صفحة 1 من 1

مفاتيح خاصة ج13 و الأخير

مرسل: 11 ديسمبر 2010, 4:27 pm
بواسطة سندريلا
قبل ما نقرا الجزء الأخير يا ريت نضغط هنا ..
http://www.6r63h.com/listen-12187.shtml" onclick="window.open(this.href);return false;

دلفت نهى إلى قاعة المسرح بالكلية فوقفت عند باب القاعة تتطلع للقاعة التي اشتاقت إليها كثيراً، شعرت كأنها تريد أن تحتضن المقاعد و الحائط و خشبة المسرح ، حقيقةً كانت تشعر أنها تريد أن تحتضن الدنيا بأسرها ، ثم سارت باتجاه خشبة المسرح تبحث بعينيها عن كل من تعرفهم فوجدت الجميع منهمك بعمله ، وجدت أميرة على خشبة المسرح تنصت إلى لحن أغانيها و الذي أعده أيمن بنفسه ، كانت تنصت باهتمام للحن و لإرشاد أيمن خاصةَ لاقتراب موعد تمثيل المسرحية ، ثم وجدت نهلة تجلس مع أ / عزيز المخرج تناقشه بدورها مرتسمة على وجهها علامات الجدية ؛ بينما جلست سالي بأحد مقاعد القاعة تكتب بأوراق كثيرة قصائدها التي ستقوم بإلقائها أمام الجمهور . و حينما اقتربت نهى نظرت لها أميرة بسعادة غامرة تعبر عن اشتياقها لها فتركت ما تفعله و تركت أيمن دون كلمة و جرت تهبط خشبة المسرح مهرولة إليها ؛ تعجب أيمن فنظر تجاه مسار أميرة فوجد نهى فسعد هو الآخر ثم أشار لنهلة إلى اتجاه صديقتيها ، هبطت نهلة هي الآخرى بسرعة متجهة إلى سالي التي كانت مستغرقة بعملها لا تدري بما يدور حولها فأمسكت بيديها ثم اتجها إلى صديقتيهما .
وقفت الجميع يحتضن نهى بشوق كبير و سعادة غامرة جعلت عينيها تذرف الدمع دون أن تتحكم بها ، كان مشهد رائع يعبر عن الوفاء و الحب الطاهر الذي لا يشوبه شائبة ، و بعدما انتهوا من العناق و القبلات الحارة اتجه لهم باقي أفراد المسرح ليصافحوا نهى قائلين لها : حمد الله بالسلامة .
جلست نهى على أحد المقاعد فجلست صديقاتها حولها فضمتهم بعينيها و قالت :
_ مش عارفة أقولكم إيه ؟ أنا بجد آسفة .. أنا ...
قاطعتها سالي قائلة :
_ ما تعتذريش يا نهى ؛ خلاص اللي حصل حصل و إحنا مش زعلانين ، على الأقل قدرنا نصلح حياتنا شوية ، بالعكس إحنا اللي المفروض نشكرك .
ابتسمت نهى بينما أكملت أميرة ضاحكة :
_ خلاص يا نهى ؛ عفونا عنك ، نعمل إيه يعني ؟ خلينا ناخد ثواب فيكِ .
ضحكت نهى و قالت ممازحة هي الآخرى :
_ أوه ماي جاش ، سيتامبوسيبل .. تاخدوا ثواب ؟
ضحك الجميع فرحين بحيويتها الجديدة و سعادتهم المتبادلة فاقترب منهم أ / عزيز المخرج و قال لها بوقاره المعتاد الملائم لعمره و شعره الأبيض :
_ حمد الله على سلامتك يا أستاذة .
_ الله يسلمك يا أستاذنا .. إيه عملت إيه في المسرحية من غيري ؟
ضحك أ / عزيز ثم قال لها :
_ عندي ليكِ خبرين يجننوا .
_ خير ؟
_ أولاً .. المسرحية حتتمثل مرتين مش مرة واحدة .
