مش عايزة غيرك انت ج1
مرسل: 10 إبريل 2009, 9:20 pm
اسمحولي في البداية إني أقدم إهداء:
إلى أجمل سنين العمر، إلى أحلى الأوقات التي عشتها في حياتي كلها..أحببتكم كثيرا و سأبقى حتى إن نسيتموني فأنا على العهد باقية، الزمن قد فرقنا و صار كل منا في طريق، فهل سيجمعنا القدر مرة ثانية.
إلى كل أصدقائي أهدي أول أعمالي...
فلتنتصر الصداقة و لتحيى مادمنا أحياء...
أنا حابة أقول لأي حد بيقرا القصة دي ، أو مر بتجربة زي دي إنك ما فشلتش ، لأن الحب الأول مش دايما هو الحب الحقيقي ، إنما الحب الحقيقي لما بنقابلو بيبقى هو الحب الأول و الأخير ...
مقدمة :
-قد نعيش في دنيا الوهم معتقدين أنها أحلام وردية، ننتظر بفارغ الصبر أن تتجسد إلى أرض الواقع ، إلى أن يصدمنا هذا الواقع بحقيقة مرة....
قد تكون هذه المقدمة مناسبة لقصة محمد و سلمى قبل أن يلتقيا ، عندما كانا يعيشا الوهم في حب لا ملامح و لا معالم له، لكن جمعهما القدر ليعيشا حقيقة الحب ،فما منعا إلا ليعطيا ، منعا الوهم و أعطيا الحب ... الحب الحقيقي.
القصة:
القاهرة في زمن ما فالزمن غير مهم ،مدام أنه اليوم بالذات و اليوم مثل البارحة وقد يكون مثل الغد ..
يوم الخميس , يوم الأفراح والأعراس و المناسبات السعيدة للبعض و الذكريات المؤلمة للبعض الأخر . في هذا اليوم الحار حرارة الألم و الحزن ، حرارة الشوق و الفقدان ...
إيمان فتاة جميلة تحب الحياة بكل ملذاتها, تحب حياة الترف و تعودت على أخذ ما تريد وها هي اليوم تكمل تحقيق أحد أمنياتها وهي الزواج بابن عمتها وليد
ها هي قد لبست فستان العرس الأبيض و الفرحة تشع من عينيها و بدت فيه كحمامة بيضاء تود أن تنطلق و تحلق في السماء باتجاه السعادة الموعودة فهل ستجد الفارس بانتظارها ليأخذ بيدها و يعلوان معا الى أقصى درجات الحب و الهوى ...
في البيت المجاور لبيت إيمان، هناك من كانت تنتظر نفس هذا الفارس و تطمح لبلوغ نفس المرتبة إنها سلمى تلك الفتاة الحالمة أو الواهمة
!هي الآن في غرفتها تحضر نفسها للذهاب لعرس صديقتها،صديقة الطفولة إيمان. تلبس سلمى فستان أسود برتوش زرقاء و الحزن يملئ عينيها ،بفستان أسود وكأنه فستان حداد و كأنها ذاهبة لعزاء، أم أنها تعزي نفسها فعلا.
إذا اعتادت و ألفت إيمان على تحقيق أمنياتها في كل الأحوال، فإن سلمى ورغم أن مستواها المعيشي أحسن من إيمان إلا أنها اعتادت أن تفقد وتخسر كل ما تريد وان لا تحقق من أحلامها إلا الجزء البسيط.
تكمل سلمى تجهيز نفسها على مضض .. فهي لا تود الذهاب ولكنها مرغمة فإيمان ، فحتى لو كانت علاقتهما في الآونة الأخيرة غير قوية و...لا و إنما هي منذ البداية كذلك فبالرغم من الحب الموجود بينهما إلا أنهما كانتا تحسا أن هناك شيء ما يبعدهما ، و ها هي سلمى تعرف اليوم ما هو .
و بينما هي منغمسة في تفكيرها البعيد تسمع سلمى الزغاريد تتعالى و أصوات السيارات ..تطل من نافذة غرفتها فتجد إيمان تستعد لركوب السيارة و الانطلاق لتحقيق واحد من أحلامها التي اعتادت أن تكون دائما مجابة.
