أيدي ...و دماء !

المشرفون: Ghadat2009،نبضة...

صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

أيدي ...و دماء !

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »



أمام مسجد كبير .... زحام و كلام كثير ... أصوات تحية فلان لفلان ..البعض يسارع لركوب سيارته لينطلق قبل الزحام ...هذا الرجل يصيح مناديا ابنه بغضب كي لا يتلكأ ويسارع بارتداء حذائه .... و الآخر ينهر المارة عن العبور أمام سيارته بكل هذا البطء و التكاسل .....إنه التدافع بعد أداء الصلاة للحاق بكل شيء و بأي شيء !

و هناك ..... على مقربة من باب المسجد ...جلس وحيدا .. ذليلا منكسرا .. و قد طأطأ رأسه كثيرا .. و تلألأت الدموع غزيرة في عينيه منذرة بفيضان عنيف يوشك على الانطلاق مغرقا هذا الوجه الشاب بكل سوائل جسمه الحبيسة ... التي اجتمعت لتثور من خلال نبع عينيه !

إنه شاب في مقتبل العمر ملامحه الصغيرة تمتليء بالحزن و الأسى ... و قد بدا عليه آثار صراعه مع نفسه قبل أن يمد يده المرتجفة مبسوطة أمامه و يقول بصوت باكٍ : " أعطنا .... ممّا .... أعطاكم الله ! " ثم يغرق في بكاء يمزق كل القلوب و يشيح بوجهه عن النظرات المتعجبة و المتسائلة و المتفحصة لثيابه النتي لا تبدو عليها آثار الفقر و الحاجة أبدا ً !

أسرعت إليه سيدة .. في عمر أمّه : " مابك يا ولدي؟ هل حدث مكروه لك ؟ كيف أستطيع مساعدتك ؟ أرجوك توقف عن هذا البكاء المر ... دعني أساعدك ! "
و بعد الحاحها .... ووسط متابعات المارة الذين اشرأبت أعناقهم لسماع قصته ..قال " فقدت كل أهلي ... و لم يبق لي إلا أمي ... حبيبتي .. و هي الآن تعاني مرضا خطيرا جدا ... و أنا لست سوى طالب في الجامعة ... لا أملك من المال ما يكفي لشراء الدواء الباهظ الثمن .... فما بالك بثمن العملية ؟ آه ...يا إلهي ... لا أريد أن أفقدها .... لا اااااا " و تعالى صوت بكاؤه ..فأسرع الكثيرون لتهدئته و عرض أنواع المساعدة .... فقدمت اليه السيدة التي بادرت بسؤاله ..خمسين جنيها ، بينما تبرع أحد المتجمهرين حوله ببسط منديل قماشيّ ..مرّره بين الناس ليلقوا فيه من المال كلٌ قدر استطاعته ! فتجمع في المنديل ما لا يقل عن مئة من الجنيهات أو يزيد !

و بمرور الوقت كان المبلغ يزداد أكثر فأكثر ...إلى أن تقدم هو ... إنه شاب رثّ الثياب ... حزين الملامح ...كان يجر قدمه جراً كي لا يكتمل تمزق مابقي له من شبه الحذاء الذي يرتديه ... كان يمسك بقوة في يده شيئا ما .... أخذ يبسط يده ببطء لتعلن عنا تقبض عليه ... لم يكن سوى ورقة من فئة الخمس جنيهات .. نظر إليها النظرة الأخيرة ثم ... وضعها بحنان غريب في منديل جمع التبرعات ذاك ... ثم جعل ينظر إلى عيني الشاب الباكي حتى خُيّل الى الأخير أنه يخترق روحه بهذه النظرات ... و قال له مواسيا " هذا كل ما أملك ... أظنك أحوج إليه منّي ....فأنا أستطيع أن أصبر أياما ...أعيش فيها على الخبز و الماء .. لكن والدتك لن تستطيع الصمود بلا علاج .." ثم بدأ يتراجع مبتعدا بنفس الخطوات الثقيلة الدامية !

