مفاتيح خاصة ج9

المشرف: الأمير الحائر

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سندريلا
مشرفة قسم الخواطر
مشاركات: 795
اشترك في: 28 إبريل 2009, 8:51 pm
Real Name: جيهان راضي
Favorite Quote: المرأة عاشت ألوف السنين مثل مرآة تعكس صورة للرجل أكبر و أجمل من الحقيقة !
verification: ID verified and trusted writer
مكان: my own world
اتصال:

مفاتيح خاصة ج9

مشاركة بواسطة سندريلا »

نظرت أميرة إلى نهى بتعجب تسألها :
_ هي سالي راحت فين ؟
تطلعت نهى حولها بحثاً عن سالي ؛ فلم تجدها فقالت :
_ مش عارفة يا مرمر .. يمكن تكون راحت الحمام .
صمتت أميرة فشعرت نهى بحزنها و ضيقها لتأزم الوضع بينها و بين محمد فسألتها :
_ أميرة .. إنتي كويسة ؟
_ الحمد لله .
صمتت نهى قليلاً ثم برقت عيناها فجأة بفكرة جهنمية حينما قالت لها بعد هنية :
_ بقولك إيه يا مرمر .. ممكن آخد موبايلك أكلم منه سلمى أقولها إني حتأخر شوية ، أصلي مفيش معايا رصيد .
خرجت نهى من قاعة الجلوس بمنزل نهلة المتزاحم بالناس ثم اتجهت إلى الخارج تبحث بدليل الهاتف الخلوي عن إسم محمد ...
توقف أدهم عن قيادة سيارته حينما وصلا إلى منزل سالي منتظراً منها الهبوط من السيارة ، لكنها لم تفعل ، ظلت بمكانها دون حراك شاردة ، تطلع إليها قليلاً ثم وجه إليها كلماته أخيراً بعد مشوار طويل دون كلمة واحدة فقال لها :
_ ليه دايما مش بتشوفي الصورة صح ؟
صمتت سالي فلم ترد بينما أردف هو :
_ الصورة قدامك واضحة زي عين الشمس ، قلتلك كتير إنه مش بتاع حب و لا جواز ما سمعتيش كلامي و مشيتي ورا اللي في دماغك !
_ إنت شايف إن ده وقت حكم و مواعظ ؟
_ و إنتِ شايفة إن ده الرد المناسب ؟
أطرقت رأسها خجلاً ثم قالت :
_ أنا آسفة يا أدهم ، أنا عارفة إني في الفترة الأخيرة اتعصبت عليك كتير و إنت كتر خيرك عايز مصلحتي بس و الله غصب عني ، أنا ...
قاطعها أدهم قائلاً بتعجب :
_ مصلحتك؟
فنظرت له سالي دون أن تفهم ما يعنيه فأدار وجهه عنها و قال بطريقته الحاسمة :
_ واضح إن في مفاهيم كتير في حياتك غلط ، تصبحي على خير يا سالي .
هبطت سالي من السيارة على الفور إذ اعتبرت ذلك بمثابة طرداً لها ثم اتجهت إلى منزلها بسرعة دون أن تلتفت وراءها ، بينما انطلق أدهم بسيارته كسرعة البرق ..
وقفت نهى تنظر حولها خشية أن يسمعها أحد أو تأتي أميرة من وراءها فتعرف أنها تحادث محمد ، كانت تستمع لصوت جرس الهاتف و دقات قلبها تتسارع إذ انتهى الجرس دون أدنى رد ؛ فخشيت أن تفشل في مهمتها التي أصرت عليها بشدة ؛ يا إلهي هل وصل الوضع بين محمد و أميرة لهذه الدرجة ؟ ، هل يرفض حقاً الرد عليها ؟! و قبل أن تستمر نهى في وساوسها وجدت اتصال من محمد لأميرة فردت عليه بسرعة و قالت :
_ السلام عليكم ؟
_ و عليكم السلام ..
_ إزيك يا محمد ؟ أنا نهى على فكرة ؟
فرد عليها مرحباً ترحيباً لم تتوقعه :
_ أهلاً أهلاً ، إزيك يا نهى ؟
_ الحمد لله .. إزيك إنت ؟ إيه محدش بيسمع صوتك ليه ؟
_معلش يا نهى و الله مشاغل .. أمال فين أميرة ؟
_ أميرة موجودة بس زعلانة شوية .
_ نهى ؟ أميرة كويسة ؟
_ أه بس مخنوقة شوية .
_ نهى .. إنتي قلقتيني .. أميرة مالها ؟ جرالها إيه ؟
_ و رحمة ماما كويسة و الله ، أنا أخدت موبايلها أكلمك من وراها .
تنهد محمد ارتياحاً فسعدت نهى لقلقه على أميرة مما يدل على حبه الشديد لها كما التمست بنبرات صوته الصادقة ، سعدت أيضاً بترحيبه لها و كأنه يعرفها منذ زمن مما يسهل من مهمتها فقالت له :
_ بص بئى يا محمد ، أنا و الله مش بحب أتدخل في شئون حد و لا بحب أتطفل خاصةً بين اتنين مخطوبين ، بس ربنا يعلم أنا بحب أميرة أد إيه ؟ و بعتبرها أختي إزاي ؟ و يعز عليا جداً أشوف إخواتي بيزعلوا من بعض قدامي و ما اتحركش .
