سمع صوتا خافتا مرتجفا ..متلعثماً بعض الشيء يقول :
" لا تخف .. اهدأ أرجوك ..اسمعني ...لا تحاول الهرب أو الاستنجاد بأي كان ... فأنا لن أؤذيك أبدا ..صدّقني ! "
هدأ رائد بالفعل ..و قد ميّز الصوت جيدا ...لكن عقله لم يهدأ .... و قد أنهكه التساؤل عمّا يحدث حقا !
حاول الالتفات للخلف .... لكن الصوت عاود تحذيره بصوت خافت و لكنه حادٌ بعض الشيء هذه المرة :
" أستاذ رائد ...لا تلتفت أو تقم بأي حركة تدل على وجودي ... تصرّف بشكل طبيعي ... و أنا
سأجلس على الأرض إلى جوارك هنا ... و بذلك لن تتمكن الكاميرا المثبتة على أقصى اليسار
من كشفي أبدا ...! "
كان مهاب يختبيء على يمين السرير و قد خفض رأسه بشكل كبير ...رآه رائد بزاوية عينه اليمنى ...
رائد ( و قد وضع منديلا على فمه متظاهراً بالسعال الخفيف ) : " أنا لا أفهم شيئا ! أي كاميرا ؟
ليتك تشرح كل شيء !"
مهاب : " لقد تظاهرت بالخروج ... ثمّ عدت زحفا أثنا انشغالك بالحديث مع تلك الممرضة التي
كانت تحادثك و تبدّل الأدوية و الأدوات على الطاولة في آن واحد .......سامحني يا أستاذي ..
أرجوك صدّقني ! لم يدر بخلدي أن يحدث كل ذلك ! تعرف كم أنا ممتنّ لك ... أنت من اكتشفني
و قدّمني للجمهور ... و قفت معي و لم تتأخر عن مســ ...... "رائد : مهاب ! أريد معرفة ما
يجري ! و لم تختبيء هكذا ؟ ممّن ؟ ألسنا في مستشفى ؟ لن أصبر أكثر من هذا !"مهاب : "
إنّهم في كل مكان ! لا أدري كيف و لا متى تحديدا حدث ذلك ! و ربّما لن تصدّقني و
ربما ...."
رائد : من هم ؟
مهاب : حسنا ! فلنبدأ من البداية .... فقد اتفقنا لكنني لم أتصوّر أن ماحدث معنا قد حدث لك
أيضا ... فقد كنت أظنّك صديقاً للجميع و ....."
رائد : هل ..قمت بعمل لا أعرفه ؟؟
مهاب : لقد كنت تدور حول نفسك بشكل عجيب ... بسرعة ...وتردد كلاما غير مفهوم ... و قد
حاول جابر الامساك بك قبل أن تقع بإعياء ... و الجميع أسرع من حولك محاولين تهدئتك دون
جدوى .... فقد ظللت تصرخ و تضحك بهيستيرية .... و لا أدري كيف فعلت ذلك ؟ و من أين أتيت
بذلك السكّين الكبير و .... "
رائد ( بما يشبه الصرخة المختنقة ) : سكّين ؟ معي ؟ أنا ؟ كيف ؟..... و ...ماذا ....حدث ...بعدها ؟؟
مهاب : " أستاذ رائد ..أحقا لا تذكر ؟ لقد طعنته مرتين .... و ظللت تصرخ ...و تضحك ... إلى أن أمسكت بكتفك و أخذت تدور مجددا حول نفسك ...ثمّ ظهر عليك الألم ثمّ .... لم تفق إلا بعد أيام ...ثمّ جئـــ ....."
رائد ..لا يزال فاغرا فاه من هول ما سمع توّا ! لكنه قال بحذر : من ؟ طعنت من ؟ و ماذا حدث له ؟ تكّلم !
مهاب : جابر ! لقد ...قتلت جابر .... سامحني ....و الله لم أكن أقصد أبدا ..أعني لست أنا حقا ...بل كان يجب التأكّد ... لا ..لا أستطيع الكلام ! إنّهم يسيطرون .... يسيطرون !
رائد ( بصوت هيستيري مرتفع ) : " لا شك أنّكم تريدون دفعي للجنون ! سأذهب من هنا ! لن
يخيفني شيء و لا أرغب في معرفة أي شيء ! "
مهاب ( محاولا منعه من النهوض دون جدوى ) : لا ...لا انتظر أرجوك ! لا تفعل !!
لكن رائد كان قد قام بعصبية شديدة متوجها نحو الباب .... فتحه بعصبية و اندفاع .......و ما ان
فتح الباب و همّ بأن يخطو للخارج ........ حتى فوجيء بــ ............!
:?: ... ...
يتبع في الجزء السادس إن شاء الله .............