تنظر سلمى بعينين حزينتين و تقول في نفسها ألست بشرا يحق لي أن أحلم وتتحقق أحلامي ، كان من الممكن أن تكون هاته السعادة من نصيبي .... تغمض عينيها لتفتحهما بعد برهة ناظرة إلى السماء و كأنها تستغفر الإله على ذنب اقترفته ، تبتعد سلمى عن النافذة و تتجه إلى المرآة و تلقي نظرة تفقدية لهيئتها ، هنا تدخل سارة الصديقة المقربة لسلمى و هي بكامل أناقتها و حيويتها أيضا و تقول في عجلة : ها يا سلمى إنت جاهزة ؟
تجيب سلمى عادي: ايوا كملت ، قليلي ايه رأيك ؟
ترد سارة بنفس الطريقة : قمر .. عقبالك
تتغير ملامح سلمى أما سارة فتقترب منها و ترمقها بنظرة مملوءة بالحنان لا تنظرها إلا الأم لفلذة كبدها ، فتمسح على شعرها قائلة: صدقيني انت تستهلي احسن منوا ..ولازم تنسي و دي اول خطوة ياللا بينا نروح .
و تنزلان إلى حيث ينتظرهما عادل خطيب سارة ، تركبان السيارة و تتجهان إلى الفرح .. تتجه سلمى إلى المكان الذي ستشعل فيه إيمان شمعة الفرحة .. و تطفئ فيه سلمى شمعة كانت تظنها الشمعة التي ستنير حياتها إنما تبين لها أنها هي نفسها تلك الشمعة التي تحترق حتى تنير للآخرين دروبهم .
هذا هو الإحساس الذي كان يراودها منذ طفولتها ، فقد عاشت يتيمة الأب و الأم كبرت في بيت لم تجد فيه الحنان الكافي ن تسكنه زوجة أب لا هي بالحنون أو القاسية إنما تجمع بين الاثنين ، و أخت من أب جعلت منها ظروف الحياة قاسية و مملوءة بالحقد تجاه الجميع ، و من عمة أنهك كاهلها الزمن و لم توفق في أي من الزيجات التي مرت بها ، حتى أنها لم توفق لإنجاب طفل واحد يملئ حياتها و تعيش من أجله .
أما الأخ فهو الحاضر الغائب .. منذ أن تزوج و رحل عنهم لم يعد له دور في حياتهم إلا في المناسبات ... وكم هي قليلة .
كم تود سلمى لو تطول المسافة ، أو أن يخطئ عادل الطريق مثلا أو يحدث أي شيء يعوق ذهابها للعرس ، و تتعجب من نفسها لهاته الأمنية و تقول في نفسها : سامحيني يا صاحبتي كان نفسي أحضر فرحك بقلب مليان سعادة و فرح بس أنا بشر مش ملاك.. أنا جاية ..حتظاهر بالسعادة و ابتسم و يمكن تعلو ضحكتي بس جوايا عالم بيه ربنا ....
أما عادل الذي كان يحاول الاتصال بأحد أصدقائه لكن دون جدوى فإنه يكسر هذا الصمت قائلا :
بردو مش بترد كل ما اتصل بيك مشغول
سارة تقول : هو مين دة ؟
عادل : دة صاحبي انت ما تعرفهوش .. صاحبي ده ايه ...دة اخويا
سارة : و الله جميل صاحبك و اخوك و انا ما عرفوش !
عادل : انا حكيتلك قبل كدة عنو كان مسافر في حفل خطوبتنا ..دة صاحبي من ايام الطفولة متربيين سوى
تدوي هاته الكلمات الأخيرة في أذن سلمى و كأنها تقرع أجراس الإنذار أو لتحي الذكرى من جديد فتسرح بخيالها بعيدا عن الحاضر و تذهب إلى ماض ظنت أنها نسيته لكن القدر بصدفه العجيبة يأخذنا إلى حيث ظننا أنه لا رجعة :
كنا أربع صحاب قد ايه كنا بنحب بعض و مش بنفارق بعض خالص ، عشنا طفولتنا سوى كنت أنا و سارة و رنا و إيمان ، بس القلب قلب رغم حبنا الكبير لبعض إلا إنو كنت بافضل سارة و بحسها أقرب ليا من رنا و إيمان وهما كمان كانو لازقين لبعض فتقريبا كدة انقسمنا بس فضلنا نشوف بعض ... و بردو نحب بعض ...
و ما أقسى هذا القدر الذي جعل قلب الصديقتين يدق لنفس الشخص..إنه وليد ، ذلك الشاب الوسيم الذي يتقن فنون و أساليب الكلام وكم كان يعجبه أن يستقطب أكبر قدر ممكن من المعجبات ، ولكن من هاته التي تسكن قلبه و تشغل تفكيره .