مرّت بالشاب السائل ..لحظات من الذهول .. مشاعر متصارعة من الضيق و الحزن و الدهشة و الغضب و كثير ممّا جعل الدموع تنزف من عينيه بسخونة حارقة ... بل لقد اقترب صوت بكاؤه من الصراخ ... الى أن اقترب منه الشاب - الذي كان يمسك بمنديلٍ امتلأ عن آخره بما لذ و طاب من فئات نقدية ورقية و معدنية – قائلا له : " هيا يا محسن ... فلنكتفي بهذا القدر .. لدينا الآن ما يزيد عمّا كنا نريد ... هلم بنا كي لا نتأخر عن الحفل و قد جمعنا ما يكفي لشراء الدعوات و تمضية سهرة ممتعة !"

ينظر محسن باحتقار شديد إلى جاسر الذي يكمل كلامه غير عابئاً بنظرة محسن اليه : " يالك من ممثل بارع ! قد كدتُ أصدقك يارجل ! يبدو أننا سنعيد هذه الخطة مرارا و تكرارا "

لكن محسن قد فقد كل رغبة في المتابعة .... أيا كانت ، و ينهض من مكانه و الدموع لا زالت تنهمر بكل طاقتها على وجهه بل على قلبه و روحه متجها الى المسجد بنفس يملؤها الندم و تتوق الى التوبة بينما يبتسم جاسر هازئا ... و يسارع الخطى في الاتجاه المعاكس محكما قبضته على المال ....

و فجأة .... و دوِِن سابق انذار ..... يسمع الجميع دويّ ارتطام عنيف .... يعقبه تناثر لدماء جاسر في كل مكان ... مختلطة بأوراق نقدية ... قد باع نفسه مرارا لها... قبل أن يطير جسده المصدوم عاليا .... و يستقر على بعد أمتار من مسجدٍ .... كم شكى هجره و أمثاله له ...


صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
تنهيدة
مشرفة قسم أدب الأطفال
مشاركات: 1291
اشترك في: 04 نوفمبر 2008, 3:01 am
Real Name: نهاد نعمان
Favorite Quote: لوسرقت منا الأيام قلباً معطاء بسام لن نستسلم للآلام ...لن نستسلم للألام .....
verification: ID verified and trusted writer
مكان: بنت مصر

Re: أيدي ...و دماء !

مشاركة بواسطة تنهيدة »

قصة جميلة جدااا ياغادة تناقش موضوع مهم جدا..
ان مازال يوجد نوع من الناس تجيد خداع الأخرين لتحقيق متع شخصية ولا يهم أن تكون على حساب تعاطف ودموع من ساعدوهم ...أسلوبك جعلنى فى البداية اتعاطف مع هذا الشاب مثل من صدقوه وساعدوه...
القصة تحمل معنى أخر مهم أيضا انه يوجد بعض الناس تكون معدمه مديا ولكنها تنظر لما هم أقل منها ومن يستحق المساعده اكثر منهم وضميرهم يحسهم على مساعدهم ...
ويصحو ضمير محسن بطل القصة ولكن القدر لم يهمل صديقة ولكن ما حدث سيكون دافع قوى له أن يفيق مما كان فيه ويجعله يفكر فى الحياة بطريقة أخرى وأن المال نحن من نتحكم فية وليس هو من يتحكم فينا ...
أحيك جدا ياغادة على فكرتك وأسلوبك المميزين .. أعجبت كثيرا بتصويرك للمشهد امام المسجد ووصفك لم يحدث حولة والنهاية ايضا جميلة جدا ...
بتمنالك دائما التوفيق والمزيد من الكتابات المميزة ..وفى أنتظار المزيد صورةصورةصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
mona
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 125
اشترك في: 21 يناير 2009, 10:14 pm
Real Name: منى سعيد عبد الخالق
Favorite Quote: "كن نفسك"
مكان: مصر

Re: أيدي ...و دماء !

