الإنتقام - رواية إحتلال قلب - الجزء الرابع

المشرف: الأمير الحائر

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
الأمير الحائر
مشرف قسم الروايات
مشاركات: 859
اشترك في: 31 أكتوبر 2008, 8:06 pm
Real Name: وليد توفيق
Favorite Quote: و تبقى الكلمات...
verification: ID verified and trusted writer

الإنتقام - رواية إحتلال قلب - الجزء الرابع

مشاركة بواسطة الأمير الحائر »

لمن لم يقرأ
...
...
إحتلال قلب
الجزء الرابع
الإنتقام



علت ضحكات ( ايفان ) قائد فرقة المدرعات الأمريكى فى سيارة القيادة, وهو يستمع إلى عميله داخل المدينة يخبره بالدمار وتبادل النيران بين الجانبين, بينما فرقته المدرعة تتناوب على القذف, قبل أن يغير موجة اللاسلكى وهو يقول فى ظفر:
" أوصلنى بالقائد مارك "
أتاه صوت ( مارك ) فى سرعة ولهفة عبر اللاسلكى وهو يهتف:
" القائد ( مارك ) معك, أخبرنى بالتطورات يا ( ايفان ) "
حمل صوت ( ايفان ) كل السخرية والشماتة وهو يجيب فى زهو:
" الخطة تسير بنجاح تام, فرقة المدرعات تضرب المدينة بإنتظام منذ دقائق, وبدأ الجانبين فى تبادل النيران داخل المدينة مع أول قذيفة كما توقعت تماما ياسيدى القائد "
شاركه ( مارك ) السخرية والشماتة وهو يقول فى ظفر:
" عظيم, إذا سارت الخطة على هذا النحو سندمر المدينة وندمر أيضا كتيبة جبار و جماعة بدر الدين, انها ضربة ثلاثية, حتى يتعلم ذلك الأحمق ( جبار ) كيف يعيش دور الجندى المخلص "
صمت قليلا قبل أن يتابع فى اهتمام:
" ماهو موقع ( جبار ) الأن؟ "
بدا الإرتباك على وجه ( إيفان ) وصوته وهو يجيب:
" لم يبلغنا عميلنا داخل المدينة بأى أخبار عنه منذ تركه للكتيبة... ولكن سأتصل به حالا ياسيادة القائد وسأعرف موقع ( جبار ) الحالى و....."
قطع جملته فجأة مع صوت باب السيارة الذى فتح فى سرعة و فوهة مسدس تلتصق بجانب رأسه فى قوة مع صوت صارم يقول:
" لن تحتاج إلى ذلك فموقعى الحالى هنا..."
سقط جهاز اللاسلكى من يده وارتعش جسده وهو يدير بصره إلى ( جبار ) الذى فتح باب سيارة القيادة ودلف داخلها فى سرعة وهو يلصق مسدسه برأس ( ايفان ) الذى أتى صوته مرتعشا وهو يقول:
" ماذا تفعل يا سيد ( جبار ), نحن فى فريق واحد و نعمل...."
قاطعه ( جبار ) وهو يقبض على عنقه فى قوة بذراعه وهو يصوب مسدسه إلى السائق الذى كانت يده تشق طريقها نحو مسدسه:
" حرك يدك مرة أخرى وأقسم أن أملأ جسدك بالرصاص..."
تسمر السائق فى رعب ورفع يديه عاليا, قبل أن يتابع ( جبار ) وهو يزيد الضغط على عنق ( ايفان ) متابعا فى لهجة قوية صارمة:
" لسنا فى فريق واحد أيها القذر, فأنا فى الشرطة لحماية وطنى ( العراق ) وليس لتدميرها...ومهمتى هى القضاء على كل من يحاول المساس بوطنى وبلدى أيا كانت الظروف...وأيا كانت شخصيته أو منصبه "
ازداد رعب ( ايفان ) وهو يتمتم فى رعب:
" سيد ( جبار ), انها الأوامر...أنا فقط أنفذ الأوامر ولست أعادى العراق وأهلها أو..."
قاطعه ( جبار ) بنفس اللهجة الصارمة:
" كفاك تضييعا للوقت أيها الوغد واستمع الأن إلى أوامرى أنا....أصدر أوامرك فورا بإنسحاب كل قواتك بعيدا عن المدينة والعودة إلى قواعدهم, لا أريد دبابة أو جندى واحد هنا..."
بدا التردد على وجه ( ايفان ) قبل أن يحسم ( جبار ) تردده قائلا بكل حزم:
