مخالب الألم ...

المشرفون: Ghadat2009،نبضة...

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

مخالب الألم ...

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »





لا أدري حقا إن كنت سأتمكن من نسيان كل ما حدث ! ...إن بداخلي بركان ثائر كلما حاولت إخماده ازداد اشتعالا ! هل أنا حقا بهذا الغباء ؟ أهو التسرع و التهوّر الناتج عن آلام لا تُحتمل ؟ و كيف تؤدي الآلام إلى المزيد منها ؟ أم أنها لحظات من اللا عقل في زمن اللاسيطرة على كثير من الجنون ؟

لقد بدأ الأمر بألم موجع لا يُحتمل في ظهري .و أنا من اعتاد على تحمّل أنياب الأوجاع تنغرس بعمق في جسدي و روحي لسنين طوال ... لكن هذا الألم بالذات قد أعجزني عن المقاومة و أقعدني عن الحركة التي هي رأسمالي في السعي على رزقي و رزق عيالي ...

لازلت أذكر جيدا كيف أشفق عليّ صديقي " خالد" و أصرّ على اصطحابي إلى طبيب شهير يخصص يوما كاملا من كل شهر للكشف المجاني على الغير قادرين على تحمّل ثمن الكشف .. لم أجادل كثيرا ..فقد كنت مضطرا إلى مجاراته ..و ذهبنا إلي حيث تلك العيادة الفارهة .. و ليتنا لم نفعل ...

لا تبرح مخيلتي أبدا تلك السجادة القيّمة بنقوشها و ألوانها ووبرها الكثيف .. لقد خفت أن تطأها قدماي الهزيلتان و حذائي المهتريء العتيق ..فمررت بمحاذاتها للوصول إلى تلك الفتاة الجميلة الأنيقة التي تجلس خلف المكتب الأبيض تستقبلك بابتسامة جذابة ... أمّا صديقي الجديد خالد فقد ابتسم في تعجب وواصل سيره على السجادة بحذائه الجديد اللامع .... بينما انشغلت أنا بمحاولة فهم كل تلك اللوحات على الحائط و التي تمتليء برسومات و خطوط غريبة و تنسكب فيها الألوان و كأن طفلا قد عبث بها !

لقد وصلنا قبل الموعد الرسمي للعمل بالعيادة .. و كنّا أول الحاضرين ذاك اليوم ...لا بأس من الانتظار فهو ممتع حقا في هذا الجو المكيّف الهواء و تلك الموسيقى الهادئة التي تنبعث برقة من كل الأرجاء ...
ومن قدرِنا .. كان الطبيب " زاهر " متواجدا و مستعدا لاستقبال المرضى .....وقد استقبلنا بابتسامة عريضة مطمئِنة .......و بعد الكشف السريع فهمت من كلامه أنه لا مفر من القيام بعملية جراحية عاجلة تسبقها عدة تحاليل و فحوصات ضرورية !

و بقلق شديد استفسرت عن التكاليف ...فنظر إليّ نظرة طويلة متفحصة ..و غريبة بعض الشيء ثم ّ قال :
" لا تشغل بالك أبدا بهذه الأمور ... ألم يوضّح لك خالد انني أعذر من لا يملك أن يدفع ؟ إن دعواتك لي بالخير و البركة تكفي و تزيد .."

كدت آنذاك أن أطير من فرحة لم أعتدها أو قل لم أجربها قط في حياتي ... أوشكت أن أمطره بقبلاتي و أحضاني لولا خشيتي من تأثّر رداءه الثمين النظيف من آثار تلك العاطفة التي قد تلوّث وجاهته الملفته للنظر ...

لم يطل الأمر كثيرا حتّى وجدتني في غرفة العمليات بعد أن ودّعت زوجتي الواقفة على بابها و قد ملأت الدموع الساخنة عينيها و انهمرت سيولا كانت تحاول كبحها كي لا تقلق ابننا الحبيب أحمد - ذي الأعوام السبعة- الذي احتضنني بشدة ... أما هي فقد تابعتني بعينيها و كلماتها الباكية : " شفاك الله يا سالم و أعادك بألف خير لنا "

لم أدرك سوى أنني قد أغمضت عيناي و استسلمت متمنيا أن يجعل الله بيد الطبيب شفاءا لآلامي المبرحة ...
و حينما عاودت فتحهما أحسست برغبة ملحّة في النهوض من السرير برغم التعب و الدوار الذي أحسست به .. لكنه الأمل و التشوق لتجربة الحياة بلا ألم ...

