سكوت...هننافق

[الأمير الحائر]

جلست المذيعة الجميلة " انجى " ذات الخمسة وستين ربيعا تعدل من مكياجها فى انتظار فقرتها القادمة و اليومية عن مشاكل الحب على تلك القناة الفضائية الشهيرة, بينما جلست ضيفتها الدائمة الأنسة ذات الثلاثة والخمسين ربيعا " مروة رشا " وهى تعدل من مكياجها أيضا فى انتظار الفقرة التى تتحدث فيها يوميا عن مشاكل رومانسية تواجه الشباب المصرى, وبينما كلاهما تنتظر التصوير أخذا يتجاذبان أطراف الحديث.
" عن ماذا ستتحدثين اليوم يا مروة؟ أم أنك ستفاجئينى بمواضيع غريبة مثل الحلقة الماضية؟ "
" مواضيع غريبة؟ لا أذكر أنى تحدثت عن مشاكل غريبة فى الحلقة الماضية "
" موضوع الشاب الذى انتحر من الظروف الإجتماعية وموضوع البنت التى انتحرت بعد أن توفي مطربها المفضل "
" اه, ولماذا غريبة؟ لقد اعتقدت انها مواضيع مسلية و " كول " جدا "
" مسلية نعم, لكننا نحتاج إلى مواضيع هادفة أكثر وشعبية, مثل مشاكل الزواج العرفى فى الجامعة الأمريكية...؟ "
" هذه مفاجأة, لم أكن أعرف أنهم يتزوجون من الأصل! "
" ......... "
" عموما موضوعى اليوم مختلف, هناك شاب أبله عمره 23 عام, بعث لى برسالة يقول انه تقدم لخطبة بنت زميلته عندما كان عمره 19 فرفضت أمها وقالت يجب أن تشترى شقة أولاً, وصدق بغبائه وعمل صباحا وظهرا ومساءا عدة أعمال طوال ثلاث سنوات كاملة حتى تمكن من شراء الشقة وتقدم بغباء أكثر إلى أم حبيبته معتقدا أن الشقة هى كل مايجب أن يملكه "
" وماذا فعلت أمها؟ "
" رفضته بالطبع, وقالت له إنى لا أريد أن تعيش ابنتى فى مستوى أقل من مستواها الحالى, ويجب أن تكون الشقة فى المعادى, ويجب أن يملك سيارة أحدث موديل والقائمة الأساسية التى تعرفينها, وأصبح هذا الشاب مدمرا ويائسا ويفكر فى الإنتحار, ألم أقل لكى إنه غبى! "
" ياله من شاب مضحك, وغبى فعلا يامروة, والأم أيضا غبية وأخطأت, إذا كنت أنا لدى بنت شخصيا فسأرفضه من البداية وأطرده حتى لايفكر فى الموضوع! "
" بالتأكيد...هذا ما سأفعله شخصيا إذا قبلنى أحد...احم...أقصد إذا تزوجت وكان لدى بنت فسأرفضه من البداية, لايجب أن نسمح للعامة بتخطى حدودهم "
" موضوع هام يامروة ومسلى, قصة واقعية وسيصدقها الناس, هيا التصوير سيبدأ بعد قليل..."
" انتظروا! انتظرى يا أنجى! لاتبدأوا التصوير! "
" ماذا هناك يامروة؟! "
" أعتقد لون طلاء الشفتين لايناسب فستانى السواريه الأحمر! هل يمكنك استدعاء طاقم المكياج مرة أخرى "
علا صوت المخرج هذه المرة بملل:
" مكياج, سنأخر التصوير خمسة دقائق "
بعد خمسة دقائق وبعد أن عدلت مروة ومعها انجى بدافع الغيرة مكياجها استعد الجميع للتصوير..
" سكوت, هنصور...ثرى..تو..وان.."
" أهلا بكم أعزائى المشاهدين فى فقرتنا اليومية " بحبك يا أحمد " والتى نسعد أن يكون معنا فيها دائما المحللة النفسية والخبيرة الرومانسية دون أى شهادات, والتى تحل أى مشاكل رومانسية بقوة خارقة للطبيعة, الأنسة مروة رشا..نرحب بكى معنا يامروة "
مروة بعد تسبيل العينين وابتسامة صفراء لزوم التصوير " شكرا أنجى وسعادتى أن أكون معكم دائما من أجل الحب...ومن أجل مصر... "
" فلنبدأ بعرض موضوع اليوم يامروة عن مشاكل الحب والرومانسية "
زادت مروة من التسبيل وانقلبت ابتسامتها فى لحظة ووجهها إلى حزن وكئابة مفتعلة قبل أن تبدأ الحديث..
" المشكلة التى معنا اليوم هى مشكلة تقابل الشباب من الجنسين, مشكلة يعانى منها الشباب هذه الأيام نتيجة للمشاكل الإقتصادية التى يعانى منها شعبنا الجميل وبلدنا الغالية مصر, وهى منتشرة بكثرة فى كل أنحاء مصر...فى المعادى والزمالك وجاردن سيتى ومدينتى وحتى فى مارينا! أى أنها مشكلة شعبية... وهذه المشكلة تخص " شاب " مسكين " عمل لمدة ثلاث سنوات فى جد ورجولة لكى يجهز شقة للزواج من حبيبته وفعل هذه المعجزة بكل رجولة, ولكن بكل قسوة تأتى أمها وتحطم أماله وتخبره بأنها ترفض زواجه من ابنتها لأنه سيغير من مستواها الإجتماعى التى اعتادت عليه..وتحطم أمال ثلاثة سنوات من العمل الشاق والأحلام بكل قسوة "
شاركتها أنجى التسبيل والوجه الدرامى الحزين وهى تقول فى لهجة مسرحية...
" حقيقي أم قاسية جدا, أنا أحزن بحق يامروة كلما سمعت أن هناك أمهات مازالت تفكر تفكير مادى هكذا! "
" فعلا أنجى, هؤلاء الأمهات وأولياء الأمور عديمى الرومانسية يجب أن يتعلموا أن الحب فوق كل الفروق الإجتماعية, وأن الحب يمكن أن يقهر كل الفوارق الأجتماعية ولو كنت مكان هذه الأم القاسية لأوصلت ابنتى إلى باب شقته وزوجتها له فورا لرجولته وتحمله للمسؤولية ولأنه يحب ابنتى وسيصونها, لكن أن أدمره وأقتل أحلامه بكل قسوة فذلك شئ لايمكن أن أفعله..فالحب يقهر كل الماديات والظروف والأحوال والمستويات الإجتماعية والفوارق الطبقية و...و....و....ودائما كلمتى المفضلة...الحب هو كل شئ..."
" حقا مروة يالها من أم قاسية, وأنا أيضا لو تقدم لأبنتى شاب مثل هذا لقبلته فورا دون حتى الشقة! فنحن نشترى رجلا, وأنا أوجه رسالتى إلى هذه الأم ومن مثلها أنها يجب أن لاتفرق قلبين من أجل الماديات ولو كنت مكانك لأتصلت بهذا الشاب أسأله أن يسامحنى وأن يأتى ليتزوج ابنتى...فالحب يعلو فوق كل شئ...شكرا مروة على طرح هذا الموضوع الهام وإلى اللقاء غدا.."
انقلب حزن مروة فى لحظة إلى الإبتسامة الصفراء الواسعة مرة أخرى وهى تقول...
" شكرا أنجى وأنا أسعد دائما بوجودى معكم..."
" وبهذا تكون انتهت فقرتنا الرومانسية اليوم, نحييكم أعزائى المشاهدين, ونلتقى دائما فى هذا البرنامج فى نفس الموعد على قناتنا المميزة ( نفاق تى فى )... إلى اللقاء "
" كت...تتر النهاية "
مع نفاق تى فى...مش هتقدر...تصدق كلمة...
.........