" فى قانون الجيش عصيان الأوامر يحولك للمحاكمة العسكرية, أما عصيانك لأوامرى الأن سيكون عقوبته فورية, الإعدام رميا بالرصاص! "
أمتلأ وجه ( ايفان ) بالرعب مع صرامة ( جبار ) فألتقط جهاز اللاسلكى بأصابع مرتعشة وهو يقول:
" إلى كل القوات, أوقف الضرب وانسحب فورا إلى القاعدة..."
مضت لحظات قبل أن تبدأ جميع المدرعات بالإنسحاب , قبل أن يأتى صوت عبر اللاسلكى يقول فى حيرة:
" سيادة القائد ( ايفان ) أهناك عطل ما فى سيارة القيادة "
تبادل ( ايفان ) النظرات فى لهفة مع سائق السيارة وبدا وكأن ( ايفان ) سيصرخ فى اللاسلكى طلبا للنجدة لولا إشارة ( جبار ) الصارمة له ليجيب, فأجاب عبر اللاسلكى فى تردد:
" ليس هناك أى عطل يا ( كارلوس ), لدينا اتصال بالإدارة وسنتبعكم حالا...استمر فى الإنسحاب"
استمع إلى صوت ( كارلوس ) وهو يعطيه تماما بتنفيذ الأمر قبل أن يغلق الخط وينظر إلى ( جبار ) وهو يقول فى حذر:
" ألن نغادر نحن أيضا يا سيد ( جبار ) "
دفعه ( جبار ) للخروج من السيارة وهو يأمره فى صرامة:
" سيارة القيادة يجب أن تبقى فى المؤخرة دائما..."
خرج ( جبار ) من السيارة خلفه وهو يحيط بعنقه مرة أخرى ويشير بمسدسه إلى السائق آمرا:
" انزل من السيارة "
أطاعه السائق فى استسلام وهو يترجل من السيارة قبل أن يترك ( جبار ) عنق ( ايفان ) ويدفعه أمامه بجوار السائق قائلا:
" تحركوا, سيارتى هناك خلف هذه الأشجار, سنذهب فى نزهة معا..."
تبادل ( ايفان ) وسائقه النظرات فى رعب قبل أن يطيعا الأمر ويتحركا أمامه فى استسلام وهما يحاولان معرفة مايدور فى عقل ( جبار )...
وماينتظرهم من مصير...
................
" القذف توقف ياسيد ( بدر ) "
تنفس ( بدر ) الصعداء وهو ينظر إلى داخل المدينة والنيران التى تتصاعد فى أماكن متفرقة من اثر القذف, قبل أن يسمع صوت ( ماهر ) وهو يهتف فى غضب:
" لقد خسرنا الكثير اليوم لأننا لم نستعد لملاقاة ( جبار ) وها هو قد خاننا ودمر المدينة..."
نظر إليه ( بدر ) وهو يقول فى دهشة:
" ألم تفهم بعد يا ( ماهر ), انها خدعة من قوات التحالف, وقوات جبار لازالت فى مكانها هناك لم تتحرك منذ أوقفنا إطلاق النار, والحمد لله فالقذف لم يستمر كثيرا ولم يكن دقيقا ليصيب أهداف هامة أو مبانى مدنية, والحمد لله أن المدرسة خالية خلال الأجازة الصيفية لأنها أكثر المبانى تضررا وكانت الكارثة لو أصاب القذف المدرسة وهى ممتلئة بالتلاميذ و..."
قاطعة ( ماهر ) فى عدم لياقة ومتجاهلا أنه يتحدث مع قائده, وهو بقول فى حنق:
" كفاك تبريرا لما حدث, انها حقا خدعة ولكن ( جبار ) اشترك فيها هو وكتيبته وهم أصحاب هذه الخدعة لتضليلنا ولو كنت مكانك لأصدرت أوامرى بإطلاق النار على تلك الكتيبة هناك لأنهم جميعا خونة و...."
" سيارة عسكرية فى الطريق إلينا ياسيد ( بدر ) "
هتف أحد الجنود بالعبارة وهو ينظر عبر منظاره المقرب إلى الطريق فإلتقط منه ( بدر ) المنظار وهو ينظر إلى السيارة التى اقتربت من مدخل المدينة ومن جنوده فإلتقط مكبر الصوت وهو يقول:
" لا تطلقوا النار على السيارة القادمة واصحبوها إلى مبنى القيادة..."
أتى الأمر فى وقته للجنود على مدخل المدينة الذين كانوا يتأهبون بالفعل لملاقاة السيارة فخرجت فرقة من الجنود لتتوقف أمام السيارة, وشاهدهم ( بدر ) عبر منظاره المكبر و أحدهم يتحدث إلى من داخل السيارة قبل أن يندفع نحو أحد السيارات ويتحرك نحو مبنى القيادة والسيارة الأخرى تتبعه, فخفض ( بدر ) منظاره وهو يقول فى شرود:
" أشعر أن هذه السيارة تحمل حل اللغز كله "
انتقل بنظره إلى كبار جنوده و ( ماهر ) الغاضب, قبل أن يقول فى حزم:
" هيا جميعا إلى أمام مبنى القيادة, هذه السيارة القادمة قد تحمل معلومات كثيرة عما حدث اليوم "
بدأ الجميع فى التحرك وتبعهم ( بدر ) إلى أسفل المبنى, وماهى إلا دقائق قليلة حتى وصلت السيارة وترقب الجميع هوية القادمين وتأهب الجنود تلقائيا بأسلحتهم, قبل أن يخرج سائق السيارة رافعا يديه عاليا, وتبعه ( إيفان ) وهو ينظر بعينين ملأهما الرعب إلى المحيطين به, وخرج فى النهاية ( جبار ) وهو يصوب مسدسه إلى الأثنين.
" جبار.... "
هتف ( بدر ) فور رؤيته لجبار فيما نظر إليه ( ماهر ) فى حنق, وتبادل الجميع نظرة صامته قبل أن يقطع ( جبار ) الصمت قائلا فى قوة:
" السلام عليكم جميعا, بالتأكيد أنتم تعرفوننى, قائد قوات الشرطة العراقية, ولكن لمن لايعرف فأنا عراقى, من قلب هذه المدينة, الفلوجة..."
وتابع وهو ينظر إلى عينى صديقه القديم ( بدر ) نظرة حملت الكثير:
" واليوم صدرت أوامر بمهاجمة المدينة وتدمير جماعة ( بدر الدين ) حتى لو دمرت المدينة كلها, ولسنا نحن العراقيين الذين يدمرون وطنهم, فأنا مهمتى الوحيدة أنا وكتيبتى هى حماية هذا الشعب...وهذا مايجعلنا نتمسك بأن يكون لنا يد فى حكم العراق..."
أشار ( جبار ) بمسدسه إلى ( ايفان ) وسائقه وهو يتابع فى احتقار ومقت:
" هؤلاء الحقراء أرادو أن يلعبو اللعبة القذرة القديمة, فرق تسد, أرادو أن يجعلوكم تعتقدوا أننا نخدعكم وأننا فقدنا انتمائنا لوطننا, والحمد لله اننى استطعت انقاذ المدينة من القذف قبل أن يدمرها هؤلاء الأوغاد...الذين جئت لكم بهم...أسرى, وأسلمكم إياهم حتى لو كنا نعمل فى مكان واحد, ولكن أعداء وطننا هم أعدائنا جميعا..."
ارتعش جسد ( ايفان ) وسائقه وهما يستمعا إلى كلمات ( جبار ), قبل أن يخرج ( بدر ) من صمته قائلا فى لجهة حازمة بها نبرة من الحزن والعتاب:
" ألم يحن الوقت لكى تكون معنا يا ( جبار ) ؟ ها قد عرفت أنهم يريدون تدمير وطننا, لازلت مصمما أن المقاومة ليست هى طريق خدمة الوطن..."
تحرك ( جبار ) نحو السيارة, وهو يجيب فى صرامة:
" كلا منا حر كيف يخدم وطنه, ولكى لازلت أصر على أن نكون قوة شرعية لها كيان وسط حكم العراق "
فتح باب السيارة وتوقف وهو ينظر إلى ( بدر ) قائلا:
" هؤلاء الأوغاد لهم عميل هنا كان يخبرهم بأخباركم أولا بأول, أنصحكم بأن تكون هذه أول معلومة تستخرجونها من هذين الوغدين..."
" جبار..."
هتف ( بدر ) بالعبارة وهو ينظر إلى ( جبار) الذى دلف إلى السيارة وهو يدير محركها قبل أن يدير بصره إلى ( بدر ) ويلوح بيديه قائلا فى حزم:
" لاتحاول يا ( بدر ), إلى اللقاء..."
تابعه ( بدر ) وهو ينطلق بالسيارة بعيدا قبل أن يقول فى شرود:
" لازلت عنيدا كما عهدتك يا ( جبار )... "
لم يكن أيا منهما يعلم أن هناك خدعة أخرى تنتظر ( جبار ) عند عودته لبغداد...
خدعة سامة...
وقاتلة
.........
إلى اللقاء فى الجزء الخامس
( سم الفراشة )
...
الأمير الحائر
ثمة أسماء و ألقاب تبقى..بقاء الأرض..بقاء السماء..و بقاء الكلمات...
ثمة أشياء تتعلق حياتها بأماكنها..بتوابيت مغلقة تخشى الإبتعاد عنها...
رغم أن الحياة..قد تكمن فى هذا البعد...