نهضت ..ثمّ مشيت مستندا إلى السرير ... و صرخت من الفرحة متحسسا مكان العملية الجراحية في ظهري ... كان مكان الجرح الذي تمت خياطته كبيرا بعض الشيء ..لا يهم .. فها أنا ذا أمشي دون أن يطعنني مجددا ذلك الألم المقيت ...
و بعد نشوة السعادة التي تشككت كثيرا في استمرارها ... أحسست به مجددا ذاك الذي بتّ لا أطيق ذكر اسمه ...نعم إنه الألم و المزيد منه ...لكنّه يغزو جانبي الأيمن هذه المرة ! تباًّ له ! أما من ضحية غيري له ؟؟

استحيت كثيرا من معاودة زيارة الطبيب زاهر .. فقد أحسست أنني قد أثقلت عليه بالكثير و هو الذي أصر أن يدفع كل التكاليف من جيبه الخاص ... فذهبت إلى طبيب عام في المركز الطبي البسيط الذي يتوسّط حيّنا الشعبي الفقير .. و هو طبيب حديث التخرّج استمع إلى شكواي باهتمام ثم استغرق وقتا في المزيد من الأسئلة و الفحص الدقيق لمكان الندبة الناتجة عن العملية ثم طلب منّي عمل أشعة و............

تلقيت منه الصدمة المؤلمة ..... فقد قال لي :
" لقد أخبرتني بأمر العملية التي في العمود الفقري و لم تخبرني عن استئصال كليتك اليمنى ... إن سبب ألمك هو أمر طبيعي بعد إجراء عمليتين و نزف الكثير من الدماء... كان الله في عونك !"

كليتي؟ كيف حدث ذلك ؟ لا يمكن !

و كان يجب أن أذهب للطبيب زاهر ... ففعلت ... و مكثت في غرفة الاستقبال الفارهة وقتا طويلا ...إلى أن قابلني بضيق واضح في كل قسمة من قسمات وجهه الممتليء .. و لم يلبث أن قال : " أهلا يا سالم ..أية خدمة ؟"
قلت : " سيدي الطبيب ..ثمة خطأ قد حدث بالتأكيد ...إن كليتي ...أعني ...إنها مفقودة ! و ...."

فأجابني ببرود لا يخلو من قسوة : " اسمع يا سالم .. عمليتك كانت تتكلف أكثر من عشرة آلاف من الجنيهات .. بالإضافة إلى الفحوصات و التحاليل و الأشعة وقد قمت بعمل معروف كبيرلك ...كليتك قد بيعت بإثني عشر ألف جنيه ... بمعنى أنه قد تبقّى لك عندي أقل من ألفي جنيه و قد كنت على وشك أن ......"

قاطعتُه بمزيج من ذهول و غضب مستعر لم أفلح أبدا من تهذيبه : " بِعت كليتي ؟ دون إذني ؟ دون حتى أن أعرف ؟ أنت لست إنسانا أبدا ! سأُبلغ الشرطة و سيكون مصيرك السجن ... و صديقي خالد سيشهد عليك فقد حضر معي و....."

لم أحس بمثل هذا الذل و الاحتقار لكل شيء بل و لنفسي أيضا ..حين علا صوت ضحكته الساخرة الهازئة و هو يقول : " خالد ؟ صديقك ؟ أتمزح معي ؟ إنّ خالد يورّد لي المرضى و يأخذ عمولته الكبيرة ....يالك من مغفّل !"

" مستحيل ! مستحيل !" هذا ما ظللت أردده و أنا أنزف دموعاً من عيني و أنفي بل من كل مسام جسدي الغارقة في عرق الغضب و الانفعال المختنق ..لكن دهشتي قد تضاعفت حينما بدأ في شرح عرضه المغري على حدّ قوله!

