صفحة 1 من 1

تحب تشرب شاي ؟ ج12

مرسل: 12 أغسطس 2010, 12:46 am
بواسطة سندريلا
وصلت نهاد إلى إحدى قاعات ذلك الفندق الشهير حيث كان موعد العشاءبرفقة سيف ملفتة أنظار العديد من الحضور إليها ممن اجتمعوا برفقة عائلاتهم أو لعقد اتفاقيات عمل جديدة مثل حالها . و بعد جلوسها إلى تلك الطاولة التي تقع بمنتصف القاعة و أمام حلبة الرقص و الموسيقى بدأت تتطلع حولها و لم يفت عليها إعجاب العديد من الفتيات بسيف و همساتهم عليه حيث كان يرتدي بزة سوداء محتفظاً بربطة عنقه الأنيقة و اعتداده بنفسه الذي اعتادت عليه ، و يبدو أن جدية العمل و مناقشاته قد زادت من وسامته ، ولم تعرف نهاد ماذا جرى لها ؟ فهي لا تستطيع التركيز بالاجتماع سوى نادراً و لا تعرف هل يرجع ذلك لأصوات الموسيقى الصاخبة ؟ أم لملاحظتها نظرات من حولها ؟ أم لقلقها على نفسها الناتج عن حيرتها .. نعم فهي حائرة لا تدري لماذا يسيطر على تفكيرها ؟ لماذا تهتم بأدق تفاصيله ؟ لماذا تغار عليه ؟ يا إلهي هل تحبه ؟ بالطبع ستكون حمقاء إذا فكرت في ذلك فهي تعلم أنه لا يهتم بها و تعلم جيداً أنه سيتزوج من إبنة عمه نادية الشربيني تلك الفتاة الجميلة التي زارته بمكتبه منذ أيام قليلة فزادت الأقاويل و الإشاعات من حقيقة انفصالها عن زوجها السابق لتتزوج سيف الذي تربطها به قصة حب قديمة ، أفاقت نهاد من شرودها على صوت سيف العميق يطلب منها بعض الأوراق لإنهاء الاتفاق الذي يعقده مع مستر هاملتون بشأن فتح فروع جديدة للشركة بأوروبا و لم يفت عليها نظرته التي تلومها على شرودها باجتماع هام هكذا فقررت أن تركز أفكارها على عملها و تتناسى تلك الأفكار الشاردة التي تذهب بها لعالم آخر و تكشف أمرها ، لذلك فقد بدأت توزع ابتساماتها بين مستر هاملتون و زوجته متحدثة بلباقة مساركة بفعالية في ذلك اللقاء الجاد ؛ و بآخر السهرة عند انتهاء موعد العمل كان الجميع راضياً بذلك العقد الذي يفتح أفاقاً جديدة للشركة و الذي أرضى جميع الأطراف بصورة متعادلة . سعدت نهاد لذلك كثيراً و بدأت تستمتع بوقتها بمشاهدة حلبة الرقص و الاستماع لمقطوعة موسيقية هادئة ثم لاحظت فجأة نظرات أحد العاملين بالفندق إليها فتعجبت من نظراته التي كانت مزيجاً من الشزر و العتاب و كأنه يعرفها من قبل ثم أفاقت من شرودها على صوت مستر هاملتون يستأذن هو وزوجته ليخلدا إلى النوم فودعتهم بابتسامة هادئة متمنية لهم ليلة سعيدة و نوماً هنيئاً ، ثم انصرفت برفقة سيف خارج الفندق و كانت الساعة لم تتجاوز العاشرة بعد فطلب منها سيف أن يتمشيا معاً بحديقة الفندق قليلاً ليحادثها بأمر ما فوافقت متسائلة في نفسها ترى فيم يريدها ؟و بدأت تسير بهدوء مستمتعة بالليل الهاديء و قمره المنير الذي عكس ضؤه على الأشجار و الخضرة الرائعة التي تبعث الراحة بنفسها و تضفي جوا ساحراً من الرومانسية بليلتها كما لو كانت بطلة لإحدى الروايات و قطع سيف الصمت قائلاً :
" أنتِ رائعة الليلة ؛ لم أر ابتسامتك هذه من قبل إلا نادراً . ابتسمي دائماً فهي تنير وجهك . "
احمرت خجلاً و قالت له :
" أشكرك . "
ضحك لها ثم قال مداعباً إياها :
" يبدو أن جمالك لم يمارس سحره على مستر هاملتون فقط بل على كل الحضور ؛ لقد التفتت إليكِ أنظار عدة تلك الليلة . "
تعجبت نهاد من إسلوبه في الحديث و تعجبت أكثر من ملاحظته لشيء كهذا في ليلة هامة تعج بأعماله فلم تجبه و اكتفت بابتسامة هادئة فقط فصمت قليلاً ثم قال :
" هل تقبلين الزواج بي يا نهاد ؟ "
توقفت نهاد عن السير و نظرت له مسدوهة لا تعرف بم تجيبه ؟ ثم سرعان ما حاولت أن تحتفظ برباطة جأشها فقالت له :
" ماذا ؟ "
" أريد أن أعرف جوابك حالاً يا نهاد . "
لم تعرف نهاد ماذا تقول فبالطبع هو ليس أول رجل يطلب منها طلباً كهذا لكنها لا تعرف كيف تجيبه ؟ هل تسأله عن مشاعره ؟ نعم فهو لم يخبرها بمشاعر حب دفينة تؤرقه مثل التي تؤرقها ، و لم يتحدث عن سبب رغبته بذلك ربما هو أعجب بها و ربما يراها فتاة مناسبة للزواج فأراد الارتباط بها ؛ لكن أيعقل هذا ؟ أيعقل أنه يريدها كزوجة فقط لأنها مناسبة ؟ و لم لا ؟ ألم يطلب محمد من أختها نفس الطلب دون أن يحبها ثم سرعان ما طلب نفس الطلب من صديقتها ريم لأنه أحبها من أول نظرة حب صادق ؟ أسئلة كثيرة دارت بخلدها و قيبل أن تسأله عن سبب رغبته في الزواج بها سمعت أصوات خطوات تقترب منهما فنظرت تجاه الصوت لتجد نفس العامل الذي كان ينظر إليها بالداخل منذ قليل يخبر سيف بتلقيه مكالمة من أحد أفراد أسرته بغرفة الاستقبال فاستأذنها سيف لينصرف بينما ظل العامل واقفاً يتطلع إليها فتعجبت أكثر ثم وجدته يقول :
" لا أصدق نفسي .. أنا .. ياسر .. خدعت الكثير بإسم الحب تأتي أنتِ الفتاة الوحيدة التي أحببتها بصدق تخدعينني ببراءتك و رقتك ، كم أنا نادم لمعرفتي فتاة مثلك لا تقدرين الحب تتلاعبين بالجميع أراكِ منذ أيام قليلة بأحضان رجل ثم أراكِ اليوم برفقة رجل آخر ، كم أنا آسف لمعرفة فتاة رخيصة مثلك . "
ثم انصرف بعدما أشبعها من نظراته التي تحتقرها دون أن تخبره أنها ليست نسرين لكنها فوجئت بسيف يأتي من خلفها ينظر لها باحتقار هو الآخر ففهمت أنه لم يذهب للمكالمة إذا كان في حقاً مكالمة واردة له ؛ و انه سمع حديث ياسر لها و قبل أن تدافع عن نفسها سمعته يقول بغضب شديد :
" يبدو أنكِ تخدعين الكثيرين أيتها البريئة ، إنسي حديثي و طلبي يا آنسة نهاد و اعتبري نفسك مفصولة من عملك . " ثم انصرف هو الآخر .

