف الى الداخل بسرعة خوفاً من الزحام . يقابلك صوت عبد الوهاب القادم من جرامافون قديم و رائحة جلدية قوية تتسرب الى كيانك .
" طلبات حضرتك "
أفزعتك جملتها التي أفسدت لحظتك . نظرت اليها بحنق سرعان ما هرب من جمالها الاخاذ . تعجبت كيف يكون لهذا الجمال صوت منكر كصوتها ؟!!
أشرت الى حافظة معروضة تشبه صاحبتك البالية لكن بلون مخالف .
" انا عايز زي دي بس تكون سودا . من فضلك "
اكتفت هي ببسمة رقيقة و اتجهت نحو عجوز تخطى الثمانون منذ زمن . وشوشته في اذنه ببضع همهمات فرد عليها بهمهمات مثلها ثم عادت اليك .
" ممكن حضرتك تستنى شوية . 5 دقايق بس و تكون عندك باللون اللي انت عايزه "
أشرت بموافقتك و اختفت هي عن نظرك . وقفت متأملاً المكان الصغير ناظراً الى ساعتك . على الحائط خلفك أثناء التفاتة منك لمحت الصور . بضع صور متناثرة على الحائط . في احدى الصور عبد الوهاب جالسا على كرسي في نفس المكان بنفس الطلاء البيج و النقوش الذهبية مع العجوز في شبابه . أم كلثوم تتناول حقيبة بجلد لامع كقشور اسماك الزينة و تتضاحك مع نفس الرجل . بضع صور لاناس تعرفهم و لكن الاسم ابتلعته الزاكرة مع اشياء ابتلعتها بموافقتك و بأمرك .
" اتفضل . باللون اللي انت عايزه "
افزعك صوتها للمرة الثانية فاستدرت و تناولت منها الحافظة الجديدة و انقدتها ثمنها .
" على فكرة دي جلدها من احسن الانواع و اللون دة مش هتلاقيه في أي مكان تاني "
بابتسامة ناولتها بقشيشاً و تطلعت الى جمالها بضع لحظات حتى سرقه زبون آخر فشعرت ان عليك المغادرة . ودعت الصور المعلقة و صوت عبد الوهاب و رائحة الجلود ورحلت . للشارع المتسع و زحام المارة و فاترينات العرض المضيئة عدت . كررت رحلة عودتك الى بيتك ثانية بكل عزاباتها و بمشاعرك التواقة للعودة لوطنها الصغير . عندما وصلت القيت السلام على كل اصدقائك فلم تسمع الرد . اخرجت صديقتك الجديدة من كيس البلاستيك وو ضعتها امامك . كلمتها . كلمتها كثيراً في كل وقت و في كل مكان . وضعتها امامك و حاورتها و لكنها للاسف لم ترد عليك مثل باقي الاصدقاء القدامى . ربما لانها لم تكن سوى حافظة جلدية و هم لم يكونوا سوى اشياء تخصك .
في لحظة احتياج قاسية أدركت أنك يجب ان تستبدلها بحافظة جديدة براقة و تطلعت الى صداقة جديدة ربما تكون أقوى من القديمة . أسعدك هذا و جعلك تتخطى محنتك بسرعة .
ما من أصدقاء حقيقيون لك ابداً . لذا اتخذت من حاجياتك اصدقاء لك . أسباب كثيرة يعود لها ذلك لكنك لا تزكرها ابداً . فقط تقول سئمت الناس و لا أحد يعلق .
ارتديت نعليك و خرجت . و بخروجك ازداد بيتك خواء و اكتشف اصدقاؤك انهم لا حياة لهم بدونك لانك انت من صنعت فيهم تلك الحياة .
تزحف ببطء في الشارع الواسع القادر على ابتلاعك في أي لحظة . تحاول أن تتلمس طريقك وسط الفاترينات المضيئة التي تشتت انتباهك الى ان وجدت مقصدك . يافطة صغيرة منحوت عليها احرف عشوائية تكون كلمة " غالب " للجلود . اسفلها فاترينة مظلمة تتبين في الظلام اشباح متناثرة لمصنوعات جلدية . تدلف الى الداخل بسرعة خوفاً من الزحام . يقابلك صوت عبد الوهاب القادم من جرامافون قديم و رائحة جلدية قوية تتسرب الى كيانك .
" طلبات حضرتك "
أفزعتك جملتها التي أفسدت لحظتك . نظرت اليها بحنق سرعان ما هرب من جمالها الاخاذ . تعجبت كيف يكون لهذا الجمال صوت منكر كصوتها ؟!!
أشرت الى حافظة معروضة تشبه صاحبتك البالية لكن بلون مخالف .
" انا عايز زي دي بس تكون سودا . من فضلك "
اكتفت هي ببسمة رقيقة و اتجهت نحو عجوز تخطى الثمانون منذ زمن . وشوشته في اذنه ببضع همهمات فرد عليها بهمهمات مثلها ثم عادت اليك .
" ممكن حضرتك تستنى شوية . 5 دقايق بس و تكون عندك باللون اللي انت عايزه "
أشرت بموافقتك و اختفت هي عن نظرك . وقفت متأملاً المكان الصغير ناظراً الى ساعتك . على الحائط خلفك أثناء التفاتة منك لمحت الصور . بضع صور متناثرة على الحائط . في احدى الصور عبد الوهاب جالسا على كرسي في نفس المكان بنفس الطلاء البيج و النقوش الذهبية مع العجوز في شبابه . أم كلثوم تتناول حقيبة بجلد لامع كقشور اسماك الزينة و تتضاحك مع نفس الرجل . بضع صور لاناس تعرفهم و لكن الاسم ابتلعته الزاكرة مع اشياء ابتلعتها بموافقتك و بأمرك .
" اتفضل . باللون اللي انت عايزه "
افزعك صوتها للمرة الثانية فاستدرت و تناولت منها الحافظة الجديدة و انقدتها ثمنها .
" على فكرة دي جلدها من احسن الانواع و اللون دة مش هتلاقيه في أي مكان تاني "
بابتسامة ناولتها بقشيشاً و تطلعت الى جمالها بضع لحظات حتى سرقه زبون آخر فشعرت ان عليك المغادرة . ودعت الصور المعلقة و صوت عبد الوهاب و رائحة الجلود ورحلت . للشارع المتسع و زحام المارة و فاترينات العرض المضيئة عدت . كررت رحلة عودتك الى بيتك ثانية بكل عزاباتها و بمشاعرك التواقة للعودة لوطنها الصغير . عندما وصلت القيت السلام على كل اصدقائك فلم تسمع الرد . اخرجت صديقتك الجديدة من كيس البلاستيك وو ضعتها امامك . كلمتها . كلمتها كثيراً في كل وقت و في كل مكان . وضعتها امامك و حاورتها و لكنها للاسف لم ترد عليك مثل باقي الاصدقاء القدامى . ربما لانها لم تكن سوى حافظة جلدية و هم لم يكونوا سوى اشياء تخصك .