مفاتيح خاصة ج 10

المشرف: الأمير الحائر

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سندريلا
مشرفة قسم الخواطر
مشاركات: 795
اشترك في: 28 إبريل 2009, 8:51 pm
Real Name: جيهان راضي
Favorite Quote: المرأة عاشت ألوف السنين مثل مرآة تعكس صورة للرجل أكبر و أجمل من الحقيقة !
verification: ID verified and trusted writer
مكان: my own world
اتصال:

مفاتيح خاصة ج 10

مشاركة بواسطة سندريلا »

تطلعت نهى لهاتفها الخلوي متوجسة خيفة فإذا بالمتصلة سالي بالفعل كما حدث من قبل بحلمها ، اضطربت نهى قليلاً داعية الله أن ييسر أمرها ثم أجابت سالي بصوت نصف نائم قائلة :
_ صباح الخير ..
_ صح النوم يا كسلانة ، يلا قومي ورانا ندوة مهمة .
_ لأ ، حرام .
_ هو إيه اللي حرام ؟ نهى إنتي لسا نايمة و لا إيه ؟
_ قوليلي مين معاكي ؟
_ كلنا موجودين و حنقابلك في ال …..
و قبل أن تكمل سالي جملتها قاطعتها نهى قائلة :
_ لأ ؛ استنوني في جنينة المكتبة أنا مش حتأخر ، جاية على طول .
أغلقت نهى الهاتف دون أن تسمع رد سالي لأنها خافت أن ترفض انتظارها ، و هبت من سريرها بسرعة لتذهب إلى الحمام ، غسلت أسنانها جيداً و اغتسلت بسرعة ثم ارتدت ملابسها و خرجت متجهة للمكتبة .
_ بس غريب الحلم ده يا نهى !
قالتها سالي بنبرة متأملة مفكرة فوافقتها نهلة قائلة :
_ الأغرب إن له تفسير خطير .
ضحكت نهى بينما ظلت أميرة صامتة تستمع إليهن راسمة ابتسامة هادئة على وجهها فقالت سالي :
_ واضح جداً معناه إيه .
أطرقت نهى رأسها ثم سألت :
_ يعني المفروض أعمل إيه ؟
هنا تدخلت أميرة قائلة :
_ يعني المفروض إن حضرتك تبطلي إسلوبك ده مع خلق الله أقصد الذكور يعني .
ضحك الجميع حتى نهى ضحكت بصوت عالٍ فأكملت سالي حديث أميرة قائلة :
_ صح يا نهى ، المفروض تغيري إسلوبك و بالذات مع سامي ، أعتقد إن دي مسج من ربنا ليكِ ، يعني حتى لو مش بيحبك على الأقل تعامليه كويس لأنه ما أذاكيش في حاجة لا هو و لا غيره .
صمتت نهى بينما أكملت نهلة وصايا الصديقات العشر قائلة :
_ بصي يا نهى ، إنتِ إنسانة جميلة و طيبة و أخلاقك كويسة و واضح جداً إنك لكِ شخصية مستقلة ، ليه ما تستغليش صفاتك الحلوة دي و تظهريها ؟ ليه دايما بتظهري عيوبك بس و تعرفي كل اللي حواليكي إنك ..
بترت نهلة جملتها فأكملتها نهى بدلاً منها بابتسامة هادئة قائلة :
_ معقدة ؟
غضبت نهلة من نفسها ثم قالت :
_ مش قصدي و الله ، أنا بس أقصد إن كل إنسان منا له عيوبه و مميزاته بس للأسف دايماً بنركز على عيوبنا و ده مش صح .
_ صح عندك حق .
وقفت أميرة و استدارت حول المنضدة و اتجهت لنهى فأوقفتها ثم قالت لها :
_ يلا اتفضلي .
_ على فين ؟
_ على فوق ، تطلعي السلم و تدخلي القاعة و تدربي نفسك على معاملة زوق ، فاهمة و لا لأ ؟
ضحكت نهى ثم سحبت حقيبتها من المنضدة و قالت :
_ طيب إنتم مش طالعين معايا ؟
_ لأ ، إحنا سبقناكي من شوية و ضيعنا الندوة علينا .
