الشهر السابع, أدب الطفل, المركز الأول: السيد فهيم

لوحة شرف الأعمال الفائزة فى مسابقة (مصر بتكتب إيه؟) للعام الأول , منذ بدايتها رسميا فى 11 نوفمبر 2008 وحتى تاريخ 11 نوفمبر 2009
قوانين المنتدى
لوحة شرف الأعمال الفائزة فى مسابقة (مصر بتكتب إيه؟) للعام الأول , منذ بدايتها رسميا فى 11 نوفمبر 2008 وحتى تاريخ 11 نوفمبر 2009
أضف رد جديد
السيد فهيم
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 308
اشترك في: 02 مايو 2009, 1:22 pm
Favorite Quote: الفن الجميل لا يورث قبحا
verification: ID verified and trusted writer

الشهر السابع, أدب الطفل, المركز الأول: السيد فهيم

مشاركة بواسطة السيد فهيم »

صورة
مسابقة الشهر السابع - 2009

مجال أدب الطفل

المركز الأول
(السيد فهيم)

اسم العمل الفائز
(الصياد والصندوق الأحمر)

***


يُحكي عن صيادٍ فقير بسيط الحال اسمه أمين ، كان يخرج كلَ يوم مع طلوع شمس النهار ليبحث عن رزقه ورزق عياله الصغار ... فكان يُلقي شبكته في ماءِ النهرِ الجاري بطول البلاد و ينتظرُ بالساعات الطوال في صبر شديد وأمل حتي يري ما تجود به الشبكة من خير البحر الوفير ... ثم يتجه بعد ذلك قٌبَيِل الغروب إلي سوق الولاية ليبيع ما جمعه من سمك ولا ينسي أن يحتفظ بشيء من السمك لزوجته و أطفاله ... كان دائمَ الرضي بما يجده في شبكته قليلا كان أو كثيرا ... ويقنعُ برزقه ويَحمَدُ اللهََ عليه ... كان حينما يسمع الآذان وشبكته لازالت في الماء يُحكم ربطها في شجرة قريبة حتي لايجرفها تيار النهر ثم يسرع إلي الصلاة في خُلوة قريبة ثم يعود لعمله من غير كللٍ أو مللٍ.... ذات يوم كانت حرارة الشمس شديدة والسمك شحيحا ، حتي أن أمين لم يجد في شبكته إلا أسماكاً صغيرةً لن تنفع في بيع ولا طعاما لأولاده فألقاها في النهر علها تكبر ويصبح منها نفعٌ بعد ذلك ... ثم بحث عن ظل يقيه حرارة الشمس الملتهبة ، فوجد الجسر الكبير الواصل بين ضفتي النهر ليربط شرق البلاد بغربها فأسرع تحت الجسر يحتمي بظله و ألقي شبكته وتوكل علي الله ثم جلس ينتظر ، وطال انتظاره حتي سمع آذان المغرب وأوشكت الشمس علي المغيب ، فجمع شبكته و حمل سلته وهم بالرحيل دونما صيد وعلي الرغم من ذلك حمد الله كثيرا وسبحه في سره وجهره ... لكنه تهيأ للرحيل لفت نظره شيء غريب ... صندوق معدني أحمر اللون ... متوسط الحجم مدفون بعناية أسفل الجسر لا يظهر منه غير غطائه المغلق بإحكام شديد ... اقترب أمين بحذر من الصندوق وأزاح عنه التراب .. حاول فتحه لكنه وجده محكما وكأنه مختوم بالفولاذ، فأدرك أهمية ما يحتويه ، فحمله بحرص بالغ واتجه مسرعا إلي بيته فأخبر زوجته بقصته ، لكنه وجد الزوجة حزينة مهمومة فسألها عن سبب حزنها فقالت له : ابننا مريض يئن من الألم ويحتاج إلي طبيب ودواء وإخوته جوعي يريدون الطعام وانت جئت بلا سمك ولا مال والبيت ليس به أي شيء يمكن بيعه لشراء الطعام أو الدواء . نظر الصياد الفقير إلي ابنه المريض و الذي اشتد عليه المرض وإلي أطفاله الذين يبكون من شدة الجوع ففاضت عينه بالدمع ولم يملك إلا أن نظر إلي السماء قائلا : يارب ، علمك بحالي يغني عن سؤالي . لكن الزوجة قالت في انفعال : ماذا سيفعل البكاء ، ليس أمامنا سوي حل واحد ... سألها : وما هو؟!...