" أنصت إليّ جيدا يا سالم ! أعرف أنّك تحتاج للمال لتحسّن من حياتك فما رأيك في ثلاثون ألفا من الجنيهات تقبضها في يدك دفعة واحدة؟"
قلت بلا تردد و بغيظ واضح و بصوت مبحوح باكِ : " لماذا ؟هل تريدني أن أبيع قلبي هذه المرّة؟"

لكنه لا يرى إلا مايريد أن يراه ... فقال و قد التمعت عيناه الكبيرتان : " لا ... ولا أريد منك ردا أو انفعالا لا ضرورة له ...فكل المطلوب هو .... إحدى كليتي ابنك الجميل الذي رأيته بصحبة زوجتك في المرّة السابقة ... و لا بأس من العيش بكلية واحدة و هو ...."

كم وددت حينها أن أطبق يدي على رقبته ..أن أصفعه بكل ما أوتيت من قوة ...لكني اكتفيت بنظرة احتقار و توعّد و هممت بالمغادرة للتفكير فيما سأفعل ..

لم يستسلم .-هذا الشقيّ اللّئيم - ظل يلاحقني حتى الباب مكملا سرد أفكاره الشيطانية الحقيرة :

" أربعون ألفا ! و ستكون مقدّما ! لا تخف فالعملية سهلة و سريعة و سيقوم بها طبيب ممتازفي نفس المستشفى الخاص بي لأني سأسافر في مهمة عاجلة و أعود مساءا لأطمئن على كل شيء...صدّقني و لن يعرف أحدا بالأمر ...الساعة الخامسة عصراً هي أفضل موعد ...إنّ من يطلب هذه الكلية مستعجل جدا عليها من أجل ابنه و ......اسمع : خمسون ألفا و هذا هو كل شيء .. الفرصة لا تأتي سوى مرة في العمر كما تعلم .."

شعرت بأني أمر بأسوأ كابوس في حياتي ...

لكن المبلغ ظلّ يتردد في ذاكرتي .. إلى أن حزمت أمري ... و اتصلت به بعد ساعتين من عرضه الفظيع ...كان الجمود و البرود مسيطرا عليّ حين طلبت أن يكون المبلغ هو سبعون ألفا لا خمسون .... فوافق بعد جدال

وبعد أن سلّمني المبلغ ... قمت في اليوم التالي ..باصطحاب أحمد إلى المستشفى. حيث قام طبيب التخدير المُتعاون بالتعامًل مع أحمد فألبسه ملابس خاصة مدعيا بأننا نلعب لعبة القراصنة ليقنعه بتغيير ملابسه ...في الحقيقة هو لم يكذب أبدا في هذا !

و اجتمع فريق الجزارون في سرية و سرعة قد اعتادوا عليها على ما يبدو ....
[/RIGHT ALIGN]
و لا أُنكِر أن كثيرا من الأحاسيس المرهقة المؤلمة قد هاجمتني و لا تزال تفعل... و بأن ضميري قد أوشك على إرغامي على التراجع عن الأمر كله .... لكن شيء ما لا زلت لا أدرك كنهه كان يجعلني أصر على الاستمرار ...

تمّ الأمر ... و حان وقت العودة للمنزل ... و طلبت غرفة للعناية بأحمد حتى يستيقظ ا...

و عدت إلى المنزل لتستقبلني زوجتي الحبيبة التي كانت في غاية القلق عليّ ... ابتسمت مطمئنا اياها و مؤكٍدا عليها موعد السفر في اليوم التالي ...و دخلت إلى الغرفة الصغيرة حيث ينام ابني أحمد آمنا مطمئنا ... فطبعت قبلة على جبينه و أحسستُ بأني أكاد أسمع صرخات الطبيب القاسي حينما يرى ابنه أحمد بعد أن يفيق من عملية سلب كليته ....
مفارقة عجيبة أن يكون اسم ابنه الأصغر أحمد ..كإسم ابني الوحيد ...

لا أدري حقا كيف خططت لكل هذا ! كيف أقنعت حارس العمارة بأنني سأصطحب أحمد فور نزوله من حافلة المدرسة ليسافر مع أبيه ... و لا كيف خطرت لي فكرة الذهاب إلى متجر الأطفال حيث يجلس ذلك الفتى الذي يقوم بتلوين وجوه الأطفال ...و لا كيف أقنعت الولد المسكين باختيار شخصية الرجل العنكبوت لتغطي ملامحه كلها ....كان يبدو سعيدا جدا ...لدرجة أني أوشكت على التراجع ... لكنّه الألم الذي سكن كل حواسّي و قادني نحو المزيد من الألم ....و الندم ..ذلك الذي تنغرس فيّ مخالبه بلا رحمة !
صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
صورة العضو الرمزية
الأمير الحائر
مشرف قسم الروايات
مشاركات: 859
اشترك في: 31 أكتوبر 2008, 8:06 pm
Real Name: وليد توفيق
Favorite Quote: و تبقى الكلمات...
verification: ID verified and trusted writer

Re: مخالب الألم ...