_ هي قالتلك اللي حصل ؟
_ أيوة عرفت .
_ و قالتلك على الطريقة اللي كلمتني بيها ؟
_ أيوة بس هي مش كانت تقصد .
_ بتقولي لما أبئى جوزها يا نهى ، بزمتك ده ينفع ؟
صمتت نهى قليلاً ثم قالت :
_ بص مش عايزين نتكلم في اللي حصل .
_ إزاي بس يا نهى ؟
_ و الله أنا عارفة إنها غلطانة بس هي شايفاك شاكك في تصرفاتها ، و هي مش تستحق كدة .
_ أنا لو شاكك في تصرفاتها حخطبها ليه أصلاً ؟ و بعدين إزاي تشك في كدة ؟ يعني هي مش عارفة بحبها أد إيه ؟ !
صمتت نهى قليلاً ثم قالت :
_ يعني مش حتكلمها ؟
_ لا يا نهى ، أنا ما غلطتش في حقها ، هي اللي غلطت فيا ، و ربنا يعلم من يوم ما قالت لي كلامها ده حالتي عاملة إزاي ؟
_ و الله و هي كمان يا محمد ، ما تفتكرش إنها كويسة يعني .
_ أيوة بس هي لو بتحبني حتعمل اللي أنا عايزه من غير ما أطلب ، حتعرف اللي أنا بحبه و تعمله و اللي بكرهه و ما تعملوش .
_ صح معاك حق .
_ نهى .. لو شايفة كلامي مش مقنع قولي مش حزعل .. مش عايزك توافقيني و خلاص .
_ أوكي يا محمد أنا حسألك سؤال و ترد عليا بصراحة ، الإنسان بطبيعته بيتأثر في تصرفاته بحاجة من إتنين يا إما البيئة يا إما أصدقائه ؟ صح ؟
_ صح .
_ طبعا بحكم إنها بنت عمك فأكيد إنت عارف بيئتها ؟ يبئى اتبئى أصدقائها ؟ هل شكيت في لحظة إن إصرار أميرة على المسرح و الفيس بسبب أصدقائها ، يعني إحنا اللي مأثرين عليها مثلاً ؟
_ لا و الله ، عمري ما فكرت في حاجة من دي .
تنهدت نهى ارتياحاً ثم قالت له :
_ طب الحمد لله ، طمنتني ، بس إنت مش شايف إن موضوع إنها تسيب المسرح ده صعب شوية ؟
صمت محمد فأردفت نهى قائلة :
_ يعني أنا ممكن أكون معاك في موضوع الفيس إنما المسرح صعبة شوية .
_ ليه ؟
_ حلمها يا محمد ، هي بتحب الغنا و أغانيها حتتسجل و تتسمع في المسرحية كموسيقى تصويرية محدش حيعرف هي مين أصلاً ؟ كمان دي أغاني وطنية مش أغاني حب ، و لو على الاختلاط فصدقني إحنا مالناش علاقة بأي حد غير بس كزمالة مش أكتر .
صمت محمد فشعرت نهى أنه على حافة الاقتناع فقالت له :
_ بص أنا مش حطلب منك تكلمها ، أنا بس حطلب منك إنها لو كلمتك تحاول تسمعها بالراحة و مش تقفل عليها كل السكك . الفيس و المسرح يعني .
_ حاضر يا نهى ، إنتي بتتكلمي في إيه أميرة حبيبتي و ربنا يعلم حبها أد إيه ؟
_ أنا عارفة و الله ، ربنا يوفقكم يا رب و يسعدكم .
_ ربنا يخليكي يا نهى ، إنتي بئى عاملة إيه ؟
_ الحمد لله و الله .
تردد محمد قليلاً ثم قال :
_ على فكرة أميرة حكت لي كتير عن ظروفك ، و بأمانة و الله و هي بتكلمني حاسس إنها بتحكيلي عن 100 راجل .
ضحكت نهى إذ أعجبها التعبير فأردف محمد قائلاً :
_ و بجد يا نهى لو احتاجتي أي حاجة في أي يوم ، أنا موجود و الله و حتلاقي أخ جنبك بجد .
_ ربنا يخليك يا محمد .
_ و الله بكلمك بجد عشان إنتي ما تعرفيش غلاوتك عندها أد إيه ؟
_ ميرسي يا محمد ربنا يخليكوا ليا يا رب و يبعد عنكم العين .
أنهت نهى المكالمة ثم دلفت مرة آخرى إلى منزل نهلة حيث وجدت أميرة مرهقة تخبرها بأنها ستنصرف فقالت لها :
_ أنا كمان حمشي .
و انصرفا معاً بعد أن أدركا سبب انصراف سالي مبكراً خاصةً حينما وجدا أيمن سعيداً برفقة إبنة عمه ..
و بعد انصراف الضيوف قدم محمود هديته لنهلة و حينما قامت بفتحها وجدت أنها تلك البللورة الزجاجية التي أعجبتها بالمعرض في ذلك اليوم و التي لم تخبره عنها شيئاً ، لكنه أدرك أنها أعجبتها دون أن تخبره بذلك حتى ! فرحت نهلة بشدة للهدية و ما أسعدها أكثر هو ملاحظة محمود لها و لما يعجبها مما أشعرها ببارقة أمل . حتى أنها خرجت معه بعد انتهاء الحفل ليجلسا سوياً بإحدى الكافيتريات المطلة على البحر حيث علم محمود جيداً مدى حبها للبحر . نظر محمود إليها و قال :