مشاركة بواسطة mona »

صورةصورةصورةصورةصورةصورةصورة..............الله عليكى ياغادة...الله الله الله.........وكمان الله يسامحك ياسيتى صورة على محسن اللى تعاطفت معاه وبعدين احتقرته وبعدين بدأت افرح لتوبته.........قصه جميلة،أسلوب أكثر من رائع ، تسلسل مريح للعقل جدااا، صور اكثر من متميزة.......أعجبنى كثيرا:(مما جعل الدموع تنزف من عينيه...) صورة توجد العديد من القصص التى يمكنك معرفة اخرها مسبقا وما بها من خدعة فى المغزى واللفظ وذلك لا ينقص من جمالها .اما عن قصتك فقد تحيرت هل تلك خدعة أم هى الحقيقة ,,,,وحتى لو اكتشف احدهم الحقيقة ما أبطأه عن قرأتها ذلك وأنت تسردينها بذلك الاسلوب الذى لا تجدين امامه الا ان تلتهمى السطور .......وجود المسجد داخل الصورة اكملها بقوة ....أعطانى احساس بـأنه كائن حى كقاضى أوغير حى كضمير يشهد ذلك الحدث .......متميزة حقا .........وانتظر المزيد..وفقك اللهصورة
مولاىّ إنى ببابك قدبسطت يدى ...من لى ألوذبه إلاك يا سندى.....
صورة العضو الرمزية
ريم
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 219
اشترك في: 07 مارس 2009, 1:43 pm
Favorite Quote: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر

Re: أيدي ...و دماء !

مشاركة بواسطة ريم »

[quote="ghadat2009"]
تصوير بديع جعلنا ندخل في وسط القصة لنتخيلها ونعيشها..

rقصة حلوة جدا يا غادة ..وخاصة كلمة صراعة مع نفسه التي تحمل أكثر من معنى... و قد بدا عليه آثار صراعه مع نفسه قبل أن يمد يده المرتجفة مبسوطة أمامه و يقول بصوت باكٍ : " أعطنا .... ممّا .... أعطاكم الله ! "طريقة وصفك لمحسن جعلتني أتعاطف معه صورةفعلا..والوصف الرائع لموقف الشاب الفقير وما فعله من إيثار..
...إلى أن تقدم هو ... إنه شاب رثّ الثياب ... حزين الملامح ...كان يجر قدمه جراً كي لا يكتمل تمزق مابقي له من شبه الحذاء الذي يرتديه ... كان يمسك بقوة في يده شيئا ما .... أخذ يبسط يده ببطء لتعلن عنا تقبض عليه ... لم يكن سوى ورقة من فئة الخمس جنيهات .. نظر إليها النظرة الأخيرة ثم ... وضعها بحنان غريب في منديل جمع التبرعات ذاك ... تعبيراتك أكثر من رائعة حتى خُيّل الى الأخير أنه يخترق روحه بهذه النظرات ... فنظراته وكلماته المؤثرة غيرت مجرى حياة محسن ..


تصوير رائع أن تدور تلك الأحداث بجوار المسجد..وكلمة أن الدموع تنهمر على قلبه تعبير جميل حقيقيصورة و ينهض من مكانه و الدموع لا زالت تنهمر بكل طاقتها على وجهه بل على قلبه و روحه متجها الى المسجد بنفس يملؤها الندم و تتوق الى التوبة ..قصة جميلة..وتصويرك لافتراق الصديقين كل في طريق..جميلصورةصورةصورةصورة
آخر تعديل بواسطة ريم في 18 مارس 2009, 6:14 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
Dr.Sherif Magdy
لجنة التحكيم
مشاركات: 10
اشترك في: 12 ديسمبر 2008, 8:39 pm

Re: أيدي ...و دماء !

مشاركة بواسطة Dr.Sherif Magdy »

عمل مؤثر بأسلوب مشوق بداية من عنوانه حتى أخر سطوره, فالأسلوب عندما يكون جيداً واللغة سليمة وراقية لا يستطيع القارئ أن يغادر بعينيه رحاب سطور القصة إلا عند الكلمة الأخيرة, وهذا سر تميز هذا العمل وأى عمل مشابه.
كل الأمنيات الطيبة
د شريف مجدى
أستاذ اللغة العربية بكلية الأداب جامعة المنصورة
صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

Re: أيدي ...و دماء !

