صفحة 1 من 2

مختار واللص

مرسل: 08 فبراير 2010, 10:12 pm
بواسطة elsayad
بيئة كانت أشبه بالجنان . لِما يملؤها من الحب والحنان . كانتا التربية والأصول هما العنوان . والوحدة والأخوة سيّدا المكان . . .
كان " مختار " فى الصف الرابع الإبتدائي فى معهد أزهري يبعد عن بيته بمسافة غير بسيطة وليست بعيدة ، وقد اعتاد " مختار " كل يوم وهو في طريق العودة إلى البيت على أن يمر بجوار مدرسة التجريبية الإبتدائية التى كان تلاميذها بالصف الثالث الإبتدائي معتادون على لعب الكرة بجوار المدرسة كل يوم بعد انتهاء اليوم الدراسي كانوا يضعون حقائبهم المدرسية على الأرض ليصنعوا منها مرمى للعب الكرة ، وكان " مختار " يستمتع بمشاهدتهم وهم يلعبون ، وأحياناً كان يشاركهم اللعب ،،، وفي يوم من الأيام كان " مختار " عائداً كالعادة من المعهد ، وأثناء سيره وهو في طريقه لزملائه تلاميذ المدرسة التجريبية ، وعلى مقربة منهم بثلاثون متراً تقريباً ! رأى فتى يقترب بحذر من زملائه ، ولاحظ أنه ليس مرتدياً الزي المدرسي ، وفوجئ بأنه قد أخذ حقيبة من حقائبهم الملقاة على الأرض بدون شعورهم ، وأخذ يختلس الخطى حتى ابتعد عنهم قليلاً ثم بدأ يركض مسرعاً بنفس الإتجاه الآتي منه " مختار " ظناً منه أنه لم يراه ، وحاول " مختار " الإمساك به ولكنه تمكن من الهرب منه ، وفي هذا الوقت سقطت " مسطرة " من الحقيبة ، ورآها "مختار " وهي تسقط والتقطها وتفحصها فوجد عليها إسماً مكتوباً وهو " جرجس غبريال " لم يهتم " مختار " وفكّر بسرعة . . فزملائه منهمكون فى اللعب وكان يبعد عنهم قليلاً ، فقرر أن يلحق باللص وحده قبل أن يهرب ويختفي عن الأنظار ، وبالفعل ظل " مختار " يلاحق اللص وكان اللص يركض بسرعة ولكن " مختار " لم ييأس وظل يلاحقه لمسافة تقارب 4 أربعة كيلومترات ، وفي آخر المشوار رآه " مختار " يدخل في شارع جانبي صغير فاتجه مسرعاً نحو هذا الشارع وفي اللحظة الأخيرة لمحه وهو يدخل منزلاً بالشارع . . فأسرع " مختار " ودق الباب بشدة . فخرج اللص وتعرّف عليه " مختار " وقال له أعطنى الحقيبة . . فأغلق اللص الباب فى وجهه . . فأخذ يدق الباب بشدة ودون توقف . . فخرجت امرأة مندفعة قائلة لماذا تقرع الباب هكذا ؟ . فرد عليها " مختار " بحدة أريد الحقيبة التى سرقها ولدك . فردت المرأة قائلة أية حقيبة ؟ . حقيبتك فى يدك . ماذا تريد ؟ فرد عليها " مختار " قائلاً إنها حقيبة أخي . فدخلت المرأة وأغلقت الباب وانتظر " مختار " حتى سمع صوت صراخ وبعدها بقليل خرجت المرأة وبيدها الحقيبة سائلة " مختار " ما هو اسم أخيك ؟ فأجاب " مختار " بثقة أخي اسمه " جرجس غبريال " فأعطته الحقيبة وقالت له سامحه فهو صغير لا يفهم شيئاً . تناول " مختار " الحقيبة من والدة اللص الصغير وكانت الفرحة قد ملأت عينيه فى ذلك الحين وركض بسرعة لكي يسلم الأمانة إلى صاحبها ، ووصل " مختار " بالفعل إلى المكان حيث ترك زملائه يلعبون الكرة ، ورأى من بعيد أم وكأنها توبخ ابنها ولمّا اقترب قليلاً سمعها تقول ألم أقل لك يا جرجس أكثر من مرة ألا تلعب الكرة فى الشارع هكذا بعد خروجك من المدرسة . بينما " جرجس " جالس على الأرض يبكى فجاء " مختار " وقال تفضل حقيبتك يا جرجس قالت أم جرجس وهي منفعلة لماذا سرقت الحقيبة أيها اللص ؟ فرد عليها " مختار " بهدوء وقد تملكه حزن شديد قائلاً " الله يسامحك " . فقام جرجس وعانق صديقه مختار ، ومن ثم تفهمت أم جرجس الأمر وتأسفت بشدة لمختار وشكرته فرد " مختار" عليها قائلاً " لا شكر على واجب " .
تمت

Re: مختار واللص

مرسل: 09 فبراير 2010, 7:43 pm
بواسطة محمد محمود
عمل جميل يا عاطف
معنى رائع يجب بالفعل أن نغرسه في أطفالنا من الصغر ليظل وطننا نسيج واحد متماسك ، وبالفعل ما قصصته بقلمك هو الحقيقة التي لا غبار عليا في مجتمعنا ، الطيبة التي تتخلل وتتغلغل في نفوس البسطاء دون النظر لعرق ولا لون ولا دين .
ولو ربينا عليها النشأ من صغره عليها ، ستظل بلادنا بخير .
دمت بكل خير وسلام .