[تنهيدة]

أية ياوليد قصتين فى يوم بجد ان خايفة عليك لتتحسد بس حلو أوى انك تناقش قضية البرامج الا كلها نفاق فى أطار كوميدى جميل كدة
انا عن نفسى لما بشوف البرامج دة بيحصلى حالة من الملل بس للأسف كل يوم بتزيد وبيزيد معاها النفاق واللعب بعقل المشاهد
بس اكتر شىء مضيقنى اكتر كمان من برامج الحب البرامج الحوارية الا بتتكلم فى مواضيع مينفعش نتناقش فيها على شاشات التلفزيون
والمهم فى الأخر تحصل خناقة على الهوا مابين الضيوف ومنوصلش لأى حل ومنكسبش غير ان اطفالنا تسألنا على مواضيع كتير ومنعرفش نجوبهم عليها
لآننا اصلا منعرفش الأجابة ..
بس جميلة القصة ومستنه تكمل قصة الزهايمر

[محمد محمود]

والله يا وليد أنا فعلا شايف إن معظم مذيعاتنا بقوا من حزب قناة نفاق تي في ومن كتر ما سمعناهم بقينا عايشين نقاق life
بس بصراحة كان نفسي تكون معانا في المسابقة لكن يكفينا إثراءك للمنتدى بكتاباتك المتميزة

