الجزء الخامس
...
الأجزاء السابقة
...
الجزء الأول
الجزء الثانى
الجزء الثالث
الجزء الرابع
...
" ماذا بنا؟! هل أحداث الأمس أصابتنا بالرعب حتى من طرق الباب؟ إنها ( وفاء ) بالتأكيد.."
نقلت نظرها إلى الباب متسائلة بصوت عالى:
" ماذا هناك يا ( وفاء ) ؟ "
جاء صوت ( وفاء ) حائرا من خلف الباب وهى تقول:
" هناك شخص بالأسفل يريد مقابلتك أنتى والأنسة أحلام, يقول أنه..ضابط شرطة! واسمه مهند.. "
شهقت ( أحلام ) فيما نظرت إليها ( هيام ) فى تعجب, قبل أن تجيب:
" حسنا يا ( وفاء ), قدمى له مايشربه حتى ننزل لمقابلته.. "
لم تكد تنتهى من كلماتها حتى وجدت ( أحلام ) تقوم من مكانها مسرعة, وهى تفتح خزانة ملابسها وتنظر إلى الملابس داخلها قبل أن تلتقط فستانا ورديا, وتنظر إلى هيام وتريها الفستان قائلة بإبتسامة:
" ما رأيك؟ "
نظرت إليها ( هيام ) دون أن يفارق التعجب ملامحها, قبل أن تقول:
" أنتى تعرفين رأيى دائما يا ( أحلام )... أنتى أكبر مجنونة رأيتها! "
أسقطت ( أحلام ) الفستان جانبا قائلة:
" ولما الجنون الأن يا ( هيام ) ؟! "
ضحكت ( هيام ) قبل أن تقوم إلى مواجهتها قائلة فى سخرية:
" ألاترين كيف قفزتى حين عرفتى أن ذلك الضابط بالأسفل؟! وكيف تختارين الأن فستان مناسب بعناية وكأنك تذهبين إلى حفلة ما! بدلا من كل ذلك الجنون لما لاتفكرى لماذا جاء ذلك الضابط إلى هنا؟! "
أجابتها ( أحلام ) سريعا قائلة:
" بالطبع جاء ليرد لنا البطاقات الشخصية الخاصة بنا..هل يحتاج الأمر للكثير من التفكير.. "
تابعت ( هيام ) لهجتها الساخرة قائلة:
" كان يمكنه إرسال أى شخص أقل رتبة منه لتسليمنا البطاقات..لا نحتاج إلى تشريفه لنا بزيارته الكريمة.."
نظرت إليها ( أحلام ) فى غيظ قائلة:
" هذا معناه أنه شخص حساس و مهذب, لذا جاء بنفسه, كفاك تعقيدا للأمور كعادتك يا ( هيام )...دعينا نجهز أنفسنا للنزول أفضل.."
فتحت ( هيام ) دولاب ملابسها..والتقطت فى سرعة فستانا أسود قاتم اللون وهى تقول فى تهكم:
" لن يحتاج الأمر إلى كثير من الذكاء..الأسود هو أفضل لون سيليق بمقابلة واحد من الشرطة! ظلى أنتى هكذا انتقى أفضل الملابس..و سأسبقك أنا إلى أسفل..ربما أستطيع أخذ البطاقتين وطرده سريعا.. "
نظرت إليها ( أحلام ) فى عتاب قائلة:
" لن أسامحك لو فعلت يا ( هيام ), انتظرينى وبعدها افعلى ماشئتى "
ضحكت ( هيام ) فى مرح وهى تكمل ارتداء ملابسها على عجل قبل أن تقول:
" حسنا أيتها الحالمة..أرجو فقط أن لايعجبه فستانى الأسود القاتم فيعطينى البطاقتين ويهرب! "
أمسكت ( أحلام ) بتلك الدمية مرة أخرى وأخذت تضرب بها صديقتها وهما يتبادلان الصحك حتى خرجت ( هيام ) من الغرفة, بينما تنهدت ( أحلام ) واتجهت مرة أخرى إلى دولاب ملابسها..
.................
" الأنسة ( هيام )..أليس كذلك؟ "
نطقها ( مهند ) وهو يصافح ( هيام ) التى قابلته بإبتسامة مصطنعة قبل أن تجلس قائلة:
" نعم, أنا هى..."
بدا أن تلك اللهجة المتهكمة لم تخفى على اذنى ( مهند ) فإبتسم وهو يقول فى هدوء:
" آسف جدا إن كانت زيارتى أزعجتكم, لكن كان ينبغى أن أرد إليكم بطاقتيكم, وكذلك أطرح بعض الأسألة بخصوص ماحدث أمس.."
حاولت ( هيام ) كتم سخريتها وهى تقول:
" حسنا..يمكنك أن تسأل كما تشاء..وسوف أجيبك..."
ابتسم ( مهند ) فى نفس الهدوء قائلا:
" أفضل أن تكون الأنسة ( احلام ) مــ......"
قطع حديثه فجأة وهو يحدق فى إنبهار إلى شئ ما خلف ( هيام ) التى التفتت بدورها ناظرة خلفها..وتصاعد انبهارها الممزوج بدهشتها أيضا...
..........