آخر الطابور ( قصة قصيرة )

المشرفون: Ghadat2009،نبضة...

صورة العضو الرمزية
الأمير الحائر
مشرف قسم الروايات
مشاركات: 859
اشترك في: 31 أكتوبر 2008, 8:06 pm
Real Name: وليد توفيق
Favorite Quote: و تبقى الكلمات...
verification: ID verified and trusted writer

آخر الطابور ( قصة قصيرة )

مشاركة بواسطة الأمير الحائر »

كانت قدماه تسير بصعوبة فى طريقه للعودة من عمله ذلك اليوم...
أحس بحزن عميق ينتابه...وذكريات تقاتل عقله فى عنف...ذكريات منذ أن ولد...ومنذ أن كان طفلا..إلى اليوم...حاول التغلب على ذكرياته..نفض رأسه وهو يسير فى الطريق وكأنه ينفض أفكاره وذكرياته بعيدا...لكنه رغما عنه انتصرت عليه الذكريات...وأخذت تهاجمه بكل قسوة وتحتل خلايا عقله لتصور له ماضيه كله فى شريط حزين أمام عينيه...
" محمد كبر وداخل على المدرسة..مش هتشوف هتدخله مدرسة ايه..."
" هندخله المدرسة الإبتدائى اللى جمبنا...تفرق ايه عن غيرها يعنى..."
" بس دول بيقولوا انها مابتعلمش كويس...والتلاميذ اللى فيها مش كويسين..."
" احنا هننقى...اهى كلها مدارس...فضينا من السيرة دى بقى مش ناقصة دوشة..."
كان ساعتها يقف خلف باب الغرفة يستمع إليهم وهو لايستوعب شيئا مما يقولون...كان طفلا لم يتخطى السادسة بعد..كل مافهمه أنه سيترك روضة الأطفال الضيقة التى كان يكرهها وسيذهب لمكان جديد واسع اسمه ( المدرسة ) أيا كان الخلاف بين أمه وأبيه على أى مدرسة تكون...
" تفرق ايه عن غيرها يعنى..." هكذا ردد كلمة ابيه فى عقله...كان دائما يرى تلاميذ المدرسة المجاورة له وهم يلعبون ويمرحون...ما الفارق بينها وبين أخرى...
......
توقف عند بائع اللحوم...ربما ستكون هذه أخر مرة يشترى فيها لحوم لعيد الأضحى..وضع يده فى جيبه و أخرج النقود القليلة الباقية من راتبه الأخير...نظر إليها فى حزن قبل أن يخرج نصفها ويعطيها للجزار قائلا بصوت منخفض وكأنه يخشى أن يسمعه أحد:
" ربع كيلو لحمة بعد إذنك... "
" ربع...؟ "
" اه ربع كفاية بس عشان الولاد...كل سنة وأنت طيب..."
بينما ينتظر طلبه أخذت الذكريات تثور على عقله مرة أخرى...
" محمد داخل الثانوى...مش هتشوف هتديله دروس ايه..."
" بس بلا دروس بلا كلام فارغ...انتى عارفة الدروس بكام دلوقتى...وهو من امتى خد دروس من يوم مابدأ تعليم...هو هيعمل ايه يعنى..هيشتغل فى الاخر أى شغلانة والسلام ويعيش زى كل الناس ماعايشة..."
" طب مامادم احنا قادرين مانديله دروس...دول زمايله كلهم حجزوا ...هيبقى هو لوحده فى وسط زمايله اللى مابيخدش دروس..."
" قلت بلا دروس بلا بتاع...احنا هنضيع شقانا وتعبنا على المدرسين عالفاضى وفى الأخر هيطلع ايه يعنى...دكتور..مش عايزك تفتحى سيرة الموضوع ده تانى..."
هذه المرة انسابت دمعة فى عينيه وهو يقف فى نفس مكانه خلف باب الحجرة ويستمع إلى أبيه وأمه...كان قد تخطى المرحلة الإعددية بجموع عالى أهله لدخول الثانوية العامة...لم يعتد أن يأخذ دروس خصوصية رغم أن زملائه كانوا يأخذون دائما دروس فى كل المواد...ورغم أنهم دائما كانوا يسألوه ويعايروه أحيانا لعدم وجوده معهم إلا أنه كان يغلق الباب فى وجه الحزن واليأس دائما ويسعى للتفوق...وفعلها..رغم إحباط أبيه الدائم له..لكنه لم يستسلم..لكن كيف ستكون الثانوية .....
