احلام المطر الحلقة الاولى
مرسل: 22 سبتمبر 2009, 10:11 pm
أحلام المطر
الفصل الأول
ألطاغية
حينما يشتد العطش ويلفحنا القيظ وتششق الأر ض فى أسى وهى تبتهل للسماء فى تضرع أن تهطل زخات المطر السحرى؛ فتعتريها رياح الجبال القاسية ؛ كنت أقف على هذه الأرض المحتضرة اهفو لماء المطر يبلل حياتى اليابسة ؛ البائسة., أستجدى الدموع كى تغسل وجنتى الجافة .........ثم أفيق من احلامى على يدً قاسية تهزنى فى خشونة وصوت جهورى يقول فى نفاذ صبر:-
ناتالى , ناتالى أستيقظى
أفتح عينياى فى كسل وأنظر للحديقة الغناء الموشاة باطايب الزهر؛ الغارقة بظلال أشجار البرتقال والكرزوالمترفة بالنجيل الأخضر ثم أنظر للرجل الغاضب الواقف كالنسر العجوزفوق رأسى وهو يردف فى تأنيب :-
إلى متى يستمر أهمالك هذا أيتها الصغيرة العابثة
أنظر إليه بلا مبالاة وقد تكور جسدى فوق الآريكة الوثيرة وأتجاهل الرجل العجوز فى تعمد ثم أشيح بنظرى إلى المسبح المائى الكبير وثمة بجعات شقية غالية تلهو فيه فى حبور وأتساءل هل هن سعيدات بهذا الأسر.
يجلس بجانبى وقد تملكه الحنق من تجاهلى ويربت على شعرى القصير وهوينظر لجسدى النحيل ويزفر فى عمق:-
فيما أنت شاردة...ويردف فى حنو أكرهه ؛ ناتالى يا صغيرتى إنك فى السادسة عشر من عمرك ولست بطفلة لتغفين هكذا فى الحديقة .
ارفض الردعليه وأشيح ببصرى مره أخرى .. فيتحول حديثه الى صراخ:-
أيتها الفتاة الجاحدة أظهرى قليلاً من الاحترام لجدك العجوز؛ ثم يخبو صوت ويردف :-
" ناتالى أنسى حياتك الماضية وأنظرى لنفسك الأن إنك حفيدة غسان خورى أغنى اغنياء بيروت "
عند هذا يجتاحنى الألم وأذكر أبى فاهب واقفة فى أنتصاب وتحدى وأنا اقول:-
كف عن مناداتى بناتالى هذه ؛ واقول ضاغطة على الحروف أسمى" شادن سميح محمود " ؛ إن عام من الأسر لديك أيها الجد الزائف لن يغير شئ من هويتى هل تفهم لن يغير شئ؛ لن يغير شئ
يجلس الرجل فى هدوء وغطرسة وهو ينظر فى ساعته
إنها السابعة لديك نصف ساعة لتحضير نفسك للعشاء ؛ لدينا ضيوف مهمين من وزارة التجارة ؛ لدى وصيفتك فكرة عما ستردين وأرجو أن تلتزمى اللياقة وألا تعرضت للعقاب.
نهض هو لا يلوى عن شئ وتركنى هذا الجبار وأنا أرتعش.. وأتذكر مأساتى وكيف أختطفنى من حضن أبى؛ حيث كنا نعيش فى بيتنا الصغير مع الجدة الحنون التى اعتبرتها أمى التى توفت لدى ولادتى ؛ وذات صباح كئيب كنت فى رحلة للمدرسة للمتحف المصرى أتجول بين تماثيل عصر بناة الاهرام ثم أحست بالأرض تميد تحت قدمى ولم أستيقظ ألأ لأجد نفسى فى هذا المكان ؛ بين جدران قصرً منيف تحوطه الجبال الشاهقة و تتشعب ممراته كقصر التيه.. ويملتئ بالخدم الغادين الصامتين أبدا ...ورجال الحراسة يتبعونى كظلى ؛ بعد أن لبثت شهوراً أصرخ للشيخ المخبول "أنى لست هذه الناتالى حفيدته"
وهو قد قد من صخر جلمودى لا يهز صراخى فيه شعرة .
فى الصباح تأتى مدرسة الفرنسية التى أمقتها تماماً ثم مدرسة الفيزياء والكمياء وبعدها الرياضيات
كانوا موجهين لتعليمى فقط ولم يسمح لهم بالرد على أسئلة شخصية أو تتعلق بكيونتى
ولقد تمردت على هذه التماثيل القاسية ولكنى تجرعت أنواع رهيبة من العقاب فقد حرمت مرات من الطعام وحوصرت فى غرفتى مثل ألاسرى ولا زلت أذكر أنى حاولت الهرب مرة فألقانى الحراس بأمر من هذا الجد المخبول فى المسبح وأنا لا أجيد السباحة حتى قاربت على الغرق.