_ ليه عينيكي حزينة ؟
صُعِقت نهلة من السؤال لكنها أدركت نفسها و قالت :
_ بيتهيألك بس يا محمود .
صمت محمود إذ ظهر علي ملامحه عدم الاقتناع أو عدم تصديقه لها ، لكنه لم يرد أن يرهقها بأسئلته الكثيرة التي تعبر عن خوفه من ظنونه والتي تعبر عن حيرته .
وقفت نهى أمام مرآتها تزيل عن وجهها تلك الأصباغ التي وضعتها لتلائم سهرتها بعدما خلعت ملابسها حينما سقطت عيناها سهواً على علاج الطبيب الذي لم تتناول منه شيئاً معتقدة أنه منوماً ، فتحت نهى علبة الدواء ثم أخرجت روشتته الداخلية تقرأها فوجدت أنه مضاد للاكتئاب لا منوم ! و تعجبت لمَ شخص الطبيب حالتها على إنها اكتئاب ؟ !
تناولت نهى قرصاً بكوب ماء ثم دلفت إلى سريرها متدثرة بالعديد من الأغطية لتشعر بالدفء ،ثم وضعت رأسها فوق وسادتها ثم احتضنت وسادتها الصغرى و انتظرت أن يأتيها النوم قائلة تعالى أيها النوم ، أشياء كثيرة قد مرت بيومها خطوبة نهلة .. حزن سالي .. حديث محمد .. ضيق أميرة ..هيا أيها النوم .. لماذا لم تر اليوم أدهم ؟ هل ما زال غاضباً من سالي ؟ لكن ما ذنب نهلة ؟ ربما لأنه صديق وحيد ! فلتأتِ أيها النوم ، وحيد .. فليذهب إلى الجحيم ببعثته و سعيه وراء طموحه ! لكن ما ذنبه أيضاً ؟ لماذا تجافيني أيها النوم ؟ ! يا إلهي ما ذنب البشرية كلها فيما يدور بحياتها ؟ لا أحد يختار حياته أو مصيره ، كل إنسان مصاب ، سالي بالرغم من أسرتها الدافئة لا تشعر بالأمان فتبحث عن الزوج الذي يشعرها بالدفء ، لكنها تختار خطأ دائماً ! لو أنام فقط قليلاً دون كوابيس !
أميرة بالرغم من حبها لمحمد و حبه لها لا تستطيع التكيف مع غيرته العمياء عليها ، و نهلة بعد أن وجدت حب حياتها بعد سنين من الانتظار و الأحلام استيقظت على واقع مؤلم لا يعترف بالحب و المشاعر ، و أنا ؟ ربما أنا أفضل حالاً دون أن أدري .. ربما يأتيني النوم .. ربما .... ثم غطت في نوم عميق ..
استيقظت نهى على رنين هاتفها الخلوي فمدت يدها لتتناول الهاتف ثم فتحت عينها مغمضة الآخرى فوجدت المتصل سالي ، ردت نهى عليها فأخبرتها أنهم بانتظارها بالمكتبة لحضور ندوة هامة .
ارتدت نهى ملابسها ثم اتجهت للمكتبة بسرعة ، دلفت إلى المكتبة تبحث عن القاعة فلم تجدها و لم تجد صديقاتها ، ظلت تبحث هنا و هناك فلم تجد أحد ممن تعرفهم ، صعدت سلالم كثيرة بحثاً عن مكان القاعة لكنها لم تجدها أيضاً ، ثم قررت أن تهبط الدرج مرة آخرى فوجدت الدرج يتحرك غير ثابت ، خافت بشدة ربما هو زلزال فاتجهت لدرج آخر فإذا به متحرك هو الآخر ، يا إلهي ماذا تفعل الآن ؟ ظلت حائرة لبعض الوقت تنظر هنا و هناك ثم فجأة سمعت صوت خطوات تقترب فنظرت لاتجاهها فإذا به سامي ، نظرت له تستنجده فأشار لها بدرج آخر تهبطه فأخبرته أن السلالم جميعها متحركة و أنها تخاف أن تهبط منها ، فأشار لها مرة آخرى لدرج بعينه ، اتجهت للدرج و هبطت درجة فإذا به ثابت بشدة لا يتزعزع أبداً ، فهبطت درجاته جميعها ثم وجدت نفسها أمام كليتها سعيدة بشعاع الشمس المشرق و زحمة زملائها أمام الكلية ، ثم استيقظت من نومها و من حلمها على صوت رنين الهاتف مرة آخرى كما حدث من قبل بحلمها ...
صورة العضو الرمزية
محمد محمود
مشرف قسم الأشعار
مشاركات: 1070
اشترك في: 06 نوفمبر 2008, 4:40 pm
Real Name: محمد محمود حسن
Favorite Quote: إلهــــي لا تعذبني فإني
مقر ٌ بالذي قد كان مني
verification: ID verified and trusted writer
مكان: الإسكندرية
اتصال:

Re: مفاتيح خاصة ج9

مشاركة بواسطة محمد محمود »

أعرف أن ردي جاء متأخراً على هذا الجزء الرائع من الرواية
لكن النت كان في أسوأحالاته الفترة الماضية
رغم جمال الرواية من بدايتها إلا إنني حين قرأت هذا الجزء بالذات
اندمجت أكثر في قراءته جداً .
فقد حوى هذا الجزء على العديد من النقاط التي أعتقد أنها ستقلب الأحداث في الأجزاء القادمة من الرواية
استطعت أن تشوقينا مرة أخرى لتتبع الأحداث القادمة لنعرف ما ستسفر عنه
خالص تمنياتي لك بالتوفيق.
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر ٍ على صفحات الماء وهو رفيع ُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ

صورة


صفحتي الشخصية
صورة العضو الرمزية
سندريلا
مشرفة قسم الخواطر
مشاركات: 795
اشترك في: 28 إبريل 2009, 8:51 pm
Real Name: جيهان راضي
Favorite Quote: المرأة عاشت ألوف السنين مثل مرآة تعكس صورة للرجل أكبر و أجمل من الحقيقة !
verification: ID verified and trusted writer
مكان: my own world
اتصال:

Re: مفاتيح خاصة ج9

مشاركة بواسطة سندريلا »

متشكرة جداً لتعليق حضرتك يا أ / محمد
لا داعي للاعتذار ... يكفيني مرور حضرتك و تشجيعك الدائم لي ...
و سعيدة لإعجاب حضرتك بالجزأ بشدة .. متمنية أن أظل عند حسن ظنكم دائماً :)
أضف رد جديد

العودة إلى ”روايات“