.....

...:: و تبقى الكلمات ::...

...... صفحتى فى الأكاديمية ......
تنهيدة
مشرفة قسم أدب الأطفال
مشاركات: 1291
اشترك في: 04 نوفمبر 2008, 3:01 am
Real Name: نهاد نعمان
Favorite Quote: لوسرقت منا الأيام قلباً معطاء بسام لن نستسلم للآلام ...لن نستسلم للألام .....
verification: ID verified and trusted writer
مكان: بنت مصر

Re: الإنتقام - رواية إحتلال قلب - الجزء الرابع

مشاركة بواسطة تنهيدة »

صورةحلو اوى ياوليد الفصل فكرتك فى الأنتقام واقعية وحسيت انها حقيقة وعجبنى فكرة ان كل انسان ممكن يدافع عن وطنة ويحميه مش بس المقاوم الا خارج الحكم هو الا ممكن يحرر وطنه لازم فعلا نكون قوه شرعية بصراحة فكرت الفصل كلها هايلة وبحيك على اختيارك لاسماء فصول الرواية بجد بتلخص الا حيحصل فى الفصل وانا مستنية سم الفراشة ومتشوقة لية جدا وانشاء الله لحد متنشره حفضل أتخيل ايه الا ممكن يحصل سلام يافنانصورةصورةصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
الأمير الحائر
مشرف قسم الروايات
مشاركات: 859
اشترك في: 31 أكتوبر 2008, 8:06 pm
Real Name: وليد توفيق
Favorite Quote: و تبقى الكلمات...
verification: ID verified and trusted writer

Re: الإنتقام - رواية إحتلال قلب - الجزء الرابع

مشاركة بواسطة الأمير الحائر »

بجد شكرا ياتنهيدة على رأيك المشجع ليا وفعلا لازم أى مقاومة يبقى ليها كيان شرعى بس مش بطريقة حماس وفتح اللى بيحاربو بعضهم عشان الكيان الشرعى ده...انما لو المقاومة دى بقى كل هدفها مصلحة بلدها وأهلها يبقى لازم يقى ليها دور فى كيان شرعى عشان يقدروا يدافعو عن وطنهم ده...
أنا فرحان إن أسلوبى عجبك مع إن على فكرة والله أنا لسه بأتعلم كتابة الروايات مهما كان ولسه بأحاول أطور من كتابتى مع الأيام صورة
وأنا كمان مستنى جزء سم الفراشة لأنه هيكون هو أساس فكرة الرواية كلها على فكرة صورة وربنا يقدرنى وأكمل الرواية دى ان شاء الله
شكرا ياتنهيدة على ردك الرائع ورأيك اللى بعتز بيه دايما صورةصورةصورة
ثمة أسماء و ألقاب تبقى..بقاء الأرض..بقاء السماء..و بقاء الكلمات...
ثمة أشياء تتعلق حياتها بأماكنها..بتوابيت مغلقة تخشى الإبتعاد عنها...
رغم أن الحياة..قد تكمن فى هذا البعد...

.....

...:: و تبقى الكلمات ::...

...... صفحتى فى الأكاديمية ......
أضف رد جديد

العودة إلى ”روايات“