كان كل يوم يمر يكسر الكثير من أرادتى ؛ كنت كمن يكسر هامته على الصخر بلا فائدة
وهكذ تبعته فى خضوع عبر الباب الحديدى للقصر المنيف المزخرف بإقونات اغريقية غريبة حتى السلم الرخامى حيث وقفت أشاهده يدلف عبر باب مكتبه الأثرى وهو يلقى نظرة غربية فى تجاهى ويقول فى السابعة والنصف أراك.
دلفت عبر حجرتى لأجد جانو الوصيفة كما يطلق عليها العجوز فى أنتظارى بلباسها الأخضر الفيررزوى الموشى بتطريزات راقية من اللون الأحمر الياقوتى الزى المميز لخدم الدرجة الاولى فى القصر , فالرمادى لخدم الدرجة الثالثة وهم المسئولين عن التنظيف والأزرق لخدم الدرجة الثانية ويختصون بالطبخ وتقديم الطعام
وهكذا الناس فى هذا المكان مرتبات يشذ عن هذه القاعدة جو عامل الحديقة يلبس ما يحلو له وهو مشاكس بطبعه لو أنه أخرس لصار لى حليفاً ونصيراً فهو الوحيد الذى يتعامل معى بأنسانية فى الضيعة كما يطلقون عليها وكثيرا ما أتحفنى بزهرة او فاكهة غريبة الطعم حلوة المذاق اتقبلها منه شاكرة و.......ز
سيدتى حان وقت الأستحمام والسيد الكبير نافذ الصبر يجب أن تكونى جاهزة فى الموعد –قالت جانو – لتقطع أفكارى التى صرت أغوص فيها كهروب من واقع أمقته....... نظرت أليها ببرود وأنا ادخل الحمام وهى فى أثرى تتبعنى فى صمت رغم تحذيرى لها فى كل مرة أنى أجيد الأستحمام بنفسى منذ كنت فى الرابعة ولا احتاج لرفقة فى هذا المكان الخاص ؛ فلم أجد بدأً من دفعها بخشونة ة لتقع فى الحجرة وتشهق مذهولة وأنا أقفل باب الحمام على.. ثم أضرب يدى فى الحائط وابكى و أغتسل بعدها بهدوء .
يتبع
أنتظرونى السبت القادم
الفصل الأول
ألطاغية
حينما يشتد العطش ويلفحنا القيظ وتششق الأر ض فى أسى وهى تبتهل للسماء فى تضرع أن تهطل زخات المطر السحرى؛ فتعتريها رياح الجبال القاسية ؛ كنت أقف على هذه الأرض المحتضرة اهفو لماء المطر يبلل حياتى اليابسة ؛ البائسة., أستجدى الدموع كى تغسل وجنتى الجافة .........ثم أفيق من احلامى على يدً قاسية تهزنى فى خشونة وصوت جهورى يقول فى نفاذ صبر:-
ناتالى , ناتالى أستيقظى
أفتح عينياى فى كسل وأنظر للحديقة الغناء الموشاة باطايب الزهر؛ الغارقة بظلال أشجار البرتقال والكرزوالمترفة بالنجيل الأخضر ثم أنظر للرجل الغاضب الواقف كالنسر العجوزفوق رأسى وهو يردف فى تأنيب :-
إلى متى يستمر أهمالك هذا أيتها الصغيرة العابثة
أنظر إليه بلا مبالاة وقد تكور جسدى فوق الآريكة الوثيرة وأتجاهل الرجل العجوز فى تعمد ثم أشيح بنظرى إلى المسبح المائى الكبير وثمة بجعات شقية غالية تلهو فيه فى حبور وأتساءل هل هن سعيدات بهذا الأسر.
يجلس بجانبى وقد تملكه الحنق من تجاهلى ويربت على شعرى القصير وهوينظر لجسدى النحيل ويزفر فى عمق:-
فيما أنت شاردة...ويردف فى حنو أكرهه ؛ ناتالى يا صغيرتى إنك فى السادسة عشر من عمرك ولست بطفلة لتغفين هكذا فى الحديقة .
