صفحة 1 من 2

تحب تشرب شاي ؟ ج7

مرسل: 03 ديسمبر 2009, 9:17 pm
بواسطة سندريلا
وقف حسام في شرفته المطلة على نهر النيل يتطلع إلى ذلك القمر المنير في تلك السماء شديدة الظلام ، و فكر في نفسه في أن القمر دائما ما يذكّر الإنسان بمن يحب ؛ تنظر إليه دائما فتتذكر وجه المحبوبة ؛ و تفكر في أن المحبوبة حقا أجمل من القمر ، و عند هذا الخاطر ابتسم في ثقة مفكرا أن حبيبته حقا أجمل من القمر ، و دار بخلده وجه نسرين الملائكيّ بقسماتها الرقيقة و شعرها الطويل الجذاب الذي تنسدل بعض خصلاته فوق جبينها في رقة ، و بدأت أسئلة كل ليلة تهاجمه كالعادة ؛ ظل يتساءل في نفسه لماذا لا يصارحها بمشاعره ؟ لماذا لا يقف أمامها في ثقة و يخبرها " نسرين .. أنا أحبك .. هل تقبلينني زوجا لك ؟ "
و بينما أفكاره تصارعه دق جرس الباب ، أسرع ليفتح الباب متسائلا من سيأتيه في مثل ذلك الوقت المتأخر ؟ ؛ فتح الباب و تفاجأ حينما وجد محمد أمامه فهو لم يعتد زيارة محمد له في المنزل خاصة في هذا الوقت المتأخر ليلا ، رحب به و لم تخف دهشته على محمد الذي ابتسم له قائلا :
" ماذا بك ؟ لماذا أنت مندهش هكذا ؟ "
رد حسام شبه مرتبكا قائلا :
" لا .. لست مندهشا لكن الساعة تجاوزت ...
قاطعه محمد قائلا :
" الثانية عشرة .. أعرف ؛ لقد حضرت لأحدثك في موضوع هام . "
" موضوع هام ؟ "
" نعم .. موضوع يخص نسرين . "
اضطرب حسام قليلا و لكنه حاول إخفاء ذلك بينما ابتسم له محمد و قال :
" ماذا بك ؟ "
" لا .. لا شيء ، أنا بخير ، إنني فقط أستمع إليك .. أخبرني ماذا بها نسرين ؟ هل أغضبتك في شيء ما ؟ "
*****************************************
" الحب الخاطف له علامة .. له علامة .. ياخدك و يلف بحور ياما .. بحور ياما .. و يسيب القلب في دوامة ... "