_ طيب إنتم قلتم إن أ / عزيز المخرج كان عايزني ضروري .
أجابتها نهلة :
_ ما تقلقيش حبئى أعرف منه و أقولك .
_ طيب أنا حستناكم بالليل النهاردة ، إوعوا تتأخروا عليا .
فسألتهم سالي :
_ على فين ؟
فردت أميرة قائلة :
_ نهى عزمانا النهاردة على عشا خفيف مع مشاهدة ممتعة لفيلم قديم من أيام السينما الصامتة بتاعتها .
ضحك الجميع بينما تركتهم نهى لتصعد لأعلى ..
دلفت نهى إلى القاعة فنظرت تجاه المكتب فوجدت سامي جالساً يطالع أحد الكتب ، تأملته بإعجاب لأنها لطالما تعشق الرجل المثقف ، ثم اقتربت منه قائلة :
_ السلام عليكم ..
كان هذا تصرفاً جديداً لم تفعله معه من قبل فتعجب سامي بدوره من لكنتها الرقيقة على غير العادة ثم رد السلام ثم سألها أثناء تسجيل إسمها بسجل الأعضاء :
_ هما ضحكوا عليكِ و سبقوكي ؟
تفاجأت نهى من السؤال إذ يوضح مدى اهتمامه لدرجة تجعله يعرف صديقاتها ثم ضحكت قائلة :
_ لأ أبداً ، أصلي لسا جاية .
ثم انصرفت عنه و ذهبت تحضر كتاب ، و بعد عدة دقائق عادت إليه تناوله كتابين للاستعارة فأخبرها أن أحدهم يمكن استعارته و الآخر لن يمكنها استعارته فقالت له :
_ أوكي ، مفيش مشكلة .
بدأ بتسجيل أسماء الكتب ثم سألها فجأة :
_ نهى .. إنتي في كلية إيه ؟
يا إلهي هل جرؤ بأن يناديها بإسمها هكذا لمجرد معاملة لطيفة ؟! فهي لم تسمعه ينادي أحد من زميلاتها بإسمهم فلماذا يفعل ذلك الآن ؟ ، لا .. لابد أن تضع له حداً ، و قبل أن ترد نهى برد لاذع تذكرت حديث أميرة و صديقاتها ، فقالت له :
_ آداب إنجليش .
ثم صمتت قليلاً ، لكنها لم تستطع أن تمنع لسانها اللاذع من تكملة حديثه المعتاد فقالت :
_ ليــــــــــــــــه ؟
ضحك قليلاً ثم قال :
_ أصلي مش بشوفك بتعملي أبحاث هنا كتيرة .
_ أه ، أصلي بعملها على النت .
_ أه ، كمان أنا عايز مدرسة إنجليش لبنتي ؟
تراجعت نهى للخلف من الصدمة حتى كادت تفقد وعيها ، لكنها حاولت أن تتماسك قليلاً فقالت :
_ لمين ؟
_ لبنتي .. بنتي نورا .
_ أه ، ربنا يخللي ، بس أنا آسفة يا أ / سامي ، أنا مش بشتغل حالياً .
ثم تناولت كتابها و خرجت بسرعة من القاعة متجهة للحمام ، و حينما دلفت إليه وقفت أمام مرآته شاردة ، لم تحزن و لم تغتاظ بالعكس لقد شعرت كأن هماً قد انزاح من صدرها ، فهي الآن لا تشعر بذرة ندم أو وخزة ضمير من تعاملها معه إذ يبدو أنه لا يبالي بمعاملتها من البداية ، يبدو أنه أعقل مما تصورت ، أعقل لدرجة تجعله متزوج و له إبنة ، ثم نظرت لنفسها بالمرآة بشدة ، ثم قهقهت بصوتٍ عالٍ تضحك من نفسها بشكل هستيري .
هبطت نهى سلالم المكتبة فشعرت بها تهتز تحتها كما حدث من قبل بحلمها ، ثم اتجهت للخارج و كلمات سامي تتردد بأذنيها .. أصلي عايز مدرسة لبنتي .. أصلي عايز مدرسة لبنتي .. ……. أصلي عايز مد....
