صفحة 1 من 2

مذكرات شاب منحوس " على حلقات "

مرسل: 19 فبراير 2010, 7:13 pm
بواسطة dr_hope
بدأ حسين يومه كالعادة بالتذمر .. استيقظ من نومه مفزوعًا ... نظر في الساعة وجد نفسه متأخرًا ، لملمَ شتاتَ نفسِه المتبعثرة و المتناومة ليقوم فلا يجد حذاءَه ليتذمر و يتأفف ... يسيرُ حافيًا مغمضَ العينين تقريبا لتصطدمَ قدمُه بشمّاعةِ الملابس لتسقط هي و يتناثر ما عليها و يقفز هو كالّلقلق صارخًا .. ليدوس على بقايا زجاج كوبٍ كسرَه بالأمس .. يجلس على الأرض متألمًا يحبسُ دمعةً حارةً تريد أن تفر من عينيه ... أخرج قطعة الزجاجة، و سمح لبعض قطرات الدم بالانسكاب ... ليتحسر عليها و يقف بعدها مصممًا أن يصل إلى دورة المياه ! lol11 .. يصل بعد عدة سنوات مصابًا بعدة كسور و جروح ... خطر بباله أن الأمر يحتاج إلى امرأة ... فقط يتزوج و يرتاح من كل ذلك :lol:.. ترحّمَ على أمه، طالما نصحته فضرب بكل نصائحها عرض الحائط .. حتى وافتها المنية و هي تتحسّر؛ لأنها لم ترى المضروب _يا حبّة عينه_ في كوشة الفرح مع زوجته، و أيضا لأنها لم تستمتع بالعكننة عليها كل صباح و مساء كعادة كل حماة مصرية تحترم نفسها ز1 .. ابتسم وهز رأسه كأنه يبعد هذه الفكرة المؤذية عن ذهنه... أتزوج !! أتزوج و أنا على أعتاب الأربعين !!.. لا و ألف لا .. ترك خواطرَه هذه عند الباب وكعادته أخذَ جريدة قديمة ليقرأها للمرة المليون ... ولا تحلو له القراءة إلا في دورة المياه :mrgreen: .. لم يكن عنده وقت ليصنع كوبا من القهوة ليشربه على الريحه .... لم يكد يسترخي حتى دق جرس الباب .. و دوى صوت هاتفه النقال برنينه البشع .. و امتزجا مع صوت الساعة التي تشير إلى الثانية عشرة .. وضع يديه على رأسه و تحسّر... بدا وجهه يحتنق و يختنق وهو يتمتم ببعض الكلمات.. بدا مشرفا على الوفاة فعلا .. صمتَ قليلا لعل الأصوات تنتهي ... و كحظه المعهود طبعا ... كان الضيف كما يبدو سمجا ه11 و المتصل كالعادة وقحا ... و الساعة كما تعوّد عليها لن تتوقف قبل ظهر الغد .. عاد الجرس ليصرخ في أذنيه، همس لنفسه
" حاضر حاضر .. هي الحرب بدأت ؟؟ "
تأفف وهو يقوم ، ليغسل يده فيجدِ المياهَ مقطوعةً ... اليوم الثلاثاء موعدُ انقطاعِها كلَّ أسبوع .. لم يحتفظ بكمية من الماء الليلة السابقة ... لأنه نسي بالطبع .. روتينه اليومي لا يجعله يميّز الأيام عن بعضها .. هز صنبور المياه لعل فيه قطرات .. لم يجد إلا صوت الخواء .. أصابه بالضيق .. تلفت يمينا و شمالا .. أينَ يمسح يده .. و المخبول المتحمّس خارج البيت لا يزال كذلك .. لم يجد بدا من ذلك فقطع ورقة من الجريدة بحرص كأنه يأخذ من جسده .. آن الآوان ليشترى جريد جديدة إذن !!