Re: مختار واللص

مرسل: 10 فبراير 2010, 10:13 pm
بواسطة dr asmaa
أخى
طبعا قيم دينية وأخلاقيه تلك التى تحدثت عنها
( الأمانة والشجاعة والدفاع عن الأخرين )

وهى لابد أن يتربى عليها الأطفال

كما لابد أيضا أن يتذكرها الكبار لأن البعض قد نساها

سلمت يدك

فى أنتظار المزيد

Re: مختار واللص

مرسل: 11 فبراير 2010, 5:22 pm
بواسطة دموع فراشة
ino1 قصه هادفه وممتعه تجذب الاطفال وتحمل بين سطورها قيم نبيله
احييك علي مقدرتك الادبيه في كتابه قصص الاطفال فهي علي عكس ما يتصور البعض عن سهوله كتابتها الا ان الحقيقه ان
محاوله تبسيط الافكار والاسلوب معادله صعبه قد نجحت في حلها فاستطعت ان تكتب القصه باسلوب سهل بسيط وفي نفس الوقت لم تفقد
معانيها ووصلت الرساله واضحه المعالم .
تحياتي مرة أخريgreat1

Re: مختار واللص

مرسل: 14 فبراير 2010, 3:46 pm
بواسطة elsayad
محمد محمود كتب:عمل جميل يا عاطف
معنى رائع يجب بالفعل أن نغرسه في أطفالنا من الصغر ليظل وطننا نسيج واحد متماسك ، وبالفعل ما قصصته بقلمك هو الحقيقة التي لا غبار عليا في مجتمعنا ، الطيبة التي تتخلل وتتغلغل في نفوس البسطاء دون النظر لعرق ولا لون ولا دين .
ولو ربينا عليها النشأ من صغره عليها ، ستظل بلادنا بخير .
دمت بكل خير وسلام .
الزميل العزيز / محمد
أشكرك جداً على ردك ورأيك الجميل فى قصتى .
ولك مني كل التقدير اوالإحترام .

Re: مختار واللص

مرسل: 14 فبراير 2010, 3:48 pm
بواسطة elsayad
dr asmaa كتب:أخى
طبعا قيم دينية وأخلاقيه تلك التى تحدثت عنها
( الأمانة والشجاعة والدفاع عن الأخرين )

وهى لابد أن يتربى عليها الأطفال

كما لابد أيضا أن يتذكرها الكبار لأن البعض قد نساها

سلمت يدك

فى أنتظار المزيد
الزميلة / أسماء
شكراً لاهتمامك بالموضوع وردك الطيب .
أنتظر أعمالك المميزة .

Re: مختار واللص

مرسل: 14 فبراير 2010, 3:51 pm
بواسطة elsayad
دموع فراشة كتب:ino1 قصه هادفه وممتعه تجذب الاطفال وتحمل بين سطورها قيم نبيله
احييك علي مقدرتك الادبيه في كتابه قصص الاطفال فهي علي عكس ما يتصور البعض عن سهوله كتابتها الا ان الحقيقه ان
محاوله تبسيط الافكار والاسلوب معادله صعبه قد نجحت في حلها فاستطعت ان تكتب القصه باسلوب سهل بسيط وفي نفس الوقت لم تفقد
معانيها ووصلت الرساله واضحه المعالم .
تحياتي مرة أخريgreat1
الزميلة / جهاد
أشكرك على تفاعلك وردك على قصتي .
وأنا الذى أحييكي على رأيك الجميل
:)

Re: مختار واللص

مرسل: 22 فبراير 2010, 2:35 am
بواسطة sunrise
رائعة جدا القصة

وفيها الكثير من القيم والمبادىء الرائعة التى ينبغى على الاطفال ان يتعلموها من صغرهم

جزاك الله كل خير :)

Re: مختار واللص

مرسل: 23 فبراير 2010, 10:08 am
بواسطة elsayad
sunrise كتب:رائعة جدا القصة

وفيها الكثير من القيم والمبادىء الرائعة التى ينبغى على الاطفال ان يتعلموها من صغرهم

جزاك الله كل خير :)
جزيل الشكر والتقدير على مشاركتك الطيبة .

Re: مختار واللص

مرسل: 04 مارس 2010, 5:34 am
بواسطة تنهيدة
سعيدة جداااااااا ياعاطف انك بدأت تكتب فى مجالات جديدة ... :)
وسعيدة أكثر فى تفكيرك فى الكتاية للطفل وغرس قيم عظيمة مثل الذى ذكرتها فى قصتك الجميلة
أعجبت كثيرا بقصتك وباسلوبك المميز فى توصيل فكرتك الا عقل الطفل دائما الأطفال تحب أن توصف بالشجاعة
والجميل هنا انك جعلت الطفل يدافع عن الأمانة بمنتهى الشجاعة ولا يهتم لمن سيكون هذا الدفاع فمثل هذا الطفل سيظل هذا الموقف فى عقلة لا ينساه وعندما يكبر سيتذكره سواء هو او جرجس اننا نعيش تحت سماء خلقها الله ولكل منا دين لابد ان يحترم وهذا لا يغير أبدا فى احترامنا لبعض ومعاملتنا الإنسانية فكلنا بشر خلقهم الله ويجب أن نفخر بذلك وننفذ ما خلقنا الله من أجلة وهو الأصلاح معنى عميق وصلتة ياعاطف بمنتهى الحب لأطفالنا وكم أتمنى أن يتعمق هذا المعنى فى كل قلوبنا :)
أحيك ياأخى العزيز على عملك الجميل وفى انتظار العديد من القصص التى تحمل مثل هذه المعانى الرائعة
تمنياتى لك بكل النجاح والتوفيق :)