( حب بلا وطن ) الجزء الثالث

المشرف: الأمير الحائر

أضف رد جديد
تنهيدة
مشرفة قسم أدب الأطفال
مشاركات: 1291
اشترك في: 04 نوفمبر 2008, 3:01 am
Real Name: نهاد نعمان
Favorite Quote: لوسرقت منا الأيام قلباً معطاء بسام لن نستسلم للآلام ...لن نستسلم للألام .....
verification: ID verified and trusted writer
مكان: بنت مصر

( حب بلا وطن ) الجزء الثالث

مشاركة بواسطة تنهيدة »

لمن لم يقرأ
...
...
فى منظر مهيب يتكرر كل يوم تم تشيع جنازة الشهيد البطل وقد تجمعت جميع الأهالى لكى يزفوه الى مسواه الأخير ودفن الشهيد ابن الشهيد بجوار أبيه لكى يضرب مثالا للعالم كله أن أبناء هذا الوطن ولدو فقط من اجل نصرة بلادهم.....
عادت(مريم) و(يوسف) من الجنازة وكلا منهما ارتسمت على وجهه علامات الحزن والأسى وظلوا طوال الطريق صامتين يسمع كل منهما أنفاس الأخر حتى انتهى بهم الطريق الى مكانهما المعتاد ولم يتكلم أحدهم للأخر وظلوا ينظرون للمكان وكأنهم لم يرونه من قبل فقد غابت شمسه وسكنه الحزن مثلما سكن جميع أركان فلسطين وبعد قليل نظر (يوسف) الى (مريم) وعيناه تلمعان بالدموع وقال لها فى صوتا ملأه الحزن والألم :
"الم تقولى لى أن هذا هو قدرنا "
نظرت اليه (مريم) بعينان تجمدت بهم الدموع وقالت بصوت حزين :
"يموت الطفل مدافعا عن وطنه أمام اصدقائة تفقد الأم زوجها وابنها وعالمنا العربى لايرى لايسمع ولايتكلم ولكن اليوم لابد أن يعرف العالم بأجمعه أن وطننا سيقاوم لأخر جندى من جنودة فكلنا ملكه وخلقنا من أجله وسيظهر يوما صلاح الدين أخر ليطهر أراضينا ممن دنسوها ويرجع لها عزتها فأنا اليوم لست خائفة اًصبح عندى يقين أن وطننا ملىء بالأبطال الذى خلقوا فقط من أجل أن يدافعوا عنه فاليوم مات (أدهم) بطلا وسيظهر المئات مثله "
قالت (مريم) هذه الكلمات ووجهها كاد أن يخرج منه الدماء وعيناها تسيل منها الدموع كالمطر فى هذا الوقت شعر (يوسف) بالقلق والخوف على(مريم) وبدا يجفف دموعها ويهدأ من حماستها ولكنها أستمرت فى البكاء ونظرت الى (يوسف) وقالت:
"أننى لا أبكى حزنا على( أدهم ) فقط بل أبكى حزنا على نفسى أريد أن أقدم لوطنى مثل الذى قدمه ( أدهم ) فقد ضحى بحياته من أجل الوطن ولم يشعر بالخوف أو التردد أريد أن أملك هذه الروح البطولية التى أقتحمت الموت بقوة وشجاعة ليضرب لنا جميعا كيف تكون الوطنية ؟ "
رد عليها (يوسف) قائلا :
" ياحبيبتى انتى تقدمى الكثير لوطنك فأنتى من غرستى فى جميع تلاميذك كيف يضحوا بأروحهم من أجل وطنهم وكثيرا ما حركتى الراى العام بمقالتك التى تقومى بنشرها فكيف لم تقدمى شىء حبك لوطنك واستعدادك لتقديم روحك من اجله استقلالة هوخير ماتقدميه "
هدأت (مريم) قليلا ولكن زاد قلق( يوسف) وكان قلقه هذه المرة على نفسه فقد خاف على نفسه من نفسه ..
نهضت( مريم) وهى تقول:
" سأذهب الأن لأقدم ما جمعته من أخبار وصور الى الجريدة ليشهد العالم بطولة طفل فلسطينى مات من أجل الدفاع عن وطنه"
قال لها (يوسف) فى شرود "مع سلامة الله يا (مريم)"
وظل فى مكانه وكلام (مريم) يدور برأسه وكل ماحدث اليوم يمر أمام عينه فوضع يده على رأسة وبدا يدور حوار بينه وبين نفسه بدأ يقول "هل أنا أحب وطنى هل احبه مثلما تحبه (مريم) وأحبه (أدهم) " وارتفع صوته مرددا
" نعم أحبه ولكن ..ولكن فسكت (يوسف) محدثا نفسه" حب الوطن لا يحتاج لهذه الكلمة ولكن أنا أعرف نفسى جيدا فقد أحببت وطنى من أجل مريم ولكن ومن اليوم سأحرك ما بداخلى من أمال قدأجهضتها السنين وسأدافع عن وطنى لأخر قطره فى دمى وأقدم روحى فدائا لترابه فكنت دائما ابحث عن وطننا من أجل حبى ولكن من اليوم سأعيش لأحررالوطن ولن يهمنى إستقرارى حتى لو شعرت دائما أن حبى بلا وطن..."
بدأ (يوسف) يشعر أن الحياة تعود اليه من جديد بعدما عادت اليه حماسته التى كادت أن تضيع بعدما يأس من استقلال وطنه مثلما يأس الكثيرون مثله...
