الحب الصامت

المشرفون: Ghadat2009،نبضة...

صورة العضو الرمزية
لبنى غانم
أكاديمى فعال
أكاديمى فعال
مشاركات: 22
اشترك في: 20 إبريل 2009, 1:25 pm
Favorite Quote: تائهة بين الخيال والواقع
اتصال:

الحب الصامت

مشاركة بواسطة لبنى غانم »

عيناها الزرقاوتان..وشعرها الكستنائي اللون يزيدها روعة وجمالا ...كانت ترتدي فستان بلون البنفسج..فتجعل كل من يراها يأسر بجمالها ..يقف هو أمامها عاجز عن الحركة غريق ببراثن السحر الذي أوقعته فيه حين رأتها عيناه دون قصد منها ودون تعمد منه أن يوقع نفسه فيه ...فتمنى حينها أن تكون تلميذة بنفس القسم الذي يحاضر فيه.. ظل واقفا ينظر إليها من بعيد ..بينما هي واقفة أمام بوابة الجامعة يبدو عليها القلق فقد تبنين له ذلك من نظراتها في ساعتها دائما.. ربما كانت تنتظر شخصا ما أو شيئا ما ....لا يدرى ..فتاتي سيارة من بعيد تبدد مظاهر القلق على وجهها وتظهر بدلا منها ابتسامه يزينها الأمل. ينزل منها السائق ليفتح لها الباب فتصعد هي إلى سيارتها بينما تلحقها عيناه إلى أن يتلاشى أثرها فأغلق هو باب سيارته ودخل الجامعة مسرعا فقد تأخر عن موعد محاضرته و ليس من عادته التأخر على تلاميذه

يمر يومه وتبقى صورتها قابعة في ذهنه فهو لم يرى بحياته ذلك الجمال الهادئ الذي يأسر من يراه ...بات ليلته يفكر بها وتمنى أن يراه ثانية...تفكيره بها طوال اليوم ربما جعله يراها في منامه.. جميلة مثلما رآها في الحقيقة تقف وحدها بفستان يشبه فساتين العرائس ...ويقف هو بعيد ينظر إليها ..فتبتسم ..فيقترب ..فيدق منبهه ويوقظه من حلمه

يتكرر المشهد ذاته بعد عدة أيام ولكن هناك اختلاف ما .. لم يصدق عيناه عندما وجدها جالسة أمامه في المدرج ...جميلة هدوؤها قاتل ومثير وعيونها الباسمة تحرك شيء ما بداخله تدفعه أحيانا أن ينزل إليها ويصرخ في وجهها ويقول لها من أنتي وما فعلتي بي ويضمها إليه ويقبلها أمام الجميع
فمنذ أن أصبح معيدا بتلك الجامعة لم يرى فتاة تقلب حياته هكذا رأسا على عقب من يومٍ رآها فيه بل لم يعرف قلبه حبا من قبل لا عندما كان طالبا ولا عندما أصبح أستاذا ...عاد بذهنه الشارد لإلقاء محاضرته بينما عيناه دائما عليها وعقله غائب عن الجميع إلا هي وأسئلة تدور بداخله ..ماذا يحدث لي أهذا هو الحب أم هو مجرد انبهار بها أم شيء آخر لا اعرفه...انتهت المحاضرة ولم تكف عيناه عن النظر إليها ..فتربكها نظراته ...فتخجل ..فتحمر وجنتيها فتزيدها سحرا فوق سحرها وجمالا فوقه جمالها...وتزيده لهفة وشوقا وجنونا ...يقف حتى ينصرف جميع الطلاب وتبقى هي حتى ينتهي الزحام فتخرج في هدوء ..هاهي فرصته كي يتحدث إليها .. يقترب إليها ..بنظراته الهائمة فترتبك ولا تبالي لنظراته وتهم بالانصراف فتزداد ربكتها وتقع أوراقها فتتبعثر أمامها فيجمع معها الأوراق المبعثرة فيلمح في تلك الأوراق رسومات غاية ف الروعة والجمال فتنظر له بنظرة باسمه خجولة دون كلام ..فتزيد جنونه جنون وتملئه حيره ..
فقال لها..انتبهي مرة أخرى قد لا تجدي شخص يساعدك في لم أوراقك المبعثرة
...انتظر منها كلمة واحدة ..ولكن لم يجد منها سوى نظرة وابتسامة ووجنتين اصطبغتا بالحمرة من شدة خجلها....فعندها كاد جنونه يصيب عرض الحائط ...ولكنها انصرفت مسرعة ..فضرب يديه بالحائط من رد فعلها الذي لم يكن يتوقعه