كم تمنت سلمى أن تكون هاته الفتاة و لم تبح بسرها لأحد إلى أن فاض بها الأمر و ضاق بما يحمله الصدر فأخرج مكنوناته لصديقة العمر "سارة" التي ما إن تسمع بالأمر حتى تتجلى على وجهها علامات الغضب و الاندهاش و تصرخ في وجه سلمى قائلة :
إنت بتقولي ايه
!
وليد
!
ده أكبر منك بعشر سنين .
سلمى غير مبالية بكلام سارة و تقول : عاجبني فيه كل حاجة ، شايفة فيه اللي مش شليفاه في حد تاني
سارة بلهجة الترقية : آه يمكن شايفة فيه صورة الأب مثلا ؟ طب انت بتعرفي عنو كل حاجة منين ؟
تسأل سارة هذا السؤال و هي تعلم الإجابة مسبقا .
أما سلمى فتجيب و هي تعلم أبعاد الإجابة : انت ناسية إنو إيمان بنت خال وليد .
سارة : و ما سألتيش نفسك هي بتحكي عنو كتير كدة ليه .
تصمت سلمى دون أن تجيب و قد جاء اليوم الذي تتجلى فيه الإجابة أمامها دون أن تحتاج لمن ينبهها...
تقف جولة سلمى إلى ماضيها عند هذا الحد ، فهاهو عادل يوقف السيارة و يعلن عن وصولهم ، ينزلون و يتوجهون إلى الداخل و تحس سلمى و كأنها تمشي في نفق مظلم ، و كأن جميع وظائف جسمها قد توقفت تتماسك نفسها ، تتصنع الابتسامة و تتجه إلى الداخل لترى بعينيها أن ما كانت تحلم به ما هو إلا وهم....
-في الداخل إيمان في كامل حلتها مازالت تنتظر من سيدخل البهجة لقلبها. الكل هنا، أهل ، أقارب ، أصدقاء ، تتعالى أجواء العرس ..زغاريد..موسيقى ..رقص..و لكن غاب عن كل هذا أهم شخص...
إلى الملتقى مع الجزء الثاني
إلى أجمل سنين العمر، إلى أحلى الأوقات التي عشتها في حياتي كلها..أحببتكم كثيرا و سأبقى حتى إن نسيتموني فأنا على العهد باقية، الزمن قد فرقنا و صار كل منا في طريق، فهل سيجمعنا القدر مرة ثانية.
إلى كل أصدقائي أهدي أول أعمالي...
فلتنتصر الصداقة و لتحيى مادمنا أحياء...
أنا حابة أقول لأي حد بيقرا القصة دي ، أو مر بتجربة زي دي إنك ما فشلتش ، لأن الحب الأول مش دايما هو الحب الحقيقي ، إنما الحب الحقيقي لما بنقابلو بيبقى هو الحب الأول و الأخير ...
مقدمة :
-قد نعيش في دنيا الوهم معتقدين أنها أحلام وردية، ننتظر بفارغ الصبر أن تتجسد إلى أرض الواقع ، إلى أن يصدمنا هذا الواقع بحقيقة مرة....
قد تكون هذه المقدمة مناسبة لقصة محمد و سلمى قبل أن يلتقيا ، عندما كانا يعيشا الوهم في حب لا ملامح و لا معالم له، لكن جمعهما القدر ليعيشا حقيقة الحب ،فما منعا إلا ليعطيا ، منعا الوهم و أعطيا الحب ... الحب الحقيقي.
القصة:
القاهرة في زمن ما فالزمن غير مهم ،مدام أنه اليوم بالذات و اليوم مثل البارحة وقد يكون مثل الغد ..
يوم الخميس , يوم الأفراح والأعراس و المناسبات السعيدة للبعض و الذكريات المؤلمة للبعض الأخر . في هذا اليوم الحار حرارة الألم و الحزن ، حرارة الشوق و الفقدان ...
إيمان فتاة جميلة تحب الحياة بكل ملذاتها, تحب حياة الترف و تعودت على أخذ ما تريد وها هي اليوم تكمل تحقيق أحد أمنياتها وهي الزواج بابن عمتها وليد
ها هي قد لبست فستان العرس الأبيض و الفرحة تشع من عينيها و بدت فيه كحمامة بيضاء تود أن تنطلق و تحلق في السماء باتجاه السعادة الموعودة فهل ستجد الفارس بانتظارها ليأخذ بيدها و يعلوان معا الى أقصى درجات الحب و الهوى ...