نهض (يوسف) وذهب من جديد لطريق الأمل....
________________
ذهبت (مريم) بعدما عادت من الجريدة الى بيت (أم أدهم) لتطمئن عليها وعندما وصلت الى المنزل ظلت تدق الباب كثيرا ولكن لايوجد أحد فى المنزل شعرت (مريم) بالخوف وذهبت الى جيرانها لتسألهم عنها ودقت باب المنزل المجاور لمنزل (ام أدهم ) ففتحت لها الباب أمرأه عجوز فقالت لها (مريم):
" السلام عليكى يا أمى"
فقالت لها (السيدة)
"مرحبا يأبنتى..."
فسالتها( مريم):"الم تعرفى أين ذهبت (أم أدهم) ....
فردت السيده "فهى لم تأتى منزلها منذ كانت فى الجنازة صباحا...
فقالت (مريم) "وتتوقعى أين تكون ذهبت"
فأجابتها (السيدة) "هى كانت لا تخرج من منزلها الا قليلا وليس لها أقارب كثير"
فقالت لها (مريم) :"أشكرك ياأمى"
وذهبت (مريم) وهى تفكر أين تكون ذهبت ففكرت (مريم) كثيرا حتى توقعت أنها تكون مازالت عند قبر (أدهم) فذهبت (مريم) مسرعة الى هناك وبالفعل وجدتها تجلس بين قبر زوجها وابنها فى ثوبا أبيض ملائكى وتردد بعض كلمات الرثاء فنظرت اليها (مريم)بعينان دامعتان وقلبا يعتصر ألما ولكنها حاولت أن تتماسك أمامها فأقتربت منها حتى أحست بها والتفتت اليها ونظرت بعينان سكنهما الحزن فقالت (مريم):
"الم يكفى يا(أم أدهم) وتعودى معى الى المنزل "...
فردت عليها بصوتا غلبته الدموع :
"ولماذا أعود ولمن؟ فهنا زوجى وولدى فأنا هنا معهم أريد أن أعيش بجوارهم "
حاولت( مريم ) أن تخفف من ألمها ولكن بداخل (مريم) الما أكبر ولكنها تماسكت من أجلها وقالت لها:
"أصبرى يا أم الشهيد وزوجة الشهيد اصبرى من أجل وطنك ومن أجل من ماتوا من أجله فأضربى لكل نساء الوطن مثالا فى الصبر والتضحية فزوجك وابنكى فى رحاب الله بين الشهداء فهم ماتوا أبطال وسيخلدهم التاريخ ويكرمهم الله عز وجل فماذا تريدى بعد ذلك يازوجة البطل وأم البطل فأنتى من حقك أن تفتخرى بهم "
قالت (مريم) هذه الكلمات وهى تمد اليها يدها نظرت (أم أدهم) اليها وعيناها تقطر دمعا يكاد أن يحرق وجنتيها وأمسكت فى يد مريم وهى تصدق على كلامها وذهبت معها( مريم) الى المنزل وعندما وصلوا طلبت منها (مريم) مفتاح المنزل فأخرجته ويداها ترتعشان أخذت (مريم) المفتاح وفتحت باب المنزل وكان المنزل كأنه مهجورا منذ زمن فقد غابت عنه الحياة وظلت ( مريم ) تدعوها لدخول والأم متردده أن تدخل تقدم قدم وتأخر الأخرى وعندما دخلت كادت أن تسقط ولكن أمسكت بها (مريم) وأجلستها فى أقرب كرسى أمامها وذهبت لتأتى لها بكوبا من الماء وعندما دخلت (مريم) وجدت حجرة (أدهم) أمامها ملابسه ملقاه على فراشه ومكتبة مليء بالأوراق المبعثرة تمنت (مريم) أن تراه يتحرك فى أنحاء حجرته يلعب ويركض ويملىء الدنيا براءه وحياة, تذكرت (مريم) أنها تركت (أم أدهم) فى الخارج متعبه خرجت اليها فوجدتها تحمل صورة (أدهم) وتكلمها ودموعها ملأت الصورة وتقول فى حزنا فاق جميع الكلمات
" لماذا تركتنى لماذا حققت ما قلته لي بهذه السرعة فلمن أعيش بعدك ياولد عمرى يامن عوضنى عن غياب كل أهلى" انهمرت فى البكاء ولم تعد (مريم) قادرة على تهدأتها فذهبت لتبحث عن بعض الحبوب المهدئة فوجدتها وذهبت بها اليها وحاولت أن تعطيها لها ولم تتركها حتى ذهبت فى النوم ودموعها مازالت تملأ عيناها, وذهبت (مريم)وقد زاد حزنها وألمها أكثر وخرجت من المنزل وأغلقته على أحزانة التى لا يقدر الزمن أن يمحيها,وعندما خرجت (مريم) كان هناك ألما أخر فى انتظارها...
وحزنا أكبر...
الى اللقاء فى الفصل الرابع
مع تحيات
الأمير الحائر....تنهيدة
صورة
صورة العضو الرمزية
الأمير الحائر
مشرف قسم الروايات
مشاركات: 859
اشترك في: 31 أكتوبر 2008, 8:06 pm
Real Name: وليد توفيق
Favorite Quote: و تبقى الكلمات...
verification: ID verified and trusted writer

