مصباح الفلاح ( قصة للأطفال)
مرسل: 31 مايو 2009, 9:58 pm
كان أمير طفل جميل يعشق سماع القصص ويستمتع عندما يذهب مع والدته لشراء بعض القصص الذى يختارها هو بنفسه...وفى يوم ذهب مع والدته لتشترى له قصص جديدة لتقصها عليه قبل نومه وعندما ذهبوا الى المكتبة ظل أمير تنتقل عينيه بين أغلفة القصص حتى وقعت عيناه على قصة أمسكها بين يديه الصغيرتين وتوجه لأمه لتشتريها له أخذتها الأم وظلت تتنقل بين صفحاتها حتى تأكدت أن القصة ستكون مفيدة عندما تقصها لأمير ...ذهبوا الى البيت وأمير سعيد بزيارته للمكتبة التى يشترى منها قصصه المحببه ...وعندما جاء المساء أصطحبت الأم أمير الى فراشه وكعادة كل يوم أخذت الأم القصة وجلست بجوار أمير ووضعت القصة بينها وبينه ليشاهد الصور التى توضح القصة وبدأت الأم الحديث بذكر النبى الحبيب ورد أمير
بصوت جميل عليه الصلاة والسلام قالت الأم اليوم سأقص لك قصة عنوانها مصباح الفلاح بدأت عينا أمير تلمعان متشوقة لسماع صوت أمه الحنون وهو يروى له القصة قالت الأم ..
كان يوجد منذ زمناَ بعيد فلاح أسمه سعيد يمتلك أرضا صغيرة يزرعها بيده ويعيش مما يجنيه
يسكن فى بيت بجوار أرضه وفى كل صباح يوما جديد يخرج سعيد ليزرع أرضه ويتناول طعام أفطاره بين زرعه الأخضر الذي يزرعه بيده ....ورغم التعب الذى كان يعانيه .. لكنه كان يشعر دائما بالرضى بحياته فكانت البسمة لا تفارق وجهه وكان يضيع كل تعبه عندما يُطعم الأطفال الصغار من ثمار أرضه ... فكان دائما يحب إسعاد الناس فحتى الطيور كان سعيد يدخر لها نصيبها من الحبوب ...
وفى ليلة من الليالى خرج سعيد كعادته ومعه مصباحه الصغير الذى كان يصطحبه معه فى كل مكان ...وفجأة وهو يسير سقط المصباح من يده ..فأسرع سعيد ليحمله ولكنه وجد المصباح يخرج منه دخانٍ كثير فابتعد عنه ...وهو خائف ويرتعش.. وفجأة سمع صوتا يخرج من بين الدخان يقول جئت اليك لأحقق لك ماتتمناه ... زاد خوف سعيد وظل يردد بصوتا ضعيف بسم الله الرحمن الرحيم ...قال مارد المصباح لا تخاف لاتخاف أن جئت اليك لأحقق لك أحلامك فقد عشت بداخل المصباح طويلا وقررت ألا أخرج منه الا اذا وجدت من يستحق ان أخرج من أجله
رد سعيد وقد بدأ يطمئن قليلاً ولماذا خرجت اليوم قال المارد فأنا خرجت من أجلك ياسعيد فأنت تستحق أن أحقق لك أحلامك...لك عندى ثلاث أمنيات أطلب ماتتمناه وسأحققة لك فى الحال ...
فكر سعيد وقال أريد أن يكون عندى قصر كبير حديقتة مليئة بالزهور والأشجار فما أجمل الحياة
فى قصر كبير ...وبين طرفة عين كان سعيد داخل قصر جميل لم يصدق سعيد ان الحلم يتحقق
بهذه السرعة .. طار سعيد فرحا بالقصر الجديد....
سأله المارد من جديد ماذا تريد بعد ذلك فقد حققت لك أول أمنياتك ...قال له سعيد أريد مالا كثير لأعيش فى ذلك القصر أمير ...تحققت أمنية سعيد قبل أن يكملها ... وأصبح يملك المال الوفير وقصر ليس له مثيل ...عاد المارد مرة أخرى يسألة عن أخر أمنياته ...فطلب منه سعيد أن يمهله بعض الوقت ليفكر فى أخر أمنياته ...استجاب المارد لكلام سعيد وأخبره أنه أذا أحتاجه يصفق ثلاث مرات وسيكون بين يديه ليحقق له مايتمناه
أختفى المارد ...وبدأ سعيد يتجول فى قصره الجديد ...
ومرت الأيام وسعيد يعيش فى داخل قصره بين أمواله الكثيرة لا يفعل شيء فكل شيء أصبح متاح
مل سعيد من جلوسه الدائم في القصر وعدم عمله تذكر عندما كان يعمل ويأكل من زرع يده ...
وتذكر بيته الصغير الذى كان يعيش فيه سعيدا .. وأصدقائه الذين كان يساعدهم ... تمنى سعيد لو يعود الى أرضه الذي كان يستمتع وهو يزرعها والى أصدقائه الذين كانت تسعده ابتسامتهم ...
فكر سعيد كيف يجعل نفسه سعيدا كما كان ...وفجأة خطر فى بال مارد المصباح فصفق ثلاث مرات حتى حضر المارد فى طرفة عين ....قال المارد فكرت يا سعيد في أمنيتك الأخيرة فقال له
نعم فكرت أريد أن أكون سعيداً فأنا لا أشعر بالسعادة رغم كل ما أمتلكه من مال فقال المارد أنا لا أملك أن أجعلك سعيدا أو تعيسا فانت الذى تطلب ما يجعلك تكون سعيدا فكر سعيد فى كلام المارد وقال لقد فكرت فى الشىء الذى سيجعلنى سعيدا
فأنا أريد أن أعود الى أرضى وبيت الصغيران تعجب المارد من كلام سعيد وقال له وستترك أموالك وقصرك الكبير قال لا سأوزع كل هذه الأموال على الفقراء والمساكين وسأجعل هذا القصر مأوى لكل الفقراء الذين لا يمتلكون منزلا ً يسكنون فيه ...فكيف أسكن فى قصر كبير وغيري لا يمتلك بيتا ً صغيرا يحميهم ... فأنا أملك المنزل الذى يحمينى والأرض التي آكل من خيرها ...حقق المارد أمنية سعيد ...وعاد سعيد الى منزله وأرضه وعادت إليه سعادته ..
وعاش سعيد فى خير وسلام.
والسلام ختام ...
سألت الأم أمير ما رأيك فى قصة اليوم رد أمير والابتسامة تملأ وجهه قصة جميلة يا أمي تعلمت
منه أن السعادة ليست بكثرة الأموال وأن السعادة الحقيقية فى أسعاد الأخرين ...
فرحت الأم أن أمير الصغير فهم هذا المعنى الكبير ...قبلت الأم أمير وتركته وهى تعده بقصة
جديدة فى يوما جديد ....