......
سار بنفس الخطى المتاثقلة داخل السوق..وأخذ ينظر إلى أصناف الخضروات والفواكه الكثيرة...نظر نفس النظرة الحزينة...قبل أن يتوقف عند مكانه المعتاد ويخرج بعض نقوده القليلة..
" نص كيلو طماطم لو سمحت...وربع خيار..."
" طماطم من أم اتنين ولا اربعة ياحج..."
نظر مرة أخرى إلى نقوده القليلة قبل أن يقول بنفس الصوت الخافت:
" لأ بإتنين يابنتى بعد إذنك...."
سرح فيما حوله وهو يستسلم مجددا لسجن ذكرياته...
" ادى ابنك شرفك وجاب سبعة وتسعين فى المية ... يعنى ممكن يخش صيدلة اللى هو عاوزها..."
" يعنى جاب الديب من ديله...وبعدين صيدلة ايه اللى بتكلمى فيها...انتى عايزانا نشحت عليه..."
" يعنى ايه...؟ أنت مش هتدخله صيدلة...هتكسر نفس الواد...."
" بلا نفس بلا بتاع...هما اللى دخلو الكليات عملو بيها ايه...انا مش هأصرف عليه لو دخل صيدلة دى...عايز يدخل كلية تبقى كلية على قد حالنا...خليه يخش تربية ولاتجارة...حاجة نظرى مافيهاش فلوس كتير..."
" بس حرام ده محمد ممتاز و....."
" مافيش بس...ومش عايزك تفتحى الموضوع ده تانى ابدا..."
هذه المرة كاد يسقط من هول صدمته وهو يستمع إلى كلمات أبيه تدمر أحلامه العريضة...لماذا؟؟؟ لم يستوعب لماذا كتب عليه أن تتحطم أماله أمام عينيه...لقد انتصر على نفسه وأذهل زملائه بمجموع عالى دون الدروس التى عايروه بها...كان يحلم بذلك المجموع حتى يدخل كلية الصيدلة التى حلم بها...لكن الأن يسمع ويرى حلمه يتحطم بكلمة من لسان أبيه....
بكل قسوة...
........
توقفت ذكرياته عند باب الصيدلية المجاورة لبيته...فخطا داخلها وهو ينظر بحزن اعتاد عليه كلما دخل إلى أى صيدلية...
" لو سمحت يادكتور...عايز اى دوا للبرد...عشان ابنى الصغير عنده برد من امبارح..."
" بس ياحج مش لازم يبقى عنده برد بالذات...المفروض تروح لدكتور أطفال ويكشف عليه ويديك روشتة الأول... "
" معلش يادكتور...احنا ناس على قد حالنا... والبرد ياما بييجى للولاد وبنجيبلهم دوا وبيروح...."
" أنا أسف ياحج...ماكانش قصدى والله...وثانية هأجيبلك دوا كويس....اتفضل..."
" شكرا يادكتور...كام ..."
" سبعة جنيه بس ياحج أنا جبتلك أحسن دوا وسعره متهاود..."
حرك يده فى جيبه مرة أخرى..ابتسم عقله فى سخرية مريرة وهو يلاحظ أن يده تتحرك بحرية علامة على أن نقوده أصبحت قليلة...أخرج النقود وهو ينظر إليها ويفكر...لم يكن الطبيب يعرف وهو يقول سبعة جنيهات أن هذا الثمن ليس قليلا لبعض الناس...بل ربما سيكون مبلغ سيدفعه للإستدانة ليعيش أولاده حتى المرتب القادم....
" اتفضل يابنى...ألف شكر..."
قالها للطبيب الشاب وخطا خارج الصيدلية وهو يحمل أكياس الطعام البسيطة فى يديه...ووضع علبة الدواء فى أحدى الأكياس...وهو يتجه بخطواته المتاقلة إلى أخر محطة له...وأهم محطة قبل أن يصل إلى بيته....
.......
