ورقة إجابة !!
مرسل: 13 نوفمبر 2008, 1:10 pm
( 1 )
المكان .. أرض واسعة أمام كلية ( هـ - و – ز ) انتصب فيها مجموعة كبيرة من الكراسي .. فتتحول بهذا إلى لجنة 21 .. هذا بالنسبة إلى الفرقة الثانية .. ياله من جو مهيب حقا !!
المشهد :
مراقب ومجموعة لا تقل عن ثلاثين طالبا .. يمر المراقب على كل طالب .. يأخذ منه إثبات شخصيته ويسلمه ورقة الإجابة وورقة الأسئلة ..
( Zoom in
على الطالب الذي يهمنا في هذه اللجنة ) .. يبدو من مظهر هذا الطالب - اسمه حموءة بالمناسبة !! - أنه يسائل نفسه كثيرا : لماذا يصر على حضور امتحانات معروف نتيجتها مسبقا .. فهو لم يعلم أن هذا اليوم سيمتحن فيه هذه المادة إلا بالأمس .. ما أن أخبره بهذا صديقه مجدي في الهاتف .. حتى قام وأعد لنفسه كوبا من الشاي .. أتى بامتحانات السنوات السابقة .. نظر إلى الأسئلة متمنيا ان يستخرج منها كل ما هو هام .. لماذا ؟؟ لا ليذاكرها بالطبع .. إنما لـ ( يبرشم ) إجاباتها ..
المهم فوجئ هذا الحموءة أن كل امتحان به مجموعة مختلفة تماما من الأسئلة .. فتح الكتاب ليستخرج الإجابات .. لم يستطع .. أغلق الكتاب .. ونزل إلى الشارع ميمما وجهه شطر المقهى حيث يجلس أصدقاؤه الدائمون .. كان هذا ليلة الامتحان طبعا .. عاد إلى بيته في الثالثة صباحا .. ليوقظه والداه في تمام التاسعة صباحا بعد فاصل طويل من المشاجرة والصياح معه .. وكذلك بعد أن أغرقاه بكمية لا بأس بها من الماء .. ليلحق بهذا الامتحان في العاشرة ..
المهم .. نعود إلى لجنتنا .. المراقب يشعر بحالة من الملل .. يمسك بكل بطاقة أو كارنيه .. يتسلى بقراءة الأسماء المدونة بها .. ثم يضعها على منضدة أمامه بترتيب – حسب الشكل أم الترتيب الهجائي أم الأبجدي ؟ لا أعلم - .. يبدو أن المادة صعبة وأنه لن يجدي معها غشٌ .. كما يبدو أن الامتحان طويلٌ جدا .. استنتج المراقب هذا عندما وجد أن الطلاب بالرغم من أنه لا ينظر إليهم كثيرا .. ولكن كلٌ منكفأٌ على ورقته .. أو نائم !!
لا يفعل المراقب شيئا إلا أن ينظر إلى ساعته .. ثم يقول " نص ساعة على نص الوقت " " تلت ساعة على نص الوقت " وهكذا حتى قال : " الي عايز يسلم ورقته يسلمها " ..
هتف بهذا وهو واقف عند آخر طالب باللجنة .. فشعر وكأنه ألقى بطوق نجاة إلى كثير من الطلبة .. فوجئ بثلاثة أرباع الطلبة يأتون إليه كلٌ يريد أن يسلم ورقته ..
" مصلحة " كان هذا هو لسان حال المراقب .. سينتهي من هذه اللجنة مبكرا .. كان يأخذ من كل طالب ورقته ويشير إليه نحو المنضدة ليأخذ كل طالب إثبات الشخصية الخاص به ..
.. هنا نرى حموءة يلتفت حوله بحذر .. وجد أن المراقب لا يراه لأن الطلاب ملتفون حوله .. يغلق ورقته وبكل هدوء يتوجه نحو المنضدة ويأخذ بطاقته – لم يدفع مصاريف الجامعة بعد .. لذا لم يكن معه كارنيه الجامعة - .. ثم ينصرف بهدوء أيضا وهو يخبئ ورقة إجابته بين طيات ملابسه ( من حسن حظه أن هذا هو امتحان التيرم الأول .. أي في الشتاء ويرتدي هو جاكيت .. فلا يظهر انبعاج الورقة !! ) ..