[الأمير الحائر]

بالظبط زى ماقولتى ياتنهيدة...برامج نفاق واضحة...وبيدخلوا مواضيع حساسة فى وسط حلقاتهم عشان يحققوا نسبة مشاهدة عالية وخلاص والمشكلة انه ياريت بيناقشوا المواضيع الحساسة دى بوعى وبخبرة وبعلم...انما أى حد بيكلم فى أى حاجة...وخبير الكورة ييجى يكلم فى الفن...ودكتور فى قسم علم النفس ييجى يكلم عن روبى واليسا...وتبقى النهاية زى ماقولتى خناقة وجدل وطبعا ده اللى عاوزينه أصحاب البرنامج والقناة...وهى دى الإثارة والنفاق...وأكيد كلنا فاكرين موضوع الحلقات المتفبركة بتاعة الأخت اسمها ايه...ودى من ضمن فضائيات النفاق...وربنا يستر على أطفالنا ياتنهيدة ...و شكرا بجد على رأيك
....
فعلا والله يامتر بقت كل الفضائيات فيما ندر بالطريقة دى والنفاق بقى مادة أساسية فيها...
والله وأنا بردو كفاية عليا انى أكتب وبس...وبجد أنا كان عنندى كتابات كتير شبه ميتة وروايات كتبت فيها جزء واحد وسبتها...وهنا كملتها وده بجد كفاية عليا...وأنا معاكوا فى المسابقة دايما وبجد وسواء أنت أو تنهيدة أو همسه أو أى حد من المرشحين فاز كنت هأفرحله من قلبى وأحس إن أنا فايز معاه...وبشكرك جدا يامتر على رأيك

[Ghadat2009]

تعليق متأخر بعض الشيء

معك كل الحق في قصتك الواقعية الساخرة !

حين يتعسني الحظ بمشاهدة هذه النوعية من البرامج أو الأخرى الحوارية ..أحس كثيرا بمدى النفاق الصارخ في الكلمات و الأسلوب المتكلف ....و أحس بأني أضيع وقتي و أعطل عقلي بمشاهدة برنامج لا قيمة و لا فائدة منه !

جميل منك رصد هذه الظاهرة السخيفة التي أتمنى أن يقاطع مشاهدتها كل عاقل

الأسلوب الساخر الهادف و الحوار الخيالي الواقعي و الموضوع نفسه عناصر جذابة جدا في قصتك

ننتظر المزيد من هذه النوعية من القصص إن شاء الله

[الأمير الحائر]

تعليق متأخر بعض الشيء

أعتقد التعبير الأدق هو سعادة متأخرة بعض الشئ.. فدائما ما أسعد بحبك لقراءة الأعمال و تعليقاتك الواعية على أى عمل قديم أو جديد فى الأكاديمية

معك كل الحق في قصتك الواقعية الساخرة !

حين يتعسني الحظ بمشاهدة هذه النوعية من البرامج أو الأخرى الحوارية ..أحس كثيرا بمدى النفاق الصارخ في الكلمات و الأسلوب المتكلف ....و أحس بأني أضيع وقتي و أعطل عقلي بمشاهدة برنامج لا قيمة و لا فائدة منه !

جميل منك رصد هذه الظاهرة السخيفة التي أتمنى أن يقاطع مشاهدتها كل عاقل

الأسلوب الساخر الهادف و الحوار الخيالي الواقعي و الموضوع نفسه عناصر جذابة جدا في قصتك

ننتظر المزيد من هذه النوعية من القصص إن شاء الله

بالفعل..دائما ماتكون وصلات النفاق تلك مضيعة للوقت واستفزاز أيضا للمشاعر..و أسوأ ما فى الإعلام هو أنه يصنع شئ من لا شئ..ويفنى أشياء تستحق كل شئ! بمعنى أن التركيز دائما على المواضيع التافهة وترك المواضيع الهادفة..وحتى عند إستضافة شخصيات يقومون بإستضافة شخصيات منحرفة تافهة لا أعرف من أعطاها الحق أن تطل علينا فى بيوتنا رغم أن مكانها الطبيعى هو صفحات الحوادث!
والكثير والكثير الذى يحتاج إلى العديد والعديد من المواضيع لنقده..لذا..فلندعهم ينافقون..وكما تمنيتى ونتمنى جميعا..أن يقاطع كل من يحترم عقله مشاهدة تلك المهازل الإعلامية...
وأشكرك للغاية ياغادة على اهتمامك بالعمل وتعليقك الرائع الواعى كالعادة