ثم فجأة سمعت صوت فرامل سيارة تقف بالقرب منها فجأة ، و إذا بيد تلتف حول خصرها تحملها بعيداً عن الطريق لتتجه بها بعيداً عن السيارة التي كانت ستصطدم بها منذ قليل ..
وقفت نهى مشدوهة للحظات لا تدرك ما حدث ، صوت السائق اخترق شرودها :
_ خللي بالك يا بنتي ، إنتي كويسة ؟
لم ترد لكنها اكتفت بإيماءة من رأسها ؛ فابتعد السائق و ابتعد الناس الذين التفوا حولها جراء ما حدث قائلين :
_ الحمد لله ، ربنا ستر .
انصرف الجميع لكن بقي شخص واحد قريباً منها يقف أمامها ، أدركت ذلك من رؤيتها لقدم رجولية ترتدي حذاءً بنياً غامق اللون من الشامواه ، رفعت بصرها لأعلى فإذا بشاب في أواخر العشرينات من عمره طويل القامة عريض المنكبين ، شعره أسود لامع له عينيان عسليتان تذوب بسحرهما، له وجه مستدير أبيض مثل نور الشمس يشعرك ببراءة الأطفال و كأنك أمام طفل كبيرو ينتهي بذقن طويلة تعبر عن الأنفة و الكبرياء ، يا إلهي ! ما هذا ! بل من هذا ! إنه فتى أحلامها ، نعم .. فتى أحلامها ، إنه ذلك الرجل الذي حلمت به دائماً بفترة المراهقة أثناء جلوسها على سريرها و هي تقرأ روايات عبير الرومانسية ، كانت تتخيله بمخيلتها دون أن ترسم له ملامح محددة ، كانت تشعر أنها إذا رأته ستعرفه على الفور ، لكنها لم تعتقد أبداً أنها ستراه أو تجده بيوم من الأيام ، ثم نسيته و نسيت التفكير به بعدما لقنتها الحياة دروساً صعبة متتالية .
تراجعت نهى للخلف لا تصدق نفسها ، دلكت عينيها بأيديها لتتأكد من رؤيتها فإذا به يضحك و يقهقه عالياً يسألها :
_ إنتِ كويسة ؟
يا إلهي حتى نبرات صوته تشعرها بحنان لم تشعر به من قبل ، تغدقها بمشاعر حلوة مثل عينيه .. مشاعر عديدة لم تتعرف عليها من قبل جعلت قلبها يخفق بسرعة .
ردت عليه :
_ أه ، الحمد لله .
ثم انصرفت ثم تذكرت شيئاً لتوها فعادت له مرة آخرى مهرولة لتقول له :
_ شكراً ، لأنك أنقذت حياتي .
ابتسم لها ثم قال :
_ أنقذت كتابك كمان على فكرة .
ثم لوح بيديه فنظرت لهما فوجدت الكتب التي استعارتها منذ قليل ، فأدركت أنها كانت ستنصرف و تنسى كتبها ، ابتسمت له ثم تناولت كتابها شاكرة إياه مرة آخرى .. ثم انصرفت ..
هرول وراءها يسألها :
_ إنتِ بتحبي أنيس منصور ؟
ابتسمت و قالت له :
_ أيوة .
ثم ابتعدت فاقترب منها مرة آخرى و قال :
_ إنتِ عضوة في المكتبة ؟
تعجبت نهى من نفسها لأنها تجاوبه بمنتهى الهدوء و كأنها تعرفه من قبل ، فهي منذ قليل كانت تنوي أن تشن عراكاً مع سامي لمجرد مناداتها بإسمها ، و الآن ترد على ذلك ال.. السوبر مان ببساطة ، تشعر و كأن مغناطيساً يجذبها إليه بشدة لكنها لا يمكن أن تجعل مشاعرها تتحكم بها ، لا يمكن ان تفقد مبادئها بسبب عواطفها مهما كانت ، لذا فقد أجابته بشكل حاسم :
_ أيوة .
ثم انصرفت مبتعدة متمنية أن يلحق بها دون أن تدري كيف سيكون رد فعلها إن فعل ذلك و لحق بها ؟!