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »

تنهيدة كتب:قصة جميلة جدااا ياغادة تناقش موضوع مهم جدا..
ان مازال يوجد نوع من الناس تجيد خداع الأخرين لتحقيق متع شخصية ولا يهم أن تكون على حساب تعاطف ودموع من ساعدوهم ...أسلوبك جعلنى فى البداية اتعاطف مع هذا الشاب مثل من صدقوه وساعدوه...
القصة تحمل معنى أخر مهم أيضا انه يوجد بعض الناس تكون معدمه مديا ولكنها تنظر لما هم أقل منها ومن يستحق المساعده اكثر منهم وضميرهم يحسهم على مساعدهم ...
ويصحو ضمير محسن بطل القصة ولكن القدر لم يهمل صديقة ولكن ما حدث سيكون دافع قوى له أن يفيق مما كان فيه ويجعله يفكر فى الحياة بطريقة أخرى وأن المال نحن من نتحكم فية وليس هو من يتحكم فينا ...
أحيك جدا ياغادة على فكرتك وأسلوبك المميزين .. أعجبت كثيرا بتصويرك للمشهد امام المسجد ووصفك لم يحدث حولة والنهاية ايضا جميلة جدا ...
بتمنالك دائما التوفيق والمزيد من الكتابات المميزة ..وفى أنتظار المزيد صورةصورةصورة


كالعادة .....يسعدني مرورك العطر على القصة و تحليلك الرومانسي الرقيق الذي يشعرني بالعمق و الأحاسيس التي تقرئين بها أي عمل !صورة
و الناس كما قلتِ ... أنواع فمنهم منم يجيد فعلا خداع الآخرين و منهم أصدقاء السوء و منهم المعدمين حقا !
و صحوة ضمير البطل سببها أن فيه خير في الأساس و أنه كان مترددا في ما عمل بدافع و تشجيع من صديق السوء
سعدت برأيك في التصوير و النهاية و بتمنياتك الجميلة التي أتمنى لكِ مثلها و يزيد صورةصورةصورةصورة
صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

Re: أيدي ...و دماء !

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »

mona كتب:صورةصورةصورةصورةصورةصورةصورة..............الله عليكى ياغادة...الله الله الله.........وكمان الله يسامحك ياسيتى صورة على محسن اللى تعاطفت معاه وبعدين احتقرته وبعدين بدأت افرح لتوبته.........قصه جميلة،أسلوب أكثر من رائع ، تسلسل مريح للعقل جدااا، صور اكثر من متميزة.......أعجبنى كثيرا:(مما جعل الدموع تنزف من عينيه...) صورة توجد العديد من القصص التى يمكنك معرفة اخرها مسبقا وما بها من خدعة فى المغزى واللفظ وذلك لا ينقص من جمالها .اما عن قصتك فقد تحيرت هل تلك خدعة أم هى الحقيقة ,,,,وحتى لو اكتشف احدهم الحقيقة ما أبطأه عن قرأتها ذلك وأنت تسردينها بذلك الاسلوب الذى لا تجدين امامه الا ان تلتهمى السطور .......وجود المسجد داخل الصورة اكملها بقوة ....أعطانى احساس بـأنه كائن حى كقاضى أوغير حى كضمير يشهد ذلك الحدث .......متميزة حقا .........وانتظر المزيد..وفقك اللهصورة


الله على تعليقك المدهش و مرورك الرائع جدا ! صورة

و طبعا سبب شعورك تجاه محسن هو - كما قلت لكِ سابقا- أنكِ تقرئين العمل بكل أحاسيسك و تركيزك و بعمق جميل
تعليقك في منتهى الإحساس العالي و هو مشجع جدا لي صورة

و مفرداتك التي استخدمتها مثل تلتهمى السطور و أعطانى احساس بـأنه كائن حى كقاضى أوغير حى كضمير يشهد ذلك الحدث روعة فعلا و مؤثرة و مناسبة من شاعرة رقيقة مثلك

أشكرك على مرورك المميز و المحبّب صورةصورة

صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

Re: أيدي ...و دماء !

