الـ.ــمـــكــا لـــمـــة ...!

المشرفون: Ghadat2009،نبضة...

صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

الـ.ــمـــكــا لـــمـــة ...!

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »

" أستاذة سارة .... أستاذة سارة! الاجتماع على وشك البدء ! تفضلي سيادتكِ ...من أجل الــ ......... "

بتر المساعد الإداري عبارته ناظرا بذهول إلي دموع تهطل من عيني سارة التي ما لبثت أن أطلقت ساقيها لريح لم تحسب لها أي حساب !
ظلت ممسكة بهاتفها المحمول ناظرة إلى الطريق المزدحم بسيارات تتصارع ليسبق بعضها البعض ... لكنها لم تأبه لها ... و عبرت لتصل إلى الضفة المقابلة ... غير عابئة بزمجرة المركبات و لا بتوعد سائقيها !

التصقت نظراتها بالساعة حول معصمها ... تمر الثواني كالدهور ... و أخيرا وصل بسيارته الصغيرة

" ما الذي أخرك يا عليّ ؟ هلاّ أسرعت أكثر ؟ ماذا سنفعل ؟"
" لا وقت للجدال ! فلندعو الله أن نصل في الوقت المناسب ! "
قالها عليّ محاولا التظاهر بالتماسك أمامها .... و إن كان قلبه ينزف ندماً و قلقاً ...
" لا تنسَ أمجد ! .... اقتربنا كثيرا من قسم الشرطة الذي يعمل به ! " قالتها سارة كمن أفاقت لتوها من إغماءة قصيرة ...
قفز أمجد إلى داخل السيارة ... و بدأ الحديث بعصبية ..كعادته دوما ! مستفسرا عن المكالمة التي حدثه "علي" باقتضاب عنها !
" متى كانت المكالمة؟ من هي السيدة المتكلمة؟ كيف عرفت رقم هاتفك المحمول؟"
يرد علي بضيق ... بأنه لايعرفها ... و لا يريد الجدال ... فيما تنهمر الدموع من مقلتي سارة المنهكتين ..

ساد صمت كئيب ... و أخذت النظرات تتشابك في مزيج من عتاب و ندم كلما سنحت لها أي فرصة ...
نعم إنهم هم المذنبون !...تُرى ... هل سيسامحهم الله ؟.... هل ستهدأ ضمائرهم القلِقة ؟

وصلوا اخيرا ...

سارة تحس أن أرجلها لا تكاد تحملها ... وصلت ضربات قلبها إلى حد قد يسمعه من حولها !
علي ..يحس باختناق ... برغبة في الصراخ ... و ربما البكاء !
أمجد .... ينظر لكل من حوله في غضب شديد ... محاولا كبح رغبته في نزع مسدسه من غمده ... ليطلق الرصاص على من يعترض طريقه ...
المصعد معطل ! ....



" لنصعد السلّم ... هيا .... لاوقت للتفكير .." و قبل أن يكمل أمجد عبارته .. كان الثلاثة تتهافت أرجلهم على الدرجات التي بدت كثيرة جدا عن ذي قبل !

ما كل هذه الأصوات ..الضوضاء ...أتراها قد .....؟
خطواتهم الأخيرة نحو الشقة ... كانت متثاقلة ..مترقبة ...
ما بال الجارات يقفن عند مدخل الشقة ... فليفسحوا الطريق لهم ... فهم الأحق بالدخول !
دخلوا ... و رأوها .... فارتمى الثلاثة في حضنها الحبيب الدافيء ... بكوا بصوت منتحب مسموع .. و حمدوا الله أن أمهم الغالية بخير و صحة و لكن .... ماذا عن تلك المكالمة ؟


و فجأة ...ظهرت سيدة كانت تحاول الاختباء خلف سيدة أخرى من الجارات ... قالت بارتباك واضح : " أعرف أني أخبرتكم أنها راحلة إلى الأبد ! و بأن كلماتي قد أوحت بالكثير ! لكنها الحقيقة نوعا ما ..فهي تصر على الرحيل إلى بلدتكم ... كانت تبكي طوال الليل ... لأنها تشتاق إليكم جدا ... كان يؤلمها إحساسها بأن مجرد مكالمتها لكم قد أصبحت عبئا عليكم ....
لم يكن من سبيل لتأتوا إلا لو أوحيت لكم أنها ... بعد عمرٍ طويل إن شاء الله ...ســتمــو....."

