ومن ينظر إلى هذه العلاقة على أنها من الواجبات والتكاليف وعبء ( بالكاد يطيقه) .....
ومن يعبد الله بإيمان خاشع وفطرة صافية وحب حقيقي...
حسن الظن بالله
ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس,وتكدر البال,وتتعب الجسد.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، إن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة .
وأنت ماذا تظن في الله؟
من معوقات السعادة :
الشعور بالإثم...... فإن الذنوب والمعاصي التي ارتكبها الإنسان، أو لا يزال مصراً عليها، ربما تحرمه من السعادة أو من شيء منها.
قال الإمام ابن القيم رحمة الله : عنوان سعادة العبد في ثلاثة أمور وهي:
أنه إذا أنعم عليه شكر , وإذا ابتلي صبر , وإذا أذنب استغفر , فإن هذه
الأمور الثلاثة هي عنوان سعادة العبد , وعلامة فلاحه في دنياه وأخراه .
وما السعــــادة في الدنيا سـوى شبح ** يرجى فإن صار جسما مله البشر
كالنهر يركض نحو السهل مكتدحا ** حتـــى إذا جاءه يبــــطي و يعتكر
لــم يســعد الـناس إلا في تشوّقهم ** إلى المنيع فإن صــاروا به فتروا
رضا الله أو سخطه لا يستدل على العبد بالمنح والمنع في هذه الأرض، فهو يعطي الصالح والطالح، ويمنع
الصالح والطالح. إنه يعطي ليبتلي، ويمنع ليبتلي، والمعول عليه هو نتيجة الابتلاء .
فإذا ما أنعم الله عليك ، واستشعرت لذة الطاعة بحق ، فإن معنى السعادة حينئذ قد جمع بين يديك حين تستشعر أن الدنيا قد حيزت لك بأسرها
متمثلة في شعورك بالأمان على الحاضر ، وشوقك إلى ذروة النعيم في ما عند الله من النعيم في روضات الجنان ، فلماذا تحرم نفسك من عظيم هذا الخير .
يقول سفيان الثوري: "ما أعطي رجل من الدنيا شيئا إلا قيل له: خذه ومثله حزنا"
ليس السعيد من جمع من الدنيا كثيرها ، ثم مضى رغم أنفه مفارقاً لها ، وأضحى رهين حساب يطول أضعاف زمان جمعه لها ،وإنما السعيد من تخفف ليوم ملاقاته وعمل ليوم الخوف من زلاته فسعد برحمة الله في ظلال جناته .
لست وحدك
وحدك لا تستطيع فعل شيء . . وحدك ضعيف أمام كل شيء . . وحدك لا تقوى على مواجهة أي شيء . .وحدك فقير من كل شيء . .وحدك محتاج ..لكل شيء . . وحدك غير آمنٍ على أي شيء . . وحدك عاجز عن كل شئ
فلماذا لا تلتصق برحاب ربك الذي بيده ملكوت كل شيء ؟
كلما تعمقت علاقاتك الدنيوية ، وكثرت تعاملاتك المادية ، كلما تجردت نفسك من شفافيتها واكتسبت من الصفات ما يؤهلها للإشراف على
هلاكها ، والخير أن تلقي بالدنيا وراء ظهرك حرصا على دينك ، ونجاة لآخرتك ، وسلامة لقلبك ، وإخلاصا لربك ، وإلا فانظر إلى نفسك بعد فترة من تلك التعاملات ، فستجدها قد انتقلت إلى عالم من الضياع والتردي ولا يهلك على الله إلا هالك ، فسل ربك السلامة والتثبيت ، واقنع من الرزق بما يسترك .
