تحب تشرب شاي ؟ج6
مرسل: 11 سبتمبر 2009, 12:29 am
" ماذا تقول ؟ "
نظر إليها محمد في اندهاش و قال لها :
" ماذا بك ؟ ما سر ذهولك ؟ أتتعجبين لأنني أريد الارتباط بك ؟ "
نظرت نسرين إلى محمد في خجل و قالت له :
" لا ؛ لقد فاجأتني في الحقيقة ، فلتكمل حديثك . "
نظر لها نظرة عميقة و قال :
" لقد أنهيت حديثي يا آنسة نسرين ، أعتقد أنك أنت من يتوجب عليك الحديث . "
صمتت نسرين و أطرقت رأسها قليلا خجلا و حاولت جمع شتات أفكارها و قالت له في هدوء :
" حقيقة يا أستاذ محمد أنت شاب ممتاز و تحمل جميع المواصفات التي تحلم بها أي فتاة ؛ فأنت طبيب مشهور و شديد الوسامة و تستطيع أن تسعد أي فتاة لكنني لا أستطيع قبول طلبك بكل أسف . "
ابتلع محمد ريقه و قال لها متسائلا :
" هل يمكنني أن أعرف السبب ؟ "
" السبب بسيط جدا لكنك يمكن أن تعتبره لاشيء ، حقيقة أود الارتباط بشخص أحبه و أنا احترمك بشدة و أحبك لكن كأخ أو صديق ، أنا آسفة جدا . "
ابتسم محمد لها في حنو و قال لها :
" لا تعتذري ، لقد ازداد احترامي لك كما أنني احترم وجهة نظرك بشدة ولا تقلقي أنا أيضا يسعدني أن تعتبريني بمثابة أخ لك أو صديق . "
سعدت نسرين كثيرا بحديثه و قالت له :
" أشكرك جدا على تفهمك للموقف يا أستاذ محمد و لقد أحببتك الآن أكثر من أي وقت مضى . "
نظر لها عابسا قليلا و قال :
" بما أننا أصدقاء الآن لا داعي للألقاب . "
ابتسمت نسرين أكثر و قالت له :
" حسنا وهو كذلك يا محمد . "
" حسنا يا آنسة نسرين . "
ضحك الاثنان كثيرا و تعالت قهقهاتهم ثم وقف محمد بسرعة و قال لها :
" سأمشي الآن قبل أن يأتي حسام ، لن أجد حجة تلك المرة لزيارته في الشركة . "
ضحكت نسرين و قالت له :
" حسنا ، كما تحب . "
سار محمد مبتعدا بعدما صافحها و كانت نسرين ما زالت تنظر له مبتسمة ، و زفرت أنفاسها بقوة كأنها ارتاحت من حمل ثقيل يتعب أنفاسها و تمنت في قرارة نفسها أن ترتاح من حمل ياسر عما قريب .
دلف إلى ذلك الشارع الطويل يحدق في أطفال يلعبون كرة قدم مع بعضهم البعض بحماس شديد جعلهم يصلون إلى حد العراك و يتقاذفون بعض الألفاظ البذيئة ؛ و لكن لم يلفت انتباهه ذلك العراك بسبب ازدحام الأفكار في رأسه و قلقه الشديد . خرج من ذلك الشارع ليصل إلى تلك الحارة الضيقة التي اعتاد اللعب بها منذ كان صغيرا
و سمع من يقول له :
" أهلا يا أستاذنا . "
نظر تجاه مصدر الصوت ليجد ( أم عبده ) جارتهم المقربة و هي تجلس أمام منزل إحدى الجيران تتحدث بصوتها المرتفع مع إحدى الجارات كعادتها دائما في وقت العصر ، و قال لها :
" أهلا أم عبده . "
ثم اتجه ناحية المقهى الذي اعتاد الجلوس عليه ؛ سحب كرسيا و جلس عليه وأشار إلى عبده ابن جارتهم و الذي يعمل بالمقهى و قال له :
" أريد ساندويتش فول و كوب شاي سريعا . "
مشى عبده بسرعة ليلبي باقي طلبات الزبائن بينما جلس ياسر ينظر أمامه شاردا و حينها سمع من يقول له :
" فيما تفكر يا ياسر ؟ "
نظر ياسر تجاه مصدر الصوت فوجد جاره و صديق عمره حسن يسحب كرسيا آخر ليجلس قبالته فقال له ياسر في هدوء :
" أهلا حسن ؟ كيف أحوالك ؟ "
" الحمد لله ، و أنت ؟ "
" الحمد لله . "
نظر له حسن في تشكك و قال له :
" حقا ؟ هل أنت متأكد أنك بخير ؟ "
صمت ياسر و لم يرد على سؤال صديقه بينما طلب حسن من عبده أن يحضر له كوب شاي و التفت إلى ياسر و سأله :