قاطعتها سارة ..محتضنة أمها في حنان : " لا نلومك ... بل نشكرك على هذه الصفعة ! "
صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
صورة العضو الرمزية
donnabella
مشرفة قسم الأشعار
مشاركات: 365
اشترك في: 30 يناير 2009, 4:16 pm
Real Name: نورا مجدي
Favorite Quote: إذا لم يكن من الموت بد .. فمن العجز أن تموت جبانا
verification: ID verified and trusted writer

Re: الـ.ــمـــكــا لـــمـــة ...!

مشاركة بواسطة donnabella »

غادة الجميله clap1 clap1 clap1

قصة رائعة...وقضية غاية في الأهمية.... great1

هؤلاء الأبناء نقلوا لأمهم إحساسا مريرا بالجفاء كاد يدفعها للرحيل عنهم تماما

ربما لم يقصدوا ولكن هذا ما نجده يحدث دائما........جفوة الأبناء ....ليتنا نستفيق

أحييكِ بشدة happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11
ومـا مــِن كاتبٍ إلا سيبلى ....... ويُبقي الدهر مــا كتبت يـداهُ
فلا تكتُب بخطِك غير شيءٍ ....... يسُــرك في القيامةٍ أن تـراهُ
صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

Re: الـ.ــمـــكــا لـــمـــة ...!

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »

donnabella كتب:غادة الجميله clap1 clap1 clap1

قصة رائعة...وقضية غاية في الأهمية.... great1

هؤلاء الأبناء نقلوا لأمهم إحساسا مريرا بالجفاء كاد يدفعها للرحيل عنهم تماما

ربما لم يقصدوا ولكن هذا ما نجده يحدث دائما........جفوة الأبناء ....ليتنا نستفيق

أحييكِ بشدة happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11 happy11

ربنا يكرمك يا نورا الأمورة flower1 :)

سعدت جدا بإعجاب شاعرة رقيقة مثلك بالقصة ... و الموضوع للأسف موجود و بكثرة هذه الأيام ..فرتم الحياة السريع و سعي كل فرد و راء مصالحه و طموحه قد نتسيه و لو لفترة ..أعز الأحباب و أحقّهم برعايته و اهتمامه الدائم

شكرا جدا يا نورا بجد على سرعة الاستجابة و التشجيع المؤثر و الرااائع زيّك تمام :) flower1 flower1 flower1
صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
صورة العضو الرمزية
محمد محمود
مشرف قسم الأشعار
مشاركات: 1070
اشترك في: 06 نوفمبر 2008, 4:40 pm
Real Name: محمد محمود حسن
Favorite Quote: إلهــــي لا تعذبني فإني
مقر ٌ بالذي قد كان مني
verification: ID verified and trusted writer
مكان: الإسكندرية
اتصال:

Re: الـ.ــمـــكــا لـــمـــة ...!

مشاركة بواسطة محمد محمود »

قصة جميلة تحمل المعاني الرائعة والعبرة والعظة
فالآباء والأمهات كنز أعطانا الله إياه لكي يكرمنا به
فإذا لم نحفظ هذا الكنز فقد فقدنا كل شيء
فاللهم ارزقنا بر أبائنا وأمهاتنا ورضاهم
ربنا يكرمك يا غادة على هذه القصة الجميلة واللفتة الرائعة وجزاك الله كل خير
تواضع تكن كالبدر لاح لناظر ٍ على صفحات الماء وهو رفيع ُ
ولا تك كالدخان يعلو بنفســه إلى طبقات الجو وهو وضيـــع ُ

صورة


صفحتي الشخصية
صورة العضو الرمزية
نبضة...
مشرفة قسم القصص القصيرة
مشاركات: 444
اشترك في: 30 إبريل 2009, 6:38 pm
Real Name: سارة صادق
Favorite Quote: النعم الكبرى لا تُظهرها إلا.. الفجائع الكبرى !
verification: ID verified and trusted writer
مكان: no where but my imaginary world

Re: الـ.ــمـــكــا لـــمـــة ...!