للحياة غاية عظيمة ، تزخر بكل معاني السعادة والشعور بالقيمة من خلال السعي إلى سائر الأهداف النبيلة ، فمن نظر إليها من هذا المنظور؛شعر بأنه عزيز في دنياه ، راجيا السعادة في آخرته ، أما من حرم هذا المنظور
فإنه ينظر إليها من منظور هو أقرب ما يكون لمنظور الحيوانات التي لا تعرف معنى لعيشها سوى المأكل أو المشرب , وما عدا ذلك , فهي هموم لا ينبغي أن يشغلوا أنفسهم بها ، مهما كانت غايتها أو نبل هدفها !.
راحة الجسم في قلة الطعام ..
وراحة النفس في قلة الآثام ..
وراحة القلب في قلة الاهتمام ..
وراحة اللسان في قلة الكلام .
إن قطرات الماء حين تتراكم تشكل في النهاية بحراً ، كما تشكل ذرات الرمل جبلاً ، كذلك الأعمال الطيبة فإنها حين تتراكم تجعل الإنسان رجلا عظيماً ,وقد أثبتت التجربة أن أفضل السبل لصقل شخصية المرء هو التزامه بعادات وسلوكيات محددة صغيرة ، كأن يقطع على نفسه أن يقرأ في اليوم جزء من القرآن أو يمشي نصف ساعة مهما كانت الظروف والأجواء، فإن ( أحب الأعمال إلى الله أدوامها وإن قل).
علينا أن نفترض دائماً أننا لم نصل إلى القاع بعد ، وأن الأسوأ ربما يكون في الطريق !
فذلك يجعل الإنسان ينتهز الفرص ولا ينشغل بالأبواب التي أغلقت ، ويجب أن تعتقد أن التحسن قد يطرأ على أحوالنا لكننا لا ندري متى ، ولا يعني ذلك أن ننتظر حتى تتحسن ظروفنا بل ليكن شعارنا دائماً :
(باشر ما هو ممكن الآن ).
يقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله : " إذا همت نفسك بالمعصية فذكرها بالله ، فإذا لم ترجع فذكرها
بأخلاق الرجال ، فإذا لم ترتدع فذكرها بالفضيحة إذا علم بها الناس ، فإذا لم ترجع فاعلم أنك في تلك الساعة انقلبت إلى حيوان " .
قال بعض الصالحين : : إني لأصاب بالمصيبة فأشكر الله تعالى عليها أربع مرارا : شكرا إذا لم تكن أعظم مما هي ، وشكرا إذا رزقني الصبر عليها
من نتائج المعصية:
قلة التوفيق وفساد الرأي،وخفاء الحق،وفساد القلب،وخمول الذكر ،وإضاعة الوقت،ونفرت الخلق،والوحشة مع الرب،ومنع إجابة الدعاء،وقسوة القلب،ومحق البركة،في الرزق والعمر، ولباس الذل وضيق الصدر.
قال سفيان الثوري يوما لأصحابه :
أخبروني لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشيء ؟
قالوا : لا قال
فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله عز وجل.
الراحة غفلة، والفارغ لص محترف، وعقلك هو فريسة ممزقة لهذه الحروب الوهمية . إذاً قم الآن صل أو اقرأ، أو سبح أو طالع، أو اكتب، أو رتب مكتبتك، أو أصلح بيتك، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ .
اذبح الفراغ بسكين العمل، ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة مقابل هذا الإجراء الطارئ فحسب ،انظر إلى الفلاحين والخبازين والبناءين يغردون بالأناشيد كالعصافير في سعادة وراحة وأنت على فراشك تمسح دموعك وتضطرب كأنك ملدوغ!!!!
الأشقياء بكل معاني الشقاء هم المفلسون من كنوز الإيمان، ومن رصيد اليقين، فهم أبدا في تعاسة وغضب ومهانة وذلة ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) لا يسعد النفس ويزكيها ويهزها ويفرحها ويذهب غمها وهمها وقلقها إلا الإيمان بالله رب العالمين، لا طعم للحياة أصلا إلا بالإيمان .
إذا الإيمان ضاع فلا حياة ** ولا دنيا لمن لم يحيي دينا
أنت شيء آخر لم يسبق لك في التاريخ مثال ولن يأتي مثلك في الدنيا شبيه .
