ما تلك الخطوات الثقيلة التي تتابعني كل ليلة , سألتهم جميعاً عن تلك الخطوات , بعضهم قال وهم , والآخرين قالوا أني جننت , ولكن كل هذا لا يهم , الخطوات الثقيلة تتبعني أينما كنت , كنت أسمعها بوضوح , كنت أخاف الليل , كنت أرتمي على سريري , جسدي يرتعش من الخوف , تتوقف الخطوات , أرمي الغطاء فوقي , أغمض عيناي , أحاول النوم , أرى نفسي ماضياً في ممر طويل , الظلام يحيط بالمكان , أصوات كثيرة أسمعها تناديني , هذا لأبي , وهذا لجدي , وهذا لعمتي , جميعهم موتى , لماذا ينادوني , أضغط على أذني , لا أريد أن أسمعكم , أصرخ , أقوم مفزوعاً , الجميع يلتفون حولي
- ماذا بك؟
-فزعتنا .
- كفى هلوسة يا فتى .
هكذا يقولون , لا أجد أمامي إلا البكاء , أبكي كما لو كنت طفلاً رضيعاً , يتركونني ساخطين , أيام تبعتها أيام , ومازالت الخطوات تلاحقني , ومازالت الأحلام تعذبني , ذهبت للطبيب سألته :
- ماذا بي يا طبيب , أنا لا أنام الليل؟
نظر إلي نظرة يملؤها الطيبة , وقال:
- ليس عندي ما يفيدك , ولكن عندي ما أنصحك به , هذا قدرك ولا أستطيع أن أمنعه عنك .
زادني كلام الطبيب خوفاً على خوف , رجعت إلى المنزل خائفاً مرتجفاً , الخطوات تلاحقني , وأصوات الموتى تدوي برأسي , كرهت الحياة , شعرت بأني أتعذب وحيداً , الجميع يشعرون بأن ما أمر به مجرد وهم , ولكنني تعبت , ذهبت للشيخ , سألته عما يؤرقني أجابني :
- يا ولدي لا تخف , واستعذ بالله من الشيطان , اقرأ القرآن , ولا تنم إلا وأنت متوضأ , يا ولدي أدعي لله أن يحميك .
أراحني ما قاله الشيخ , توضأت وصليت , دعوت الله كثيراً يرحمني مما أنا فيه , بكيت كثيراً , يا ألهي أحتاج إليك , أرحمني من هذا العذاب , الخطوات وجدتها تقترب , شعرت بالخوف الشديد , جريت على أمي :
- انجديني يا أمي , جسدي يرتعش , الخوف يملئني , تلك الأقدام تريدني , أبي دائماً يناديني , أخاف يا أمي , ضميني إلى صدرك , أحتاج إلى الطمأنينة .
احتضنتني أمي , وقرأت بعض سور القرآن , كنت أحاول أن أدس رأسي في صدرها , الصوت يقترب أكثر , والذعر يملئني أكثر , صرخت بأعلى صوتي :
- ماذا تريد مني , يا صاحب الأقدام تعبت , هيا أكشف عما لديك , تعبت من وجودك الخفي هذا , هيا أعلن عن وجودك وارحمني من هذا العذاب .
صرخت أمي :
- كفى يا ولدي , لقد تعبت مما تفعله , سنذهب غداً إلى طبيب نفسي , أرجوك يا ولدي توضأ واذهب لتنام .
استمعت بما قالت أمي , وذهبت أتوضأ , شعرت بأن قدمي عاجزة عن تحملي , ووقعت , صرخت أمي , تجمع أخوتي , حاولت أن أحدثهم , ولكنني وجدتني داخل النفق المظلم , كنت أجري في كل اتجاه , كنت أصرخ , سمعت أصوات في أخر النفق , كانت أصوات بكاء عالية , جريت إليهم , وجدتهم أقربائي , كان والدي يقف على بجوار سرير ينام فوقه شخص قريب الشبة مني ، كان أبي يبكي بصوتٍ عال سألته
- ماذا يبكيك يا والدي؟
نظر إلي نظرة حنونة , وأخذني في حضنه , وقال لي :
- يا ولدي , أتمنى أن تكون علمت الآن أسباب تلك الخطوات , وأسباب ندائنا المستمر , يا ولدي استكين الآن وارتاح , ولا تبالي لشيء أنت الآن وصلت للحياة الخالدة .