" مش عارفة محمد عمل ايه فى النتيجة ...ده نتيجة ابن جارتنا طلعت....اشمعنى محمد..."
" هى كلية تجارة دايما بتتأخر...وبعدين مسربعة على ايه يعنى تفرق ايه..."
" تفرق كتير...خلى الواد يتخرج بقى ويشتغل...ويتجوز...عايزة افرح بيه بقى...."
" حوشى الشغل والجواز مقطع بعضه...اهو هيطلع يستنى جواب القوى العاملة زى الناس....ولما نشوفله عروسة من العيلة يبقى يجوزها...ويخدها ويبقو يقعدوا فى أى بيت إيجار.."
" أنت مش هتشوفله شغلانة فى أى حتة كده....لسه هيطلع يستنى جواب.... "
" وأنتى شايفانى وزير القوى العاملة ولا وزير الشباب...يطلع يستناله جواب القوى العاملة زى الناس...يعنى هتفرق ايه كام سنة كمان...."
دوت الكلمات فى رأسه فى قوة...وهو يتابع السير بنفس الخطوات البطيئة...وأخذت الذكريات تنسدل أمم عيناه....تذكر كيف نجح فى كلية التجارة بتقدير امتياز...تذكر كيف أنه لم يرشح كمعيد ورشح بدلا منه ابن أحد الأساتذة فى الجامعة...تذكر كيف انتظر وانتظر جواب القوى العاملة...تذكر كيف أتى الجواب بعد ثلاثة سنوات ليخبره بوظيفة فى أحد المصالح الحكومية البسيطة...تذكر كيف تزوج من قريبته...وأنجبا ولدا وبنتا يعانى الأن لإكمال تعليمهم رغم الظلام الذى كتب على مستقبلهم وأحلامهم...تذكر كيف ضاعت سنين العمر...توقف بذكرياته عند أخر مشهد فى مشاهد زكرياته اليوم...مشهده وهو يستلم جواب التحويل للمعاش...ونهاية المشوار...جواب يخبره بأنه انهى مهمته...ساعتها فكر ماذا فعل فى حياته؟ ماذا فعل ليغير مصيره؟ ماذا فعل ليقول لا لمن يدمر أحلامه وأمانيه أمام عينيه...ماذا فعل لمن أجبره أن يكون مثل باقى الناس...مطحون..فقير...يعانى لينفق على زوجته وأولاده...استسلم...هذا كان مافعله....وهذا كان جوابه على نفسه وهى تلومه متأخرة جدا...فى نهاية المشوار وهو يستلم جواب المعاش...لكم كانت حياته ستتغير لو لم يستسلم...لو قاوم...لكى يصبح نفسه...لا أن يصبح انسان أخر بحياة حددها له غيره....ربما ساعتها كان من الممكن أن يفعل شئ فى حياته يفتخر به عند نهاية المطاف...ونهاية العمر...
" ياحج...أنت ياحج...أنت نايم ولاسرحان ولابتستهبل ولا ايه حكايتك..."
خرج من معتقل ذكرياته على الصوت...نظر إلي صاحب الصوت فى شرود...
" مالك يابنى...."
" أنت خليت فيها ابنى...طالع كده على أول الطابور وسايب الناس كلها واقفة...يعنى انت تعبان واحنا مش تعبانين..."
أفاق إلى المشهد حوله...مشهد طابور العيش...الطويل...محطته الأخيرة...وهو يقف فى أوله أمام النافذة...قادته ذكرياته دون أن يرى وذهب بالخطأ إلى أول الطابور...ابتسم فى مرارة
" معلش يابنى ماخدتش بالى...كنت ماشى سرحان.. اعذرنى..."
قالها وهو يتحرك بإستسلام.. بنفس الخطا المتثاقلة البطيئة..ليأخذ مكانه..هناك...
آخر الطابور.....
..............
وليد
1 ديسمبر 2008
ثمة أسماء و ألقاب تبقى..بقاء الأرض..بقاء السماء..و بقاء الكلمات...
ثمة أشياء تتعلق حياتها بأماكنها..بتوابيت مغلقة تخشى الإبتعاد عنها...
رغم أن الحياة..قد تكمن فى هذا البعد...