_ إزاي ؟ مش فاهمة ؟
_ كان المفترض إن المسرحية حتتمثل هنا بمسرح الجامعة بميعادها ، بس حصلت تعديلات جديدة ، هي فعلا حتتمثل هنا في مسرح الجامعة في ميعادها قبل امتحانات آخر العام ، و حتتمثل مرة تانية إن شاء الله بالمكتبة يوم حفل تخرجكم ، يعني حتكون هي بادئة حفل التخرج ، و دي حتكون فرصة كويسة علشان أكيد كل زمايلكم حيكونوا حاضرين في يوم حفل التخرج .
_ الله .. بجد خبر جميل جداً ، فعلاً حتكون فرصة جميلة لأن معادها الأول اللي حتتمثل فيه أكيد حيكون الكل مشغول بالمذاكرة و الامتحانات ؛ فممكن نلاقي العدد صغير ، إنما يوم حفل التخرج حيكون العدد كبير .
و هنا تدخلت أميرة بالحديث قائلة :
_ على فكرة فعلاً فكرة ممتازة ، لأن محمد كان قايل لي إن في ندوة تثقيفية لظباط الشرطة و الحربية في المكتبة ؛ يعني ممكن يحضروا هما كمان عرض المسرحية .
ردت نهى سعيدة :
_ يعني كمان الشرطة حتشوفنا و تتابعنا .
ضحك الجميع بينما تساءلت نهلة :
_ بس متأكدين إننا حنعمل حفل التخرج في المكتبة ؟
أجاب أ / عزيز :
_ ما تقلقيش .. أنا أقنعت مدير المكتبة لأني عارف إنكم بتحبوها أوي ، ما سألتينيش يا نهى على الخبر التاني ؟
_ أه صحيح ، إيه الخبر التاني ؟
_ على فكرة ده الخبر اللي كنت عايزك فيه من زمان و بعتلك مع نهلة و أدهم يقولولك إني عايزك ، بس يلا مش مشكلة ، بصي يا ستي من ضمن الحاجات اللي اتفقت عليها مع مدير المكتبة هو إنشاء مجلة أرأسها أنا و كتابها يكونوا من أعضاء المكتبة ، و لأني واثق في قدراتك يا نهى و لأن مدير المكتبة مُعجب أوي بكتابتك و خصوصاً بمسرحيتنا ( الحدق يفهم ) و بإسلوبها الساخر السياسي قررت إن يكون ليكِ في المجلة قسم خاص ، بمعنى إيه ؟ إنك تنزلي مع كل عدد من المجلة جزء من أعمالك سواء رواية أو مسرحية ، بس المهم إن العمل اللي تختاريه يكون جديد .
شهقت الفتيات الأربع من فرحتهن بالخبر فأكمل أ / عزيز حديثه قائلاً :
_ لسا ما كملتش ، إنتِ كمان يا سالي لازم ينزل لك في المجلة قصايدك و كتاباتك الشعرية .
قالت نهى بسعادة :
_ يااااااه ، إيه الأخبار الحلوة دي ؟ ، عموماً بجد إحنا بنشكر حضرتك يا أ / عزيز على ثقتك فينا و تشجيعك الجميل ده .
_ ما تشكرنيش على حاجة ، المهم إنكم تبدؤا فوراً بكتابة أي عمل جديد و توروني الهمة و النشاط .
أجابت سالي قائلة :
_ من الناحية دي اطمن حضرتك ، أنا عندي مخزون من أيام ابتدائي ، كنت بكتب كتير من غير ما حد يقرا ، حطلع كل المخزون اللي عندي و حضرتك تختار معايا .
_ إن شاء الله ، و إنتِ يا نهى ؟
_ أنا كمان لسا بادئة في فكرة رواية جديدة من إسبوع كدة ، إن شاء الله تعجبكم .
انصرف أ / عزيز راضياً عن جهوده مستبشراً بالمستقبل بينما تطلعت نهلة لنهى تسألها :
_ يا ترى إيه فكرة الرواية الجديدة ؟
_ مفاجأة ، قررت إني أكتب عننا .
ردت أميرة قائلة :
_ واااااااااااااو ، عننا إحنا ؟
_ دي أول حاجة مكتوبة في الرواية يا مرمر ، واو بتاعتك مع سيتامبوسيبل .