مشاركة بواسطة نبضة... »

clap1 فكرة جديرة بالاهتمام...اسلوب شيق...كلمات معبرة...
اخذتيني بكلماتك المعبرة جدااااااا حتى تلك النهاية الرائعة..
استطعت ان تستدرجيني ببراعة بحثا عن ماهية هذه المكالمة الغامضة..
حقا يالها من صفعة..وصفعة قوية بحق...
فالانسان احيانا قد يحتاج الى صفعة قوية تفيقه على الحقيقة...
ليتساءل عما هو فاعل في حياته..في حق نفسه..وفي حق الاخرين..
أبدعت كالعادة يا غادة...
الى المزيد من الابداع...:) flower1
صورة العضو الرمزية
شيماء قبيصى
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 191
اشترك في: 01 يناير 2009, 3:51 pm
Favorite Quote: ياترى اللى بيعيش الزمن احنا....ولا الزمن هو اللى بيعشنا

Re: الـ.ــمـــكــا لـــمـــة ...!

مشاركة بواسطة شيماء قبيصى »

المتينى جدا يا غاده..
وارى انكى تصفعين هؤلاء االابناء ليفبقوا ..وطبعا انا معكى ضد الجفاء
و لكن بعيدا عن المثاليات ...ماذا اذا شغلتنا الحياه -حتى عن انفسنا يا غاده
حتى لم نعد نتذكر متى كانت اخر مره اختلينا فيها بذاتنا
ما بال من يشغله عملع-زوجه-اولاده-همومه!!!
حتى لو لم يكن فى هذا البعد مسافات
انه بعد غير مقصود
هل حينها عندا نقرا قصتك نلوم هؤلاء الابناء؟؟؟!!

انتظر ردك لانى اثق فى رايك
تنهيدة
مشرفة قسم أدب الأطفال
مشاركات: 1291
اشترك في: 04 نوفمبر 2008, 3:01 am
Real Name: نهاد نعمان
Favorite Quote: لوسرقت منا الأيام قلباً معطاء بسام لن نستسلم للآلام ...لن نستسلم للألام .....
verification: ID verified and trusted writer
مكان: بنت مصر

Re: الـ.ــمـــكــا لـــمـــة ...!

مشاركة بواسطة تنهيدة »

كعادتك ياغادة أعمالك رائعة فكرتنا وأسلوبا great1
وقصتك اليوم تذكر كل من تنسيه الدنيا أمه سر وجوده فى الحياة بأنه سيأتى يوما وسترحل فلماذا
نخاف أن ترحل عنا للأبد ونحن نبتعد عنها وهى مازالت تحى
فأنا أتمنى من كل أبن ان مهما شغلته هموم الحياة أن يتذكر امة فى وسط هذه الهموم
لان عندم يذكرهاستخف همومة وأذا خصص وقتا لزيارتة سيبارك الله له فى وقته
وهذا ليس كلاما أردده ولكنه واقع لابد ان نفعلة
لانهم سيرحلون عنا يوما ما فلماذا نجعلهم نحن يرحلون فى دنيتهم بسبب جحودنا عليهم ..
غادتى العزيزة أحيكِ على قصتك الهادفة وعلى أسلوبك الجميل فى جذب أنتباه القارىء
قد نشرتى هذه القصة من قبل وقمت بحذفها للتعديل وتأخرتى كثيرا فى نشرها
ولكن من حسن حظى اننى قرأتها منذ نشرها أول مره
وعندما قرأتها اليوم تذكرتها جيدا وتذكرت أحداثها قبل أن أكمل السطور الأولى
فدائما ياغادة الكتابات الهادفة تظل محفورة فى ذهن القارئ :)
أتمنى لكِ ياصديقتى العزيزة دوام التميز والأبداع وان تسعدى باأجمل حياة :) flower1
صورة
صورة العضو الرمزية
الزهراء
مشرفة قسم النقد الفنى و المقالات
مشاركات: 473
اشترك في: 03 إبريل 2009, 11:28 pm
Real Name: سليمة مشري
Favorite Quote: الشكوى انحناء و أنا نبض عروقي الكبرياء ...
فالشكوى لغير الله مذلة
verification: ID verified and trusted writer
مكان: بلد الأحرار

Re: الـ.ــمـــكــا لـــمـــة ...!