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »

ريم hr4m2009 كتب:
ghadat2009 كتب:
تصوير بديع جعلنا ندخل في وسط القصة لنتخيلها ونعيشها..

rقصة حلوة جدا يا غادة ..وخاصة كلمة صراعة مع نفسه التي تحمل أكثر من معنى... و قد بدا عليه آثار صراعه مع نفسه قبل أن يمد يده المرتجفة مبسوطة أمامه و يقول بصوت باكٍ : " أعطنا .... ممّا .... أعطاكم الله ! "طريقة وصفك لمحسن جعلتني أتعاطف معه صورةفعلا..والوصف الرائع لموقف الشاب الفقير وما فعله من إيثار..
...إلى أن تقدم هو ... إنه شاب رثّ الثياب ... حزين الملامح ...كان يجر قدمه جراً كي لا يكتمل تمزق مابقي له من شبه الحذاء الذي يرتديه ... كان يمسك بقوة في يده شيئا ما .... أخذ يبسط يده ببطء لتعلن عنا تقبض عليه ... لم يكن سوى ورقة من فئة الخمس جنيهات .. نظر إليها النظرة الأخيرة ثم ... وضعها بحنان غريب في منديل جمع التبرعات ذاك ... تعبيراتك أكثر من رائعة حتى خُيّل الى الأخير أنه يخترق روحه بهذه النظرات ... فنظراته وكلماته المؤثرة غيرت مجرى حياة محسن ..
تصوير رائع أن تدور تلك الأحداث بجوار المسجد..وكلمة أن الدموع تنهمر على قلبه تعبير جميل حقيقيصورة و ينهض من مكانه و الدموع لا زالت تنهمر بكل طاقتها على وجهه بل على قلبه و روحه متجها الى المسجد بنفس يملؤها الندم و تتوق الى التوبة ..قصة جميلة..وتصويرك لافتراق الصديقين كل في طريق..جميلصورةصورةصورةصورة


ريم العزيزة ... أصبحت أنتظر تعليقك الشيق و الجميل صورةصورةصورة

الأكثر روعة بين سطور تعليقك ... أنكِ لم تتركي جملة أو كلمة إلا و حلّلتيها و أحسستِ بالهدف من ورائها ..بل و رأيتِ أبعادها المختلفة
أ
شكرك جدا على مرورك الرقيق العميق و على تشجيعك الرائع جدا ! صورةصورة
صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

Re: أيدي ...و دماء !

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »

Dr.Sherif Magdy كتب:عمل مؤثر بأسلوب مشوق بداية من عنوانه حتى أخر سطوره, فالأسلوب عندما يكون جيداً واللغة سليمة وراقية لا يستطيع القارئ أن يغادر بعينيه رحاب سطور القصة إلا عند الكلمة الأخيرة, وهذا سر تميز هذا العمل وأى عمل مشابه.
كل الأمنيات الطيبة
د شريف مجدى
أستاذ اللغة العربية بكلية الأداب جامعة المنصورة


أستاذي العزيز الرائع التشجيع و التعليق صورة

حضرتك قد شرفتني كثيرا بهذا التعليق الفائق للوصف و هو تعليق أعتز جدا بكل حرف فيه صورة

و أتمنى ألا تحرمنا من مرورك العطر و توجيهاتك الجميلة صورة
صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
المصرية
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 412
اشترك في: 09 ديسمبر 2008, 2:33 pm
Real Name: رانيا حسن
verification: ID verified and trusted writer

Re: أيدي ...و دماء !

مشاركة بواسطة المصرية »

جميلة قوي ياغادة فكرتها مؤثرة فعلا ياريت يكون في صحوة في الضمير حقيقية لكل شخص يستغل ثقة الخرين فيه .والمفجأة في اخر القصة عجبتني .
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”قصص فصحى“