******
" حاضر حاضر .. أيا كنت يا من على الباب .. الدنيا لن تطير !! "
في الطريق التقط جوّاله ليرى رقما غريبا يتصل به .. قرر أن يؤخره .. وصل إلى الباب .. فتحه .. ليهب إعصار عاتٍ على وجهه ...
... يُتبع

Re: مذكرات شاب منحوس " على حلقات "

مرسل: 19 فبراير 2010, 7:54 pm
بواسطة dr asmaa
لغاية كدا تمام قوى

بس عايزين الباقى بقى ok11


سؤال ,, هو عنده أربعين سنة ولسه شاب thi1

فى أنتظار التكملة

Re: مذكرات شاب منحوس " على حلقات "

مرسل: 19 فبراير 2010, 8:17 pm
بواسطة dr_hope
شكرا لمرورك يا دكتورة :)

طالما لم يتزوج فهو لا يزال شابا بالقطع vi2

ثم الشباب يبدأ مع الأربعين أليس كذلك so1

التكملة قادمة إن شاء الله و إن كانت ستمتلئ بكثير من النحس :)

Re: مذكرات شاب منحوس " على حلقات "

مرسل: 20 فبراير 2010, 3:34 pm
بواسطة رحمة
متابعوووون يبدو أنه ينتظرنا تطور كبير في الأحداث :)

ننتظر الباقي إن شاء الله

Re: مذكرات شاب منحوس " على حلقات "

مرسل: 22 فبراير 2010, 8:31 pm
بواسطة هبة الله محمد
تسجيل متابعة

بانتظار ما سيحدث eat1

Re: مذكرات شاب منحوس " على حلقات "

مرسل: 24 فبراير 2010, 5:27 pm
بواسطة سندريلا
حلقة جميلة بالرغم من الحظ التعيس بها ... و أضحكتني تلك الحلقة ..... إسلوبك ممتاز كلغة و في الوصف ايضاً ...
تحياتي لك و في انتظار الحلقة القادمة :)

Re: مذكرات شاب منحوس " على حلقات "

مرسل: 24 فبراير 2010, 6:42 pm
بواسطة dr_hope
رحمة

هبة الله

سندريلا

أشكر لكم مروركم و تعليقاتكم الجميلة

و إن شاء الله أضع الجزء التالي قريبا

لكن دعواتكم بأن يفك الله نحس حسن ز1

Re: مذكرات شاب منحوس " على حلقات "

