قصة - عنوانها في منتصفها

[أحمد محيي الدين]

عندما أكتب قصة عن ( الغلابة ) فهم - غالباً - لن يقرؤها ، ولن يعرفوا أن هناك من يكتب عنهم . وبافتراض أن واحداً منهم قرأ قصة عن ( الغلابة ) فلا أظنه سيجوب البلاد ليخبر كل زملائه من ( الغلابة ) أن شخصاً ما قد كتب قصة عنهم .
عندما أكتب قصة عن ( القطط ) فبالتأكيد لن تقرأ أي قطة هذه القصة ، وبالتالي لن تخبر زملاءها ( القطط ) أن هناك من كتب عنهم .
غير أنني أشعر بأنه من الواجب عليّ أن أكتب عن ( الغلابة ) ، لأنني اتأثر بأحوال الكثيرين منهم .. سلباً ، وإيجاباً .. فانا أنفـّس عن شعوري في المقام الأول ها هنا .
ومن الحتمي أن أكتب عن ( القطط ) ، حتى لو لم يكن هناك احتمال لأن تقرأ قطة ما قصتي عنهم ، لأن رغبتي في الكتابة عن ( القطط ) ، هي التي خلقت ( الحتمية ) .. فليكن.

قطة تموء في استعباط


الوقت بعد منتصف الليل بكثير ، وقبل الفجر بكثير ، وهناك الكثير من القطط تدور في شارعنا . أراهم من الشرفة يجوبون المكان . يبحثون أسفل السيارات الخامدة وفي تكويم القمامة هناك عن شيء ما . ألا تشعر القطط بالزمن ؟ متى ينامون إذا كنت أراهم بالنهار أثناء خروجي وظهراً عند عودتي وعصراً عند حدوث مشاجرة في الشارع !
لم تكن تلك القطط تصدر مواءً ، بل قليل من الخروشات في أكياس الزبالة ربما .
ما أعرفه عن القطط أنها تقول : ميااااااو بثقة . وعند الشراسة تصدر : خخخخخخخ بقسوة . أما عندما تتحول إلى قطة شحاذة تستجدي عطفك ، فهي تقول : ميو ميو باستعباط ..
في الحقيقة ، لا أستطيع أن أبعد عن مخيلتي قطة ترتدي نظارة وتقلب صفحات كتاب ضاحكة على ما تقرأ .. ربما لأنه كتاب ساخر ، أو لأنه - بالنسبة لها - كتاب ساذج . القطط تملك خبرة دون شك ، أكبر خبرة في تاريخ المخلوقات .. وإلا ما استطاعت النفاد من الموت سبع مرات .
عندما تجذب انتباه قطة بـ : بسس بسس ، فإنها توقف كل شعرها وتنظر ناحيتك بتوجس ، وعندما تقدم لها حليباً أو ماء ، فهي تلعق ببطء مختبرة طعمه وصلاحيته - بالنسبة لها - قبل أن تعف عنه أو تأتي عليه كاملاً.. غير أنها لا تموء شكراً لو أنك انتظرت الشكر ، فهي تتركك كأنما لا وجود لك ، وتبحث عن رزق آخر في مكان آخر .
لذا ، فأكثر ما أحبه هو أن أبسبس للقطط دون أن أقدم لها شيئاً ، بل أحياناً أفزعها بـ خخخخخخخ قوية من حلقي الأقوى من حلوقهم ، او أقلد صوت نباح دون لفت انتباههم من الشرفة ، فيبحثوا عن الكلب حتى الجنون ليهربوا منه في اتجاه آخر ، غير أنهم لا يجدوه أبداً ، ويبقوا في حالة الرعب هذه لفترة .
مازال هناك الكثير مما يمكن قوله بشأن القطط ، ولكنها لا تستحق أكثر من هذه الصفحة فعلاً .. فهي لا تموء شكراً ضمن ما تموء أبداً .