ضحك الجميع بينما قالت نهلة :
_ كل حاجة كل حاجة ؟
_ أيوة .
فسألت سالي :
_ بس كدة ممكن الناس تعرفنا ؟
_ ما تقلقوش غيرت أساميكم ، حتى إسمي غيرته .
فسألت أميرة :
_ بس أكيد ممكن يخمنوا ؟
ضحكت نهى و قالت :
_ الحدق يفهم يا مرمر .
ضحك الجميع ثم توقف الضحك فجأة حينما اقتربت راضية منهم ، ابتسمت راضية إلى نهى ثم صافحتها ثم قالت لهم :
_ أنا عارفة إني غلطت في حقكم كتير ، خصوصاً معاكِ يا سالي ، بس صدقوني أنا آسفة ، أنا عارفة إني كنت غلطانة و إني كنت بعمل كدة عشان حد ما يستاهلش ، يا ريت تكونوا مش زعلانين مني .
ابتسمت نهى و قالت لها :
_ و لا يهمك يا راضية ، حصل خير ، دي آخر سنة لينا في الكلية و مش عايزين نزعل من يعض .
_ صح عندك حق ، علشان كدة أنا جاية النهاردة أعزمكم على حفل خطوبتي ، و بجد حكون سعيدة جداً لو وقفتوا جنبي و حضرتوا .
ابتسم الجميع في وجهها و قالوا :
_ أكيد حنحضر إن شاء الله ، ألف مبروك .
انصرفت راضية فقالت سالي :
_ سبحان مغير الأحوال .
فردت نهلة قائلة :
_ واضح إنها كانت بتعاملك وحش بسبب غيرتها ، بس لما اتخطبت و عرفت إن أيمن بتاع مصلحته عرفت غلطها و اتأكدت إنها كانت غلطانة .
ابتسمت نهى مشيرة إلى سميرة زميلتهم بالقسم و التي كانت تجلس قبالتهم بأحد مقاعد المسرح بجوار شاب لم تره نهى من قبل ثم قالت :
_ مين اللي سميرة قاعدة معاه هناك ده ؟
ضحك الجميع فأجابت سالي :
_ ده حازم خطيبها ، اتعرفت عليه في كورس إنجليش .
_ ما شاء الله ، البنات كلها بتتخطب أهو على آخر السنة .
ضحكت أميرة و قالت :
_ عارفة مين كمان حتتخطب ؟
_ مين ؟
صمت الجميع بينما احمرت وجنتا سالي خجلاً فأدركت نهى أنها المقصودة فتتطلعت لها غير مصدقة ثم احتضنتها بشدة و قالت :
_ بجد يا سالي .. ألف مبروك يا حبيبتي ، أكيد أدهم صح ؟
_ صح .
_ الحمد لله . أنا حسيت بردو من زيارته ليا و هو بيقولي إنك أجمل هدية في الكون .
_ بجد يا نهى ؟ قالك كدة فعلاً ؟
_ أه و الله . مش مصدقة ليه ؟
فردت أميرة قائلة :
_ أصله بيتقل عليها يا نهى واضح إنه عايز ياخد بثأره منها بعد ما ورته الويل .
ضحك الجميع فقالت سالي :
_ بجد هو اللي أجمل هدية في الكون .
و هنا رن جرس الهاتف الخلوي لأميرة فابتسمت لهم و قالت :
_ بعد إذنكم أروح أكلم خطيبي قصدي هديتي ؟
انصرفت أميرة فقالت نهى :
_ رجعت ريمة لعادتها القديمة .
ضحكت نهلة بينما وقفت سالي قائلة :
_ أنا كمان بعد إذنكم حروح أكلم أدهم ؛ حيفرح أوي لما يعرف إنك جيتي يا نهى .
_ حتى إنتِ كمان يا سالي ؟ يلا اتفضلي .
انصرفت سالي ضاحكة بينما قالت نهى :
_ و إنتِ يا نهلة عاملة إيه مع محمود ؟
_ أنا اتغيرت يا نهى بجد ، عرفت قيمة محمود فعلاً ، تصوري إنه كان بيحبني من زمان و أنا مش حاسة ؟ استحالة ألاقي إنسان بيحبني الحب ده كله و مش أحبه أبئى وحشة أوي .