.....

...:: و تبقى الكلمات ::...

...... صفحتى فى الأكاديمية ......
صورة العضو الرمزية
المهاجر
مشرف قسم المقالات و النقد الفنى
مشاركات: 779
اشترك في: 04 نوفمبر 2008, 4:48 pm
Real Name: أحمد جمال الدين أحمد
Favorite Quote: دائما إفعل ما تحب ان يراك الناس عليه
دائماً لا تفعل ما يحب الناس ان يروك عليه
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر
اتصال:

Re: آخر الطابور ( قصة قصيرة )

مشاركة بواسطة المهاجر »

والله يا وليد قصة فعلا جميلة والمفروض ما تكونش اخرالطابور تكون اوله لانها مميزة لانك سردت حكايات الشعب المصرى وكل بيت واللى بيعانية
صورة العضو الرمزية
محمد محمود
مشرف قسم الأشعار
مشاركات: 1070
اشترك في: 06 نوفمبر 2008, 4:40 pm
Real Name: محمد محمود حسن
Favorite Quote: إلهــــي لا تعذبني فإني
مقر ٌ بالذي قد كان مني
verification: ID verified and trusted writer
مكان: الإسكندرية
اتصال:

Re: آخر الطابور ( قصة قصيرة )

مشاركة بواسطة محمد محمود »

صورةقصة جميلة جدا وبتحكي عن شريحة ليست بالقليلة من مجتمعنا بل هي الغالبية العظمى
ولقد صارت حياتنا كلها طوابير وكل ما نوصل لأول الطابور نلاقي نفسنا في الآخر وده بسبب إرتفاع سعر الكوسة صورة
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر ٍ على صفحات الماء وهو رفيع ُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ

صورة


صفحتي الشخصية
خالد
أكاديمى فعال
أكاديمى فعال
مشاركات: 29
اشترك في: 06 نوفمبر 2008, 7:21 pm
Favorite Quote: اذا لم تستطع الامتناع عن خطأ فلا تمتنع عن صواب
مكان: مصر

Re: آخر الطابور ( قصة قصيرة )

مشاركة بواسطة خالد »

بجد ياوليد فكره جميله نفذتها بطريقه موفقه جدا
وانتهت نهايه قويه بجد عجبانى اوى لان النوع ده
بيستهوينى جدا بحييك على قصتك الهايلهصورةصورةصورة
خالد محمد عزب
تنهيدة
مشرفة قسم أدب الأطفال
مشاركات: 1291
اشترك في: 04 نوفمبر 2008, 3:01 am
Real Name: نهاد نعمان
Favorite Quote: لوسرقت منا الأيام قلباً معطاء بسام لن نستسلم للآلام ...لن نستسلم للألام .....
verification: ID verified and trusted writer
مكان: بنت مصر

Re: آخر الطابور ( قصة قصيرة )

مشاركة بواسطة تنهيدة »