قالت : نفتح هذا الصندوق ونري ما بداخله .. من يدري لعل الله استجاب دعاءك ونجد به كنزا أو مالا وفيرا .. انه يبدو ثقيلا للغاية... قال بدهشة : وإن لم نجد بداخله ما ينفع ؟

أجابت في حماس: نبيع الصندوق و نحن أحق بثمنه.

هز رأسه في رفض وغضب قائلا: لا ... لا يجب أن نعبث بشيء ليس ملكا لنا ... إنه أمانة حتي الصباح.

قالت في دهشة : أمانة؟! وهل نعرف صاحبه ؟!... أنت من وجدته اذن فهو ملكك.

قال في إصرار: سأذهب إلي رئيس الشرطة و أخبره بالقصة ،لعل صاحب الصندوق يبحث عنه.

قالت في لوعة : و أبناؤك الجوعي ؟... وذلك المريض؟!...

أصر أمين علي رأيه واحتفظ بالصندوق حتي الصباح ، رغم إلحاح زوجته ورغم بكاء أطفاله الذي كان يعذبه و يؤلمه ، حتي جاء الصباح فأسرع يحمل الصندوق إلي ديوان الشرطة ليخبرهم بما حدث... فكانت المفاجأة ، أمر رئيس الشرطة بالقبض عليه و رميه في سجن الولاية حتي يرفع الأمر للوالي .. أخبرهم الصياد المسكين بصدق قصته وحسن نيته وتوسل إليهم ليتركوه كي يعود إلي زوجته وأولاده الجوعي وطفله المريض ، لكنهم لم يستمعوا له وألقوه في السجن ... ظل يدعو ربه كي ينجيه ويلطف بحاله ... فلم يلبث في السجن طويلا ربما بضع ساعات وإذا برجال الشرطة يصحبونه إلي قصر الوالي ... وكانت هذه هي المرة الأولي التي يري فيها والي البلاد ، فأيقن أنه هالك لا محالة ... فحدثته نفسه .. ليته استمع إلي كلام زوجته ... ليته ما أعطاهم الصندوق ... لكنه فوجيء بما لم يخطر له علي بال ... لقد استقبله الوالي بحفاوة بالغة وأثني عليه وقال له مُرحبا : أهلا بالبطل الهمام ، أهلا بالرجل الأمين ... لقد انقذت البلاد بأمانتك هذه من مؤامرة كبيرة كادت تنجح لولا أن عثٌرت علي هذا الصندوق وسلمته إلي رئيس الشرطة ... لقد كان فخا لموكب الوالي عند مروره فوق الجسر بعد غدٍ للقضاء عليه والاستيلاء علي خيرات البلاد ، لكن بحمد الله تم كشف المؤامرة والقبض علي المتآمرين ، و نأسف علي إيداعك السجن هذه الفترة القصيرة حتي لا يتسرب الأمر ونتمكن من كشف الأعداء والخائنين .

قال الصياد وهو لا يكاد يصدق و قد بلغ به الانفعال مبلغه : لو تأذن لي يا سيدي .. لي طفل مريض و أبناء جوعي ينتظرونني في بيتي ... هنا ضحك الوالي و من معه ثم قال مطمئنا : لا تقلق ، فقد أرسلنا كبير الأطباء لمداواة طفلك و أتينا بزوجتك وأولادك ليقيموا ضيوفا في قصر الوالي حتي يتم بناء بيت يليق بكم ، فقد عيناك لأمانتك كبيرا للصيادين ومنحناك مكافأة مالية عظيمة وفاءا لما قدمته من معروف.

هنالك لم يدر الصياد الأمين ماذا يقول أو ماذا يفعل لكنه من فرط سعادته أخذ يردد: الحمد لله ... الحمد لله ... الحمد لله.

تمت
***

الرابط الأساسى للعمل فى الأكاديمية:
الصياد و الصندوق الأحمر

***
أضف رد جديد

العودة إلى ”الأعمال الفائزة عن العام الأول للمسابقة 2009“