" ماذا بك ؟ ألم تحصل على سمكة كبيرة تلك المرة ؟ "
" بلى ، حصلت . "
" و ما الذي يحزنك إذن ؟ هل هي قبيحة الشكل ؟ "
رد ياسر بسرعة :
" لا إنها رائعة . " و شرد قليلا ثم قال :
" بل أكثر من رائعة . "
نظر له حسن في ذهول و قال له :
" إذن أين المشكلة ؟ "
" المشكلة أنني أحببتها حقا . "
" أحببتها ؟ لا أصدق؛ ياسر صائد النساء الفتيات و الكبيرات في السن الغنيات و الجميلات يقع في الحب ! لا بد أنها نكتة هذا الموسم . "
و بدأ حسن يسترسل في ضحكاته ثم توقف عن الضحك حينما لمح الغضب في عيني صديقه ياسر و قال في جدية :
" يبدو أن الموضوع جد هذه المرة . "
قال له ياسر :
" كل الجدية يا حسن . "
" و ما المشكلة ألا تحبك ؟ "
" لا أعلم في البداية كنت أشعر بذلك بل كنت أشعر أنها لن تستطيع الاستغناء عني و لكن حينما قابلتها شعرت أنها بدأت تبتعد عني و أنها لم تعد تبالي بي أو بمشاعري . "
" إذن فلتصارحها . "
نظر له ياسر في ضيق أكثر و قال منفعلا :
" أصارحها ؟ ماذا أخبرها ؟ أخبرها أنني لست خريج كلية تجارة و أنني حاصل على دبلوم و لم أكمل تعليمي ؟ أخبرها أنني لا أملك شركة كمبيوتر فقط أقوم بتأجير محل صغير به بعض أجهزة الكمبيوتر التي لا تتعدى أربعة أجهزة ليلعب عليها الأطفال ؟ و ماذا أعطيها ؟ فقري الشديد أم ماضيّ الأسود ؟ أتعتقد أنها ستحب رجل نصاب من الدرجة الأولى ؟ "
أطرق حسن رأسه و هو يشعر بمعاناة صديقة و لا يعرف كيف يرد عليه ؟ و صمت الرجلان ........
نظر إليها محمد في اندهاش و قال لها :
" ماذا بك ؟ ما سر ذهولك ؟ أتتعجبين لأنني أريد الارتباط بك ؟ "
نظرت نسرين إلى محمد في خجل و قالت له :
" لا ؛ لقد فاجأتني في الحقيقة ، فلتكمل حديثك . "
نظر لها نظرة عميقة و قال :
" لقد أنهيت حديثي يا آنسة نسرين ، أعتقد أنك أنت من يتوجب عليك الحديث . "
صمتت نسرين و أطرقت رأسها قليلا خجلا و حاولت جمع شتات أفكارها و قالت له في هدوء :
" حقيقة يا أستاذ محمد أنت شاب ممتاز و تحمل جميع المواصفات التي تحلم بها أي فتاة ؛ فأنت طبيب مشهور و شديد الوسامة و تستطيع أن تسعد أي فتاة لكنني لا أستطيع قبول طلبك بكل أسف . "
ابتلع محمد ريقه و قال لها متسائلا :
" هل يمكنني أن أعرف السبب ؟ "
" السبب بسيط جدا لكنك يمكن أن تعتبره لاشيء ، حقيقة أود الارتباط بشخص أحبه و أنا احترمك بشدة و أحبك لكن كأخ أو صديق ، أنا آسفة جدا . "
ابتسم محمد لها في حنو و قال لها :
" لا تعتذري ، لقد ازداد احترامي لك كما أنني احترم وجهة نظرك بشدة ولا تقلقي أنا أيضا يسعدني أن تعتبريني بمثابة أخ لك أو صديق . "
سعدت نسرين كثيرا بحديثه و قالت له :
" أشكرك جدا على تفهمك للموقف يا أستاذ محمد و لقد أحببتك الآن أكثر من أي وقت مضى . "
نظر لها عابسا قليلا و قال :
" بما أننا أصدقاء الآن لا داعي للألقاب . "
ابتسمت نسرين أكثر و قالت له :
" حسنا وهو كذلك يا محمد . "
" حسنا يا آنسة نسرين . "
ضحك الاثنان كثيرا و تعالت قهقهاتهم ثم وقف محمد بسرعة و قال لها :
" سأمشي الآن قبل أن يأتي حسام ، لن أجد حجة تلك المرة لزيارته في الشركة . "
ضحكت نسرين و قالت له :
" حسنا ، كما تحب . "
سار محمد مبتعدا بعدما صافحها و كانت نسرين ما زالت تنظر له مبتسمة ، و زفرت أنفاسها بقوة كأنها ارتاحت من حمل ثقيل يتعب أنفاسها و تمنت في قرارة نفسها أن ترتاح من حمل ياسر عما قريب .