ارفض الردعليه وأشيح ببصرى مره أخرى .. فيتحول حديثه الى صراخ:-
أيتها الفتاة الجاحدة أظهرى قليلاً من الاحترام لجدك العجوز؛ ثم يخبو صوت ويردف :-
" ناتالى أنسى حياتك الماضية وأنظرى لنفسك الأن إنك حفيدة غسان خورى أغنى اغنياء بيروت "
عند هذا يجتاحنى الألم وأذكر أبى فاهب واقفة فى أنتصاب وتحدى وأنا اقول:-
كف عن مناداتى بناتالى هذه ؛ واقول ضاغطة على الحروف أسمى" شادن سميح محمود " ؛ إن عام من الأسر لديك أيها الجد الزائف لن يغير شئ من هويتى هل تفهم لن يغير شئ؛ لن يغير شئ
يجلس الرجل فى هدوء وغطرسة وهو ينظر فى ساعته
إنها السابعة لديك نصف ساعة لتحضير نفسك للعشاء ؛ لدينا ضيوف مهمين من وزارة التجارة ؛ لدى وصيفتك فكرة عما ستردين وأرجو أن تلتزمى اللياقة وألا تعرضت للعقاب.
نهض هو لا يلوى عن شئ وتركنى هذا الجبار وأنا أرتعش.. وأتذكر مأساتى وكيف أختطفنى من حضن أبى؛ حيث كنا نعيش فى بيتنا الصغير مع الجدة الحنون التى اعتبرتها أمى التى توفت لدى ولادتى ؛ وذات صباح كئيب كنت فى رحلة للمدرسة للمتحف المصرى أتجول بين تماثيل عصر بناة الاهرام ثم أحست بالأرض تميد تحت قدمى ولم أستيقظ ألأ لأجد نفسى فى هذا المكان ؛ بين جدران قصرً منيف تحوطه الجبال الشاهقة و تتشعب ممراته كقصر التيه.. ويملتئ بالخدم الغادين الصامتين أبدا ...ورجال الحراسة يتبعونى كظلى ؛ بعد أن لبثت شهوراً أصرخ للشيخ المخبول "أنى لست هذه الناتالى حفيدته"
وهو قد قد من صخر جلمودى لا يهز صراخى فيه شعرة .
فى الصباح تأتى مدرسة الفرنسية التى أمقتها تماماً ثم مدرسة الفيزياء والكمياء وبعدها الرياضيات
كانوا موجهين لتعليمى فقط ولم يسمح لهم بالرد على أسئلة شخصية أو تتعلق بكيونتى
ولقد تمردت على هذه التماثيل القاسية ولكنى تجرعت أنواع رهيبة من العقاب فقد حرمت مرات من الطعام وحوصرت فى غرفتى مثل ألاسرى ولا زلت أذكر أنى حاولت الهرب مرة فألقانى الحراس بأمر من هذا الجد المخبول فى المسبح وأنا لا أجيد السباحة حتى قاربت على الغرق.
كان كل يوم يمر يكسر الكثير من أرادتى ؛ كنت كمن يكسر هامته على الصخر بلا فائدة
وهكذ تبعته فى خضوع عبر الباب الحديدى للقصر المنيف المزخرف بإقونات اغريقية غريبة حتى السلم الرخامى حيث وقفت أشاهده يدلف عبر باب مكتبه الأثرى وهو يلقى نظرة غربية فى تجاهى ويقول فى السابعة والنصف أراك.
دلفت عبر حجرتى لأجد جانو الوصيفة كما يطلق عليها العجوز فى أنتظارى بلباسها الأخضر الفيررزوى الموشى بتطريزات راقية من اللون الأحمر الياقوتى الزى المميز لخدم الدرجة الاولى فى القصر , فالرمادى لخدم الدرجة الثالثة وهم المسئولين عن التنظيف والأزرق لخدم الدرجة الثانية ويختصون بالطبخ وتقديم الطعام
وهكذا الناس فى هذا المكان مرتبات يشذ عن هذه القاعدة جو عامل الحديقة يلبس ما يحلو له وهو مشاكس بطبعه لو أنه أخرس لصار لى حليفاً ونصيراً فهو الوحيد الذى يتعامل معى بأنسانية فى الضيعة كما يطلقون عليها وكثيرا ما أتحفنى بزهرة او فاكهة غريبة الطعم حلوة المذاق اتقبلها منه شاكرة و.......ز
سيدتى حان وقت الأستحمام والسيد الكبير نافذ الصبر يجب أن تكونى جاهزة فى الموعد –قالت جانو – لتقطع أفكارى التى صرت أغوص فيها كهروب من واقع أمقته....... نظرت أليها ببرود وأنا ادخل الحمام وهى فى أثرى تتبعنى فى صمت رغم تحذيرى لها فى كل مرة أنى أجيد الأستحمام بنفسى منذ كنت فى الرابعة ولا احتاج لرفقة فى هذا المكان الخاص ؛ فلم أجد بدأً من دفعها بخشونة ة لتقع فى الحجرة وتشهق مذهولة وأنا أقفل باب الحمام على.. ثم أضرب يدى فى الحائط وابكى و أغتسل بعدها بهدوء .
يتبع
أنتظرونى السبت القادم