وابتسم الشيطان

[menna]

خائنة ...إنها خائنة بلا شك...أشعر بالخيانة تطل من عينيها...كل تحركاتها تشى بخيانتها..

أظهر لامبالاة لكننى أبالى بكل ما تقول وتفعل...أتجاهل ظاهريا لكن من داخلى أسجل كل ما

تقوم به...في يوم ما سيقع قناعها وتتعرى حقيقتها...في يوم ما ستتجلى خيانتها وتوضح

أمامي...لن تستطيع إتقان تمثيليتها السخيفة حتى النهاية...أشعر أحيانا بذعرها ...بارتجافة

عينيها...بارتعاشة يديها....وكأنها تريد أن تطلب منى الصفح والغفران...وكأنها تريد التكفيرعن جرم ارتكبته....ليس أي جرم ....إنها الخيانة...

[menna]

سيعلم ...في يوم ما سيعلم بما فعلت...كيف؟؟لا أدرى...لكنه سيعلم بالتأكيد...ربما سأخبره

وأطلب منه أن يسامحنى...ترى هل سيسامحنى؟؟...لا أدرى...بماذا سأخبره؟هل أنا مجنونة؟لماذا لا أتناسى ما حدث وأمضى قدما في حياتى؟؟ هل أبحث عن الخراب ؟؟ما هذا إلا غباء

[menna]

يجلسان متجاوران...يتظاهر بقراءة الجريدة و تتظاهر بمشاهدة التلفاز...ولكن في حقيقة

الأمر هو يفكر وكذلك هي...لا تلبث أن تتقابل عيونهما حتى يشيعان برأسيهما بعيدا...

لا تريد أن ترى عيناه وكذلك هو...

[menna]

لا أقوى على النظر اليهما...أشعر أن عيناه تحاصراني...تتهماني... يضعفني النظر اليهما

أشعر أنني مذنبة بل مجرمة...عندما ينظر إلى وكأنه يوجه نحوى كل أسلحة العالم...

الكثير من الشك والريبة...الكثير من التساؤلات...الكثير من الاتهام...عيناه لا تعكس

لامبالاته التى يظهرها...ثم فجأة يبعدهما عنى متجاهلا اياى...اشعر أنني قد غرقت في عرقي

وكأن عيناه لهيبا يحرقني...لكنه ابتعد الآن ورغم ذلك لا أستطيع أن أنسى نظرته الناريةالتى كادت تذيبني

[menna]

عيناها ترتجف كلما نظرت إليها...أعلم تلك الارتجافة جيدا...إنها ارتجافة المجرم عندما تكاد

أن تلتصق به التهمة....تحاول عينيها الفرار لكنها لا تستطيع...تشعر أنها محاصرة...تستسلم

في خوف...لكنها لن تنطق...ستموت ذعرا قبل أن تتفوه بحرف واحد...لا فائدة..مهما حاصرتها

تساؤلاتي لن تفصح عن شىء الآن...لنعود إلى لامبالاتنا إذن....

[menna]

بحركة آلية تضغط زر جهاز التحكم ...ينقطع صوت التلفاز ويعلو السواد شاشته..ثم تغادر

في هدوء مصطنع...تدخل الغرفة..تغلقها بنفس هدوءها المصطنع...ترتمى على الفراشثم تجهش بالبكاء...تبكى بدموع تحرقها اللوعة...دموع تعتصرها المرارة...

[menna]

إلى متى سأظل فى هذا العذاب؟؟إن كان يعلم شيئا لماذا لا يواجهنى به؟؟لماذا لا يثورفى

وجهى؟؟لماذا لا يصفعنى؟؟ليته يفعل أي شىء سوى صمته ونظراته...لن أستطيع العيش

هكذا...لن أنسى ما فعلت...لن أستطيع أن أتجاهل ما قمت به وكأن شيئا لم يكن...ليتنى

أستطيع ...لقد حاولت لكن دون فائدة...ليتنى لم أفعل ذلك منذ البداية...آااه إن الندم لن

يصلح شىء...لن يجلب لى الراحة التى أنشدها...لن أرتاح ما دمت أحيا هكذا أبدا....

ولكن ماذا أفعل؟؟ لا يمكننى أن أحيا بهذه الطريقة...لن أستطيع البوح ولا أقوى على

الكتمان..لن يسامحنى إن أخبرته ولن أسامح نفسى إن التزمت الصمت ... يا الهي لكم

أكره الحياة بل أبغضها..أبغضها وتحتقرنى...لم تعطنى ما أردت وعندما أعطتنى أخذتمنى الكثير فى المقابل ...لا أريدها ...حقا لا أريدها...

[menna]

قامت كالمجنونة تبحث عن شىء ما ....سرعان ما وجدته....إحدى الأمواس الحادة ...

وقبل أن تتردد قربته من يدها وقطعت شريانها ....آااااااااه صرخة مكتومة وألم رهيب..يغادر دمها جسدها أمام عينيها ...لكن عينيها كانت ترى شيئا آخر

[menna]

هربت...لا تقوى على التماسك...لن تخبرنى بشىء...لن تعترف بجرمها أبدا...ترى ماذا

تفعل الآن؟؟هل ذهبت لتحدثه؟؟هل ستتفق معه على الهرب ؟؟أم تتآمر معه على قتلى

لترتاح وتريحه؟؟ سأذهب و أضبطها...

[menna]

اندفع مسرعا...دفع الباب فى قوة...ورآها..كانت هناك فى آخر الغرفة غارقة فى دمها..

يرتسم الألم على ملامحها