يأتي في اليوم الذي يليه رابطا يده ..فيسأله معظم الطلاب الجالسين عن السبب ويرددون ..ألف سلامة
بينما هي صامته ..فتزيده استفزازا دون عمدا منها ...وفي وسط المحاضرة ينظر إلى الطلاب وينظر لها تحديدا .. تقدري تقولي كنت بقول إيه دلوقت
فتنظر له مشيره بيدها إلى نفسها
فيؤكد لها ايوه أنتي
فتنظر له بعين دامعة لم يفهم منها شيء
بينما ينبهه الطلاب لشيء آخر لم يفهمه أيضا
وهو مصر على أن تعيد ما قاله
فتنزع ورقه من كشكولها وتكتب عليها بخط عريض "أنا مش بتكلم" وترفعها له
فيقع على كرسيه من صدمته ...بينما تهرع هي خارج المدرج باكية
فتبين له حينها سر صمتها و هدوؤها فهرع ورائها ليعتذر لها ولكنه لم يجدها ..

انتظرها أن تأتي في اليوم التالي ليعتذر لها أمام الطلاب فلم تأتي ..فيزيد ضميره تعذيبا به...أسبوع يمر بأيامه السبع وكأنه سبعة أشهر ربما سبع سنوات لم تأتي ولم يراها ..وشوق بداخله يزداد يوما بعد يوم وندم وتعذيب ضمير يؤرقه ..وبعد أسبوع وجدها جالسه بمكانها ..فأعلن لها اعتذاره أمام جميع الطلاب وطلب منها أن تكتب له إذا كانت قبلت الاعتذار أم لا ...فابتسمت له ابتسامه صافيه تدل على أنها قبلت اعتذاره وكتبت له قبولها لاعتذاره لأنها أدركت انه لم يكن يعلم...ارتاح قلبه قليلا عندما ابتسمت له ولكنه لن يرتاح نهائيا حتى يعترف لها باعترافه الآخر..ولكن شيء بداخله يمنعه وأسئلة بداخله تدور هل يستطيع العيش معها هكذا وهى صامته كيف سيواجه أسرته وأصدقاؤه بها ...بات ليلته يفكر بتلك الأشياء ...فأصبح يوم بعد يوم لا يستطع أن يمنع نفسه من التفكير بها فضرب بأفكاره وأسئلته عرض الحائط ..وقرر أن يصارحها بحبه وليكن ما يكن..لكن السؤال الوحيد الذي أصبح يراوده ..هل تحبني أو على الأقل تشعر بحبي لها ..هل نظراتي لها أرسلت لها إشارة ما باني معجب بها .
رغم بحر الحيرة الذي غرق به..قرر عندما يراها يخبرها بكل شيء
كانت أخر من يخرج من المدرج كعادتها فأوقفها وطلب منها يتحدث إليها قليلا ....فوافقته ...لم يكن يدري كيف يبدأ الحديث صمت قليلا ..بينما نظراتها تدعوه للحديث..اخذ يحدثها متلعثما ...اخبرها انه من يوم رائها لم يكف عن التفكير بها ..فنظرت للأرض وقد ظهر الخجل عليها وأخذت تكتب بعض الكلمات في كشكولها فهم بالجلوس جوارها كي يرى ما تكتب
"أن الله اخذ مني نعمة الكلام ولكنه منحني الإحساس وكنت اعلم بما تشعر به " ابتسم واتسعت حدقة عينه من الدهشة والفرحة ...ولكنها استمرت ف الكتابة" وعندما اعتذرت لي ..أدركت كم أنت شخص رائع طيب القلب ..وربما راودتني أحاسيس ومشاعر تجاهك" ومازال هو سعيد بما تخطه يداها"ولكني رغم كل ما قولته ارفض أن أضعك في موقف الملام من الجميع وارفض أن أكون محل شفقة الآخرين بي وأولهم أنت
امسك بيدها ونظر إليها وقد ترقرقت الدموع بعينيها..
وقال لها :لن أقف موقف الملام عندما أعلن حبي لكي أمام الجميع بل سأقف موقف المحسود من الجميع..ولن تكوني محل شفقة بل ستكوني محبوبة الجميع..لقد وهبكِ الله نعمة أخرى وهي الرسم سأساعدك كي تصل لوحاتك هذه لكل الناس..فتنظر له بنظره يملؤها الخوف فيضغط على يدها فيمنحها بعض الاطمئنان والقوه

