مسابقة الشهر الثانى عشر - 2009
مجال القصة القصيرة
بعنوان
(حلم)
المركز الأول
(نهى العربى)
عنوان فرعى
(حلم سيدة الحكايات)
***
مجال القصة القصيرة
بعنوان
(حلم)
المركز الأول
(نهى العربى)
عنوان فرعى
(حلم سيدة الحكايات)
***
قصتها كانت عادية لا تلفت انتباه أحد، لا تستدعي ذكر اسمها، و لا تجعلك تندهش بشكل كاف لتتابع تفاصيلها بشغف، لكنها قصتها الوحيدة، ما يجعلها بالقدر الكافي من الأهمية أن تروي و ان كانت هي الراوي، قصة استهلكت تفاصيلها الشخصية و خلفت وراءها ما لا يوصف بالكلمات المجردة و إن حاولت ذلك...
روتين يومها الاعتيادي كان يحمل نظرة من النافذة كل صباح، تستنشق الهواء في صمت ، تستمع لتعانق أوراق الشجر،و تشاهد ابتسامات الازهار المجاورة، لا جديد و لا انتظار لجديد...
تقرأ كلمات أمل دنقل المعلقة علي الحائط و تتخيل صورة الفارس و محبوبته التي ستمد طرف الرداء
لا تنتظري أن يبتسم العابس
فالفارس ليس الفارس
مدي طرف ردائكِ
حتى يصنع منه للقلب ضمادا
ويسد شقوق البرد القارس
إلي أن ظهر أمامها من نافذته المقابلة، أيقظ حلمها النائم بابتسامة من ثغره، ابتسامة واحدة كانت كفيلة بانهيار هذا الناموس الكوني المحكم و القضاء علي استقراره الزائف، و الحلم حين يوقظ يشتعل كالنار ببطء حتي يصعب إخماده، و هي وسط هالة الفراغ تشبثت بالجذوة التي أشعلت الحلم، و صارت ابتساماته الخالية من أي معني طقوسا يوميا تنتظر ممارسته في خشوع و سعادة
تتوالى كل فصول العام على القلب الباكي
لم يستر روحه عبر الأشواك سوى رؤياكِ
.. و ظل هو يمارس دوره الإلهي بالنسبة لها في غير اهتمام لمعبودته الصامتة الجالسة دائما مع نبتتها الوحيدة في شرفة...
هي لا تدري كنة تعلقها الشديد بتلك النبتة، ربما لانها أرادت أن تشعر بحاجتها إليها فتأتيها بالماء و الحكايات يوميا، و بدت كأنها تستمتع بالحكايات أكثر من الماء ذاته، تلك الحكايات التي كانت تحيكها في ساعات الليل من مخيلة خصبة لتلقيها عليها آناء النهار... كلاهما كان يظهر استمتاعه بالحكايات... الغير حقيقية.....
بدا و كأنها لا تملك من هذه الدنيا سوي مجموعة من الحكايات الغير حقيقية، و نبتة وحيدة أبت الموت لتشاركها متعة الحكايات .
حتي حكاية جارها "صاحب الثغر المبتسم" كانت تعرفها - تلك النبتة- و تومئ بأوراقها بعيدا حين يأتي ذكره و ان كانت تنتظر معها مشاركة إياها في طقوسها اليومية المعتادة...
حتي جاء صباح غير اعتيادي لتتسع ابتسامته قليلا.... لم تكن كعهدها، أحست بشئ جديد قد يحدث، خفق قلبها بشدة و تلاعبت المشاهد المتلاحقة بخيالها، بعد انتظار مضني ...
فعيناكِ الفردوسان: هما الفصل الخامس
عيناكِ هما
آخرنهر ٍ يسقيه
آخر بيت يأويه
آخر زاد في التيه
آخر عراف يستفتيه
ساعات أو أكثر، متحملة عذاب المجهول و متلهفة لشئ يقطع الصوت الرتيب لدقات الساعة المتلاحقة، شئ يكمل القصة فيضع لها حبكة مقبولة أو حتي نهاية تليق بالانتظار...
لكن إذ به يأتي مصطحبا أخري، يحيطها بذراعيه، حلم آخر سيغذيه بابتسامات ثغره، توقفت قليلا في النافذة، و ابتسمت له ثم عاودت الإنتظار
و لكن هذه المرة جلست و ظهرها للنافذة، تتأمل كلمات أمل دنقل لتعرف أن حتي حلمها العادي كان غير قابلا للاكتمال و ان كان ترك لها حكاية تبدو هذه المرة ...حقيقية...حكاية هي فيها .... الفارس...