حب بلا وطن ( الجزء الرابع )

المشرف: الأمير الحائر

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
الأمير الحائر
مشرف قسم الروايات
مشاركات: 859
اشترك في: 31 أكتوبر 2008, 8:06 pm
Real Name: وليد توفيق
Favorite Quote: و تبقى الكلمات...
verification: ID verified and trusted writer

حب بلا وطن ( الجزء الرابع )

مشاركة بواسطة الأمير الحائر »

حب بلا وطن
.....
الجزء الرابع
لمن لم يقرأ
...
...
" يوسف...أهلا أيها العاشق..."
هتف ( أحمد ) صديق يوسف بالعبارة فى سخرية وهو يستقبل ( يوسف ) على باب بيته, فقال ( يوسف ) فى هدوء:
" أحمد...أرجوك لاوقت للسخرية, هناك أمر هام أريد مساعدتك فيه..."
ضحك أحمد بسخرية أكبر قائلا:
" لاتقل لى أنك نويت أخيرا الهرب بحبيبتك إلى بلد أخر لتعيشا فى أمان وأنك تريدنى أن أحميكم أنا وكتيبة المجاهدين أثناء هروبكم "
تمالك ( يوسف ) نفسه بصعوبة وتسلل بعض الغضب إلى هدوء صوته وهو يقول:
" أعرف أننى كنت مخطأ فيما مضى يا ( أحمد ) وأريد الأن أن أصحح هذا الخطأ "
بدا وكأن ( أحمد ) قد أحس بجدية الأمر فقد تلاشت سخريته قبل أن يدعو ( يوسف ) للدخول ويغلق الباب...
جمعتها ردهة المنزل, وأخذ ( يوسف ) ينظر إلى المكان حوله والحوائط التى غطتها صور كثيرة وأخبار بدت وكأنها قصاصات من جرائد ومجلات..وقطع ( أحمد ) تأمله قائلا:
"نعم, هذه الصور لم تكن موجودة عند أخر مرة جلسنا فيها سويا هنا ونحن فى أخر سنوات المدرسة...قبل أن يذهب كل منا فى طريق...لقد اتجهت أنت إلى الحب وسقطت فيه... وليته كان حبا فقط, ولكنه كان غطاءا لعيناك, جعلك تخشى على حبيبتك ولاتخشى على وطنك, جعلك تحب ( مريم ) ونسيت حب الوطن...ورحت تحاول جاهدا الهروب...والبعد عن وطنك ومشاكله رغم أن ( مريم ) كانت أكثر وطنية منك بمقالاتها وكتابتها التى عبرت الحدود لتعرف العالم عن مايحدث فى وطننا..."
توقف ( أحمد ) بعينه عند صفحة جريدة كبيرة تتوسط القصاصات على الحائط وهو يتابع فى سخرية مريرة:
" فى الأفلام التى كنا نراها ونحن أطفال...كانت حوائط الشباب دائما تمتلأ بالصور للمطربين والممثلين فى فخر...وأنا شاب أيضا ولى حق أن أفتخر...ولكن بصور أخرى..."
اقترب من الجدار أثناء حديثه قبل أن يتوقف أمام تلك الورقة الكبيرة ويلمس صورة كبيرة عليها لفتاة ترتدى زيا أسود وخلفها علم فلسطين, وهى تمسك بيدها لورقة...قبل أن يتابع فى حزن حاول إخفائه:
" عندما وقفت ( شيماء ) أمام الكاميرا ذلك اليوم لتلقى خطاب الوداع قبل قيامها بتلك العملية...كان يوم عيد ميلادها...وكنت أنا فى طريقى حاملا هدية إليها...لكنتها لم تنتظر الهدية...وفضلت هدية الله لها...بالشهادة...لتفجر نفسها فى وجه المحتلين..."
أشاح أحمد بوجهه بعيدا عن الصورة وهو يقول فى غضب شابه الحزن:
" هل تعرف النذالة يا ( يوسف )؟! هل تعرف مدى إحساسك بالعجز عندما تفجر فتاة نفسها وأنت الرجل جالس منتظر التحرير...هل تعرف مدى الضعف و الخسة عندما تقول فتاة أو طفل مثل ( أدهم ) لا للظلم والإحتلال, وأنت جالس فى إستسلام تشاهد ولا تتحرك...هل تعرف مدى الأنانية عندما يفكر من يحب فى حبيبه فقط ويفكر الأنذال المتفرقين الباحثين عن السلطة فى المقاعد متانسيين الدماء الطاهرة التى تسيل من أجل فلسطين..."
جلس ( أحمد ) أمام ( يوسف ) وهو ينظر إلى عيناه متابعا فى نفس الغضب:
" هل تعرف أننى كنت أحب ( شيماء ) أيضا كما تحب أنت ( مريم )...لكننى لم أتوقف أبدا عن التضحية من أجل حبى الأول...ووطنى فلسطين...رحت أقوم بالعملية تلو الأخرى مع كتيبة المجاهدين...وأقضى على المزيد من المحتلين...ولكن ( شيماء ) شعرت بالغيرة..ليس لأنى أحب فلسطين أكثر مما أحبها... لكن لأنها لم ترضى أن أحب أنا فلسطين أكثر مما تحبها هى...ولذا قررت أن تعطى لوطنها كما أعطيه أنا...ووقفت لتتلوا شهادتها...وتؤنب العالم على خسته ونذالته...تؤنب رجال العرب على صمم أذانهم نحو صرخات الأقصى...تؤنب حماس وفتح على اختلافهم على مقاعد بالية ونسيانهم لأنتفاضتهم وتحرير وطنهم...وقفت تؤنبهم جميعا بكل قوة...قبل أن تقوم بتلك العملية دون ذرة تردد...وتترك لى ورقة فى مكان لقائنا...كتب عليها ثلاثة كلمات لازالت تتردد داخل عقلى فى كل لحظة..."
صمت قليلا قبل أن يتابع فى شرود حزين:
" ألقاك فى الجنة..."
حل الصمت على المكان بعد عبارته الأخيرة...نظر فيها ( يوسف ) إلى عينى صديقه اللتان ملأهما الحزن والغضب, قبل أن يشيح بنظره إلى أسفل قائلا فى حزم:
" ( أحمد )... سأتزوج ( مريم ) غدا..."
حلت الدهشة والذهول محل الحزن فى عينى ( أحمد ) وهم بقول شئ لولا أن تابع ( يوسف ) قائلا فى حزم أكبر وهو يرفع رأسه عاليا:
" وسنظل هنا فى فلسطين...نفديها بدمائنا حتى الموت...وأنا ومالى لفلسطين وللجهاد...حتى نحرر أرضنا...أو نكتب جميعا شهداء..."
اتسعت ابتسامة ( أحمد ) فى سعادة, ولمعت فى عينيه دموع الفرح قبل أن يقوم ليحتضن صديقه فى قوة قائلا:
" حمدا لله على عودتك ياصديقى العزيز..."
ربت ( يوسف ) على كتفى صديقه قبل أن يقول فى هدوء:
" لقد عدت إلى نفسى ياصديقى...وعدت إلى حب وطنى...فلسطين..."
نظر إلى الصورة على الحائط التى بدت أحدث الصور, وملأها مشهد ( أدهم ) بملابس المدرسة والدماء تغطى ملابسه قبل أن يتابع فى حزم وغضب:
" لا وقت لنضيعه يا ( أحمد ), دم ( أدهم ) لن يبرد قبل أن نأخذ بثأره هو وأبيه وكل شهدائنا...دعنا نرى الأن مايمكننا عمله...يمكننى أن أجلب لك كل ما أملك من أموال لتشترى بها سلاحا للمجاهدين..."
نظر إليه ( أحمد ) فى فخر وسعادة وكأنه يرى شخصا أخر أمامه ولد من جديد, قبل أن يقول مداعبا:
" ألن نجهز لحفل زفافك أولا ياصديقى..."
ابتسم ( يوسف ) قبل أن يعود إلى حزمه قائلا:
"فيما بعد ياصديقى...حفلنا الأهم سيكون حفل الإنتقام...من المحتلين القتلة..."
قالها قبل أن تختلط صورة ( أدهم ) فى عيناه بصورة ( مريم )...وهو يراها فى فستان الزفاف...تبتسم له بحب...قبل أن يقول فى شرود:
" سيكون حفل زفافى...على ( مريم )...وعلى وطنى الذى هجرته كثيرا وأنا أعيش فيه...حبيبتى فلسطين..."
..........
سارت مريم شاردة بعد خروجها من بيت تلميذها الشهيد ( أدهم ) تنظر لكل ما حولها فى ألم, قبل أن تملا عينيها ابتسامة حزينة وهى ترى طفلا وطفلة يلعبون بجوار منزلهما فى براءة, وضاعت ابتسامتها وهى تتذكر مشهد قتل أدهم و الدماء التى غطت جسدة الصغير, أخذت تتذكر كلمات قصيدته التى كتبها فى المدرسة يتمنى فيها أن يستشهد...وتتذكر مشهد الطفلة ( نغم ) وهى تحتضن يده وتبكى, انسدلت الدموع من عينيها مع الذكريات الحزينة, وأخذت تحاول عبثا تجفيف دموعها وهى سائرة حتى وصلت إلى بيت ( نغم ), فصعدت وطرقت الباب وهى تمسح أثار الدموع من على وجهها لكى لاتزيد حزن ( نغم ) وأمها...قبل أن يفتح الباب وتجد أمامها أم ( نغم ) وقد ملأت الدموع عينيها, فإحتضنتها ( مريم ) فى صمت حزين, قبل أن تقول فى مواساة:
" لاعليكى يا أم ( نغم ), كلنا للشهادة, و ( أدهم ) ليس أول أو أخر الأبطال, المهم هو أن ( نغم ) بخير..."
ازدادت دموع الأم وهى تشير إلى حجرة ( نغم ) وهى تقول من بين دموعها:
" ومن قال أنها بخير..."
ذهلت ( مريم ) واندفعت فى قلق نحو حجرة ( نغم ) لتدلف إليها وتنظر فى أرجاء الحجرة فى لهفة قبل أن تتوقف عيناها عند ذلك المشهد الذى قلب قلقها كله إلى حزن...
والكثير من الألم...
..........