لم تشعر نهاد بنفسها إلا حينما فتحت باب الشقة لتجد نسرين تجري إليها تحتضنها بقوة و فرحة كبيرة قائلة :
" لماذا تأخرتِ اليوم يا نهاد ؟ فأنا أنتظرك منذ وقت طويل لأخبرك بالخبر السعيد . "
" أي خبر يا نسرين ؟ "
" لقد عرف حسام بأمر ياسر و لم يغضب بل تفهم الموضوع الحمد لله و أخبرني أنه لن يحاسبني على أي شيء بالماضي قبل أن أعرفه خاصة بعدما أكدت له أنه أول حب يحياتي . "
ابتسمت نهاد و قالت :
" حقاً ؟ كم أنا سعيدة لأجلك يا نسرين . إنه حقاً خبر جميل . "
" انتظري فأنا لم أخبرك بعد بالخبر السعيد ، لقد حددنا موعد الزفاف بعد إسبوعين منذ الآن إن شاء الله و سنسافر لقضاء شهر العسل بباريس بإذن الله . "
فرحت نهاد رغم الألم الشديد الذي تشعر به فبعد فراقها لسيف ستفارقها أختها أيضاً مثلما سستزوج ريم لكنها ابتسمت لأختها و قالت :
" مبروك يا نسرين ، كم أنا سعيدة لكِ يا أختي العزيزة . "
نظرت نسرين إلى نهاد حينما تنبهت فجأة لصوتها الحزين و سألتها مستفسرة بقلق واضح :
" نهاد .. هل أنتِ بخير ، أشعر كأنك حزينة . "
" لا ؛ أنا بخير فقط مرهقة بعض الشيء بسبب تأخر موعد العشاء و أريد أن أنام . "
" إذن فلتذهبي لسريرك و ارتاحي يا حبيبتي . "
قبلت نهاد نسرين ثم دلفت إلى غرفتها فألقت بحقيبة يدها و قامت بخلع فستناها ثم ارتدت بجامتها القطنية ثم ألق بنفسها فوق سريرها تحتضن وسادتها بشدة و تطلق آهات شديدة بصوت خافت و تذرف دموعاً ساخنة تعبر عن مآساتها .