مشاركة بواسطة الأمير الحائر »

واقع تتعدى قسوته حدود قصة..لم يفارقنى اندهاشى و إشفاقى أيضاً حتى آخر سطور القصة كيف استطاع قلمك أن يسطر كل هذا الألم الذى تزيد قسوته بواقعيته التى ندركها جميعاً..فبإحساسى بقسوة هذا الواقع الحزين الذى رأيته بين سطورك أدرك كيف كانت صعوبة كتابة قصة مثل هذه..تغرق فى مشاكلنا العجيبة التى أصبحت حقيقة واقعة..و لو قرأ أحد هذه القصة من سنوات مضت لوصمها بالخيال الزائد, لكن ما نسمع عنه و الأن و نشاهده من مصائب يجعل هذه القصة نقطة فى بحر من واقع الألم و القسوة و غياب ضمير البعض...

سأحاول أن أبتعد لحظات عن إحساس القصة و أتحدث عن الأسلوب..الراوى الداخلى كان مناسب و موفق لأقصى حد..فقد جذبنى تماماً منذ بداية القصة حتى آخر كلمة بها دون توقف..و بالتأكيد فوق الأسلوب كان الإنتقال السلس بين جو درامى منذ بداية القصة و بين جو بوليسى نوعاً ما فى نهاية القصة..و فى مرحلة معينة من القصة كنت أعترض دون ان أتوقف عن القراءة كيف يعقل لأب أن يبيع كلية ابنه تحت اى ظرف من الظروف..و فى هذا نجاح كبير للعمل كيف يمكن أن تظل تقرأ بنفس التشويق رغم توقفك و اعتراضك تماماً على أحد أهم أحداثها..و لم يستمر الإعتراض طويلاً حتى قرأت النهاية التى صغتيها بمهارة و فكرة بوليسية..و إن كانت هناك بعض علامات الإستفهام التى ستبرق بشأن إستطاعة تدبير بطل القصة البسيط لهذه الخطة المتقنة فى وقت قصير و معرفة منزل الطبيب و موعد عودة ابنه..كما أن موعد سفر الطبيب الذى ذكر فى مرحلة ما كان فى يوم و يعود فى مساء نفس اليوم..و ذكر بعده أن العملية تمت فى اليوم التالى..أى أن المفترض وجود الطبيب فى يوم العملية..أعتقد التوقيت كان مختلفاً.

عودة للفكرة التى تحتاج إلى الكثير و الكثير من الحديث..و الأسف على ما وصلت إليه تلك القضية..و كيف تحولت وسيلة علمية و طبية من المفترض بها إنقاذ أرواح البشر إلى داع للجريمة و القتل كما سمعنا ولا زلنا نسمع..و لا زلت أذكر ملامح و إبتسامة جارنا الطفل الصغير الذى خُطف..و وُجد بعد أيام ملقى فى المقابر..خاوى الصدر....أبعد الله عن أطفالنا و أهلنا جميعاً مثل هذا الألم و القسوة...
لهذا بجانب الواقع..فقصتك كانت نقطة فى بحر من القسوة الذى غلفت القلوب..
أحييكِ يا أختى العزيزة غادة و أحيى قلمك على مس قضية مثل هذه..فى أسلوب أدبى رائع حقاً..و كيف تحول الواقع الأليم بكلماتك إلى قصة لم تبتعد أبداً عن واقعنا..
و تمنياتى بأن يظل قلمك و كلماتك أصدق تعبير عن قضايانا بأسلوبك المميز flower1
ثمة أسماء و ألقاب تبقى..بقاء الأرض..بقاء السماء..و بقاء الكلمات...
ثمة أشياء تتعلق حياتها بأماكنها..بتوابيت مغلقة تخشى الإبتعاد عنها...
رغم أن الحياة..قد تكمن فى هذا البعد...