- أبنكم في ذمة الله , لقد مات بأزمة دماغيه .................................البقاء لله .
قالها الطبيب .
انتهت.
حمادة زيدان
قبل ما
المشرفون: Ghadat2009،نبضة...
Re: قبل ما
أهلا بيك يا حمادة (ده اسمك وللا اسم الدلع ؟ ) .... القصة جميلة لكن أنا مقدرتش أكملها ..كنت بامر على أجزاء للمتابعة عارف ليه .... أصلى خوفت قوى وقلبى دق بعنف ... أنا بخاف قوى زى العيال من الضلمة و العفاريت ومصاصين الماء ... اتفقنا ؟؟
- الأمير الحائر
- مشرف قسم الروايات
- مشاركات: 859
- اشترك في: 31 أكتوبر 2008, 8:06 pm
- Real Name: وليد توفيق
- Favorite Quote: و تبقى الكلمات...
- verification: ID verified and trusted writer
Re: قبل ما
عجبتنى فكرة الجان والظواهر الغير طبيعية دى اللى بنشوفها فى مجتمعنا وتفصيل رأى الطب النفسى ورأى الدين والإختلاف الواضح بينهم....واعتقدت إن النهاية هتمس القضية دى بشئ من الفكر...لكن أنت نهايتك كانت حاسمة شوية بموت الشخص...وأعتقد فعلا أنت حبيت القصة تفضل معلقة أفضل عشان القارئ يتخيل فكره الخاص...
بحييك ياحمادة على القصة الجميلة...وننتظر أعمالك دائما
بحييك ياحمادة على القصة الجميلة...وننتظر أعمالك دائما
ثمة أسماء و ألقاب تبقى..بقاء الأرض..بقاء السماء..و بقاء الكلمات...
ثمة أشياء تتعلق حياتها بأماكنها..بتوابيت مغلقة تخشى الإبتعاد عنها...
رغم أن الحياة..قد تكمن فى هذا البعد...
.....
...:: و تبقى الكلمات ::...
...... صفحتى فى الأكاديمية ......
ثمة أشياء تتعلق حياتها بأماكنها..بتوابيت مغلقة تخشى الإبتعاد عنها...
رغم أن الحياة..قد تكمن فى هذا البعد...
.....
...:: و تبقى الكلمات ::...
...... صفحتى فى الأكاديمية ......
-
- أكاديمى فعال
- مشاركات: 20
- اشترك في: 05 يناير 2009, 9:26 pm
Re: قبل ما
hala كتب:أهلا بيك يا حمادة (ده اسمك وللا اسم الدلع ؟ ) .... القصة جميلة لكن أنا مقدرتش أكملها ..كنت بامر على أجزاء للمتابعة عارف ليه .... أصلى خوفت قوى وقلبى دق بعنف ... أنا بخاف قوى زى العيال من الضلمة و العفاريت ومصاصين الماء ... اتفقنا ؟؟
هالة
أولاً : ميرسي لردك عالقصة
ثانياً : اسمي الحقيقي حمادة
ثالثاً : القصة بعيدة عن الجن والعفاريت , وأتمنى تكمليها للاخر
تحياتي الاخوية
حمادة زيدان
-
- أكاديمى فعال
- مشاركات: 20
- اشترك في: 05 يناير 2009, 9:26 pm
Re: قبل ما
لارا كتب:قصه جميله. والنهايه مؤثره جدا
لارا
نورتيني وميرسي لردك الجميل
وسوري بقى لو خليتك تعيطي
تحياتي الاخوية
-
- أكاديمى فعال
- مشاركات: 20
- اشترك في: 05 يناير 2009, 9:26 pm
Re: قبل ما
الأمير الحائر كتب:عجبتنى فكرة الجان والظواهر الغير طبيعية دى اللى بنشوفها فى مجتمعنا وتفصيل رأى الطب النفسى ورأى الدين والإختلاف الواضح بينهم....واعتقدت إن النهاية هتمس القضية دى بشئ من الفكر...لكن أنت نهايتك كانت حاسمة شوية بموت الشخص...وأعتقد فعلا أنت حبيت القصة تفضل معلقة أفضل عشان القارئ يتخيل فكره الخاص...
بحييك ياحمادة على القصة الجميلة...وننتظر أعمالك دائما
حبيبي الامير
ميرسي لزوئق ... إن شاء الله دائماً ستجد قصص لي في المنتدى
تقبل تحياتي