( 2 )
المكان : إنها نفس الساحة التي تحولت إلى لجنة 21 .
المشهد
يمر الموظف المختص بجمع ورقات الإجابة من اللجان بالمرور على لجنة 21 .. حيث يقبع الأستاذ فتحي .. يفاجأ بالأستاذ فتحي والقلق يأكل وجهه أكلا ..
- " خير يا فتحي !! "
- " خير ؟ ومنين الخير يا حسن .. ورق الإجابة ناقص ورقه !! "
- " إزاي دا .. انته بتهزر ؟؟ دي مصيبة .. وريني كشف الأسماء بتاع اللجنة دي اما نشوف ورقة مين "
- " اهو .. اسمه ( أ . ب . ت ) .. خرج من غير ما يسلم ورقته "
- " طب والكارنيه بتاعه ؟؟ "
- " خده معاه وهوة خارج "
- " مهو انته مغفل "
- " ........ "
- " المهم مفيش قدامنا غير اننا نستدعي الطالب دا الامتحان الجاي ونخليه يعترف "
- " طب وان معترفش ؟؟ اروح انا في داهية ؟؟ أقولك على حاجة .. معايا ورقة إجابة زيادة .. هكتب عليها بيانات الطالب دا وكأن ولا حاجة حصلت .. هسلمهالك وكأن الطالب سلم الورقة فاضية "
- " طيب ولما الواد يلاقي نفسه واخد ( ض ج ) ويعمل إعادة رصد وهوة متأكد ان الورقة مش بتاعته ؟ "
- " عادي .. ورقته فاضية ويستحق الصفر .. ومينفعش الطالب يشوف ورقة إجابته ويعملها إعادة تصحيح إلا لما يرفع قضية .. حوار يعني .. اللي زي العيال دي مش بتوع السكة دي "
- " على العموم يا فتحي اعمل الي تعمله .. انا كل الي اعرفه اني بالطريقة دي يعتبر مستلم منك ورق الإجابة كامل العدد "
- " ربنا يستر !! " .
( 3 )
المكان : مقهى شعبي بأحد الأحياء السكنية .. تتناثر الكراسي في محيط هذا المقهى .. دخان الشيشة ممتزج مع قهقهات عالية .. باختصار .. جو المقهى الشعبي كما تتخيله تماما .
المشهد :
وكأنه فتح لتوه عكا .. يتوجه حموءة إلى أصدقائه الذين بدأتُ أعتقد أنهم أصبحوا ديكورا أساسيا لهذا المقهى !! ..
- " ايه يبني .. مالك فرحان كدة ليه .. جبت علبة سجاير وسبت الفرط ولا ايه ؟ " هكذا استقبله جابر .
بفرحة طاغية يتبعها نظرة خبيثة يجيب حموءة " سجاير ايه وفرط ايه يا معفن .. بصوا "
ثم يخرج لهم ورقة إجابته .. فينظروا إليه بتعجب .. ثم يقول سعيد : " هنلف يعني السجاير في الورق دا ولا ايه ؟ "
- " لا يا خفيف .. دي ورقة اجابتي بتاعت الامتحان "
ولأن أصدقاء حموءة جميعا قد تسربوا من الدراسة وأكثرهم تعليما معه الشهادة الإعدادية .. ظل حموءة لمدة نصف ساعة يشرح لهم نظام الإمتحان وأنه يتكون من ورقة أسئلة وورقة إجابة .. يُجيب هو في ورقة الإجابة .. إلى آخر التفاصيل التي تعلمونها جيدا ..
- " يا ابن الجنية .. طب وايه يعني لما تاخد ورقة اجابتك .. ده انته كدة عبيط وهيسقطوك "
هكذا قال سعيد ..