دلف إلى ذلك الشارع الطويل يحدق في أطفال يلعبون كرة قدم مع بعضهم البعض بحماس شديد جعلهم يصلون إلى حد العراك و يتقاذفون بعض الألفاظ البذيئة ؛ و لكن لم يلفت انتباهه ذلك العراك بسبب ازدحام الأفكار في رأسه و قلقه الشديد . خرج من ذلك الشارع ليصل إلى تلك الحارة الضيقة التي اعتاد اللعب بها منذ كان صغيرا
و سمع من يقول له :
" أهلا يا أستاذنا . "
نظر تجاه مصدر الصوت ليجد ( أم عبده ) جارتهم المقربة و هي تجلس أمام منزل إحدى الجيران تتحدث بصوتها المرتفع مع إحدى الجارات كعادتها دائما في وقت العصر ، و قال لها :
" أهلا أم عبده . "
ثم اتجه ناحية المقهى الذي اعتاد الجلوس عليه ؛ سحب كرسيا و جلس عليه وأشار إلى عبده ابن جارتهم و الذي يعمل بالمقهى و قال له :
" أريد ساندويتش فول و كوب شاي سريعا . "
مشى عبده بسرعة ليلبي باقي طلبات الزبائن بينما جلس ياسر ينظر أمامه شاردا و حينها سمع من يقول له :
" فيما تفكر يا ياسر ؟ "
نظر ياسر تجاه مصدر الصوت فوجد جاره و صديق عمره حسن يسحب كرسيا آخر ليجلس قبالته فقال له ياسر في هدوء :
" أهلا حسن ؟ كيف أحوالك ؟ "
" الحمد لله ، و أنت ؟ "
" الحمد لله . "
نظر له حسن في تشكك و قال له :
" حقا ؟ هل أنت متأكد أنك بخير ؟ "
صمت ياسر و لم يرد على سؤال صديقه بينما طلب حسن من عبده أن يحضر له كوب شاي و التفت إلى ياسر و سأله :
" ماذا بك ؟ ألم تحصل على سمكة كبيرة تلك المرة ؟ "
" بلى ، حصلت . "
" و ما الذي يحزنك إذن ؟ هل هي قبيحة الشكل ؟ "
رد ياسر بسرعة :
" لا إنها رائعة . " و شرد قليلا ثم قال :
" بل أكثر من رائعة . "
نظر له حسن في ذهول و قال له :
" إذن أين المشكلة ؟ "
" المشكلة أنني أحببتها حقا . "
" أحببتها ؟ لا أصدق؛ ياسر صائد النساء الفتيات و الكبيرات في السن الغنيات و الجميلات يقع في الحب ! لا بد أنها نكتة هذا الموسم . "
و بدأ حسن يسترسل في ضحكاته ثم توقف عن الضحك حينما لمح الغضب في عيني صديقه ياسر و قال في جدية :
" يبدو أن الموضوع جد هذه المرة . "
قال له ياسر :
" كل الجدية يا حسن . "
" و ما المشكلة ألا تحبك ؟ "
" لا أعلم في البداية كنت أشعر بذلك بل كنت أشعر أنها لن تستطيع الاستغناء عني و لكن حينما قابلتها شعرت أنها بدأت تبتعد عني و أنها لم تعد تبالي بي أو بمشاعري . "
" إذن فلتصارحها . "
نظر له ياسر في ضيق أكثر و قال منفعلا :
" أصارحها ؟ ماذا أخبرها ؟ أخبرها أنني لست خريج كلية تجارة و أنني حاصل على دبلوم و لم أكمل تعليمي ؟ أخبرها أنني لا أملك شركة كمبيوتر فقط أقوم بتأجير محل صغير به بعض أجهزة الكمبيوتر التي لا تتعدى أربعة أجهزة ليلعب عليها الأطفال ؟ و ماذا أعطيها ؟ فقري الشديد أم ماضيّ الأسود ؟ أتعتقد أنها ستحب رجل نصاب من الدرجة الأولى ؟ "
أطرق حسن رأسه و هو يشعر بمعاناة صديقة و لا يعرف كيف يرد عليه ؟ و صمت الرجلان ........