أحمد محيي الدين

[ahmed_bebo]

غريبة هى القصة .. والأغرب الفكرة وطريقة التناول
منطق غريب وفلسفة واضحة جدا
مش عارف ااقولك ايه بصراحة غير انها أعجبتنى جدا
طريقتك للحديث عن القطط فى اغلب حالاتها توحى بعين فنان ناقد ومتحفز دائما
أول مشاركه وان شاء الله نقرأ لك المزيد والمزيد من الأعمال المتميز والغريبة
ونورت الأكاديمية

[أحمد فتحي النجار]

الأخ أحمد محي الدين رغم غرابة العنوان فعلاَ ورغم المقدمة المعادة لفرضية الكتابة عن شخوص ما وعن عدم وجوب قراءة هذه الشخوص لما كتبته عنها إلا أن سردك شيق خفيف رشيق جيد جدا
كل عام وأنت بخير
وإلي المزيد من الإبداع والتوفيق
وتقبل تحياتي

[السيد فهيم]

الزميل العزيز : احمد محي ... مرحبا بك في أكاديميتنا الجميلة ... وكل عام وانت بخير .... اسمح لي انا بأه أطبطب .............
كلماتك رشيقة و اسلويك سلس بل يدفعني دفعا للقراءة ... وفلسفتك واضحة ومباشرة تشي بخبرة كبيرة في عالم القطط و لغة المواء ... أحييك والي المزيد من الابداع .
السيد فهيم

[نبضة...]

اولا..أهلا بك أخا و زميلا في اكاديميتنا الرائعة...
ثانيا..لا أستطيع أن اعبر عن مدى اعجابي بقصتك...
اول ما تبادر الى ذهني عندما قرأتها هي قصة كتبتها منذ سنة تقريبا عن قطة..رغم اختلاف المعنى والمضمون بين قصتك وقصتي التى لم تر النور بعد..الا اني سعدت جدا بأن اجد احدا يكتب عن القطط ايضا..
أكثر ما أثار اعجابي في قصتك هي اسلــــــوبك السلس الرشيق..و لغتك السهلة البسيطة..
استطعت وببراعة ان تضع القارئ في نفس حالتك و ان تجعله يفكر بنفس طريقة تفكيرك..
فحين تتعجب..تجعله يتعجب..
و حين تتساءل..ترغمه أن يتساءل..
و حين تضحك.. تجذبه نحو الفكاهة جذبا..
اسلوبك جدير بالاعجاب حقا..

كما اعجبتني جدا هذه المقدمة المباشرة عن قصتك..التي جعلتها بالعنوان"قصة عنوانها في منتصفها" جزءا من قصتك بالفعل..
جعلتني أشعر اني اقرأ دفتر مذكراتك..
كما أعجبني كثيرا تعمقك في تفسير النفس القططية و كأنك طبيب نفسي مهتم جدا بكل ما يتعلق بالقطط..

قصتك رائعة من كل النواحي..أرى أنها تقدم اسلوبا جديدا من أساليب القصة القصيرة..
عذرا على الاطالة.. و تقبل مروري..

[أحمد محيي الدين]

ahmed_beb0

أنا سعيد بأن راقت لك القصة
وبأنها نجحت في توصيل فلسفة أو رؤية ما إليك

أشكرك على الإطراء ، وهناك المزيد بالفعل ، انتظر مني قصة كل أسبوع بإذن الله


أحمد فتحي النجار

أنا سعيد بكلمة ( رشيق ) وبأن القصة أعجبتك
أما ما أسميته سيادتك بـ ( المقدمة المعادة لفرضية الكتابة ) فهو ماحاولت أن أجعله من نسيج القصة لخلق شكل جديد
أتعشم أن أكون قد اقتربت

أشكرك على دعوتك بالتوفيق
وفي انتظار تعليقاتك القادمة


السيد فهيم

أشكرك على ترحيبك
وأنا سعيد بـ ( طبطبتك ) إن كنت أستحقها
سعيد أكثر بإشادتك بالقصة


ماتت الكلمات حزناً

لا أظن الكلمات ماتت بعد ، ف بين يديكِ قصة حية من الكلمات

أشكرك على الترحيب
وسعيد بإعجابك بالقصة
بالنسبة ل تماس الكتابة في هذه القصة مع قصتك ( التي لم تر النور بعد ) ، فالمقولة الشهيرة ( الأفكار مطروحة في الطرقات ) هي أفضل رد .. المهم كيفية التناول وزاوية الرؤية