***********
مرت الأيام ثقيلة على نهاد ؛ لم تشعر بمرارة في حياتها من قبل مثل تلك المرارة التي تشعر بها حالياً ، تشعر و كأنها مكسورة ضعيفة تريد أن تترك تلك الدنيا التي ظلمتها و حرمتها من حبيبها لخطأ لا ذنب لها فيه ، و كلما تتذكر نظرات سيف إليها آخر مرة رأته فيها كانت تشعر و كأن سكين حاد بصدرها يؤلمها ، و ما زاد من حزنها هو ذلك اليوم الذي حضرت فيه ريم لتسألها عم حدث لتترك عملها خاصةً بعدما عينها سيف سكرتيرة مؤقتاً حتي يتم تعيين آخرى من جديد ، و حينها تأكدت نهاد من حزم قراره و أنه نسيها تماماَ ، حاولت الإفلات من أسئلة ريم المتكررة لكنها لم تستطع خاصة أنها كانت لديها الرغبة بأن تحكي ما حدث من شدة آلامها و أحزانها و لم تجد سوى صديقتها المقربة رفيقة عمرها خاصة لأنها لا تستطيع إخبار نسرين حتى لا تشعر بالذنب في هذه الأيام السعيدة التي تحضر فيها لحفل زفافها .
وألحت ريم عليها لتخبر سيف بالحقيقة لكنها رفضت بشدة و قطعت منها وعداص بألا تخبره مؤكدة أنها أصبحت بخير و أن قصتها منتهية بالرغم من علمها بقرارة نفسها أنها ليست بخير ، و قررت نهاد أن تسافر بعيداً بعد زواج نسرين لقضاء بعض الوقت مع نفسها بعيداً عن العالم و الناس حتى تسترد قوتها و تصفي أفكارها الشائبة .

تطلعت الفتاة الجالسة خلف المكتب تتصفح أوراق عديدة إلى مصدر ذلك الصوت الأنثوي فرأت فتاة جميلة ترتدي نظارة شمسية سوداء فقالت لها :
" هل هناك موعد سابق ؟ "
" لا ؛ لكنني أريده بأمر هام . "
صمتت الفتاة قليلاً ثم سألتها :
" سأسأله أولاً ؛ ما إسمك ؟ "
" لن يعرفني من إسمي ، فقط أخبريه أنني أريده بأمر هام . "
وقفت السكرتيرة متجهة لغرفة مديرها متعجبة قائلة في نفسها سأخبره و القرار يعود له ، لا شأن لي بذلك ، ثم عادت إليها بعد قليل لتسمح لها بالدخول . دلفت الفتاة إلى غرفة سيف و خلعت نظارتها الشمسية فنظر إليها متعجباً شذراَ و قال :
" كيف تجرؤين على المجيء هنا ؟ إخرجي فوراً و إلا ...
و قبل أن يكمل جملته نظرت له نسرين و قالت :
" قبل أن تكمل حديثك أريدك أن تنظر إلى تلك الوحمة و تخبرني هل رأيتها من قبل بذراع نهاد ؟ "
إلى اللقاء و تلتقون المرة القادمة مع الجزء الأخير بإذن الله