تصاعد صوت صباح من المذياع في غرفة نهاد و نسرين ؛ غرفة واسعة وردية اللون تحتوي على سريرين لكل منهما يفصل بينهما طاولة صغيرة عليها المذياع ؛ صور لعبد الحليم .. شادية .. رشدي أباظة و سعاد حسني معلقة على الجدار بجوار سرير نهاد بينما صور أنطوني بانديرس .. إنريكي إجلاسياس براد بيت و جوليا روبرتس معلقة بجوار سرير نسرين ؛ بالجانب الأيمن من الغرفة تجد خزانة للملابس بينما الجانب الأيسر يحتوي على طاولة زينة عليها بعض أدوات التجميل التي تستخدمها الفتاتان ؛ في آخر الغرفة أمام السريرين تجد مكتب صغير عليه جهاز حاسب آلي و بعض الأوراق بينما مكتبة صغيرة على الجدار تحتوي على بعض الإسطوانات و روايات لكتّاب قدامى .
أغلقت نهاد المذياع و جلست تنظر إلى نسرين التي استرخت على سريرها لدى سماعها للأغنية و كانت تنظر لسقف الغرفة كأنها في عالم آخر ؛ و حينها استدارت نسرين لها قائلة :
" لماذا أغلقت المذياع ؟ إنها أغنية جميلة ؟ "
تعجبت نهاد و قالت لها :
" عجبا لك يا أختاه ؛ لقد تغيرت تماما . "
ابتسمت نسرين و قالت :
" لماذا تقولين ذلك ؟ "
" أراك دائما صامتة متأملة لكل ما حولك عكس طبيعتك المرحة المليئة بالحيوية و النشاط التي لا تتوقف عن الضحك و الكلام و الانطلاق ؛ كما أنك لا تحبين المذياع و لا الأغاني القديمة . "
" نعم ؛ أعلم أن أحوالي تغيرت . "
" لماذا ؟ هل الحب يفعل كل ذلك ؟ "
ابتسمت نسرين في خفر و قالت :
" حب ؟ هل تعتقدين يا نهاد أن الحب يمكن أن يغير من عادات الإنسان و سلوكياته ؟ "
" نعم ؛ أعتقد ذلك . أعتقد أن الحب الحقيقي وحده قادر على تغيير الإنسان من حال إلى حال ، أخبريني إذن من السبب في هذا التغير ؟ حسام أليس كذلك ؟ "
" حسام ؟ لماذا اعتقدت أنه حسام و ليس ياسر ؟ "
" لا تخدعي نفسك يا نسرين . لقد أعجبت بحسام منذ أول وهلة ، رأيت ذلك في طريقة حديثك عنه ؛ دائما ما تحاولين إرضاؤه بشتى الطرق ؛ كما أنك تتحدثين عنه كثيرا ؛ قلما تتحدثين عن ياسر ؛ لا تتحدثين عنه إلا حينما تقابلينه لتخبريني بما حدث بينكم و لتستشيرينني في أمركم . "
" و ما هو رأيك ؟ ماذا أفعل ؟ لو تعرفي كم أنا حائرة ! "
" أخبريني أولا لماذا رفضت الارتباط بمحمد ؟ "
" لقد أخبرتك ، لأنني لا أحبه ؟ "
" هل هذا هو السبب فقط ؟ "
ارتبكت نسرين و قالت :
" نعم ؛ و ماذا سيكون غيره ؟ "
ضحكت نهاد و قالت :
" أعتقد أنك رفضته لأنك تتنظرين شخصا آخر ، و ربما أزعجك أن محمد أراد الارتباط بك بينما لم ينطق غيره بكلمة واحدة . "
زفرت نسرين أنفاسها بقوة قائلة :
" نعم ؛ و هذا كان سببا آخر ؛ كما أنني لا أستطيع الارتباط بشخص بينما هناك اثنان في حياتي واحد أهواه و الآخر أريد التخلص منه . "
فرحت نهاد و قالت :
" هل تريدين حقا التخلص من ياسر ؟ "
" نعم ؛ لماذا أنت سعيدة هكذا ؟ "
" لا أعلم يا نسرين ؛ لكنني لا أرتاح إليه كثيرا ، حقيقة إنني أرتاح إلى حسام أكثر منه بالرغم من أنني لم أر أحدا منهما . "
" و ماذا أفعل في رأيك ؟ "
" بداية عليك أن تعاملي حسام معاملة لائقة لكن في حدود لأنه رئيس عملك و تنتظرين أن يعترف لك بمشاعره لكن لا تنتظري كثيرا ربما هو لا يبادلك مشاعرك . "
" نعم ؛ أوافقك في ذلك "
" كما أنني أشجعك كثيرا على أن تتركي ياسر و لا تقابليه مجددا أولا لأنك لا تحبينه ؛ و ثانيا لأنك تعلمين أنني أرفض هذا النوع من العلاقات . "
" و ماذا بعد يا مفكرتي المبدعة ؟ "
" " أحييك بشدة على رفضك للارتباط بمحمد للأسباب التي ذكرتيها ؛ و هكذا تكونين قد تخلصت من إثنين يحبونك لكنك لا تشعرين تجاههما بشيء . "
" لا ؛ لا أعتقد أن محمد أراد الارتباط بي لأنه يكّن إليّ شيئا يا نهاد ؟ "
" لماذا ؟ "
" لم يمر الوقت الكافي لذلك ، كما أنني كنت أرى في عينيه مشاعر إعجاب فقط ؛ لقد أرادني بعقله لا بقلبه و أنا أريد من يختارني بالإثنين معا . "
" عموما يبدوو أنه شخص محترم ؛ أتمنى أن يرزقه الله بمن يحبها بحق و ...
و قبل أن تكمل نهاد جملتها رن جرس الهاتف فنظرت إلى نسرين التي تعجبت بدورها لأن الوقت متأخر ؛ ثم أسرعت خارج الغرفة تلتقط سماعة الهاتف و اندهشت فور سماعها صوت ريم و هي تبكي بكاءا خافتا ؛ فقالت لها :
" ريم .. ماذا بك ؟ لماذا تبكين ؟ "
ردت ريم بصوت هاديء قائلة :
" نسرين .. كيف حالك ؟ آسفة لأنني أزعجتكم في مثل ذلك الوقت . "
" لا .. أبدا ؛ أنا بخير الحمد لله لكن ماذا بك ؟ "
خرجت نهاد من غرفتها مسرعة و نظرت لنسرين نظرة متسائلة حينما أشارت لها نسرين بإصبعها لتنتظر قليلا و حينها ردت ريم قائلة :
" لا تقلقي ؛ أنا بخير لكن أسناني تؤلمني بشدة لدرجة البكاء و لا أستطيع النوم ، فكرت في أن أسأل نهاد إن كانت تعرف طبيبا فأنت تعلمين أن الوقت متأخر و لن أجد أحدا الآن . "
" نعم الوقت متأخر .. لكن .. انتظري .. أنا أعلم طبيب محتمل أن يراك الآن ، أغلقي الخط و أنا سأحدثه و أعلمك فورا . "
و حينما وضعت نسرين سماعة الهاتف نظرت لنهاد و أوضحت لها الموقف ثم أسرعت لغرفتها و تناولت هاتفها الخلوي و أدارت رقم محمد الذي كان مازال مستيقظا و رحب بها كثيرا ثم أخبرها بعنوان عيادته و قال لها " منتظركم و سألقاكم بعد ساعة . "