.....

...:: و تبقى الكلمات ::...

...... صفحتى فى الأكاديمية ......
صورة العضو الرمزية
dr asmaa
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 123
اشترك في: 04 نوفمبر 2009, 8:18 pm
Real Name: أسماء مصطفى
Favorite Quote: اللهم أسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
verification: ID verified and trusted writer
مكان: الإسكندرية
اتصال:

Re: مخالب الألم ...

مشاركة بواسطة dr asmaa »

أهئ أهئ أهئ أختى غادة :cry: :cry:

مش عارفة بجد ابكى على اه ولا اه

على هذا الرجل الفقير المريض الذى استغلوا مرضة وفقره

ام على الصديق الذى باع صديقه

ام على الطبيب الذى باع ضميره ومهنته من اجل مال حرام ومتاجرة فى امراض الناس

ام ابكى على الطفل الذى كان ضحيه لافعال ابيه

أم ابكى على المجتمع الذى اصبح الانسان ارخص شئ فيه :cry:

طبعا قصة مؤثرة وواقعية واسلوب شيق

مع العلم انى كنت متوقعى النهاية قبل الوصول إليها

تحياتى ودموعى لما اصابنا واصاب مجتمعنا
صورة العضو الرمزية
walaa mohamed
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 146
اشترك في: 08 فبراير 2009, 2:45 am
Favorite Quote: و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب.
مكان: مصر

Re: مخالب الألم ...

مشاركة بواسطة walaa mohamed »

ياااااااااااااه يا غادة كم ألمتنى تلك القصة بأحداثها المؤسفة ونهايتها الموجعة :cry:
بس ليه ..ليه سالم يعمل كده
لم يجد شيئا ينتقم به من الطبيب سوى ابنه :!: :(
حقيقى أنا مش عارفة أقول ايه بس هيا فعلا قصة أليمة تعكس الواقع بحق
فأمثال هذا الطبيب-الذى لا يستحق ذلك اللقب أبدا- أضحى عددهم فى زيادة مطردة كل يوم
لكن الله يمهل ولا يهمل

لكن بعيدا عن أحداث القصة أعجبنى أسلوبك كثيرااا بالاضافة الى الحبكة الدرامية الجميلة
بالفعل استطت أن تجعلى القارىء يلتهم السطور التهاما ليعرف ماذا سيحدث clap1 clap1
تحياتى ليكى يا أجمل غادة :)
يا مقلب القلوب..ثبت قلبى على دينك


صورة
صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

Re: مخالب الألم ...

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »

الأمير الحائر كتب:واقع تتعدى قسوته حدود قصة..لم يفارقنى اندهاشى و إشفاقى أيضاً حتى آخر سطور القصة كيف استطاع قلمك أن يسطر كل هذا الألم الذى تزيد قسوته بواقعيته التى ندركها جميعاً..فبإحساسى بقسوة هذا الواقع الحزين الذى رأيته بين سطورك أدرك كيف كانت صعوبة كتابة قصة مثل هذه..تغرق فى مشاكلنا العجيبة التى أصبحت حقيقة واقعة..و لو قرأ أحد هذه القصة من سنوات مضت لوصمها بالخيال الزائد, لكن ما نسمع عنه و الأن و نشاهده من مصائب يجعل هذه القصة نقطة فى بحر من واقع الألم و القسوة و غياب ضمير البعض...

سأحاول أن أبتعد لحظات عن إحساس القصة و أتحدث عن الأسلوب..الراوى الداخلى كان مناسب و موفق لأقصى حد..فقد جذبنى تماماً منذ بداية القصة حتى آخر كلمة بها دون توقف..و بالتأكيد فوق الأسلوب كان الإنتقال السلس بين جو درامى منذ بداية القصة و بين جو بوليسى نوعاً ما فى نهاية القصة..و فى مرحلة معينة من القصة كنت أعترض دون ان أتوقف عن القراءة كيف يعقل لأب أن يبيع كلية ابنه تحت اى ظرف من الظروف..و فى هذا نجاح كبير للعمل كيف يمكن أن تظل تقرأ بنفس التشويق رغم توقفك و اعتراضك تماماً على أحد أهم أحداثها..و لم يستمر الإعتراض طويلاً حتى قرأت النهاية التى صغتيها بمهارة و فكرة بوليسية..و إن كانت هناك بعض علامات الإستفهام التى ستبرق بشأن إستطاعة تدبير بطل القصة البسيط لهذه الخطة المتقنة فى وقت قصير و معرفة منزل الطبيب و موعد عودة ابنه..كما أن موعد سفر الطبيب الذى ذكر فى مرحلة ما كان فى يوم و يعود فى مساء نفس اليوم..و ذكر بعده أن العملية تمت فى اليوم التالى..أى أن المفترض وجود الطبيب فى يوم العملية..أعتقد التوقيت كان مختلفاً.