إلى اللقاء فى الجزء الخامس, و قبل الاخير
...
تنهيدة...الأمير الحائر
...
ثمة أسماء و ألقاب تبقى..بقاء الأرض..بقاء السماء..و بقاء الكلمات...
ثمة أشياء تتعلق حياتها بأماكنها..بتوابيت مغلقة تخشى الإبتعاد عنها...
رغم أن الحياة..قد تكمن فى هذا البعد...

.....

...:: و تبقى الكلمات ::...

...... صفحتى فى الأكاديمية ......
تنهيدة
مشرفة قسم أدب الأطفال
مشاركات: 1291
اشترك في: 04 نوفمبر 2008, 3:01 am
Real Name: نهاد نعمان
Favorite Quote: لوسرقت منا الأيام قلباً معطاء بسام لن نستسلم للآلام ...لن نستسلم للألام .....
verification: ID verified and trusted writer
مكان: بنت مصر

Re: حب بلا وطن ( الجزء الرابع )

مشاركة بواسطة تنهيدة »

صورةالله على الأحساس المتدفق من خلال الكلمات بجد جميلة وانت طبعا عارف راى من غير كلام واللهى مفيش اجمل من كدة أحساسك بالشخصيات بيخلينى أحس انها بتكلمنى وأنا بقراه وطبعا أنا زعلانة جدا لان الرواية قربت تنتهى بس فرحانة أوى ان اشتركت معاك فى كتابتها الا خلتنى أحس انى أشتركت ولو بأحساسى فى المعناه الا بيعشها الشعب الفلسطينى
وبحيك ياوليد على هذا الفصل المتميز والأحساس الرائع صورةصورةصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
المهاجر
مشرف قسم المقالات و النقد الفنى
مشاركات: 779
اشترك في: 04 نوفمبر 2008, 4:48 pm
Real Name: أحمد جمال الدين أحمد
Favorite Quote: دائما إفعل ما تحب ان يراك الناس عليه
دائماً لا تفعل ما يحب الناس ان يروك عليه
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر
اتصال:

Re: حب بلا وطن ( الجزء الرابع )

مشاركة بواسطة المهاجر »

طول عمرك رائع ايه يا ابنى الحلاوة دى ما فيش احلى ولا اجمع ولا اروع من كدا ويا نهار ابيض يا نهار ابيض رواية ولا اروع واستمرار لاجزاء اروع واروع .......ماذا بعد ؟

ما تعلمنى شوية يا عم انا بدأت تلات الاف رواية وما خلصتش ولا واحد منها هقولك اسماء روايات منا لللى بدئتها بس مش عارف اكمل يمكن تساعدنى
واحدة اسمها لحظة الحسم - رجل . .. من الماضى - راحل ..... بلا عودة - بدون عنوان - ذكرى .... تاريخ ...... دلنى اعمل ايه
صورة العضو الرمزية
محمد محمود
مشرف قسم الأشعار
مشاركات: 1070
اشترك في: 06 نوفمبر 2008, 4:40 pm
Real Name: محمد محمود حسن
Favorite Quote: إلهــــي لا تعذبني فإني
مقر ٌ بالذي قد كان مني
verification: ID verified and trusted writer
مكان: الإسكندرية
اتصال:

Re: حب بلا وطن ( الجزء الرابع )

مشاركة بواسطة محمد محمود »

صورةصورةصورة
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر ٍ على صفحات الماء وهو رفيع ُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ

صورة


صفحتي الشخصية
المصرية
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 412
اشترك في: 09 ديسمبر 2008, 2:33 pm
Real Name: رانيا حسن
verification: ID verified and trusted writer

Re: حب بلا وطن ( الجزء الرابع )

مشاركة بواسطة المصرية »

جميلة قوي يا امير فعلا والتناغم بينك وبين تنهيدة رائع تحياتي .
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”روايات“