صورةلو الشخصية بتاعتك حتكون أخر الطابور فأنا متاكدة انك حتكون دايما أول الطابور بس مش طابور العيش انا قصدى اول طابور الكتاب المميزين الا حسين أوى بهموم ناس دايما مغلوبة على أمرة تعرف انا رأى انا هؤلاء الناس هم السبب فى القضاء على انفسهم لأن لم يخلق الأنسان ليعيش مستسلم للواقع بلى خلق ليغير دائما منه بشكرك ياوليد لانك قدمت لينا نموذج من البشر اتمنى ان يتغير ليكون ايجابياصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
همسه
مشرفة قسمى الشعر, كلام فى الحب
مشاركات: 119
اشترك في: 05 نوفمبر 2008, 8:02 pm
Real Name: آيه الشحات أحمد
Favorite Quote: اطلبوا اللعلم من المهد الى اللحد
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر

Re: آخر الطابور ( قصة قصيرة )

مشاركة بواسطة همسه »

قصه جميله اوى اوى ياوليد بجد هايلصورة نا اتاخرت فى الراى شويه بس رايى انك كاتب هايل اوى اللى يحس بالناس ويقدر يوصل احساس كده هو ده الكاتب الصح ودى حاجه مش غريبه عليكصورةشكرا على القصه الجميله دىصورة
همسه
صورة العضو الرمزية
الأمير الحائر
مشرف قسم الروايات
مشاركات: 859
اشترك في: 31 أكتوبر 2008, 8:06 pm
Real Name: وليد توفيق
Favorite Quote: و تبقى الكلمات...
verification: ID verified and trusted writer

Re: آخر الطابور ( قصة قصيرة )

مشاركة بواسطة الأمير الحائر »

شكرا يا أحمد بجد على رأيك...وإذا كنت سردت حال الشعب المصرى فده لأنى بجد عشت وقت كتابة القصة دى حالة الشخصية دى وحسيت بكل معاناتها...عشان كده زى ماحسيتو فى المذكرات الكوميدية ان انا المهنس اللى فى القصة هنا بردو حسيتو بإحساس حد بيعانى وفئة كبيرة من شعبنا...وده بحمد ربنا عليه لأنه دليل انى يقدر اتخيل واعيش اللى بكتبه كويس...وبشكرك بجد يا أحمد على رأيك صورة
.........

محمد...شكرا على رأيك جدا وزى ما أنت قلت هى حكاية شريحة كبيرة غصب عنهم أو بإستسلامهم زى بطل القصة هنا بيبقو مطحونين وبيرضوا انهم يبقو فى أخر طابور البشر...مع انهم كانو ممكن يغيرو وضعهم ده بإرادتهم...ودى محاولة منى لرصد ونقد الشخصية المستسلمة دى مع تعاطفنا معاها...وبشكرك جدا يامتر على رأيك صورة
.........

خالد...شكرا على رأيك بجد والفكرة نفسها اللى جاتلى الأول فكرة الشخص الللى بينهى عمره بجواب معاشه وبعد كده حاول اتخيل حياته وايه اللى عمه عشان يغيرها أو يبقى حد مختلف...وعشان كده كانت النهاية الرمزية كده...استسلامه ورجوعه...لأخر الطابور...بشكرك يا خالد وسعيد انى قدرت اوصل فكرتى واحساسى وان عملى عجبك صورة

........
تنهيدة...شكرا بجد وأنتى كده اللى دايما تثبتيلى قد ايه بقيتى بتوصلى للمعانى اللى ورا سطورى والمعنى العام من العمل كله ودى حاجة تفرحنى جدا جدا...لأنك قادرة تقرى احساس كتاباتى..بالظبط زى ما أنتى قلتى...فكرة الشخص الإنهزامى..اللى بيستسلم لكل اللى بيدمرو حياته حتى لو أقرب الناس ليه...وده اللى حبيت أوصله من القصة كلها...ازاى لازم كل انسان يعمل حساب نهاية عمره ومشواره ويفكر هيعمل ايه عشان يغير وضعه وقيمته فى العالم...وفى طابور البشر...
بحييكى ياتنهيدة على قرائتك الصادقة لأفكارى واحساسى وبشكرك على رأيك الجميل فى القصة وفيا ككاتب...وصحيح بقرايتك لكتابتى دى اقدر اقول بجد تيم احساسصورة
.......