أما توصيل الحالة للقارئ عبر الكلمات لهو نجاح حقيقي لأي كاتب
أتعشم ان أكون بهذا النجاح فعلاً

بالفعل حاولت تقديم شكل جديد من أشكال القصة ، باعتبار أن أفضل تعريف ل معنى القصة القصيرة ( هي شكل أدبي لا يكف عن تجديد شكله كل مرة ) وأنا أحاول بالفعل خلق أشكال جديدة في كتابة القصة

تحياتي لجميع الردود والمشاهدات التي لم تعلق
وفي انتظار المزيد
أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم دوماً

[محمد محمود]

أخي العزيز أحمد
بداية أود أن أرحب بك بيننا متمنيا ً لك دوام الإبداع ، وأن تستفيد وتسعد معنا
أما عن قصتك فواضح منها النظرة الفلسفية العميقة ، والرمزية في التعبير
أحسست حين تحدثت عن القطط وكأنك تصف التباين بين طبائع البشر
فمنهم ناكر للجميل ، ومنهم الطيب واللئيم ، ومنهم الأناني
أحسست أنا عالم القطط الذي عشت بخاطرك فيه ما هو إلا صورة من عالم البشر باختلاف نفوسهم وطباعهم
تمنياتي لك بالتوفيق

[سندريلا]

زميلي الفاضل /
بداية أود أن أرحب بك بيننا كفرد من أفراد أسرتنا و أديب مبدع بين زملائي المبدعين بحق ... و أتمنى أن تتواجد معنا باستمرار و تشاركنا بقصصك الجذابة و أيضا بردودك ....

بالنسبة للقصة ... بالطبع لا أجد ما أقوله بعد قول زملائي ... لكنها حقا قصة جذابة ... بداية من العنوان الملفت بحق ... ثم تلك المقدمة التي أبدعت فيها و أعجبني فيها ذكرك لكلمة عامية ( الغلابة ) بالرغم من أن القصة فصحى .... لكن أعتقد أن تلك الكلمة هي أكثر كلمة ممكن أن تعبر عنهم حقا و لن أجد لها ما يقابلها في الفصحى ...
انتقلت بعد ذلك لتناول الفكرة بعد ذكرك للعنوان في المنتصف ... و عبرت عنها بعين متفحصة تعبر كم أنت أديب بحق ... لأنني دائما ما أخبر نفسي أن الفنان الحقيقي هو ما ينظر لكل ما هو حوله بعين فاحصة متسائلا عن كل ما حدث و ما يحدث و ما سيحدث .... و هكذا أوضح لنا الإسلوب و الوصف كم أنت فنان .... و أيضا ختمتها بتناقض خفيف الظل بين المقدمة التي تعبر عن أهمية الحديث عن القطط و بين الخاتمة التي تخبرنا أنه يكفي صفحة واحدة للكتابة عنهم ...
إسلوب جديد أول مرة في حياتي أقرأ قصة بإسلوب جديد و ربما ذلك أكثر ما جذبني للقصة و هذا بالطبع لا يمنع كونها متقنة منك بشكل محترف ...
تحياتي لك متمنية لك دوام الإبداع و التوفيق ....

[oshen]

السلام عليكم
اخى العزيز احيك على القصه بجد رائعه الاسلوب رائع وبالفعل جديد
انت عارف انك فكرتنى بالمره اللى كنت هكتب فيها عن القطه بتاعتى بس تراجعت فى اخر لحظه كنت خايفه انها تكون فكره مبتزله بس الحمد الله طلعت فكره تحفه اسلوبك كان اكثر من رائع انا حسيت انك بلليل بتكون قطه