عودة للفكرة التى تحتاج إلى الكثير و الكثير من الحديث..و الأسف على ما وصلت إليه تلك القضية..و كيف تحولت وسيلة علمية و طبية من المفترض بها إنقاذ أرواح البشر إلى داع للجريمة و القتل كما سمعنا ولا زلنا نسمع..و لا زلت أذكر ملامح و إبتسامة جارنا الطفل الصغير الذى خُطف..و وُجد بعد أيام ملقى فى المقابر..خاوى الصدر....أبعد الله عن أطفالنا و أهلنا جميعاً مثل هذا الألم و القسوة...
لهذا بجانب الواقع..فقصتك كانت نقطة فى بحر من القسوة الذى غلفت القلوب..
أحييكِ يا أختى العزيزة غادة و أحيى قلمك على مس قضية مثل هذه..فى أسلوب أدبى رائع حقاً..و كيف تحول الواقع الأليم بكلماتك إلى قصة لم تبتعد أبداً عن واقعنا..
و تمنياتى بأن يظل قلمك و كلماتك أصدق تعبير عن قضايانا بأسلوبك المميز flower1


مرحبا بك يا وليد و بتعليقاتك الرائعة flower1

الواقع أصبح مرعبا في كثير من الأحيان ربما أكثر من الخيال ! و قد قرأت للأسف - بعض القصص عن بيع أهالي لأولادهم و ليس لكليتهم فقط ! و قد أوجعت قلبي حقا بذكر الطفل المسكين الذي تم اغتياله بهذه الوحشية و تركه دون حتى دفن !

كما قصدت بـ ( مخالب الألم ) أن أمثال هذا الإنسان البسيط الفقير عندما يتعرّض لكل هذا الألم و الظلم و القسوة من الممكن أن تنقلب آلامه إلى مخالب رهيبة لتفعل مثل ما فعل البطل ( و إن كنت أعترض كثيرا على فكرة الانتقام و الأخذ بالثأر ) لكنها ربما صرخة تحذيرية في وجوه الأطباء معدومي الضمير الذين خلعوا رداء الرحمة و أصبحوا غيلانا تجمع المال بأي ثمن ... و نسوا الله الذي يمهل و لا يهمل.

و بالنسبة للخطة المتقنة : فلا تنس دور التلفاز مثلا و مايبثه من أفلام و مسلسلات توضّح الكثير مما قد يغيب عن بعض العقول ، فتجد مثلا عصابة من الأطفال في سن العاشرة يقومون بأعمال و حوادث من المفترض أن لا تخطر لهم على بال ! و حين يسألهم سائل : كيف لهم أن يتوصلوا لمثل هذه الأفكار و تنفيذها كأعتى المجرمين ؟ تكتشف أنه ما يعرض عليهم في وسائل الإعلام .

أما سفر الطبيب و عودته في نفس اليوم : فموعد عودته هو في المساء : بعدما يكون كل شيء قد تم بالفعل : قصدت أن أوضح أنه - للأسف - مثل هذا العمليات أصبحت تجري في وضح النهار و تتم بسرعة و بكثير من الإهمال في تنفيذها و في إجراءات هذا التنفيذ ! كما أنه بعودته في نفس اليوم لن يكون هناك مجال لتدخل حقيقي من الشرطة التي لا تتحرك عادة إلا بعد مرور 24 ساعة على اختفاء المبلّغ عنه ... و عند عودته و اكتشاف ما حدث : لن يتمكن حتى من متابعة البلاغ الذي غالبا ما تم تقديمه بالفعل .. لأنه يعلم جيدا ما حدث !

