أكاديمية ايجيبت رايت الأدبية

في ليله مطراء في غسق الدجى
وسط الهز يم وهمهمات هواء
مسافر في جوف ظلماء أتى
ويلفه صمت كعباءة خرقاء
متثاقل الأقدام يطويها سقم
ينثر الخطوات يملؤها الشقاء
كمشيه المجنون يبعثها سأم
إذ فوق درب لا لغايته لقاء
كفن الوهن جميع جوانبه
أرخى غطاه بكفه السوداء
وتحت فرعاء تهشم غصنها
ألقى عصاه مناشدا البقاء
متضعضع الوجه وعاف جسمه
شيخ بمزقات تأباه الغطاء
قد غطت الأيام ملمح وجهه
وعلت ثلوج رأسه الشماء

حتى إذا خبوت مشاعل نصبه
سكن سكون الصخرة الصماء
وكأنما ابتلع الحياة بجوفه
أم ترى الكون يقاسمه الولاء
قد ساد صمت شاحب أرجاءه
وكأنه فحوى حديث للفناء
وبدون اى تنبؤ بحدوثها
شقت طريقها صرخة علياء
وتمايل الشيخ يوارى حرقته
وأنينه يمضى نحيبا للسماء
إذ تارة يبكى وتارة يضحك
بتضرم العقل جنونا واصطلاء
تقدح الأزناد فكرا ناره
تلهب الهذيان يدوى كالصداء
وتبدأ الذكرى تغالب عينه
وتقعقع الأذان صخبا كالعواء
يدنى كتابه بالأسى وتضرع
يرفع الأقلام حبا واصطفاء
وبدمعه جادت بها عين الزمان
خط السطور شواطئ سوداء
همت يمينه أن تناجى كتابه
وتبثه الشكوى كليمات عجيفاء
فتكسرت موج الزمان بكفه
فيصوغها كلم تضج بالشقاء
تحكى الحكاية نفسها بتنهد
حكاية الإنسان مبدأ وانتهاء
تتقاطر الأحداث حزنا اسودا
من فجر أيام توشح بالدماء
بداية الآلام منبعها يد
سكين حقد لحظه عمياء
بخطيئة القابيل ونحن على الطريق
برضا وعلم سالكون ولا إباء
هجروا الفضيلة تاركوا طرقاتها
يجلو لها عين مليئة بازدراء
وملامح الأحلام تاه رنينها
وتحجر الحلم مكانه في العراء
إنسان فيق تصورا عصيانه
ألفى حليف الشر والبغضاء
قد صار وحشا من مسوخ جهنم
يسقى الحياة مصائب الأرزاء
من كل كأس جريرة نال المنى
بحر الدنايا يدانيه امتلاء
خديعة غش تحارب وانتقام
غل وكره وغريزة للقضاء
قسا وه الحجر بقلبه اسودا
ولا فالحجر تشقق عين ماء
أمم تقاتل بعضها بضراوة
وسيوفهم حقد مشوب بالغباء
وكأن لذتهم قراع سيوفهم
وشرابهم خمر تغالبه الدماء
بشريه غرقت بنار مذابح
فرؤوس أطفال تطاير في الهواء
البعض ينظر باستياء مصطنع
والبعض يلتهم الرؤوس باشتهاء
الحق والعدل خيال واهم
وكذلك الحرية يبكيها الإيذاء
فهذا إنسان يحطم كونه
شجر وزهر جنانه الغناء
قتل الطبيعة عابثا برفاتها
فتناثرت جناتها أشلاء
ويمضى الخراب بكفه المسمومة
فيزلزل الأرض بلاء في بلاء
تستعبر العبرات تنصفها فلا
قست العقول بجهالة الجهلاء
فاليوم فأنظر لا سبيل لوجهها
غطته أشلاء البقايا في سخاء
ذلك الإنسان يمضى هازئا
بين المنايا والجماجم والفناء
غيبوبة شملت ضمير العالم
أعمى البصيرة مظلم الأرجاء
فيا ويحه بشر يحارب نفسه
يفنى الحياة ويفنى نفسه بالشقاء
وتوقف القلم عن نقل مشاعره
وتماثل الشيخ حثيثا للشفاء
من وقع أحزان تداور قلبه
فكان قلم في يديه هو الدواء
حيا الطريق بخطوه مترنحة
وصل المسير برفقه الظلماء

اخى احمد شكرا على هذا الرد السريع . مجرد مرورك فخر لى ، كلماتك اسعدتنى جدا فلا تحرمنا من ردودك الجميله لكى نحس انك معنا ويزيد هذا الدفء الاخوى الممتع،لك منى تحياتى المخلصه وتمنياتى بدوام الازدهار.

حقا لا أجد ما أقوله, فأقل ما توصف به أنها رائعة
كلمات قوية وأسلوب غاية فى الجمال
أحييك كثيرا
وفقك الله الى المزيد

حقيقة لا أجد من الكلمات ما يوفي هذا العمل الرائع حقه
لكن بكلمات متواضعة لابد أن أشيد بهذا الثراء اللغوي وهذا المعين الشعوري الذي لا ينضب
ولا أجد كمشرف للقسم إلا أن أثبت هذا العمل بالقسم لمدة أسبوعflower1

اطربتنى كلماتكم الرائعه الجمله ،احسست وكأن دفقه الحان راقصه فرحه تتخلل نفسى وتراقص كل خلجه فيها ،ولكم سعدت وهزتنى النشوه وانا اقرأ كلماتك الرائعه فى حقى اخى محمد وشكرا على هديتك الغاليه واتمنى ان احوذ اعجابكم مع كل عمل اقدمه لكم دمتم فى سعاده وهناء