Re: ( حب بلا وطن ) الجزء الثالث

مشاركة بواسطة الأمير الحائر »

والله ياتنهيدة كل يوم تثبتيلى إنك مشروع كاتبة مميزة جدا جدا وبتطورى من كتابتك بسرعة وبتستفيدى من أى تعليق لأى حد قرى أعمالك أو أى أخطاء وبتصلحيها...وبالحماس ده ان شاء الله هتبقى أفضل وأفضل دايما...صورة
طبعا ترتيب جميل للأحداث بس سبتيلى أنا الحدث المهم للجزء الجاى مع إننا كنا متفقين انتى اللى هتكتبيه صورة
وحقيقى حال يوسف دلوقتى فى الرواية ده بيحصل حقيقى...تنازع بين حب الوطن وحب الحبيب والخوف عليه...وده بيوصل هدف مهم جدا عايزين نوصله من الرواية....الصراع النفسى ده مابين الوطن والحب...وبيبقى اختيار صعب جدا...بس مع بعض التفكير هيتحسم لصالح الوطن...لأن الوطن ده هو مكان أولاد وأجيال جاية...وعشان حد يحب حد ويحميه لازم يحمى وطنه عشان اللى بيحبه وعشان أبنائه وأحفاده من بعده وكل الأجيال اللى جاية
بحييكى ياتنهيدة جدا على الجزء الثالث, وبكرر شكرى ليكى على احساسك وابداعك بفكرة الرواية وأهدافها من الأول...ويارب ان شاء الله نكمل الرواية وتبقى بصمتنا وبصمة كل عربى على وثيقة حب وتعاون مع شعب بندعيله انهارده فى يوم عرفة ان ربنا ينصره...ويحرر أرض فلسطين وكل وطن عربى محتل....
صورةصورةصورة
ثمة أسماء و ألقاب تبقى..بقاء الأرض..بقاء السماء..و بقاء الكلمات...
ثمة أشياء تتعلق حياتها بأماكنها..بتوابيت مغلقة تخشى الإبتعاد عنها...
رغم أن الحياة..قد تكمن فى هذا البعد...