في البيت المجاور لبيت إيمان، هناك من كانت تنتظر نفس هذا الفارس و تطمح لبلوغ نفس المرتبة إنها سلمى تلك الفتاة الحالمة أو الواهمة
!هي الآن في غرفتها تحضر نفسها للذهاب لعرس صديقتها،صديقة الطفولة إيمان. تلبس سلمى فستان أسود برتوش زرقاء و الحزن يملئ عينيها ،بفستان أسود وكأنه فستان حداد و كأنها ذاهبة لعزاء، أم أنها تعزي نفسها فعلا.
إذا اعتادت و ألفت إيمان على تحقيق أمنياتها في كل الأحوال، فإن سلمى ورغم أن مستواها المعيشي أحسن من إيمان إلا أنها اعتادت أن تفقد وتخسر كل ما تريد وان لا تحقق من أحلامها إلا الجزء البسيط.
تكمل سلمى تجهيز نفسها على مضض .. فهي لا تود الذهاب ولكنها مرغمة فإيمان ، فحتى لو كانت علاقتهما في الآونة الأخيرة غير قوية و...لا و إنما هي منذ البداية كذلك فبالرغم من الحب الموجود بينهما إلا أنهما كانتا تحسا أن هناك شيء ما يبعدهما ، و ها هي سلمى تعرف اليوم ما هو .
و بينما هي منغمسة في تفكيرها البعيد تسمع سلمى الزغاريد تتعالى و أصوات السيارات ..تطل من نافذة غرفتها فتجد إيمان تستعد لركوب السيارة و الانطلاق لتحقيق واحد من أحلامها التي اعتادت أن تكون دائما مجابة.
تنظر سلمى بعينين حزينتين و تقول في نفسها ألست بشرا يحق لي أن أحلم وتتحقق أحلامي ، كان من الممكن أن تكون هاته السعادة من نصيبي .... تغمض عينيها لتفتحهما بعد برهة ناظرة إلى السماء و كأنها تستغفر الإله على ذنب اقترفته ، تبتعد سلمى عن النافذة و تتجه إلى المرآة و تلقي نظرة تفقدية لهيئتها ، هنا تدخل سارة الصديقة المقربة لسلمى و هي بكامل أناقتها و حيويتها أيضا و تقول في عجلة : ها يا سلمى إنت جاهزة ؟
تجيب سلمى عادي: ايوا كملت ، قليلي ايه رأيك ؟
ترد سارة بنفس الطريقة : قمر .. عقبالك
تتغير ملامح سلمى أما سارة فتقترب منها و ترمقها بنظرة مملوءة بالحنان لا تنظرها إلا الأم لفلذة كبدها ، فتمسح على شعرها قائلة: صدقيني انت تستهلي احسن منوا ..ولازم تنسي و دي اول خطوة ياللا بينا نروح .
و تنزلان إلى حيث ينتظرهما عادل خطيب سارة ، تركبان السيارة و تتجهان إلى الفرح .. تتجه سلمى إلى المكان الذي ستشعل فيه إيمان شمعة الفرحة .. و تطفئ فيه سلمى شمعة كانت تظنها الشمعة التي ستنير حياتها إنما تبين لها أنها هي نفسها تلك الشمعة التي تحترق حتى تنير للآخرين دروبهم .
هذا هو الإحساس الذي كان يراودها منذ طفولتها ، فقد عاشت يتيمة الأب و الأم كبرت في بيت لم تجد فيه الحنان الكافي ن تسكنه زوجة أب لا هي بالحنون أو القاسية إنما تجمع بين الاثنين ، و أخت من أب جعلت منها ظروف الحياة قاسية و مملوءة بالحقد تجاه الجميع ، و من عمة أنهك كاهلها الزمن و لم توفق في أي من الزيجات التي مرت بها ، حتى أنها لم توفق لإنجاب طفل واحد يملئ حياتها و تعيش من أجله .
أما الأخ فهو الحاضر الغائب .. منذ أن تزوج و رحل عنهم لم يعد له دور في حياتهم إلا في المناسبات ... وكم هي قليلة .