مشاركة بواسطة الزهراء »

مساء الأنوار يا غادة

موضوع مهم و عبرة للأبناء أو دعيني أقول لنا ،لأننا كثيرا ما نذهب في متاهات الحياة ناسيين أو متناسيين من ضحوا لأجلنا و كان لهم الفضل الكبير علينا و الدور المهم في حياتنا فلابد أن نذكر أنفسنا حتى لا تأخذنا الحياة فعلا و نندم حيث لا ينفع الندم .

بعيدا عن الموضوع المهم و الأسلوب الجميل المتماشي معه ، فقد سبق لي قراءة قصتك هذه على صفحات الأكاديمية و يبدو أنها نفسها القصة التي كلمتنا عنها و حذفتها للتعديل،حتى أنني تذكرتهاتماما بأحداثها و نهايتها مثل نهاد.

و رغم أن الأمر قد طال إلا أنها كانت في النهاية جميلة و معبرة

أتمنى لكِ دوام التميز و تقديم المواضيع الهامة و الانسانية flower1 flower1
جوا العين و ساكنة القلب
نحبك يا بلادي
......................
صورة
rawan432
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 226
اشترك في: 27 إبريل 2009, 2:47 am
Real Name: روان عبد الكريم
Favorite Quote: كان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين

Re: الـ.ــمـــكــا لـــمـــة ...!

مشاركة بواسطة rawan432 »

اهم ما يميز قصصك يا غادتى الجميلة شيئان

الاول أنى اعيش الاحداث بشخصوها الحية الدافقة بالمشاعر والاحاسيس المختلفة

الثانى أنه دائما للك هدف من القصة فأنتى لا تكتبين لنفسك بل للمجتمع الذى تعيشين فيه فللك دائما رسالة تريدين إيصالها

فى أنتظار المزيد عن صدق احب كتابتاك
http://thumbs.bc.jncdn.com/043d1b820dd2c3e4b7d22e52d9f9c923_l.jpgصورةكان ياما كان يا دمع الحنين
يا زمن العشق المكنسر
والوف القبور من العاشقين
shery
أكاديمى فعال
أكاديمى فعال
مشاركات: 23
اشترك في: 26 إبريل 2009, 10:50 am
Favorite Quote: انت لا احد حتى يحبك احد
اتصال:

Re: الـ.ــمـــكــا لـــمـــة ...!

مشاركة بواسطة shery »


انها ليست مكالمة بل صرخة فى اذن انسان هذا العصر الذى شغلته الحياه عن الاحياء ، فلم يعد يتذكرهم الا بعد فوات الاوان 00 مع انه لو توقف قليلا وفكر فيهم وفى نفسه لوجد انه من الافضل كثيرا ان يذهب لعزيز لديه ليقول له وحشتنى او سلامتك او حمد الله على السلامه بدلا من ان يذهب فى مأتمه يذرف الدموع ويقول البقاء لله 0
انت ياغاده حزينه من انقطاع التواصل الانسانى الجميل بين البشر ، وحتى يصل احساسك الينا فانت ترفعين صوتك بتصويره فى اقصى واقسى صوره عندما يكون هذا الانقطعاع من الابناء لامهم 00 فلم يذهبوا اليها لاسعادها والسعادة بها لانها بينهم ، انما ذهبوا فقط لذرف الدموع عليها حين اعتقدوا فى موتها 0
الموضوع جميل رغم الصرخه او الصفعة لانها للافاقه والتنبيه وانعاش ذاكرة من شغلتهم الحياه عن الاحياء 0

شكرى وتحياتى
أضف رد جديد

العودة إلى ”قصص فصحى“