غريبة هذه الدنيا ....... غريبة تلك الأقدار ...... لا يمكن ان نتوقع من الدنيا ان نفهمها .... فالحب يأتي في اي وقت ....... دون حتى انذار .....
فأنت اليوم تحب من تكرهه غدا ..... و تكره من تحبه غدا ...... و لكن لا تحتار ...... ف تلك هي الأقدار
الفصل الأول
ضحكت رقية بصوت مرتفع عند سماعها اقتراح منى صديقتهاأثناء جلوسها على سريرها الذي يتوسط حجرتها؛ مماأثار تعجب منى التي سألت بدورها:
- ما الذي يثيركل هذا الضحك؟!!!!
-انك تطلبين مني أن أعمل في الشركة التي تعملين بها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-نعم!!!!
-شركة كليوباترا للسياحة.
-نعم
-الشركة التي يرأسها هشام شكري؟!!
-و ما المشكلة في ذلك؟!
-هل نسيت سمعته وحديث الناس عن علاقاته النسائية المتعددة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-أولا أنه ليس سيئ السمعة كما تتصورين، ثانيا ليس لنا علاقة بغرامياته وليس لنا الحق في التدخل في شئونه الخاصة.
-انت تعلمين جيداأن المباديء لا تتجزأ عندي فاذا شعرت أن الشخص الذي أمامي يتمتع بجميع المميزات و لكن به صفة واحدة أمقتها بشدة فلا أقبل هذه الشخصية أبدا و لا استطيع أن أتحملها؛ممايعني أنه اذا كان أ/هشام رجل به جميع الصفات الجيدة و لكن يتلاعب بقلوب الفتيات فأنا لن أتحمله ولن أتحمل التحدث معه.
-أريدك أن تعرفي شيئا هاما،اذا كان هذا الرجل يعرف فتيات كثيرات فهذا ليس ذنبه انما هو ذنب البنات التي تجري وراءه لتتعرف عليه وهي تعرف
أنه لايفكر في الزواج،و هو لم يضرب أحدعلى يده.
-أتعجب أنك أنت من تدافعين عنه في الوقت الذي كنت تأتي غاضبة منه بسبب الفتيات التي تدخل اليه بدون سابق موعد.!!!!!!!!!!
-نعم أغضب حينماأشعر و كأنني ليس لدي أهمية في قسم السكرتارية لأنه يسمح لناس تدخل إليه بدون مواعيد في الوقت الذي يغضب فيه حينما أسمح لأحد بالدخول إليه دون مواعيدسابقة،لأنن لا أحب الوساطة في العمل
-عامة موضوع العمل لا يشغل بالي كثيرا ،لأنك تعلمين أنني أبحث عن عمل من أجل شغل وقتي فقط.
-عامة فكري مرةآخرى لأنها فرصة لا تعوض.
-سأفكر بالرغم من أنني أعرف الرد مقدما
-أعلم أنك عنيدة ولكنني لن أفقد الأمل،ثم نهضت قائلة:
-سأذهب لأن الوقت تأخر،نوما هنيئا.
-أحلاما سعيدة.
وقفت رقية لتوصل صديقتها إلى باب الشقة،ثم ذهبت
إلى غرفة والديهالتلقي تحية المساء على والديها ثم إلى غرفتها لتنام
-استلقت فوق سريرها ثم بدأت تفكر في كلام صديقتها مما قادها إلى التفكير في هشام شكري
-بدأت تتذكر أول مرة رأته :
-كان هذا منذ عام تقريبا،كانت قد اتفقت مع منى صديقتها أن تقابلها أمام الشركة حتى تذهبا معا للتسوق و شراء مستلزمات ضرورية تخص منى،وفي ذلك اليوم تأخرت منى فاتصلت بها على هاتف المحمول؛فاعتذرت لها منى وطلبت منها أن تصعد إلى مقر الشركة .
-صعدت رقية متجهةإلى مكتب منى كما وصفته لها في الهاتف حيث كانت أول مرة تقابلها في مقر عملها.
-دخلت مكتب السكرتارية ولكنها لم تجد سوى فتاة آخرى في منتصف العشرينات أي أكبر منها بثلاثةأعوام وهي طويلة القامة جسمها رشيق لها عينان زرقاوان زرقة البحر وشعر أشقر وبشرةناعمة في الحقيقة هي مكتملة الأنوثة وشديدة الجاذبية وخمنت أنها هيام التي تشارك منى العمل في قسم السكرتارية وخمنت هذا من حديث منى عنها و عن جمالها.
-نظرت إلى رقيةنظرة وقحة متفحصة متسائلة في هدوء:
-ماذا تريدين؟؟
-أود مقابلة منى
-آه لا بد أنك صديقتها رقية.