كم تود سلمى لو تطول المسافة ، أو أن يخطئ عادل الطريق مثلا أو يحدث أي شيء يعوق ذهابها للعرس ، و تتعجب من نفسها لهاته الأمنية و تقول في نفسها : سامحيني يا صاحبتي كان نفسي أحضر فرحك بقلب مليان سعادة و فرح بس أنا بشر مش ملاك.. أنا جاية ..حتظاهر بالسعادة و ابتسم و يمكن تعلو ضحكتي بس جوايا عالم بيه ربنا ....
أما عادل الذي كان يحاول الاتصال بأحد أصدقائه لكن دون جدوى فإنه يكسر هذا الصمت قائلا :
بردو مش بترد كل ما اتصل بيك مشغول
سارة تقول : هو مين دة ؟
عادل : دة صاحبي انت ما تعرفهوش .. صاحبي ده ايه ...دة اخويا
سارة : و الله جميل صاحبك و اخوك و انا ما عرفوش !
عادل : انا حكيتلك قبل كدة عنو كان مسافر في حفل خطوبتنا ..دة صاحبي من ايام الطفولة متربيين سوى
تدوي هاته الكلمات الأخيرة في أذن سلمى و كأنها تقرع أجراس الإنذار أو لتحي الذكرى من جديد فتسرح بخيالها بعيدا عن الحاضر و تذهب إلى ماض ظنت أنها نسيته لكن القدر بصدفه العجيبة يأخذنا إلى حيث ظننا أنه لا رجعة :
كنا أربع صحاب قد ايه كنا بنحب بعض و مش بنفارق بعض خالص ، عشنا طفولتنا سوى كنت أنا و سارة و رنا و إيمان ، بس القلب قلب رغم حبنا الكبير لبعض إلا إنو كنت بافضل سارة و بحسها أقرب ليا من رنا و إيمان وهما كمان كانو لازقين لبعض فتقريبا كدة انقسمنا بس فضلنا نشوف بعض ... و بردو نحب بعض ...
و ما أقسى هذا القدر الذي جعل قلب الصديقتين يدق لنفس الشخص..إنه وليد ، ذلك الشاب الوسيم الذي يتقن فنون و أساليب الكلام وكم كان يعجبه أن يستقطب أكبر قدر ممكن من المعجبات ، ولكن من هاته التي تسكن قلبه و تشغل تفكيره .
كم تمنت سلمى أن تكون هاته الفتاة و لم تبح بسرها لأحد إلى أن فاض بها الأمر و ضاق بما يحمله الصدر فأخرج مكنوناته لصديقة العمر "سارة" التي ما إن تسمع بالأمر حتى تتجلى على وجهها علامات الغضب و الاندهاش و تصرخ في وجه سلمى قائلة :
إنت بتقولي ايه
!
وليد
!
ده أكبر منك بعشر سنين .
سلمى غير مبالية بكلام سارة و تقول : عاجبني فيه كل حاجة ، شايفة فيه اللي مش شليفاه في حد تاني
سارة بلهجة الترقية : آه يمكن شايفة فيه صورة الأب مثلا ؟ طب انت بتعرفي عنو كل حاجة منين ؟
تسأل سارة هذا السؤال و هي تعلم الإجابة مسبقا .
أما سلمى فتجيب و هي تعلم أبعاد الإجابة : انت ناسية إنو إيمان بنت خال وليد .
سارة : و ما سألتيش نفسك هي بتحكي عنو كتير كدة ليه .
تصمت سلمى دون أن تجيب و قد جاء اليوم الذي تتجلى فيه الإجابة أمامها دون أن تحتاج لمن ينبهها...
تقف جولة سلمى إلى ماضيها عند هذا الحد ، فهاهو عادل يوقف السيارة و يعلن عن وصولهم ، ينزلون و يتوجهون إلى الداخل و تحس سلمى و كأنها تمشي في نفق مظلم ، و كأن جميع وظائف جسمها قد توقفت تتماسك نفسها ، تتصنع الابتسامة و تتجه إلى الداخل لترى بعينيها أن ما كانت تحلم به ما هو إلا وهم....
-في الداخل إيمان في كامل حلتها مازالت تنتظر من سيدخل البهجة لقلبها. الكل هنا، أهل ، أقارب ، أصدقاء ، تتعالى أجواء العرس ..زغاريد..موسيقى ..رقص..و لكن غاب عن كل هذا أهم شخص...
إلى الملتقى مع الجزء الثاني