.....

...:: و تبقى الكلمات ::...

...... صفحتى فى الأكاديمية ......
صورة العضو الرمزية
قلب حزين
مشرفة قسم المناقشات
مشاركات: 77
اشترك في: 31 أكتوبر 2008, 8:42 pm
Favorite Quote: الحب هى النار الوحيدة التى تحب أن تحرق منها!
مكان: مصر

Re: ( حب بلا وطن ) الجزء الثالث

مشاركة بواسطة قلب حزين »

والله أنتو الأتنين كتابتكوا بقت أجمل من بعض حقيقى تيم هايل.....وبقيت مش عارفة مين بيكتب انهى جزء صورة بس والله هايل يا وليد و يا تنهيدة رواية بجد لحد دلوقتى روعة وبتعبر عن احساس الشعب الفلسطينى بجد بعقول مصرية......بحييكو على الرواية الرائعة ومستنية الجزء الرابع صورة
صورةصورة
صورة
لو ماقدرتش تضحك ماتدمعش وماتبكيش وان مافضلش معاك غير قلبك مش هتموت هتعيش
صورة العضو الرمزية
همسه
مشرفة قسمى الشعر, كلام فى الحب
مشاركات: 119
اشترك في: 05 نوفمبر 2008, 8:02 pm
Real Name: آيه الشحات أحمد
Favorite Quote: اطلبوا اللعلم من المهد الى اللحد
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر

Re: ( حب بلا وطن ) الجزء الثالث

مشاركة بواسطة همسه »

الله عليكى ياتنهيده صورةليه بتشوقينا اكتر واكتر للجزء الرابع ...بجد والله روايه هايله وكل جزء فيها اروع من اللى قبله صورةاحساسك هو اللى بيوصل المعنى بصوره جميله...بحييكى على احساسك المرهف دهصورة
همسه
المصرية
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 412
اشترك في: 09 ديسمبر 2008, 2:33 pm
Real Name: رانيا حسن
verification: ID verified and trusted writer

Re: ( حب بلا وطن ) الجزء الثالث

مشاركة بواسطة المصرية »

جميلة قوي ياتنهيدة رومانسية ممزوجة بالألم تبكي اوطانا ضائعة واحلام يائسة .
صورة
تنهيدة
مشرفة قسم أدب الأطفال
مشاركات: 1291
اشترك في: 04 نوفمبر 2008, 3:01 am
Real Name: نهاد نعمان
Favorite Quote: لوسرقت منا الأيام قلباً معطاء بسام لن نستسلم للآلام ...لن نستسلم للألام .....
verification: ID verified and trusted writer
مكان: بنت مصر

Re: ( حب بلا وطن ) الجزء الثالث

مشاركة بواسطة تنهيدة »

المصرية كتب:جميلة قوي ياتنهيدة رومانسية ممزوجة بالألم تبكي اوطانا ضائعة واحلام يائسة .

متشكرة يارانيا وسعيدة جدااا انك مستمرة فى قراءه اجزاء الرواية وأتمنى ان تنال أعجابك باقى الأجزاء
وبجد تعليقك اكثر من رائع ..أشكرك مرة ثانية على مرورك الجميل...صورةصورة
وأشكر كل من علق على الرواية سواء المتواجد الأن أو الذى طالت غيبتهم ونتمنى أن يعود قريباً الى بيتهم الجميل صورةصورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”روايات“