-نعم.
-لقد ذهبت إلى الحمام ،سأذهب لأتعجلها لك
-أشكرك.
-ذهبت دون أن تعرفها بنفسها؛ لا يهم فهي ليس لها علاقة بها ولا تعرفها و لن تعرفها،هكذا فكرت رقية في نفسها متأملة ديكور الغرفة التي تجلس بها،غرفة واسعة حينما تدخلها ترى صورة للأهرامات و معالم مصر السياحية مكتوب تحتها (كليوباترا للسياحة) اسم الشركة؛يوجد بالغرفة مكتبان بالطبع ل هيام و منى ،تتصل الغرفة ب غرفة آخرى يبدو أنها غرفة مدير الشركة و صاحبها.
-أفاقت رقية من أفكارها على صوت خطوات تقترب من الغرفة التي تجلس بها؛فاعتقدت أنها منى ولكن ظهر رجل خفق قلبها حينما وقعت عيناها عليه منذ أول وهلة ؛فهو فارع الطول عريض المنكبين شعره أسود ذو بشرة سمراء له وجه جذاب في الحقيقة جاذبيته تقع في عينيه ؛فعيناه أخاذتان تملك جاذبية مثل السحر تأخذك إلى عالم آخركما أنهما ثاقبتان تنفذ إلى أعماق من يقف أمامه و تقرأ سرائره؛هي لم تؤخذ برجل من قبل ولم تشعر بمثل هذاالإحساس من قبل.
-أفاقت من شرودها على صوته العميق يسألها:
-هل أنت موظفة هنابالشركة؟
-لا.إني أنتظر منى صديقتي التي تعمل هنا.
-لم يخف عنهانظراته الوقحة التي تتأملها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها و ما أغضبها أكثر هوالثقةبالنفس التي يتحدث بها.
-سألها مرة ثانية:
-ما اسمك؟
-أغضبها سؤاله الذي اعتبرته تدخلا في شئونهاالخاصة؛فهي لم تعتد الرد أو التحدث مع أحد غريب ولكنها أجابت عن سؤاله الأول لأنه سؤال عابر و احتراما لصديقتها منى اعتقادا منها أنه زميل منى في العمل،كما أنه يسألها بوقاحة شديدة لذلك ردت عليه بحدة قائلة:
-و ما شأنك باسمي؟!!!!!
-نظر إليها بتعجب و قبل أن يتفوه بكلمة آخرى سمعا صوت خطوات تقترب فنظرا إلى اتجاه الباب ليعرفا من القادم وكانت منى هي القادمة.
-نظرت إليهم بتعجب ثم ركزت نظراتها على الرجل الواقف ثم قالت في دهشة :
-هشام بك؟!!!!!!!!!!!
انتقلت دهشتها إلى رقية التي احمرت خجلا حينما نظرت إلى هشام بعدما عرفت أنه هو صاحب الشركة و لكنه نظر إليها في سخرية و استخفاف موجها كلامه إلى منى :
-صديقتك تنتظرك من باكر،لا بد أن تحترمي مواعيدك يا آنسة منى خاصة مع صديقاتك الجميلات سليطات اللسان ثم رمق رقية بنظرة خاطفة مرة آخرى و دخل إلى حجرته.
-دخلت منى ورائه لتستأذن منه لتنصرف من العمل وهي تنظر إلى رقية في استفسار لتعرف ما حدث معهما قبل دخولها و لكنها لم تفهم شيئا .
مضت دقيقة على خروج منى من غرفتهاكأنها سنة وخافت فيها كثيرا على منى من أن يعنفها بسبب ما حدث ولكن منى خرجت دون أن يظهر عليها أي علامة من علامات الغضب.
انفرجت أساريررقية وارتاحت كثيرا حينما رأت صديقتها التي بادرتها قائلة :
-ماذا حدث؟
-لا شيء،هل وبخك بسبب انتظاري لك هنا؟
-لا.لم يقل شيئا،أعتقد أنه يجدر بنا الذهاب.
-نعم ، هيا بنا.
لم تسأل منى صديقتها عن سر هذا الكلام أو عن أي شيء حدث قبل مجيئها واعتقدت أنه يمزح مثلمايفعل مع سائر النساء.
أفاقت رقية من شرودها و ابتسمت قائلة لنفسها لا لن أذهب ، إذا ذهبت هناك سيعاملني بقسوة و عنف و لن ينسى ما حدث مني . لا.. لا يمكن أن أذهب.
و أغمضت عينيها لتنام............. و لم تكن تعرف مايخبئه لها القدر ......