_ الحمد لله مفيش حد فينا وحش .
ابتسمت نهلة قائلة :
_ الحمد لله ، المهم قوليلي إسم روايتك إيه ؟
_ ليالي الصمت .
_ الله إسم حلو أوي ، بس إنتِ مش حتضايقي إن الناس تعرف كل حاجة عنك ؟
_ أكيد طبعاً ماحبش إن حد يعرف خصوصياتي ، بس أنا تعمدت أكتبها لأكتر من هدف ، أولاً علشان أوصل منها رسالة معينة ، و يمكن كنوع من أنواع الوداع علشان دي آخر سنة لينا ، و يمكن علشان الناس الغالية عليا اللي كنت بعاملها وحش أو بكشر في وشها يفهموا إن ده كان غصب عني و إنه كان بسبب ظروف معينة .
_ إن شاء الله تكون رواية ناجحة .
مرت الأيام على الصديقات بسرعة شديدة و سعادة غامرة ، تمت خطبة سالي على أدهم و باتت سالي سعيدة بنصيبها و حظها من الدنيا ، كانت تشعر بأمان شديد بجوار أدهم مثلما دعت لها أمها بأحد الأيام ، و كان الأهل فرحون بذلك الصهر الجديد الذي يبدو عليه الأصل الطيب و الخلق المهذب ، بينما أميرة تغيرت بصورة كبيرة ؛ فبعد أن أغلقت حسابها على موقع الفيس بوك بدأت تهتم أكثر بالقراءة و أخبار الموضة و العناية بالبشرة و الشعر ، و كانت تولي محمد اهتماماً كبيراً سعد له و أخبرها أنه أصبح يشعر بصدق مشاعرها ، حتى هي نفسها كانت تشعر بحب شديد و تقدير، كانت تشعر أنها تغيرت للأفضل فباتت تفعل ما يحب و تتجنب ما لا يحب حتى بات الإثنان كياناً واحداً .
أما نهلة فلقد تقربت بشدة من محمود ، تستيقظ صباحاً فترسل له رسالة لتطمئن عليه و بمنتصف اليوم تتلقى منه مكالمة هاتفية طويلة يتحدثان فيها سوياً بأحاديث حلوة عذبة ، حتى أنها شجعته على استكمال دراسته العليا بكلية الزراعة ، كانت تحمسه دائماً على خوض كل ما هو جديد فتشعر أنها ذات قيمة بتلك الحياة .
أما نهى فكانت صاحبة التغيير الأكبر ، تغيرت لدرجة جعلت الجميع يلاحظها ، كانت تقابل الجميع بابتسامة مشرقة تعبر عن تفاؤلها و حلمها الجميل في الغد ، كانت تستيقظ صباحاً على ابتسامة بريئة من وجه بودي الصغير فتتناول إفطارها برفقة كمال و سلمى ثم تودعهم متجهة إلى كليتها ، تجلس و تستمع بإنصات لحديث أساتذتها ؛ تناقشهم و يناقشونها ، ثم تخرج بسرعة لتتجه إلى المكتبة لتشارك بإعدادات المجلة ثم تتجه للمسرح فتجلس على خشبته تتناول ساندويتشات الفول و الفلافل برفقة زملائها و المخرج ، كانت سعيدة بأوقاتها معهم و راضية عن حياتها ، حتى أبيها تغيرت معه فكانت تبادله الزيارات بين حين و آخر أو تهاتفه تطمئن عليه ثم تطلب الحديث مع زوجته لتطمئن على أحوالها هي الآخرى ، كانت تصلي لربها و تسجد له تدعوه أن يغفر لها خطاياها و يغفر لوالدتها ، كانت تريد من الله أن يغفر لها تلكل الأيام التي أحيتها بكآبة و حزن لا داعي لهم ، كانت تدعوه أن يغفر لها و يرزقها الخير عن قريب حتى باتت راضية عن نفسها .