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج12

مرسل: 12 أغسطس 2010, 6:26 pm
بواسطة donnabella
جميل جدا يا جيهان clap1 clap1 clap1 clap1
الحقيقة جزء متميز يرتفع بالأحداث و يضيف مزيدا من المتعة للقراءة
لكن برضه مفيش فايدة معقدة الدنيا دايما حولين نهاد :x

لكن أنا متهيالي إنك هتفكيها خلاص
مستنية الجزء الأخير

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج12

مرسل: 12 أغسطس 2010, 10:52 pm
بواسطة محمد محمود
مساء الخير يا جيهان
كل عام وأنت بخير وسعادة
جزء آخر مشوق من روايتك الجميلة ، وكلما زادت العقد الدرامية وزاد حجم التشويق في العمل ، فإن ذلك يبشر بنهاية قوية وجميلة وغير متوقعة
في انتظار الجزء الأخير على نفس المستوي الرائع الذي تعودناه منك
كل عام وأنتم بخير

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج12

مرسل: 17 أغسطس 2010, 11:40 pm
بواسطة سندريلا
donnabella كتب:جميل جدا يا جيهان clap1 clap1 clap1 clap1
الحقيقة جزء متميز يرتفع بالأحداث و يضيف مزيدا من المتعة للقراءة
لكن برضه مفيش فايدة معقدة الدنيا دايما حولين نهاد :x

لكن أنا متهيالي إنك هتفكيها خلاص
مستنية الجزء الأخير
شكرا يا نورا ع مرورك و تشجيعك ليا ...
و مش تقلقي حفكها خلاص الجزأ الجاي ان شاء الله
نورتيني يا قمر

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج12

مرسل: 17 أغسطس 2010, 11:42 pm
بواسطة سندريلا
محمد محمود كتب:مساء الخير يا جيهان
كل عام وأنت بخير وسعادة
جزء آخر مشوق من روايتك الجميلة ، وكلما زادت العقد الدرامية وزاد حجم التشويق في العمل ، فإن ذلك يبشر بنهاية قوية وجميلة وغير متوقعة
في انتظار الجزء الأخير على نفس المستوي الرائع الذي تعودناه منك
كل عام وأنتم بخير


شكرا لك زميلي الفاضل ... و سعيدة جدا بمتابعتك لي أنت و زملائي
و أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم دائما ... و كل سنة و حضرتك طيب يا رب

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج12

مرسل: 20 أغسطس 2010, 10:35 pm
بواسطة oshen
جى جى حرام عليكى
انت بتعزبينى فين الباقى
بس بجد نقله غير متوقعه تماما
كل جزء متميز عن اللى قبله

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج12

مرسل: 21 أغسطس 2010, 4:32 am
بواسطة سندريلا
شكرا ليكي يا اوشي ع اهتمامك الجميل بروايتي المتواضعة و صدقيني مبسوطة جدا اني كسبت معجبة جميلة و متابعة جيدة زيك
و أتمنى يا رب إني أكون عند حسن ظنك دايما ... و إن شاء الله الجزأ الجديد قريب
بس نفسي أقرا حاجة ليكي بئى ... :)

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج12

مرسل: 21 أغسطس 2010, 5:12 am
بواسطة oshen
ليه بس الاحراج ده ياجي جى
على العموم انا كان فى حاجه كتباها قريب هدور عليها وانزلها مخصوص عشانك والله بس يارب تعجبك
وبجد والله الروايه تحفه والجزء ده خطير
انا اختى ملهاش فى القرايه جامد بس اول ماحكيت قدمها على الروايه عجبتها وقرت منها شويه بس بتخيلنى احكى الباقى

Re: تحب تشرب شاي ؟ ج12

مرسل: 30 أغسطس 2010, 8:27 pm
بواسطة سندريلا
ميرسي يا دعاء و الله ... بجد شرف ليا إنك تقري ليا إنتي و أختك
و أتمنى تكوني من معجبين دايما يا رب ...
نورتيني يا سكر و الله :)