وقفت أميرة تعد أكواب النسكافيه الساخنة بمطبخ نهى بينما كانت سالي تعد بعض الفيشار اللذيذ ، خرجت نهى من غرفتها فوجدت نهلة تمسك بجهاز التحكم عن بعد و تقلب قنوات التليفزيون بحثاً عن قناة روتانا زمان التي ستعرض الفيلم ، ضحكت نهى و قالت لنهلة :
_ ما تعرفيش أد إيه أنا بعشق فيلم الباب المفتوح ده .
_ أنا كمان بحبه ، فاتن حمامة في الفيلم بتفكرني بيكِ .
ضجكت نهى ثم اتجهت للمطبخ حيث انتهت سالي من إعداد أطباق الفيشار فخرجت بينما بقيت نهى برفقة أميرة فقالت نهى :
_ إيه أخبار النسكافيه ؟
_ خلاص جهزته ، استعدوا لأحلى نسكافيه .
_ ربنا يستر .
ضحكت أميرة حينما بادرتها نهى قائلة :
_ مش ناوية تكلمي محمد بردو ؟
_ تاني يا نهى ؟
_ تاني و تالت ، إيه يعني حتفضلوا متخاصمين ؟
_ لأ طبعاً ، أ:يد حابة إننا نتصالح بس ...
صمتت أميرة فقالت نهى :
_ كبرياءك إنتي و هو مانعكم ؟
أجابت أميرة بسرعة :
_ لا و الله ، أنا كنت حكلمه بس عرفت بالصدفة إنه سافر شرم الشيخ يتفسح مع أصحابه من غير ما يعرفني فزعلت أكتر .
_ أكيد هو كمان عرف إنك حضرتِ شبكة نهلة من غير ما تقوليله و زعل بردو .
_ أيوة بس أنا أقصد حاجة تانية ، محمد سافر شرم الشيخ يعني أكيد عاش حياته و إنتي عارفة كويس إنها مليانة بنات و ...
قهقهت نهى بصوتٍ عالٍ و قالت :
_ بتغيري يا مرمر ؟
ابتسمت أميرة بينما احمرت وجنتاها خجلاً فقالت لها نهى :
_ يعني لما حضرتك بتغيري كدة و عارفة إن الغيرة صعبة ليه مش قادرة تسامحيه و تقدري موقفه ؟
و قبل أن ترد أميرة ارتفع صوت سالي منادياً إياهم فقالت أميرة :
_ حاضر جايين ، سيبك مني يا نهى و قوليلي إنتِ بجد مش مضايقة من موضوع سامي ؟
ضحكت نهى و قالت :
_ و الله يا مرمر مش زعلانة ، بصي أنا مانكرش إني أُعجبت بيه ، يعني حد محترم و بيعاملك باحترام و واضح إنه كويس يعني استحالة تلاقي حد بيهتم بيكِ و مش تميلي له ، ثم ضحكت و أكملت :
_ بغض النظر يعني إن الاهتمام ده طلع فشنك لكن أهو تجربة و اتعلمت منها ، ماحددش موقفي إلا لما أثق في مشاعر اللي قدامي ، كمان كان لازم ده يحصل علشان أقدر أتعامل كويس معاه و مع غيره ، أنا فعلاً محتاجة أغير من طريقتي .
ابتسمت أميرة و قالت :
_ بس كويس إنك بتحاولي تغيري من طريقتك ، أنا مبسوطة من ده أوي . ثم نظرت لها نظرة متفحصة خبيثة و أكملت :
_ بس مش عارفة ليه حاسة إنك فيكِ حاجة متغيرة النهاردة .
ضحكت نهى ثم سألتها :
_ ليه بتقولي كدة ؟
_ من لمعة عينك ، حاسة إن وشك منور و عينك فيها بريق غريب أوي .
و هنا صرخت سالي بهم قائلة :
_ الفيلم اشتغل يا هانم إنتي و هي ، يلا عايزة نسكافيه ..
ضحكت نهى و أميرة بصوت عالِ ثم حملا أكواب النسكافيه متجهين إلى غرفة الجلوس حيث تصاعد صوت التلفاز بصوت فاتن حمامة المحبب إلى نفس نهى ...
أضف رد جديد

العودة إلى ”روايات“