سعدت كثيرا بوصفك الأسلوب بـ ( الرائع ) ، و أشكرك كثيرا أخي الغالي وليد على مرورك و تعليقك المتألّق flower1 flower1 flower1
صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
صورة العضو الرمزية
sunrise
أكاديمى فعال
أكاديمى فعال
مشاركات: 81
اشترك في: 13 نوفمبر 2009, 12:28 am
Favorite Quote: to be or not to be
verification: ID verified and trusted writer

Re: مخالب الألم ...

مشاركة بواسطة sunrise »

هل هذا انتقام ؟ام نوع من انواع القسوة ؟؟ ام هو رد للمستحقات الضائعة؟
لا ادرى حقا .:o
شعرت بالالم مع الراوى فى البداية وشعرت بقسوته فى النهاية
الالم والقسوة هما طريقان قريبان جدا من بعضهما وفى اوقات يكونا متطابقان مث فى هذه القصة ؟؟
حقا كما تدين تدان

(ومازلت لم افهمك يادنيا ):x
صورة

لنتعلم الدرس الذي أراد الله للناس أن يتعلموه ،، ان الغروب لا يحول دون شروق مرة أخرى في كل صبح جديد . فانظر الى حيث تشرق الشمس فى كل فجر جديد ودعونا نمنع الياس من الاستلاء علينا ونمنع الحزن من الانتصار علينا فقد جعلنا الخالق اقوياء فلنظل اقوياء ولندع الشمس تشرق داخل قلوبنا قبل ان تشرق امام اعيننا.

تنهيدة
مشرفة قسم أدب الأطفال
مشاركات: 1291
اشترك في: 04 نوفمبر 2008, 3:01 am
Real Name: نهاد نعمان
Favorite Quote: لوسرقت منا الأيام قلباً معطاء بسام لن نستسلم للآلام ...لن نستسلم للألام .....
verification: ID verified and trusted writer
مكان: بنت مصر

Re: مخالب الألم ...

مشاركة بواسطة تنهيدة »

مخالب الألم أفضل عنوان لكل الالم الذى سطره قلمك والذى شعرت به وانا اقرأ قصتك مخالب غرست فى قلبى وتعمقت لواقعيتها الشديدة
مع كل سطر أقرأه اتمنى ان افيق من صدمتى ويكون ماأقراه قصة خيالية من واقع خيالك وليس الم شعرتى به فى الحقيقة ويحدث واكثر منه فى واقعنا المر ...مجموعة حقائق صادمة بأسلوب رائع جعلتينا نقرأ بدون توقف تصدمنا الأحداث تجعلنا نفكر فى حيرة ماذا سيحدث دائما متميزة ياصديقتى العزيزة فى كل ماتقدمية فقد نقاشتى مجموعة قضايا فى قصتك قضايا تمس واقعنا تترجم مايشعر به رجل الشارع البسيط الذى يقتله الألم وحين يفكر ان يعالج المه يكون الثمن هو الم أكبر وأعمق...تميز قلمك جعلنى أشعر بمدى الم هذا الرجل البسيط بصدمتة فى صديقة بصدمتة فى الحياة التى زادت وجعلتة ينتقم بهذا الشكل القاسى مع اعتراضى الشديد على قسوة الأنتقام لان من شعر بالالم ليس من السهل أبدا ان ينتقم من البراءة لتخفيف المه ...
اود ان أقول الكثير عن هذه القصة الرائعة من حيث الفكرة والأسلوب دائما تبهرينا بكتاباتك ياغادة أحيكِ بشدة على أحساسك العميق بقضايا تهمنا جميعا وعلى الأسلوب المميز فى سرد أحداث القصة جعلتينا أتعاطف وأثور وأبكى وأتمنى لو ما أقراه ليس واقع وليس خيال وليس أى شىء
فأنا أريد ان أمحى أى شىء يحول الدنيا لغابة يقتل إنسانيتنا لمجرد اننا لانملك المال الذى يجعلنا نعيش مثل باقى البشر .....فالطبيب استغل واشترى وباع وحول الطيبة لقسوة شديدة وأستغل الصداقة وكان السبب فى قتل البراءة فكم من جريمة ارتكبت وكم مبدىء داسوا عليه
بالأقدام من أجل المال عالم جديد أتمنى من كل قلبى أن ينتهى
أشكرك كثيرا ياصديقتى العزيزة وأتمنى لك من كل قلبى دوام التميز الأبداع :) flower1
تمنياتى القلبية لك بكل النجاح والتوفيق :)
صورة
صورة العضو الرمزية
elsayad
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 289
اشترك في: 26 مارس 2009, 8:40 pm
Real Name: عاطف
Favorite Quote: الصبر مفتاح الفرج والصيد علمنى
verification: ID verified and trusted writer
مكان: الشرقية

Re: مخالب الألم ...

