وخزة ضمير

المشرفون: Ghadat2009،نبضة...

أضف رد جديد
dr_hope
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 173
اشترك في: 09 فبراير 2009, 9:17 am
Favorite Quote: لا تنس ذكر الله
مكان: مصر
اتصال:

وخزة ضمير

مشاركة بواسطة dr_hope »

قاد سيارته بهدوء عبر الطريق .. كان هدوؤه هذا بسبب وجود شبورة مرورية أضافتْ إلى الليل ليلا آخر ... و لم يكنْ يرجع إلى طبيعته؛ فعلى العكس كان متهورًا في قيادته، لا يُبالي بشيء ...كم شخص صدمه من قبل ؟ اثنين ، ثلاثة ؟ لا يهم طالما أبوه _ذو الوجاهة الاجتماعية و صاحب الأملاك _ يخرجه من أي ورطة توقعه فيها حماقتُه و غروره . لا يبالي بحياة الناس؛ يظنها كسياراته التي يبدّلها كل أسبوع تقريبا .. كل شيء عنده قابل للشراء .
تحسس طريقة و هو يلعن الظروف التي أخرجته في هذه الساعة، فتح مسجل السيارة لتنطلق منه أنغام تواكبُ حالته و شخصيته، تجاوبت نفسه مع الأغنية الشبابية، تمتم بكلماتها، نقر بأصابعه على مقود السيارة، تمايل يمينًا و يسارًا .. و بينما هو على هذه الحالة إذ رأى ضوءًا يتخلل ذرات الضباب، على جانب الطريق، قدّر في نفسه أنه محل لبيع الفاكهة أو ما أشبه مما يقابله كثيرا أثناء سفره .. مط شفتيه متعجبًا ، مَن الذي يبقى إلى هذه الساعة في هذا الجو شديد البرودة ... لم يكن يعرف أن هناك من تجبرُه لقمةُ العيش على أكثرَ من ذلك، و أن الفقر و الأفواهَ الجائعة و الأجسامَ العليلة تدفع أحيانًا إلى أبعد من ذلك، كلّ هذا لا يهمه، كل ما يشغل تفكيره الآن أن يصل إلى فراشه الوثير، و حجرته الدافئة ... سينام إلى ظهر اليوم التالي .. و يستيقظ بعدها ليبحث عن لذة أخرى و مغامرة جديدة ... لازالت الأنغام تتسلل إلى أذنيه فيطرب لها، اقترب من الضوء و قد زاد سطوعه، فنظر يدفعه الفضول .. هل يا تُرى هو شيخٌ كبير ينكبُّ على بضاعته يحوطها كأبنائه .. هي مصدر رزقه ؟ لا يدري الشاب _ ربما_ أن بضعة حلوى و علب السجائر قد تكفل بيتًا بأفراده .. أم هل هي امرأة كبيرة قد أنهكتها الشيخوخة، تجلس إلى بعض أقفاص الخضروات، لتساومَ على جنيه و جنيهين ؟ هل و هل .. لم يرَ بوضوح .. كان قد تجاوز الضوء ..
تعلق قلبُه به، مَن ياترى يجلس إلى هذا الضوء؟ يحتمي به من برودة الجو .. من قسوة الليل .. من وحشة الطريق .. هل يجلس ليرقبَ الضوء؟ .. هل يتأمل تلك الذرات الصغيرة التى تتراقص ، أم إلى الفراشات الملونة التي تحوم حوله .. عاد بسيارته وصمم أن يعرف .. صمم أن يرى هذا الكائن العجيب، الذي يتحدي البردَ القارس، لم يكن هو نفسُه يجرؤ أن يخرجَ يدَه من زجاجِ السيارة ! فكيف بهذا الذي يلتفُّ ويتعمّمُ بالبرد . اقترب أكثر .. دقق نظره ، لم يرَ .. زجاجُ السيارة لم يسعفه ... فتح النافذة الجانبية... اندفعت لسعاتُ البرد تلدغه، اغمض عينيه و ارتعش .. لكنه صمم .. اقترب .. يتضح له الآن خيال شخصي جالس.. على ما يشبه القفص .. و قد احني رأسَه ليدفنها مع ركبتيه في صدره، و بجواره دكان صغير، لمح من خلاله بعض أنواع الفاكهه .. اقتربَ أكثر ليرى الخيالَ يتجسد أمامَه .. بنت صغيرة !! تعجب ! .. أحسَّ بشيء ما في قلبه ينغزه .. وقف أمامها ، لم تتحرك .. نادى لم تستجب .. أطلق صفارته .. لا شيء .. نزل من سيارته .. و هو يضم ياقته ، و يضع يده في جيبه .. وصل الى الجسد الهامد .. هزه برفق .. استيقظت البنت مذعورةً .. نظرت له ثم إلى السيارة .. ثم قامت مسرعة تلملم ثوبها .. و بصوت ناعس .. و عبارات متقطعة
..
"أجيبلك إيه يا سيدي ؟ "
لم يجب و أطرق برأسه قليلا.
"فيه تفاح و موز و برتقال بس دلوقت
..
بكره أبويا هينزل السوق يشتري فاكهه زيادة .."
أمسكت يدَه و هزتها بضراعة..
"معلش يا بيه .. أوعى تقول لأبويا اني كنت نايمة .. أنا غفّلت بس شوية .. "
"أبوس ايدك يا بيه .. أبويا بيضربني
..".
 
