إنتقام

المشرفون: Ghadat2009،نبضة...

أضف رد جديد
rawan432
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 226
اشترك في: 27 إبريل 2009, 2:47 am
Real Name: روان عبد الكريم
Favorite Quote: كان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين

إنتقام

مشاركة بواسطة rawan432 »

ذات صباح ماطر إستحال فيه المسير , إلتجأت لذاك المقهى الصغير القابع فى هدوء فى ركن منعزل عن العالم , ألتمس قليلاً من الدفء وبعض من القهوة المرة وشرعت
أُنجز بعض المقالات الصحفية المطلوبة على الكومبيوتر المحمول خاصتى.
حينما أتت النادلة بقدح القهوة وبعض الفطائر المحلاة المدفوعة مقدماً ...نظرت بأمتعاض الى جسدى المترهل وتساءلت فى سخرية متى أٌمارس حمية ما.... ثم هززت رأسى فى فتور متمتماً :-
بضع فطيرات لن تزيد الطين بله ... نظرت للزجاج العاكس للكومبيوتر أرقب جسدى مرة اخرى وأقارنه باجساد الاخرين -وهواية التلصص هذه ليست جريمة فى عالمنا الصحفى ..وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بتلك الحسناء الجالسة فى توتر فى أقصى الركن خلفى تماماً... ترمق بقايا مشروب ما فى سكون متناقض مع هدير الأمطار العاصفة تضرب الزجاج خلفها بلا شفقة ... وهى تنقر بأصبع طويلة مترفة المفرش أمامها بينما تعبث يدها الأخرى فى شعرها الأسود الحائر على كتفيها فى إنسدالة عابثه ... حينما أغمضت عينيها وهدأ جسدها فى المقعد الوثير غممت فى سخرية مرة أخرى:-
هذه المرأة تشعر بالملل لا ريب , وكنت بدأت أشعر بالسأم من الموقف الراكد .. إلا إنه فجأة أهتز جسدها وأرتعش ..وجلست منتصبة كقمرية وادعة ترمق الباب فى حزن... ظهر فى إلتماعة الدموع فى عينيها وإلتفاف ذراعيها حول صدرها مما جعلنى التفت بقوة بدورى لأرمق الرجل الوسيم القادم عبر الباب , الذى يجلس لتوه مع فاتنة أخرى ذات وجه ملائكى وجسد رقيق ...كانت صورة متناقضة من تللك الثاثرة ذات الدماء الحارة ببشرتها الزيتونية وفمها الممتلئ.. التى ترمقهما فى ألم.... وهالنى إنحنائة رأسها على المنضدة وإنسكاب المشروب على ثوبها الأسود كمزاجها.. بينما أنكسرت أغصان شجرة فى الخارج وترنحت بقوة على الزجاج خلفها.
وقد صدرت , ضحكة رقيقة من الفتاة الأخرى القابعة فى طمأنينة ويدها ترقد فى يد الوسيم وهى تبتسم له فى أنوثة بينما ترمق السمراء فى إلتفاتة جانبية متشفية ...فاتت الرجل المسحور بدلالها, أو لم تفته.
لبثت ارمقها فى تعاطف وهى تمسح عينيها بأطراف أناملها خلسة حتى لا يلحظها الحبيب الغادر...والنادل يمسح الفوضى امامها وصاحبنا يرمقها فى لامبالاة فجأة .. ثم ينهمك فى حديث دافئ مع الشقراء الماكرة كى يزيد ألمها ويرسى نصله الحاد بين ضلوعها..نظرت إليه فى غيظ ثم عدت للتى أسرتنى بألمها.. أرقبها مرة أخرى وقد عقدت حاجبيها فى غضب هذه المرة وتركزت نظرتها على ظهرى , فقد انكشف تلصصى وهممت بغلق الكومبيوتر... ولم الحظها تنهض ثم تقف امامى وهى تقول هل تسمح لى :
أومات بوجه متصبب من العرق رغم الجو الغارق فى المطر وقد جلست أمامى ترمق وجهى المتورد وهى تقول:-
أعرفك, أنت شهير يا سيدى, صحفى ومقدم تلفزيونى اليس كذلك؟!
أغمضت عينى وقد أخذتنى مودتها المفاجئة بعد أن توقعت أن تصب على جام غضبها وألمها ولكن تلك الابتسامة الرائعة الغير مبررة... وقد أنارت وجهها حيرتنى كثيراً ...وهى تتمطئ كقطة خجولة وتجلس فى دعة كأنها تعرفنى منذ زمن بعيد.

سألتها وقد أخذتنى المفاجأة :-
هل أنت بخير ؟؟.. ما أسمك؟
أغمضت عينيها نصف إغماضة بطريقة عفوية مثيرة وأبتسمت كطفلة شقية:-
لا يهم... أختر ما شئت , كانت قد هدأت وأسترخت وهى ترتشف العصير الذى طلبته لها , وأنا مأخوذاً بها وقد تناسيت الوسيم وصاحبته الشقراء وهم يتلصصون هذه المرة وهى تقدم لى الكأس المملوءة للنصف وتقربه من فمى و تقول فى دفء:-

-افعل لى معروفاً وأرتشف قليلاً منه
حاولت إبعاد اليد عن فمى حين تبين لى غرضها الشرير.. إلا أن يدها الاخرى أمسكت برسغى فانصعت راضياً مسحوراً.
قالت وهى ترجع جسدها فى هدوء :-
-احسنت
-هتفت ببلاهة:-
ماذا؟؟
قالت:- لاشئ ..فقط شكراً للمساعدة ..ثم نهضت وهى تحكم معطفها الأحمر الصوفى حول جسدها وقد نهضت بدورى العن جسدى المترهل , قبلتنى فى خدى ثم مضت بجسدها اليافع عبر الباب... دون أدنى التفاتة لى او للشقراء المهزومة المنكسرة مع أنكسار الغصن الثانى للشجرة أو للوسيم الذى وضع رأسه بين يديه وقد توترت ملامحه فى غضب وغيرة, وهو يرمقها تمضى عبر الباب ثم يرقبها فى هيام عبر الزجاج تمد اصبعاً للمطر ثم تتذوقه فى وله بينما تعبث الريح بجنون ولهو بشعرها الليلى وتزيده عبثاً فوق عبث.
newreply.php?do=newreply&p=352988 newreply.php?do=newreply&p=352988 newreply.php?do=newreply&p=352988 [table] [tr] [td]روان عبد الكريم[/td][/tr] [tr] [td]member.php?u=19891[/td][/tr] [tr] [td]ا[/td][/tr] [tr] [td]profile.php?do=addlist&userlist=buddy&u=19891[/td][/tr][/table]
[table] [tr] [td]صورة 26-03-2010, 07:58 PM [/td][/tr][/table]
http://thumbs.bc.jncdn.com/043d1b820dd2c3e4b7d22e52d9f9c923_l.jpgصورةكان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
أضف رد جديد

العودة إلى ”قصص فصحى“