و تم نشر روايتها كما تمنت ، و ختمت روايتها قائلة :
" انتهت ليالي الصمت من حياتي ، لم أعد أحيا ليالي صامتة مساءاً ، و كيف لي أن أحيا بصمت و أنا تدور بعقلي مئات الأفكار المجنونة و التي أسمع صداها كل ليلة تطمئني و تبشرني بالخير ؟ ، كيف لي أن أحيا بصمت و أنا أستيقظ على ابتسامة بريئة تعاود إليً ثقتي بالحياة ؟ ، أدركت أن الحياة أبسط مما كنت أتصور ، أدركت أن حياتنا ليست إلا مفاتيح خاصة علينا أن نعثر عليها لفك شفرتها ، لن نجد تلك المفاتيح مُبعثرة على الطريق ، بل علينا أن نبحث بجد و ندرك أن العمل الشاق و بذل قصارى جهودنا مع نسيان الماضي و النظر للمستقبل بعين مشرقة و روح آملة و قبل كل ذلك الإيمان بالله و حسن الظن به هي أهم مفاتيح حياتنا ، حب غيرك و ثق بالآخرين و قبل كل ذلك ثق بنفسك و قدراتك ، و حينها ستتذوق طعم الحياة الجميل .. "
تلقت الرواية نجاحاً باهراً سعدت به نهى ، و تم عرض المسرحية بمسرح الجامعة فتلقت نجاحاً مماثلاُ ، و تمت امتحانات آخر العام فاجتازها الجميع بنجاح و تفوق ، و بيوم حفل التخرج تجمع حشد كبير من الزملاء حديثي التخرج و الأهالي بحديقة المكتبة ، حضر الجميع ليشاهدوا عرض المسرحية الثاني ، جلس بالمقدمة محمد بجوار أدهم و محمود حيث تعرف كل منهم على الآخر بحفل خطوبة سالي ، و من ورائهم جلس الأهالي بدءاً من عائلة نهى و سالي و نهلة و أميرة .. إلخ . بينما وقف بالمؤخرة حشد من ضباط الشرطة و الحربية و بعض موظفي المكتبة يتابعون كل ما يدور باهتمام .
كانت سالي أول من دلف إلى خشبة المسرح حيث بدأت المسرحية بقصائدها الشعرية و بعد ما قامت بإلقاءها صفق لها الجميع تصفيقاً حاداً ، ثم دلف من بعدها باقي أبطال المسرحية مع مقطوعات موسيقية من تأليف أيمن و غناء أميرة .
انتهى عرض المسرحية فوقف أ / عزيز بجوار نهى يحوطهم باقي أفراد العمل بينما التهبت أيدي الحضور من شدة التصفيق ، ثم صعدت نهى برفقة صديقاتها يقمن بضبط ملابسهن و التزيين للاستعداد للحفل ثم هبطوا جميعاً بالحديقة التي زُينت أشجارها بأضواء صغيرة الحجم تشع نوراً باهراً ليضيف لمساته الشعرية إلى تلك الليلة القمرية ، تطلعت نهى إلى نهلة و قالت :
_ الله .. الليل النهاردة جميل أوي .
_ فعلاً .. يمكن فرحتنا هي اللي بتحسسنا بكدة .
ابتسمت نهى بينما التفت أميرة و سالي حول نهلة و نهى قائلين :
_ بتعملوا إيه ؟
ردت نهلة قائلة :
_ و لا حاجة ، بنتغزل في الليل .
نظرت نهى تجاه أدهم و محمد و محمود قائلة :
_ و إنتم سايبين قدركم ليه ؟
ضحكت سالي و قالت :
_ خليهم يتعرفوا على بعض أكتر و خلينا إحنا مع بعض .
ضحكت نهى و قالت بنبرة حالمة :
_ حاسة إننا أبطال رواية نهايتها سعيدة .