.
حسبنا الله و نعم الوكيل !
صورة العضو الرمزية
walaa mohamed
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 146
اشترك في: 08 فبراير 2009, 2:45 am
Favorite Quote: و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب.
مكان: مصر

Re: وخزة ضمير

مشاركة بواسطة walaa mohamed »

الفكرة جميلة جداا وبتعبر عن الواقع بحق clap1
لكن....فين الباقى lost1 أنا كنت مستنية توصف مشاعر البطل حينها ..لكنى فوجئت أنها قد انتهت :!:
لكن على كل ..هى قصة مؤثرة ذات أسلوب بديع flower1
يا مقلب القلوب..ثبت قلبى على دينك


صورة
dr_hope
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 173
اشترك في: 09 فبراير 2009, 9:17 am
Favorite Quote: لا تنس ذكر الله
مكان: مصر
اتصال:

Re: وخزة ضمير

مشاركة بواسطة dr_hope »

فكرت اني اعمل كده

بس فضلت اني أسيب الباقي لخيال القارئ

شكرا لمرورك يا ولاء :)
حسبنا الله و نعم الوكيل !
صورة العضو الرمزية
رحمة
أكاديمى فعال
أكاديمى فعال
مشاركات: 37
اشترك في: 13 فبراير 2010, 11:59 pm
Favorite Quote: أحبب ما تشاء فإنك مفارقه
verification: ID verified and trusted writer

Re: وخزة ضمير

مشاركة بواسطة رحمة »

القصة أو لنقل الموقف :) بسيط سلس يعبر عن ظروف نعيشها بل و يتناول وصف طبقتين من المجتمع الذي نعيش فيه و صفات هاتين الطبقتين و لو بلمحة واحدة أو بموقف واحد كما عبر هذا الموقف هنا

أما بالنسبة للنهاية لم أهتم بها كثيراً فهي من الأفضل أن تترك للقاريء كما قال الدكتور كما أن أليست هذه نهاية كافية ؟ thi1

هذه هي النهاية الواقعية لماذا تنتظروا أن يتأثر هذا الشخص و كيف يتأثر و هو من طبعه اللامبالاة و عدم التأثر و وضح ذلك منذ بداية الموقف إلى نهايته فرده فعله حقيقية و موجودة و تمثل كما قلت واقع الفرق بين الطبقتين

مجرد وجه نظر أرجو أن تتقبلوه بصدر رحب م11
صورة
dr_hope
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 173
اشترك في: 09 فبراير 2009, 9:17 am
Favorite Quote: لا تنس ذكر الله
مكان: مصر
اتصال:

Re: وخزة ضمير

مشاركة بواسطة dr_hope »

و أنا سعيد جدا بتعليقك أختي رحمة

اقتربتِ جدا مما كنت أريد أن أوصله من خلال هذا الموقف

شكرا لك

و مرحبا بك في الاكاديمية
حسبنا الله و نعم الوكيل !
أضف رد جديد

العودة إلى ”قصص فصحى“