و إما الجحيم...

[الزهراء]

عندما تقف اتجاه نفسك و قفة حقيقية صادقة سيكون أمامك خياران ...
إما الجحيم ..و إما الجحيم ...
نعم فكلا الخياران عذاب و نار ...
لم تكن تعتقد أن عودتك بعد طول غياب و فرحتك الكبيرة بالرجوع إلى أرض الوطن و ملاقاتك لصديق عمرك و حافظ أسرارك و نصفك الثاني ..ستجعل منك أتعس البشر ، و تجعلك تتمنى لو بقيت حياتك كلها في أراضي الغربة..
كيف لا ، و قد وجدت بحوزته الدرة التي كنت تبحث عنها ..
اعتقدت في البداية أن الأمر لا يعدو كونه كونه اعجاب بشخصيتها القوية و أنوثتها العالية و حسها المرهف ...صفات قلما تجدها في امرأة واحدة و قلما تجتمع عند نفس الشخص ..
و اعتقدت أن الأمر لن يتعدى كونكما تتقاسمان نفس الهوايات ..و نفس الاهتمامات و نفس الطباع أيضا ...
و بدأ الاهتمام ..و ازداد أكثر فأكثر فأصبحت تلتقيها أكثر من ملاقاتك له ، حتى و ان كنت توهم نفسك بأن تلك اللقاءات كانت تحدث صدفة و أن للقدر يد فيها و أنه سببها الأول ، إلا أنك كنت تبحث عن أي فرصة تمكنك من رؤيتها...
حفل موسيقي للعزف على آلة البيانو ..معرض للوحات النفيسة ...و غيرها من المناسبات التي اعتادت على حضورها ..و أعجبت أكثر بثقافتها و حسها الفني ..
و تذكرت كم كان هو يسخر منك سابقا حين تخبره بانعقاد أحد هذه المعارض و تدعوه لحضورها ..أو حين تحكي له كيف مر حفل موسيقي كلاسيكي كنت قد حضرته ..
و تساءلت في نفسك هل يسخر من اهتماماتها ؟ هل يعير ما تحبه و توده اهتماما ؟
و ترددت في طرح هذا السؤال عليها رغم أنك كنت ترى الاجابة بعينيك ..
لكنك تأكدت منها حين أخبرتك عن أمنيتها لو يحضر معها احدى هاته المناسبات ..أو أن يعير ما تقوم به ببعض الاهتمام
و كم كانت اجابتها شافية و مرضية لك خاصة عندما أثنت عليك و تمنت لو كان مثلك ..
و تذكرتْ بدورها حين كانت في بيت والديها تلقى الاهتمام و الرعاية التي تعدّت الجوانب المادية و جو الحب و الدفء العائلي ..فكان والدها شغوفا بالقراءة و بحضور الأمسيات الثقافية فكانت تستمتع بكل خرجاتها معه ..
و تساءلت هي أيضا أكان عليها أن تفكر آلاف المرات قبل أن تتزوجه ..و حتى إن كانت تحبه ..هل يكفي هذا الحب للاستمرار و العيش في سعادة ...
ليزداد الأمر سوءا بالنسبة لك ..و نزداد انصياعا لمشاعرك ...
و تعيش بعدها الصراع المميت و تلعن اليوم الذي فكرت فيه بالعودة . و اصبحت ترى نفسك ابليس الذي يفرق بين المرء و زوجه خاصة بعدما أحسست أنها بدأت تميل إليك و أنك السبب الذي جعلها تتمرد على زوجها و تقارن بينك و بينه ..جعلتها تعرف الفرق بين رجل مثلك و آخر مثله ...
و كان عذابك يكبر عندما كنت ترى حسن النية منه ، حين يدعوك أكثر من مرة لحضور مناسبة فنية يعلم أنك تحبها و يلوذ بالفرار قبل أن تنتهي طالبا منك أن توصلها...
أي شعور بالذنب ذاك الذي تحس به ...
و لأنك تحفظ الصداقة رغم انجرافك في البداية مع مشاعرك ..إلا أنك عملت على تصليح ما خربته ...فعملت على ابداء النصائح لصديقك حتى يوليها اهتماما أكبر و يحسسها أنه لا يسخر من اهتماماتها و لا يعتبرها تافهة ...
و في المقابل عملت على تحسين صورته في نظرها و اقناعها أن الرجال لا يتشابهون و أن ما من بشر كامل، فقد يعاني هو من نقائص لا تأثر على الحياة الزوجية بمقابل مميزات لن تجدها في غيره ...
و بغض النظر عن اقتناعك بهذا الكلام من عدمه إلا أنك لم تفكر سوى في اصلاح ما كنت ترى أنك السبب في افساده ..
و بغض النظر أيضا عن كونك السبب أم لا فقد حملت حقائبك مرة أخرى و رحلت دون أن تلتفت وراءك و دون أن تفكر في العودة مرة أخرى .......

[نورانة]

هو الغلط اصلا من الصديق الذي يدعو صديقه لتوصيل زوجته..رجالة آخر زمن
وده ميمنعش انه هو نفسه غلطان ...

معالجة جيدة للفكرة لكن احسست نهايتها قصيرة أو مبتورة ..تمنيت ان تطول قليلا لتصف مشاعر
ذلك الشخص أو حاله كما البداية
حاجة كمان عجبتني قوي في القصة ..الجملة دي
"جعلتها تعرف الفرق بين رجل مثلك و آخر مثله ..."
مش عارفة ليه حسيت الجملة دي على بساطتها تعبر عن رؤية صديق غير حقيقي لنفسه
عندما تصبح الصداقة في حيز المقارنة فلم يرى ما لدى صديقه من اشياء احبه
عليها ولكن راي افضليته على صديقه.....
حقا اسلوب كتابة رائع

[محمد محمود]

قصة جميلة يا سلمى من حيث الفكرة والمضمون
تخيرت موضوع هام ظهر مؤخرا ً في مجتمعاتنا وهو صديق الزوج أو صديقة الزوجة ، وما يمثله من خطر على الأسرة إن لم تحكمه قواعد الشرع والعادات والتقاليد الشرقية .
تناولت هذه الفكرة وصورت التقلبات التي دارت في نفس الصديق ، وحسنا فعلت حين ختمت قصتك بصحوة الضمير بداخله ومحاولات إصلاح ما فسد بسببه دون أن يقصد .
ثم كانت الخاتمة الحتمية بالرحيل .
أسلوب شيق وتسلسل جميل وقصة موفقة .
دام إبداعك بخير دائما ً

[elsayad]

الزميلة / سلمى
قصتك رائعة وتحمل معانى كثيرة وأسس تم تجاهلها فى عصرنا الحالي من بعض المستهترين .
مؤكد أنهم لا يعلمون أنه لن يدخل الجنة يوم القيامة من كان ديوساً . والديوس هو الذى يغار على أهل بيته ، أو أنهم يعلمون ولا يكترثون وطبعاً في هذه الحالة سيكون الذنب أعظم .
أحييكي وأشكرك على قصتك الهادفة وأتمنى لكي التوفيق ودوام التميز والإبداع .