مشاركة بواسطة elsayad »

الزميلة / غادة
معتادة على إبهارنا ودهشتنا دائماً فى قصصك الغريبة والمثيرة ، وأجمل ما فيها هو الغموض بين السطور الذى يجعلنا أثناء قراءتها متشوقين لمعرفة نهايتها والتى تكشف بدورها عن هذا الغموض لإدراك الحقيقة المرة .
أولاً : إكتشاف سالم أنه فقد كليته عندما ذهب ليكشف عند الطبيب الآخر !!!!!! كانت مفاجأة قاتلة .
ثانياً : عند ذهابه للطبيب الملعون زاهر الذى أجرى له هذه العملية ورده عليه بكل وقاحة وكشف حقيقة خالد !!!!!! كانت أيضاً مفاجأة غريبة .
ثالثاً : ومن ثم العرض الذى عرضه عليه الطبيب بخصوص كلية إبنه ومجاراة سالم له !!!!!!! فى هذا الوقت وأثناء القراءة لم أكد أصدق ما أقرؤه .
رابعاً : الكشف عما حدث لإبن الطبيب بدلاً من إبن سالم وطبعاً صدر هذا من سالم بدافع الإنتقام !!!!!!!! ولكن ما ذنب إبن الطبيب ؟

لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .

لا يسعنى إلا أن أقول " من أعمالكم سلط عليكم "

قصة مليئة بالأحداث المثيرة والمفاجآت أشكرك على إمتاعنا بها وطرح هذه القضية الشائكة بأسلوب جميل وشيق كهذا .

أتمنى لكي أختنا الغالية المزيد من التفوق والتقدم بإذن الله .
الصياد المصري
********
*******
من أعمالي بالأكاديمية
انا صياد وكان نفسي . . أعيش صياد طول عمري
ليه اشغل بالى وأفكر . . واعيش مغلوب على أمري
آمنت بربي وعرفت إن رزقي عليه . . ومهما بعدت واتغربت مش حاروح غير ليه
علشان كدا أنا كان نفسي . . أعيش صياد طول عمري
صورة
صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

Re: مخالب الألم ...

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »

dr asmaa كتب:أهئ أهئ أهئ أختى غادة :cry: :cry:

مش عارفة بجد ابكى على اه ولا اه

على هذا الرجل الفقير المريض الذى استغلوا مرضة وفقره

ام على الصديق الذى باع صديقه

ام على الطبيب الذى باع ضميره ومهنته من اجل مال حرام ومتاجرة فى امراض الناس

ام ابكى على الطفل الذى كان ضحيه لافعال ابيه

أم ابكى على المجتمع الذى اصبح الانسان ارخص شئ فيه :cry:

طبعا قصة مؤثرة وواقعية واسلوب شيق

مع العلم انى كنت متوقعى النهاية قبل الوصول إليها

تحياتى ودموعى لما اصابنا واصاب مجتمعنا



أسلوبك مرح برغم أن القصة حزينة لكن جعلتني أضحك على رد فعلك هذا :lol: و خاصة ( تحياتي و دموعي )

أعتقد أنك لو جربت كتابة الكوميدي أو الساخر سيكون رائعاً بإذن الله

موضوع توقع النهاية هو بالتأكيد ذكاء إجرامي منك س11 (( بس عرفت إزاي النهاية di1 إذا كنت أنا شخصيا ماكنتش عارفاها :cry: ))

من الممكن أن عملك جعلك ترين الكثير و ربما صادفتك حكايات عن هذا النوع من السرقات ، لكني أعتقد أن ما ورد بالقصة هو انتقام قاسٍ جدا و لا أعتقد أنه حدث في الواقع ... أو لا أتمنى ذلك أبدا ! )

تحياتي و إعجابي :) (( angry1 ))
صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
أضف رد جديد

العودة إلى ”قصص فصحى“