أسـيــرُ الـمُـلــك

[الزهراء]

هاهو الملك أبا عبد الرحمان ممدد على فراشه و حوله زوجته و أولاده و حاشيته ..و كانت هي بجنبه و لو لم تكن تعرف الكثير و الكثير في أمور الطب لما تركتها الملكة هند زوجة الملك يوسف لحظة إلى جانبه ..

يفتح يوسف عينيه ليجد الجميع هنا ،بنظر إليهم و كأنه يودعهم ، ثم يطلب منهم،نعم إنه يطلب و ليس يأمر ..فهو الآن ليس ذلك الملك الجبار ،الحاد ، الفائق الذكاء ، إنما هو بشر مثل باقي البشر و قد أتته الموت مثلما تأتيهم ، يطلب من الجميع أن ينصرفوا و يتركوه مع الزهراء ..ينظر إلى هند و كأنه يأمل منها أن تلبي له أخر أمنية في حياته لعلها تلبيها له و هو الذي كان يأمر فيطاع و تنفذ أوامره دون نقاش .
ينصرف الجميع و تبقى هند واقفة وقد امتلأت عينيها بالدموع تنظر إليه و كأنها تقول: ألم تنسها ظ ألن تنسها ؟ ..حتى و أنت على فراش الموت تعذبني بها ..لقد استسلمت لهذا الحب و ليس لي سوى أن انصرف كما انصرفوا ...تتأهب هند للخروج فيستوقفها يوسف قائلا: هند..لقد كنت زوجة رائعة ..
تنصرف بعد أن ابتسمت ابتسامة غير حقيقية ..
أما الزهراء فتقترب من يوسف و تجلس عند رأسه و تنظر إليه نظرة العاشقة التي تخاف فراق حبيبها أما هو فإنه يبادلها النظرات و هو الذي لم يحب غيرها و لكنه اختار كرسي الحكم ، و لأنه الملك فقد استطاع أن يبقيها إلى جنبه حياتها كلها ،ينظر في عينيها قائلا :
نفس البريق الذي لمحته في عينيك أول مرة ، مازال موجودا ...
الزهراء:و سيبقى ..سيبقى يا مولاي ما دمت حية ...سنين طويلة وأنا أربي في ذلك الولد العاق ، نمى في أحشائي و منعته من الخروج إلى النور و لكنه سكن روحي ،أتدري ما ذاك .. إنه حبك يا مولاي ..وأدته بداخلي لكنه أبى إلا أن يعصوني حياتي كلها فصدقك و كذب غيرك
يتألم يوسف و يقول: سامحيني يا زهراء ..منذ أن رأيتك و أنا أعذبك ، حرمتك من كل شيء و من أهم شيء ..حرمتك أن تكوني أم
الزهراء: أولادك أولادي و سعادتك سعادتي ..
يغمض يوسف عينيه و يقول : أنا من قتل عمر..ثم يفتحهما قائلا: لم أقتله بيدي لكنني بعثته إلى الموت حين أحسست أنه سيأخذك مني
زهراء لا تتعجب و هي على علم أن للملك يد في موت عمر و تقول: كان قدره أن يحبني و كان قدره أن يموت هناك ..
يقوم وسف من تمدده و تضع له الزهراء ما يتكئ عليه ، ثم يطلب من حاجبه أن يحضر إمام المسجد و شخصا آخر أيا كان
تتعجب الزهراء من هذا الطلب ..ماذا ينوي فعله؟ وبعد وقت قصير يعود حاجبه بما أمر
يدخل إمام المسجد ملقيا التحية أما يوسف فيقول بصوت متعب لا يكاد يسمع : لقد قررت أن ...أن أتزوج زهراء و أريدك أن تعقد لنا هذا الزواج ...طبعا بعد موافقتها
يتعجب الجميع بما فيهم الزهراء أما الإمام فيأخذ الزهراء على جنب و يقول :إنه زواج على فراش الموت ..تعلمين ما معنى ذلك ..
تسكت الزهراء وتنظر إلى يوسف ثم تقول:لكنني موافقة ..
يعقد الإمام الزواج بأركانه كلها و ينصرف الجميع و تجلس الزهراء مرة أخرى بجانب الملك ..
يرفع يوسف يده و يلمس شعر الزهراء ، كم كان شعرها طويل ، أسود و يقول : لقد كنت تمانعين أن ألامس شعرك بحجة أنه لا يجوز ..و اليوم أنت زوجتي
تبتسم الزهراء و يقول هو : لكنك لم تمانعي أن يلامسها عمر
تبتسم الزهراء مرة ثانية و تقول :ألن تنسى ..لقد مر على ذلك زمن طويل ..كنت صغيرة ..كان عمر يحبني و كنت أود أن أنساك
يتنهد يوسف و يقول ك كنت سأجن و أنا أرى خصلات شعرك بين يديه ..يبتسم و يطلب من الزهراء أن تحضر له أحد الصناديق التي احتفظ بها منذ زمن طويل ، تضعه بين يديه فيفتحه و يخرج منه قطعة قماش يفتحها فإذا بداخلها خصلات من شعر الزهراء و يقول :
أنا من فعلها ..لقد كنت نائمة ..ساعدتني إحدى الجواري ...
الزهراء : كنت متأكدة من ذلك و تغاضيت عن الأمر
يتألم يوسف فالمرض أنهكه ، تأخذ منه الصندوق أما هو فيطلب منها أن يضع رأسه على صدرها ..تلبي الزهراء طلبه و تقول : استرح يا مولاي ..
يوسف : زهراء أريد أن تناديني باسمي
الزهراء : يــوســـف
يوسف:لا ..ليس ذاك ..بل اسمي الذي عرفتني به أول مرة
تذرف الزهراء الدموع و هي تقول : و كيف لي أن أنساه...كيف لي أن أنسى عبد الرحمن
يوسف و قد بدأ يغيب عن الوعي ..هي الموت التي بدأت تدخل إلى جسمه ، يطلب من الزهراء أخر طلب في حياته :
زهراء اقرئي لي سورة الرحمن ..
تبدأ الزهراء بالبكاء و هي ترتل سورة الرحمن ...كانت تلك أول سورة لقنها يوسف للزهراء و هي في بداية عهدها بالإسلام ..............
..................................................................