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج7

مرسل: 03 ديسمبر 2009, 10:15 pm
بواسطة هبة الله محمد
جميل قوي الجزء ده
بيعجبني جوك الرومانسي بحس فيه حاجة قديمة كده زي بحبها..

عجبني إخالك انية صباح بطريقة جميلة ومفيهاش تكلف..
وكمان نهاية الفقرات جذابة ومثيرة وتخليك الواحد عايز يعرف إيه اللي حيصل..
أنا مبسوطة قوي انك رجعتي تكملي الرواية..
بالتوفيق happy11

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج7

مرسل: 04 ديسمبر 2009, 2:51 pm
بواسطة سندريلا
هبة الله محمد كتب:جميل قوي الجزء ده
بيعجبني جوك الرومانسي بحس فيه حاجة قديمة كده زي بحبها..

عجبني إخالك انية صباح بطريقة جميلة ومفيهاش تكلف..
وكمان نهاية الفقرات جذابة ومثيرة وتخليك الواحد عايز يعرف إيه اللي حيصل..
أنا مبسوطة قوي انك رجعتي تكملي الرواية..
بالتوفيق happy11


و انا مبسوطة اكتر بردك و متابعتك ليا ... و تشجيعك الدايم ليا يا قمر
و اتمنى اني اظل دايما عند حسن ظنكم ...
و يا ريت انت كمان تكملي روايتك ... :)

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج7

مرسل: 04 ديسمبر 2009, 8:34 pm
بواسطة Emy
جمــــــــــــــــــــــــيل جداا جدااا ... وبجد طريقتك فى التشويق روووووووعة لدرجة هتموتنى واعرف ايه هيحصل