- " غبي غبي .. هتعيش غبي وتموت غبي .. يبني أنا كل اللي عايزه أن مجدي يقف جنبي في الحوار دة .. ويبقى بعد كدة كله عشرة على عشرة .. وأديله ان شالله حتى عشرين جنيه "
ثم ( شدَّ ) حموءة نفسا من الشيشة التي أمام ( صابر ) .. وانهمك يشرح لهم خطته !!
( 4 )
المكان : قاعة محاضرات بالطبع تحولت إلى عدة لجان يهمنا فيها لجنة ( 27 ) تحديدا .
المشهد :
المراقب يعطي كل بنش مجموعة من أوراق الإجابة ويطلب من كل طالب أن يأخذ من هذه المجموعة ورقة واحدة ثم يسلمها إلى من بجواره .
بعد فترة يهتف طالب – اسمه مجدي بالمناسبة – ليخبر المراقب أن معه ورقة إجابة زائدة .
يأخذها منه المراقب .. ثم ينظر إلى ورقة الإجابة فيجد أن هناك اسما مدونا بها .. فيصيح بالطالب مجدي : " أمال لما هيا زيادة بتكتب عليها اسمك ليه ؟ "
باستغراب يملأ وجه مجدي يقول " اسمي إيه ؟؟ مكتبتش اسمي والله "
- " مش اسمك ( أ . ب . ت ) "
- " لاء .. اسمي مجدي ح . خ .. حضرتك انا اتبقى معايا الورقتين دول .. خدت بتاعتي واديتك دي !! "
- " ازاي دا " ثم يخرج المراقب وقد ركبه الجنون صائحا : " أستاذ متولي .. خد فيه ورقة إجابة زيادة .. بس بص .. عليها اسم طالب ورقم جلوسه "
يأتي الأستاذ متولي عاقدا حاجبيه مستغربا ويسأل المراقب : " مش بتاعت طالب عندك جوة ؟ "
- " لاء .. "
- " بتاعت أنهي مادة دي ؟؟ "
- " اما اشوف .. دي مادة ( س ص ع ) .. المادة الي امتحنوها قبل المادة الي فاتت !! "
ينتشر هذا الخبر العجيب في أنحاء الكلية فيتحول كل من في الكلية إلى مجموعة كبيرة من القلقين .. أسئلة .. استجوابات .. استفسارات .. كثيرون هم من يدخلون على مجدي يسألونه كيف أتته هذه الورقه .. ثم يخرجون .. ولكن بالنبسة لمجدي .. انتهى الأمر إلى لا شيء ..
( 5 )
المكان : نفس المقهى به نفس الديكور ( أعنى نفس مجموعة الشباب الدائمين ) ..
المشهد :
يجلس مجموعة الأصدقاء الذين تعرفنا عليهم يثرثرون .
صابر وهو ينظر إلى حموءة : انا قلت لو جيتلنا تاني بورقة إجابة وشوية كتب وقعدت تحل في الامتحان هنا كنت هولعلك في الورقة والكتب وفيك .. الناس كانت بتبصلنا المرة الي فاتت ولا كأننا عملنا الغرزة دي مدرسة !! "
حموءة : " بس اوعى .. حوار مش اي حد يفكر فيه .. عايز دمااااغ "
ثم يقبل عليهم مجدي من بعيد .. قبل حتى أن يصل إليهم , يهتف به ( حموءة ) يسأله:
" عملت اييييه ؟ "
-" عيب عليك .. كله تمام .. إيدك على البرزتين "
-" 4 برايز في الحوار الهايف دا يا ابن الـ .... !! يالا مش خسارة فيك .. حار ونار في جتتك "
ثم صوت قهقهة جماعية ..
ثم ينظر سعيد – أحد أفراد الشلة - إلى حموءة قائلا : " ويعني بدل ما تديله ال40 جنيه .. كنت عملت انته الحوار دا وسحبتلك ورقة إجابة وتدي المراقب ورقة الإجابة اللي انته هربت بيها على اساس انها ورقة زيادة !! يعني من الاخر كنت عملت انته الحوار اللي عمله مجدي بدل ما ياخد اربعين جنيه في حوار فاضي " .
- " غبي غبي .. هتعيش غبي وتموت غبي " .
انتهى