أية...شكرا على رأيك فى القصة وأنا دايما متعود بتخيل و بعيش فى الفترة اللى بكتب فيها احساس بطل قصتى...عشان اقدر اوصل إحساس بجد وكأنه احساس شخصى بيا...ودى حاجة بحمد ربنا عليها بجد دايما...وعشان كده احساسى بيوصل زى ماهو...وبشكرك يا أية على رأيك فى القصة...ورأيك فيا ككاتب ومستنى اقرالك اشعار جديدة أو قصص كمان قريبصورة

شكرا لكل اللى شرفونى برأيهم على قصتى, ونفسى بجد أقرا ليكو كلكو أعمال جديدة عشان يبقى أجمل عيد بكتاباتكو صورة كل عام وأنتم بألف خير...صورة
ثمة أسماء و ألقاب تبقى..بقاء الأرض..بقاء السماء..و بقاء الكلمات...
ثمة أشياء تتعلق حياتها بأماكنها..بتوابيت مغلقة تخشى الإبتعاد عنها...
رغم أن الحياة..قد تكمن فى هذا البعد...

.....

...:: و تبقى الكلمات ::...

...... صفحتى فى الأكاديمية ......
صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

Re: آخر الطابور ( قصة قصيرة )

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »

لا أدري ما أكتب ؟ هذه القصة أكثر من روعة ! صورة جعلتني أتعايش مع هذا البطل امطحون لدرجة رهيبة ! و مابين حاضره المؤلم و ماضيه المليء بالحسرة والإحباطات المتكررة و قتل الأحلام في مهدها .... الإحساس العالي الذي كتبت به القصة يشهد على تميزك الشديد ككاتب : الأسلوب و الوصف الرائع و حتى مابين السطور !
لكن أيضا الملفت فيها : حالة الاستسلام و السلبية العجيبة لدى البطل ! هو حتى لم يحاول مناقشة والده ...لم يحاول -بالذات لحظة - لحظة تحديد الكلية أن يفكر في أن يعمل مثلا للصرف على دراسته و حلم حياته !
جعلتنا نحس بكل آلامه التي هي آلام الكثيرين .. و القصة كأنها جرس إنذار أو تنبيه لأمور كثيرة : منها رسائل المعاش و تداعياتها - الأسرة و دورها و الأب بالذات بايمانه بأبنائه و محاولة مساعدتهم على الثقة بالنفس و بالتالي على حياة أفضل _ التمرد على السلبية بشكل أو بآخر ..... و كثير لكني قد أطلت كثيرا !
لا أدري كيف خطرت لك فكرة العنوان صورة...لكنه الآخر ..رائع جدا و له معاني عديدة
أشكرك على امتاعنا أو إبكائنا على أحوال نسبة كبيرة من مجتمعنا ! صورة
و أتمنى لك المزيد والمزيد من الإبداع .. و حين تنشر أول مجموعة قصصية لك ..فلتسمها آخر الطابور صورةصورة
صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
صورة العضو الرمزية
الأمير الحائر
مشرف قسم الروايات
مشاركات: 859
اشترك في: 31 أكتوبر 2008, 8:06 pm
Real Name: وليد توفيق
Favorite Quote: و تبقى الكلمات...
verification: ID verified and trusted writer

Re: آخر الطابور ( قصة قصيرة )

مشاركة بواسطة الأمير الحائر »