بجد انتى فنانة جميلة وليكى اسلوبك الخاص


ماشاء الله عليكى


وفى انتظار الجزء الثامن

بس وحياتى متغبيش علينا بيه

وانتى عارفه الاسباب طبعا :cry:

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج7

مرسل: 04 ديسمبر 2009, 8:34 pm
بواسطة Emy
جمــــــــــــــــــــــــيل جداا جدااا ... وبجد طريقتك فى التشويق روووووووعة لدرجة هتموتنى واعرف ايه هيحصل

بجد انتى فنانة جميلة وليكى اسلوبك الخاص


ماشاء الله عليكى


وفى انتظار الجزء الثامن

بس وحياتى متغبيش علينا بيه

وانتى عارفه الاسباب طبعا :cry:

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج7

مرسل: 04 ديسمبر 2009, 8:48 pm
بواسطة سندريلا
Emy كتب:جمــــــــــــــــــــــــيل جداا جدااا ... وبجد طريقتك فى التشويق روووووووعة لدرجة هتموتنى واعرف ايه هيحصل

بجد انتى فنانة جميلة وليكى اسلوبك الخاص


ماشاء الله عليكى


وفى انتظار الجزء الثامن

بس وحياتى متغبيش علينا بيه

وانتى عارفه الاسباب طبعا :cry:



ههههههههههههه .... بجد ميرسي على اطراءك و اعجابك بمواضيغي يا ايمي ...
و انتي اللي بجد جميلة في شخصيتك و كتابتك يا قمر ....
و ان شاء الله مش اتاخر بس انتي كمان عارفة الظزوف الامتحانات و كدة .......
عموما ان شاء الله قريب ... و يا رب تعجبك الاجزاء الجاية ...

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج7

مرسل: 04 ديسمبر 2009, 11:50 pm
بواسطة محمد محمود
جزء آخر مشوق من روايتك الجميلة يا جيهان
كل جزء قرأته في الرواية كان يشدني ويشوقني لمعرفة ما سيحدث في الجزء التالي له
لذلك فأنا في انتظار الجزء القادم متمنيا ً لك دوام التوفيق
clap1 clap1 clap1 clap1

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج7

مرسل: 05 ديسمبر 2009, 3:26 am
بواسطة oshen
السلام عليكم
للاسف انا وصلت متاخره بس الحمد الله لحقتكم فى الجزء السابع
بجد رائعه تسلم ايدك الاسلوب جميل جدا
منتظرين الباقى على احر من الجمر

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج7

مرسل: 05 ديسمبر 2009, 7:22 pm
بواسطة سندريلا
محمد محمود كتب:جزء آخر مشوق من روايتك الجميلة يا جيهان
كل جزء قرأته في الرواية كان يشدني ويشوقني لمعرفة ما سيحدث في الجزء التالي له
لذلك فأنا في انتظار الجزء القادم متمنيا ً لك دوام التوفيق
clap1 clap1 clap1 clap1


أشكرك جدا يا أستاذ محمد على تشجيعك الدائم لي ... فدائما تتابع الرواية بجميع أجزائها ...
و تحثني على التقدم إلى الأمام ... أشكر لك اهتمامك و أتمنى لك أنت الآخر دوام التوفيق و الإبداع ... flower1

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج7

مرسل: 05 ديسمبر 2009, 7:25 pm
بواسطة سندريلا
oshen كتب:السلام عليكم
للاسف انا وصلت متاخره بس الحمد الله لحقتكم فى الجزء السابع
بجد رائعه تسلم ايدك الاسلوب جميل جدا
منتظرين الباقى على احر من الجمر


مش متأخرة و لا حاجة ... يكفيني قراءتك للعمل و إعجابك به و إطراءك له ...
و تنوري الصفحة في اي وقت و الله ... و بجد بشكرك
و ان شاء الله الباقي قريب ... :)