قومٌ لا يعرفون الدفء!!
عندما رأيتهم أحسست بتلك الرياح العاصفة تهب نحوي ، حاملة معها برودة قاسية أو يمكن القول بأنها قسوة باردة ، فسرت تلك الرعشة في بدني ، وتجمدت أطرافي بل لقد تجمدت مشاعري واحساسي .....فهل رأيتهم..أو حادثتهم... أو عشت معهم؟!!!
أنهم قومٌ يعرفون ،ولكن أي المعرفة،...ويبصرون وكأن علي أعينهم غشاوة ، ويشعرون ولكن...ليس كل المشاعر ، إنهم قوماً ....لا يعرفون الدفء!!!
أغمضت عيني ،ونسجت بأحلامي مرأة لزماني نظرت من خلالها ...وبدلاً من أن أري نفسي ، رأيته...ذلك القابع بين الثلوج ...ذلك الرابض رافضاً التحدث ...ذلك الباسط ذراعيه بحثاً عن المجهول ....إنه ..رجل الثلج ، نعم ذلك الرجل الثلجي ...، امتدت يداي عبر المراة ، عبرتها الي حيث يقبع بين الثلوج البيضاء ، واقتربت ، أحسست باحساس غريب، وكأنني أري نفسي بوضوح ...وكأن ضباباً قد أزيح عن عينيي ....رأيته صامتاً ، واقفاً بين الأطفال الذين يقفزون من حوله ويلقونه بكرات الثلج ....تتعالي ضحكاتهم ...تتطاير تحملها الرياح الي أرض بعيدة ترويها بتلك الضحكات فتخضر وتزهر ، ويبقي هو ثلجي وكل ما يحيط به ثلجي ...
اقتربت منه ، نظرت داخل عينيه ، وخُيل لي أنه ينظر داخل عينيي ، وانتبهت علي تلك اللامعة داخل عينيه ...إنها دمعة ، نعم دمعة ساخنة حارقة يحرص علي عدم فرارها ، فتجمدت الدموع بعيني ....ينظر كل منا داخل عين الأخر ...انظر اليه نظرة مشفقة وينظر الي ّ نظرة حزينة ،....أخشي أن تفر دمعاته الساخنة فتذيب جسده الثلجي ، ويخشي أن تتجمد تلك الدمعات من جديد تحت تأثير تلك البرودة .
أخشي عليه من دمعاته الساخنة علي جسده البارد ويخشي عليّ من دمعاتي الباردة علي جسدي الساخن ......كلٌُ منا صورة معكوسة للأخر ..لم يصنع نفسه ثلجي ،ولم أصنع دموعي باردة ....أفقت من تخيلاتي وشعرت أنني مازلت أراه بين الثلوج ، وانظر لنفسي بين هولاء القوم وأشعر بتلك البروده مازالت تحيط بي ....واتساءل...هل هو ذنبي ..،أم ذنب رجل الثلج،...أم ذنب قومٍ ........لا يعرفون الدفء!!!!!
جميلة جدا جدا يا منى ! بجد برافو عليكي ! حسستيني اني شايفاه بعين خيالك الخصب الجميل ! أسلوبك في وصف احساسه و احساسك .... روعة ! و يمكن انا حسيت ان الموضوع متعلق بأحاسيس الناس اللي ساعات بتكون قاسية جدا .. لكن ممكن نلاقي اللي يحس بينا حتى لو في جو كله قسوة ! باهنيكي عالفكرة المبتكرة دي ... في انتظار المزيد من قصصك الرائعة !