ابتسم الجميع بينما قالت نهلة :
_ طيب و انتِ يا نهى ؟ لسا نهايتك مش اتحددت .. عايزة القراء يزعلوا ؟
ضحك الجميع بينما قالت نهى :
_ أنا بنيت حياتي على حاجات غلط ، الأول كنت بقول مفيش حب .. دايما كنت بكتب عنه بس عمري ما عشته و لا تمنيت إني أعيشه علشان عارفة إنه بيعذب الإنسان .. و بعدها قلت مش مشكلة الحب المهم الجواز علشان أحس إني حققت رغبة دفينة كانت جوة ماما الله يرحمها ، و كنت حوافق إني أربط مصيري بمصير إنسان معرفهوش لمجرد فكرة السفر علشان أنسى ، و في النهاية رجعت لبدايتي و قلت مش عايزة حب و لا وجع قلب ، بس الفكرة مش في الحب الفكرة فيا أنا ، أنا اللي كنت ببني حياتي غلط و على مباديء غلط ، أنا اللي كنت بوقفها على حاجة واحدة ..
ثم ابتسمت لهم و قالت :
_ ما تكشروش كدة ، أنا خلاص مؤمنة بالحب حتى لو مالقيتوش بس أكيد مؤمنة إنه موجود في حياتنا و مؤمنة إنه أهم شيء في الوجود ، و مؤمنة إني لازم أعمل اللي عليا و أحقق طموحاتي و ساعتها يا عالم يمكن ألاقيه .
ثم ضحكت و قالت :
_ الله أعلم مش يمكن يكون ورايا و أنا مش حاسة أو مش واخدة بالي .
_ آنسة نهى ؟
تطلعت نهى للصوت الصادر من خلفها فتراجعت للخلف خطوتين مشدوهة ، حدقت بعينيها بشدة و دلكتهم بيديها ثم نظرت فوجدت فتى أحلامها و ما أطلقت عليه بمخيلتها السوبر مان ، كان واقفاً بقامته الممشوقة يرتدي بزة أدركت منها أنه ضابط بالحربية ، انعقد لسانها من هول المفاجأة بينما ابتسم لها و قال :
_ عارفة بئالي أد إيه بدور عليكِ هنا في المكتبة ؟
تعجبت نهى و قالت :
_ بتدور عليه أنا ؟
فأومأ برأسه إيجاباً فابتسمت له و خفق قلبها بشدة حينما اقترب منها قائلاً :
_ ممكن كلمة على انفراد ؟
سارت معه دون أن تدري بما يدور حولها ، كانت مثل المسحورة ، ثم نظرت خلفها فوجدت صديقاتها يبتسمن لها و على وجه كل واحدة منهن ألف سؤال و مئات من علامات الحيرة ، كانت تدرك فضولهن فابتسمت لهن ثم أرسلت لهم غمزة بعينيها و كأنها تقول لهم :
_ مش قلتلكم .. يمكن يكون ورايا و أنا مش حاسة أو مش واخدة بالي .
تمت بحمد الله

Re: مفاتيح خاصة ج13 و الأخير

مرسل: 12 ديسمبر 2010, 6:48 pm
بواسطة محمد محمود
تمت بحمد الله رواية من أجمل الروايات اللي قرأتها في الأكاديمية
رواية مليئة بالمشاعر النبيلة ، والواقعية الممزوجة بالرومانسية
لذلك جاءت الرواية لتلبي كل الأذواق
أوجه لك الشكر على امتاعنا بهذه الرواية متمنياً من الله أن يوفقك دائماً وأن تظلي تمتعينا بما يخط قلمك من إبداعات .
clap1 clap1 clap1

Re: مفاتيح خاصة ج13 و الأخير

مرسل: 13 يناير 2011, 2:26 am
بواسطة سندريلا
محمد محمود كتب:تمت بحمد الله رواية من أجمل الروايات اللي قرأتها في الأكاديمية
رواية مليئة بالمشاعر النبيلة ، والواقعية الممزوجة بالرومانسية
لذلك جاءت الرواية لتلبي كل الأذواق
أوجه لك الشكر على امتاعنا بهذه الرواية متمنياً من الله أن يوفقك دائماً وأن تظلي تمتعينا بما يخط قلمك من إبداعات .
clap1 clap1 clap1
أشكرك جداً زميلي الفاضل على ذلك الإطراء .. و أتمنى أن أظل عند حسن ظنكم دائما .. :)