مرسل: 24 فبراير 2010, 8:28 pm
بواسطة dr_hope
لم يستطع " حسن " أن يميّز كنه هذا الإعصار ... هبّت في وجهه رياح قوية؛ ذكّرته بتلك العواصف الترابية الصفراء التي كانت تهب على قريتهم الريفية فتغمر كل الحياة بالتراب ، كان وقتها وهو صغير _كأي أحمق آخر_ يحب هذا الجو ، بل يعشقه إلى درجة الجنون ، كانت أمّه تراقبه و هي " تتشحتف " في سرّها قائلة لنفسها : " هل هذا هو آخرة صبري ؟ ز1 " .. كانا قد أنجباه بعد صيام طويل ، و يأس مرير ، و دوخةِ السبع دوخات على الأبواب بجميع أشكالها و ألوانها ... أبواب تجلس خلفها حكيمة جميلة كالبدر خلف مكتب أنيق لتحجز لهما تذكرة بالشيء الفلاني .. و أبواب أخرى تنطلق من خلفها سحائب من البخور ، مختلف الأنواع و أمواج من روائح عطرية و أحجبة و تمائم .. و أبواب غيرها تجلس خلفها عمائم تتمايز طولا و عرضا.. المهم بعدما يئسا ، و أيقنا أن حلمهما المأمول ، و رغبتهما المرجوة قد تبخر ، سلّما أمرهما إلى الله ، لتنجب حسن بعد تسعة أشهر بالتمام و الكمال ..! vi2
لا يزال حسن يتجرّع ذكرياته مع هبوب هذه العاصفة التي لم يحبها هذه المرة ... حاول أن يفتح عينيه أو أذنيه كي يرى أو يسمع ، لم يسعه هذا في البداية ... هل لا يزال نائما ؟؟
" خير اللهم اجعله خير .."
" خير ؟؟ و يجي منين الخير يا وجه البومة أنت .. !!! "
سمع هذه العبارة فاستبشر خيرا و انبسطت اساريره :mrgreen: ، تيقّن أنّها عاصفة ترابية أرضية ليست من كوكب آخر !، هذا صوت يقترب من صوت أنثى و ربما هو يعرفها، فقط لو استطاع أن يكمل دائرة عينه استدارتها dream11 ، أو ربما لو أسمعته جملة أخرى ليتعرّف على صوتها أكثر .. فكأنها استمعت إلى أفكاره .. فعاجلته بأخرى أشد منها ..
" مالك متنّح كده زي اللى شاف عفريت حماته ، الله يقطعك يا بعيد .."
ردد جملتها الأخيرة كأنه يتذوقها .. فبدا مخبولا تماما
" الله يقطعك يا بعيد .. الله يقطعك يا بعيد .."
فتح عينيه أخير بعدما هدأت العاصفة قليلا .. ليرى أمامه السيدة " عواطف " صاحبة الشقة ، و التي تطالبه بالإيجار المتأخر " ثلاثة أشهر إلى الآن " ..
رسم على وجهه ابتسامة صفراء ، و قال و هو يغمز :
" ست عطعط .. صباح الفل على أجمل صاحبة عمارة فيكي يا بلد .. م11 "
قالها و أمعاؤه تكركب ، مكذّبة إياه .. تشجب ما قاله بشدة !! ، فلم تكن السيدة عواطف بأزيدَ من يدِ مقشةٍ قديمة ، بليت من كثرة الاستخدام .. س11
" اطلع من دول يا سي الأفندي .."
لا يزال حسن مبتسما ، محاولا اسكات أصوات أمعائه كي لا تفضحه ..
" يكون في علمك .. سأعطيك مهلة إلى آخر الأسبوع .. "
أمسك حسن بطنه و انثني قليلا .. و إن ظل على ابتسامته ، لكن فتح عينيه فبدا منظره آية في البلاهة ..
تعجّبت " عواطف " من منظره لكنّها وضعت يديها على خاصرتها متوعّدة ..
" بعدها يا إما الإيجار ، يا إما ، تلم كراكيبك _ هذه من مقلب القمامة على ناصية الشارع .. "
لم يرد حسن و إن بدا عليه الاستياء بشدة ، هرش في رأسه .. و اعتدل في وقفته .. و اختفت ابتسامتة الحمقاء وهو يتأمّل منظر سريره و قد علته أكوام القمامة ، و مكتبه و القطط تخرج من أدراجه مبتهجة بالمسكن الجديد ...
سكت طويلا .. شردت نظراته ... و أخذ يتأمل وجه " عواطف " العجيب ، ليقول بعد دهر من الزمن :
" أستطيع أن أفهم إنك تطرديني من بيتك يا ست عواطف .. أليس كذلك ؟ " ok11
ضربت عواطف يدها على صدرها في حركة بلدية ، ثم قالت :
" لا أنا جاية أعزمك على فرحي أول الشهر يا خويا ز1 ...."
و قبل أن يرد حسن ردا يعيد لها المرارة بعد أن أزالتها من سنوات ...
" اسمع يا جدع انت ... قدّامك لحد أول الأسبوع ، بعدها من غير مطرود.."
ثم ابتسمت يد المقشة في توحّش .. و اقتربت من حسن ، الذي رأى أنه أنسب وقت ليتراجع ... لا تزال السيدة عواطف تقترب ، و حسن يتقهقر ، في هذه اللحظة .. انطلق رنين هاتفه الجوّال فنظر إليه حسن كأنه يستنجد به .. اقتربت منه " عواطف " و تراجع هو حتى منضدة الصالة ليستند بظهره عليها فلا يجد مفرا ... توقف مرتعشا ، و قد ألجم الرعب أطرافه و أعصابه ...
يُتبع

Re: مذكرات شاب منحوس " على حلقات "

مرسل: 25 فبراير 2010, 5:13 am
بواسطة mony
حلوة اوى ى ى ى ى ى ى ى ى ى يا د hope
وتنفع سيناريو فيلم كوميدى
great1
وعلى فكرة ومالة لما يبقى عندة اربعين سنة و يبقى شاب
انا رأيي ان الشباب مستمر مادام الانسان صحتة قوية
لحد سبعين سنة مثلا :mrgreen:


ياريت تكمل الحلقات يادكتور
وخاصة ان شخصية حسن دى جذابة للقارئ جدا لبساطتها
تقبل تحياتى
vi2

Re: مذكرات شاب منحوس " على حلقات "

مرسل: 26 فبراير 2010, 2:20 pm
بواسطة dr_hope
شكرا ليك جدا يا موني على تعليقك

أسعدني ز1

و الشباب شباب القلب و إن كان في التسعين حتى angel1 :D