انطلق على هيئتك وسجيتك .
وتفائل واستبشر دائماً
والرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول : " تفاءلوا بالخير تجدوه " !
حتى تكون أكثر ثقة بنفسك :
عش متفائلا !
مرض أحد الصالحين فقيل له: ماذا يؤلمك ؟ فقال:
تموت النــفوس بأوـصــــــابها ** ولم يدر عوادها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي ** أذاها إلى غـير أحبابها
الاختلاف سنة و الإيمان به حكمة
كن دائما متفائلا بالتركيز على الجانب المضيء من أي موقف أو شخص.
قال ابن القيم: "ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده من تدبر القرآن وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرها وعلى طرقاتهما وأسبابهما وثمراتهما ومآل أهلهما، وتضع فـي يـده
مـفـاتـيـح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه"
الشــــاكي! وما بك داء ** كيف تغدو إِذا غدوت علــيـلا!
إِن شر الجناة في الأَرضِ نفس ** تتوخى قَبل الرحــيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمى ** أَن ترى فوقـها النـدى إكليـلا
والذي نفــــسه بغير جمــال ** لا يرى في الحياة شيئا جميـلا
كان محاضر يلقي محاضرة عن التحكم بضغوط وأعباء الحياة لطلابه فرفع كأسا من الماء وسأل المستمعين ماهو في اعتقادكم وزن هذا الكأس من الماء؟
فأجاب المحاضر: لا يهم الوزن المطلق لهذا الكأس!!!
فالوزن هنا يعتمد على المدة التي ظل ممسكا فيها هذا الكأس
فلو رفعته لمدة دقيقة لن يحدث شيء
ولو حملته لمدة ساعة فسأشعر بألم في يدي
ولكن لو حملته لمدة يوم فستستدعون سيارة إسعاف !!
الكأس له نفس الوزن تماما، ولكن كلما طالت مدة حملي له كلما زاد وزنه. !!!
فلو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة، فالأعباء يتزايد ثقلها فما يجب علينا فعل
هو أن نضع الكأس ونرتاح قليلا قبل أن نرفعه مرة أخرى.
فيجب علينا أن نضع أعبائنا بين الحين والأخر لنتمكن من إعادة النشاط ومواصلة حملها في المرات القادمة
وتذكر قول رسول الله عليه السلام : ( إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ،رفعت الأقلام وجفت الصحف)
ارض بقضاء الله تعالى وقدره
فالمؤمن لا يخشى مصائب الحياة
فكل أمره خير .. يقول عليه السلام : (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )!!!
ويقول تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبواشيئا وهو شر لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ).
أحص نعم الله عليك ، بدلا من أن تحصي همومك ومتاعبك .
يقول تعالى : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) .
واسأل نفسك دوما :
أتبيع عينيك مقابل بليون دولار؟
وكم من الثمن ترى يكفيك مقابل يديك ؟
احسب ثروتك بندا بنداً ، ثم اجمع هذه البنود، وسترى أنها لا تقدر بثمن .
يقول شوبنهور : " ما أقل ما نفكر فيما لدينا ، وما أكثر ما نفكر فيما ينقصنا "
لا تهتم بتوافه الأمور ، ولا تجعل صغائر المشاكل تهدم سعادتك ، ولا تسمح لنفسك بالثورة من أجل أشياء تافهة .
لا تعط الأمور أكثر مما تستحق ، قدر قيمة الشيء ، وأعط كل شيء حقه من الاهتمام.
استغرق في عملك ، فإذا ساورك القلق أشغل نفسك بما تعمل أو بأمر آخر مفيد .
الواجب
لن يمر عليا يوم إلا وأعمل فيه عملاً فيه مرضاة لله وإن صغر في عيني.
لراغبي التميز:
سأبدأ يومي بطاعة.
وإلى لقاء قريب