ذهبت إلى بيتها سعيدة تملؤها الفرحة خبرت أمها بما حدث فلم تصدق نفسها من شدة فرحتها بعد كانت فقدت الأمل في أن ترتبط ابنتها الوحيدة وتتزوج مثل باقي البنات اللائي في مثل سنها

وذهب هو الآخر إلى بيته سعيد بما حدث معه اليوم ولكن لم تكن سعادة كاملة كسعادتها ربما كان يشوبها بعض الخوف بل الذعر والندم أحيانا..وأسئلة تدور داخل نفسه..ما الذي فعلته ربما تسرعت فيما قلته لها اليوم ..ماذا بشأن أبنائي في المستقبل لو تزوجتها؟ ربما جعلني حبي لها غير مدرك ببواطن الأمور..غرق بدوامته فترة ..لم يذهب فيها إلى الجامعة ...ولم يحاول رؤيتها قط ..تركها هي الأخرى غارقة بدوامة الحيرة والشك ..والقلق عليه ..والخوف منه أحيانا أخرى..
تدور بداخلها الشكوك ..انه فكر بالأمر مليا وخاف مواجهتها حتى لا يجرح مشاعرها ..وشيء ما بداخلها يلتمس له العذر..فيكفيها أنها وجدت من يحبها ويكفيها أن وجدت من يحرك مشاعرها لأول مرة

قررت أن تنسى ما قاله لها فقد تبين لها الأمر ..أدركت انه خائف من المستقبل وخائف أيضا من مواجهتها ..فقررت ألا تضعه في موقف يحرجه ويجرح مشاعرها ..قررت أن تنقل أوراقها لجامعة أخرى ......وليدفن حبها بقلبه....و لتحيى هي بحبه ...فلا سبيل سوى ذلك...ولكن ثمة شيء قد يحدث ..فيبدل كل شيء..ظنونها ..خوفه ..قلقها ..وشكه ..أو تبقى بعيده تحيى بالحب ويبقى هو بعيدا يميته إحساسه بالذنب......
[
صورة العضو الرمزية
هبة الله محمد
مشرفة قسم أخبار الأدب
مشاركات: 672
اشترك في: 28 نوفمبر 2008, 12:20 am
Favorite Quote: الجحيم هو الآخرين.
verification: ID verified and trusted writer

Re: الحب الصامت

مشاركة بواسطة هبة الله محمد »

قصة رقيقة قوي


وفيها مزيج جميل من الشاعرية والواقعية الحزينة:cry:

النهاية شبه المفتوحة كانت مناسبة جدا


أهلا بك معانا وبكتاباتك الجميلةvi2
صورة
صورة العضو الرمزية
لبنى غانم
أكاديمى فعال
أكاديمى فعال
مشاركات: 22
اشترك في: 20 إبريل 2009, 1:25 pm
Favorite Quote: تائهة بين الخيال والواقع
اتصال:

Re: الحب الصامت

مشاركة بواسطة لبنى غانم »

ميرسي جدا ليكى يا هبه
[
المصرية
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 412
اشترك في: 09 ديسمبر 2008, 2:33 pm
Real Name: رانيا حسن
verification: ID verified and trusted writer

Re: الحب الصامت

مشاركة بواسطة المصرية »

جميلة قوى يا لبنى بجد مؤثرة جدا احساسك عالى فعلا .flower1
صورة
صورة العضو الرمزية
لبنى غانم
أكاديمى فعال
أكاديمى فعال
مشاركات: 22
اشترك في: 20 إبريل 2009, 1:25 pm
Favorite Quote: تائهة بين الخيال والواقع
اتصال:

Re: الحب الصامت

مشاركة بواسطة لبنى غانم »

ميرسى جدا ربنا يخليكى:)
[
السيد فهيم
أكاديمى نشيط
أكاديمى نشيط
مشاركات: 308
اشترك في: 02 مايو 2009, 1:22 pm
Favorite Quote: الفن الجميل لا يورث قبحا
verification: ID verified and trusted writer

Re: الحب الصامت

مشاركة بواسطة السيد فهيم »

الزميلة المبدعة لبني ... قصتك جميلة و معبرة ... لغتك سلسة وبسيطة وتعبر بوضوح عن فكرتك .. اسلوبك شيق ورقيق بعيد عن الملل والتطويل ... استمتعت كثيرا بقرائتها ... اشكرك والي المزيد من اللابداع.
السيد فهيم
سلمى رشوان
أكاديمى فعال
أكاديمى فعال
مشاركات: 11
اشترك في: 23 يونيو 2009, 11:47 pm
Favorite Quote: { وعجلتُ إليك ربي لترضى }
اتصال:

Re: الحب الصامت

مشاركة بواسطة سلمى رشوان »

لبنى كلامك رقيق جدا..حالم وناعم جدا..القصة مليانة مشاعر ..جريئة..وضافية ومندفعة..وأكيد أي حد هيقرأها هيتعلم درس مهم جدا..مخفي بين السطور ..وأنه الواحد لازم يتاكد من اللي جواه قبل ما يصارح حد عشان مش يعذبه..
أحلى حاجة إني من غير ما أحس حسيت إن كل كلمه بقرأها بتاخدني للكلمة اللي وراها...وكل سطر بقرأه بيشدني للسطر اللي وراه...
ممتعة وجميلة...وربنا يوفقك flower1
صورة
صورة العضو الرمزية
لبنى غانم
أكاديمى فعال
أكاديمى فعال
مشاركات: 22
اشترك في: 20 إبريل 2009, 1:25 pm
Favorite Quote: تائهة بين الخيال والواقع
اتصال:

Re: الحب الصامت

مشاركة بواسطة لبنى غانم »

السيد فهيم

ميرسي جدا ليك وسعيده جدا ان القصه نالت اعجابك ..ويارب اكون عن حسن ظن الجميع
ميرسي كتير
[
صورة العضو الرمزية
لبنى غانم
أكاديمى فعال
أكاديمى فعال
مشاركات: 22
اشترك في: 20 إبريل 2009, 1:25 pm
Favorite Quote: تائهة بين الخيال والواقع
اتصال:

Re: الحب الصامت

مشاركة بواسطة لبنى غانم »

سلمى رشوان

ميرسي كتير ليكى يا سلمى على كلامك الرقيق ده
واكيد كل واحد لازم يتاكد من مشاعره قبل مايصارح الطرف التانى عشان ميجرحش مشاعره بعد كده

وسعيده جدا ان القصه عجبتك :)
[
صورة العضو الرمزية
Ghadat2009
مشرفة قسم الكتابة
مشاركات: 1481
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:00 pm
Real Name: غادة يسري
Favorite Quote: كن جميلا ..... ترى الوجود جميلا :)
verification: ID verified and trusted writer
مكان: مصر الجميلة

Re: الحب الصامت

مشاركة بواسطة Ghadat2009 »

كيف حالك يا لبنى ؟

قصتك التي سردتها لنا بأسلوب في غاية الرقة و العذوبة ... و التي أخذتنا فيها الى حيث نرى البطلة كإنسانة رقيقة موهوبة حساسة لكنها لا تتكلم ... تقابل الحب بكثير من الخوف ..لأنها كانت شديدة الواقعية أكثر من ذلك الأستاذ الذي تسرع في التصريح بحبه لها ...

أسلوبك رائع ..سلس ..رشيق و ممتع فعلا

أشكرك على امتاعنا بقصتك الجميلة

تمنياتي لكِ بالتوفيق دائما flower1 flower1 flower1
صورة

.
.
.
[highlight=#ffff40]*** لــزيارة صــفـــحـــتــي *** [/highlight]
أضف رد جديد

العودة إلى ”قصص فصحى“