مرسيي اوي يا غادة علي الكلام الجميل جدا والله ..حاسة انك فهمتي القصة اوي وحستيها زي ما كنت عايزة ...لان فعلا ناس من اصحابي قروه وما كانوش فهمينها كويس ...أشكرك فعلا علي تعليقك المميز اللي باستناه دايما وبشكر احمد كمان جدااااا...الي لقاء
فكرة رائعة بجد...وفعلا حسيت إنى شايف مشهد المرأة وهى بتجذب الشخصية دىلرجل الثلج..و شايف مشهدهم سوا والدمعة فى عيون كل منهم..يمكن هو كقصةبالنسبة لقارئ عادى فيها بعض نسبة إبهام فعلا...لكن مشهد الدموع حسيتهجميل ومعبر عن فكرة قوم لايعرفون الدفئ..ولا يعرفوا يحسوا بدموع اللىحواليهم ومعاناتهم..وتشبيه القسوة بالبرودة عجبنى بجد..لأن الإنسان لمابيحس بحزن فعلا جسده بيرتعش ويرتعد رغم عدم برودة الجو..وكأن دايما الشعوربمشاعر جميلة مرتبط بالدفئ فى عقولنا وأجسامنا...
بحييكى يامنى على القصة الرائعة
ثمة أسماء و ألقاب تبقى..بقاء الأرض..بقاء السماء..و بقاء الكلمات...
ثمة أشياء تتعلق حياتها بأماكنها..بتوابيت مغلقة تخشى الإبتعاد عنها...
رغم أن الحياة..قد تكمن فى هذا البعد...
.....
تصفيق حااااااااااد... والله انا بفرح جدا لما أقرا عمل جميل جدا بالشكل ده..... يمكن اكثر من متعتىبكتابة عمل جديد لى ! القصة يا منمن رائعة .... التصوير ... التفاصيل ..... الامساك باللحظة ...... المقارنة بين البطلة ورجل الثلج.... اما بقى العنوان تحفة .... اعتقد انه بيكمل القصة .... يعنى جزء منها وليس تعبيرا عنها .....وياخدك لقصة تانية موازية للقصة الاصلية... يعنى الرجل الثلجى ده ممكن يبقى رمز لكثير من البشر الثلجيين ( يا ترى ده قصدك؟)
ربنا يخليكي يا هالة علي ذوقك والله ...وبالظبط دا كان قصدي ...البرودة مش بتبقي دايما برودة الجو ...والبرودة او التلج هو القسوة المقصودة في القصة ...وكنت اقصد كمان برجل التلج هو رمز لانسان فقد العديد من المشاعر وحزين عليها ولكنه لم يكن السبب في ذلك وانما قسوة الحياة وقسوة بعض الناس ..ولذلك بالنهاية اتعجب واتسأل هل هو ذنبي أم ذنب رجل الثلج أم ذنب قوم لا يعرفون الدفء....شكرااااااااااااااا مرة تانية يا جميلة علي تعليقك الجميل ...الي لقاء
رائعة جدااا جدااا جدااا يامنى أنا بحب جدا أقرأ هذا النوع من القصص بيأخذنى معه فى جو الخيال التى أحب أعيش فيه دائما ..أسلوبك وتصورك جعلنى أقرأ القصة وكأننى أقرأ قصيده شعرية رأئعة تعبيراتك اخذتنى لعالم أخر ...اهنئكى على الفكرة التى تحمل مضمون قوى ..أن كثير من الناس التى تفقدهم الحياة دفء الأيام وتسجن أحساسيهم بداخلهم يشعورنا دائما أنهم فقدوا دفء الأيام .. اعجبت كثيرا بتصوركى انا قسوة ماحولنا تجعلنا دائما نشعر بالبرد ..بجد قصتك رأئعة وأستمتعت جدااا بقرأتها ..أتمنى لكى التوفيق دائما والمزيد من الكتابات المميزة
قصة رائعة يا منى وإحساس راقي جدا ، ومعك حق فأصعب شيء هو جمود الإحساس ، لكن وسط جو اللا إحساس لابد أن يوجد بعض المشاعر الطيبة التي تنبئ بالأمل الذي يجب ألا يغيب عن الإنسان طالما ظل فيه نبض
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر ٍ على صفحات الماء وهو رفيع ُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ
... في انتظار المزيد من قصصك الرائعة ! 
