الشهر الثانى , القصة القصيرة , المركز الثانى: هبة الله محمد

لوحة شرف الأعمال الفائزة فى مسابقة (مصر بتكتب إيه؟) للعام الأول , منذ بدايتها رسميا فى 11 نوفمبر 2008 وحتى تاريخ 11 نوفمبر 2009
قوانين المنتدى
لوحة شرف الأعمال الفائزة فى مسابقة (مصر بتكتب إيه؟) للعام الأول , منذ بدايتها رسميا فى 11 نوفمبر 2008 وحتى تاريخ 11 نوفمبر 2009
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
هبة الله محمد
مشرفة قسم أخبار الأدب
مشاركات: 672
اشترك في: 28 نوفمبر 2008, 12:20 am
Favorite Quote: الجحيم هو الآخرين.
verification: ID verified and trusted writer

الشهر الثانى , القصة القصيرة , المركز الثانى: هبة الله محمد

مشاركة بواسطة هبة الله محمد »

صورة
مسابقة الشهر الثانى - 2009

مجال القصة القصيرة

المركز الثانى
(هبة الله محمد)

اسم العمل الفائز
(أشياء غريبة تحدث)

***
لا أعرف لمَ ألحت ذكراه على خاطري فجأة،وقررت أن أزوره؛صديقي القديم(على الجندي).أطل عجوز من فتحة الباب ونظر إلىّ للحظات نظرة غريبة؛لم أستطع أن أفهمها.سحب رأسه للداخل ثم أخبرني وهو يغلق الباب في وجهي؛ بأن (علي الجندي) ترك الشقة منذ عشرين عاما.غريب هذا!!،العالم يتغير بسرعة مذهلة.ظللت في حيرة حتى صعدت إلى شقتي..عشرون عاما!!!،لا بد وأن الرجل قد جنّ أو أنني قد جننت.عشرون عاما!!!،من المستحيل أن أصدق.قد أكون طرقت الباب الخطأ؛هذا يحدث كثيرا،وقد عنّ للرجل أن يسخر مني بتلك الطريقة القاسية . عشرون عاما!!! ،هذه أسخف دعابة سمعتها في حياتي.
دققت باب شقتي ولم يفتح أحد..دقات أخرى وأجابني الصمت.اضطررت إلى اللجوء إلى المفتاح الذي في جيبي..الشقة باردة وخاوية..انتابتني رعشة غريبة وأنا أخطو فوق الظلام المكدس بالداخل..يبدو أن زوجتي والأولاد لم يعودوا بعد..متى سيعد الغداء إذن؟..أشعر بجوع حقيقي يهز حواسي النائمة..ولكن..لا بأس..سأنتظر..ألقيت بالمفاتيح على الطاولة،وطوحت بجوعي وحيرتي وراء ظهري،وأنا اتجه إلى الشرفة..العادة الغريبة التي بدأت أمارسها هذه الأيام هي الاهتمام بالنباتات المزروعة في الشرفة..لم أكن أهتم بالأمر لكنني فجأة أصبحت مغرما به..التقطت رشاش المياه النصف ممتلئ واتجهت نحو النبات الذابل..رأيت ابنة الجيران جالسة،تقرأ كتابا،ولسبب ما بدت لي في تلك اللحظة بارعة الجمال..ما هذا الذي أقوله؟..إنه لا يليق بسني إطلاقا..لكنني- ولدهشتي-آتي بحركات صبيانية لأجذب انتباهها.تبا ،ما هذا الذي أفعله؟..لكن الفتاة رائعة بالفعل.لو جاءت زوجتي الآن لحطمت رأسي ورأسها، ولكن ليس هذا هاما على الإطلاق فإن الفتاة......تبتسم. نعم،إنها تبتسم لي؛ لي أنا.كدت أطير من الفرح.اقتربت لأجاذبها أطراف الحديث لكنها لم تلتف لي.لقد كانت تبتسم للفتى الرقيع في الشرفة المقابلة.كدت أقذفها بالرشاش الذي في يدي،لكنني ألقيته على الأرض في عنف،ودخلت محبطا إلى الداخل.ارتميت على الأريكة،وبعينين لا تريان شيئا ظللت أحدق في السقف.انتبهت على دقات الساعة؛إنها الثالثة،الثالثة فقط. ألا تتحرك هذه العقارب أبدا كأنها تسير إلى الوراء.اليوم طويل؛ طويل وخاو؛كشقتي الخاوية،ومعدتي الخاوية؛ الجوع يلتهم أحشائي من جديد.تذكرت فجأة أنني لم أتناول أقراص دوائي بعد.نهضت بجسد مثقل،وذهن مشوش،وابتلعتها مع لقمة خبز جافة تهدئة لمعدتي الخاوية.عدت إلى الأريكة من جديد،محدقا في اللاشيء..خيل إلىّ أنني أرى الأشياء باهتة؛ كأنّ ضبابا خفيفا يغلفها..لعله تأثير الدواء فحسب،لكنني ولأول مرة لاحظت الغبار الذي يغطي الطاولة،وخيوط العنكبوت المدلاة في الزوايا المظلمة.يبدو أن زوجتي لا تقوم بأعمال التنظيف كما يجب،زوجــــــــتي!!،ولكن زوجتي ماتت منذ زمن.أولادي رحلوا كذلك؛لم أعد أذكر إلى أين..(على الجندي) مات منذ عشرين عاما.ليس هو فقط بل كل معارفي تقريبا.أنا فقط بقيت.تجاوز عمري المئة و يأبى أن ينتهي.الآن أعرف من أنا جيدا.مجرد عجوز تعيس تمسك بتلابيبه الحياة،وتأبى أن تفلته..يرغب في الموت ويخشاه و.........ها هي الأشياء تتأرجح أمام عيني؛ تترنح وتتلاشي في العدم..أخيرا..ستجيء الإغماءة المباركة وتنسيني الحقيقة إلى حين،آه،ليتني لا أتذكر أبدا.
***

الرابط الأساسى للعمل فى الأكاديمية:
أشياء غريبة تحدث

***
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”الأعمال الفائزة عن العام الأول للمسابقة 2009“