ghadat2009 كتب:لا أدري ما أكتب ؟ هذه القصة أكثر من روعة ! صورة جعلتني أتعايش مع هذا البطل امطحون لدرجة رهيبة ! و مابين حاضره المؤلم و ماضيه المليء بالحسرة والإحباطات المتكررة و قتل الأحلام في مهدها .... الإحساس العالي الذي كتبت به القصة يشهد على تميزك الشديد ككاتب : الأسلوب و الوصف الرائع و حتى مابين السطور !
لكن أيضا الملفت فيها : حالة الاستسلام و السلبية العجيبة لدى البطل ! هو حتى لم يحاول مناقشة والده ...لم يحاول -بالذات لحظة - لحظة تحديد الكلية أن يفكر في أن يعمل مثلا للصرف على دراسته و حلم حياته !
جعلتنا نحس بكل آلامه التي هي آلام الكثيرين .. و القصة كأنها جرس إنذار أو تنبيه لأمور كثيرة : منها رسائل المعاش و تداعياتها - الأسرة و دورها و الأب بالذات بايمانه بأبنائه و محاولة مساعدتهم على الثقة بالنفس و بالتالي على حياة أفضل _ التمرد على السلبية بشكل أو بآخر ..... و كثير لكني قد أطلت كثيرا !
لا أدري كيف خطرت لك فكرة العنوان صورة...لكنه الآخر ..رائع جدا و له معاني عديدة
أشكرك على امتاعنا أو إبكائنا على أحوال نسبة كبيرة من مجتمعنا ! صورة
و أتمنى لك المزيد والمزيد من الإبداع .. و حين تنشر أول مجموعة قصصية لك ..فلتسمها آخر الطابور صورةصورة
أشكرك جدا على تعليقك الرائع ياغادة...حقيقى رغم كتابة هذه القصة من شهر ديسمبر 2008 لكن من أكثر الأعمال التى أعتز بها...لأنى أحسست أنى حاولت فيها توصيل عدة قضايا..مثل التى تكرمتى بوصفها بدقة فى ردك..و فى نفس الوقت لأن هذه السلبية فعلا متواجدة رغم أنها غير مقبولة بالفعل..لكن..الظروف الإجتماعية أحياناً ما تفرض على الإنسان مسارا غريبا لحياته..و يجب على من يستسلم لذللك المسار والطريق أن يرى نهايته..ويرى أخر أيام عمره..وكيف سيحس وقتها عندما يجد أنه سار فى طريق طويل طويل...لم يختاره! و فعلا نفس السؤال الذى طرحتيه ياغادة هو ماحاولت سؤاله..لماذا الإستسلام؟ لماذا لم يعمل ذلك الشخص ويعتمد على نفسه ويختار طريقة بإرادته.. وقتها مهما حدث له فسيكون بإختياره..وسيكون سعيدا به وفخور به فى نهاية عمره...
السؤال الحقيقى هو كيف جائت القصة؟! صورة فقد كان قبل العيد تقريبا وودت أن أكتب قصة جديدة...فدون تفكير فتحت صفحة الكتابة أمامى وفكرت...و بعد قليل من التفكير اخترت العنوان..وكتبته..ومضيت أكتب القصة دون تفكير مسبق..وربما هذا كان أفضل مافى الموضوع من إرتجال للفكرة والإحساس دون إعداد مسبق..وكانت تلك القصة... و اشكرك حقا ياغادة على أمنيتك الرائعة بخصوص المجموعة القصصية...ومزيد من الشكر على تعليقك الرائع صورةصورة
ثمة أسماء و ألقاب تبقى..بقاء الأرض..بقاء السماء..و بقاء الكلمات...
ثمة أشياء تتعلق حياتها بأماكنها..بتوابيت مغلقة تخشى الإبتعاد عنها...
رغم أن الحياة..قد تكمن فى هذا البعد...

.....

...:: و تبقى الكلمات ::...

...... صفحتى فى الأكاديمية ......
صورة العضو الرمزية
ريم
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 219
اشترك في: 07 مارس 2009, 1:43 pm
Favorite Quote: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر

Re: آخر الطابور ( قصة قصيرة )

مشاركة بواسطة ريم »

حقيقي قصة رائعةصورة
بداية من العنوان إلى آخر القصة
التي تندمج مع بطلها وتشعر بمرارة الألم في ذكرياته فهو لم يفعل أي محاولة لتغيير مجرى حياته ..
وهو للأسف نموذج لكثير من البشر
أحييك عليهاصورةصورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”قصص عامية“