كان هذا الجزء الأخير من قصة لي عنوانها أسير الملك ، و لأنني رأيت أن كتابتها كاملة على صفحات الأكاديمية أمر صعب ارتأيت أن أكتب لكم هذا الجزء عساه يعجبكم

[إيناس حليم]

القصة جميلة اوي يا زهراء.. شوقتيني اقراها كلها..
الحقيقة حسيت انك خدتيني للزمن القديم اللي بتدور احداث القصة خلاله..
وعيشتيني الزمن ده بكل احاسيسه وقناعاته..

قصة مشوقة.. اسلوب جميل ومنظم.. واحساس عالي..

تحياتي

[Ghadat2009]

قصة جميلة بأسلوب مشوق ...لم لا تكتبي بقيتها ؟ أو أن تحوليها إلى رواية رومانسية في زمن مختلف ؟

أتقنتٍ نقلنا إلى ذاك الزمن ... و كأنننا نراه أمامنا

بالتوفيق دائما...و إلى المزيد يا زهراء

[الزهراء]

القصة جميلة اوي يا زهراء.. شوقتيني اقراها كلها..
الحقيقة حسيت انك خدتيني للزمن القديم اللي بتدور احداث القصة خلاله..
وعيشتيني الزمن ده بكل احاسيسه وقناعاته..

قصة مشوقة.. اسلوب جميل ومنظم.. واحساس عالي..

تحياتي

أهلا يا ايناس في أول متابعاتك لأعمالي و أتمنى دائما التواصل بيننا

و شكرا على رأيك في القصة ، هي قصة عزيزة على قلبي و سعدت لاعجابكم بها

أتمنى لكي التفوق و التميز في كل المجالات و أهلا بك ثانية

[الزهراء]

قصة جميلة بأسلوب مشوق ...لم لا تكتبي بقيتها ؟ أو أن تحوليها إلى رواية رومانسية في زمن مختلف ؟

أتقنتٍ نقلنا إلى ذاك الزمن ... و كأنننا نراه أمامنا

بالتوفيق دائما...و إلى المزيد يا زهراء

أهلا يا غادة دائما منوراني بردودك الجميلة مثلك تماما

هي قصة أراها طويلة و هناك أجزاء كثيرة غير مكتملة تحتاج إلى وقت كبير ، أنا لم أكمل كتابتها بعد إنما أحببت أن أضع النهاية و أسردها هنا .

شكرا على مداخلتك الجميلة دائما

[محمد محمود]

ما أجمل أن يأخذ الكاتب قارئه لزمن آخر ويستطيع أن يجعله يعيش بعقله وقلبه في ذلك الزمن
هذا بالضبط ما فعلته بنا بموضوعك الرائع الذي أتمنى قراءته كاملا ً ولو بشكل كتابة مسلسلة
أتمنى لك دوام التوفيق ،،،

[donnabella]

زهراء القصة فعلا جميلة ..أخذتني معك إلي حيث هم أبطالك
لم لا تكمليها لنعرف التفاصيل التي قفزتي بنا إلي نهايتها
أتمنى أن أقرأها كاملة...

[الزهراء]

ما أجمل أن يأخذ الكاتب قارئه لزمن آخر ويستطيع أن يجعله يعيش بعقله وقلبه في ذلك الزمن
هذا بالضبط ما فعلته بنا بموضوعك الرائع الذي أتمنى قراءته كاملا ً ولو بشكل كتابة مسلسلة
أتمنى لك دوام التوفيق ،،،

و الله لا أدري أي كلام قد أقوله و يوازي ثنائك هذا الذي أعتز به كثيرا

و سعيدة جدا بتتبعك الدائم لكل ما أقوم به و ردودك التي ترفع من المعنويات

و أنا أيضا أتمنى كتابتها كاملة و لكن الموضوع صعب

أتمنى لك الكثير من التألق

[الزهراء]

زهراء القصة فعلا جميلة ..أخذتني معك إلي حيث هم أبطالك
لم لا تكمليها لنعرف التفاصيل التي قفزتي بنا إلي نهايتها
أتمنى أن أقرأها كاملة...

أهلا بكي يا أيتها الجميلة donnabella

سررت كثيرا بردك و إعجابك بالموضوع

أما بالنسبة لكتابة القصة كاملة فهذا كما ذكرت صعب المهم عرفتم النهاية

أتمنى لك التوفيق و التألق

[دعاء]

تبدو قصة جميلة تمنيت لو كتبتها مسلسلة على صفحات الأكاديمية

ذهبت بنا إلى زمن مضى و روائح الزمن الجميل شممت رائحتها ، تعلقت بالزهراء و لكن لي سؤال
اسمك الزهراء على اسم البطلة و لا إيه الموضوع بالضبط

بالتوفيق و يا ريت نشوف بقية الأجزاء الأولى اللي عديتيها و وصلتي بينا للنهاية