اهل الدويقة يموتون بالحياة .... و اين انتى ايها الحكومة ؟
مرسل: 26 يونيو 2009, 7:21 pm
الرعب يسيطر علي سكان شارع الثورة بالدويقة بعد تجاهل الحي إزالة منازلهم
حالة من الرعب تعيشها مئات الأسر في شارع الثورة بمنطقة «الإتنينات» بالدويقة، فمنذ أن تمت إزالة المنازل المجاورة لهم بعد حادث الانهيار الصخري الذي راح ضحيته المئات من سكان عزبة بخيت،
ظلوا في مساكنهم بانتظار قرار الحي بإزالتها وتعويضهم بغيرها في مساكن سوزان مبارك، لكنهم فوجئوا بأن البلدوزرات التي هدمت المنازل المجاورة لهم، لم تقترب منهم لكنها زادت فقط من الشروخ التي كادت أن تقسم الغرف التي يسكنونها إلي نصفين_علي حد قولهم.
كان «علي» الذي لم يتعد السنوات السبع يلعب بين الأنقاض حين فاجأه عقرب صغير يختبئ بين الأحجار، وأخذ يلاحقه حتي كاد أن يتمكن منه، فما كان من الأهالي إلا أن أنقذوا الطفل الصغير بعد أن نقلوه إلي المستشفي.
والدة «علي» تتذكر جيدا يوم أن تم نقلها عام ١٩٨١ هي وبعض الأهالي من منازلهم في السيدة زينب، التي تهدمت إثر إصابتها بشروخ جسيمة، فما كان من الحكومة إلا أن طلبت منهم البقاء في منطقة الإتنينات بالدويقة لمدة ٦ شهور، مع وعد بأن هذا الإجراء سيكون مؤقتًا، ومنذ ذلك الوقت وهي تسكن غرفة واحدة مع زوجها وأبنائها الثلاثة في انتظار وعد الحكومة،
خصوصًا بعد أن فوجئت بأن قرار الإزالة الأخير لم يشملها هي ومئات الأسر الأخري التي تقع منازلهم علي حافة الجبل، واضطرت أن تحرر محضرًا رقم ٤٢٩٠ لتثبت حالة الشروخ التي أصابت غرفهم بسبب عمليات الهدم، كما تقدمت وغيرها من الأهالي بشكاوي إلي الحي لكن دون جدوي.
حال «أم علي» لا يختلف عن جارتها «نورا محمد» التي تحاول أن تخفي دموعها عن أبنائها الثلاثة كلما تذكرت فقدانها لجيرانها وأصدقاءها يوم سقوط الصخور فوق رؤوسهم، «نورا» تسكن غرفة لا تزيد مساحتها علي ١٥ مترًا، لا تفصل دورة المياه عن سرير واحد بالغرفة إلا ستارة بالية، كثيرًا ما يتعلق بطرفها أصغر أبنائها لعله يستطيع تمزيقها، وهو يحاول بذلك أن يشعر باتساع الغرفة التي ضاقت عليه فاضطر أن يلجأ إلي اللعب في أحضان أنقاض المنازل المهدمة.
الصعود إلي غرفة «محمود محمد» يتطلب أن تستند بكلتا يديك علي سور طيني يهتز بين الحين والآخر، وأن تنحني قليلاً حتي لا تصطدم بالأخشاب التي حاول أن يستخدمها في ترميم السقف، خصوصًا أنه يتقاسم المنزل مع ٧ أسر أخري ويشتركون جميعًا في دورة مياه واحدة، الغرفة التي صنعها هي الأخري من الخشب أصبحت المأوي الوحيد له وزوجته وأبنائه الأربعة،
لكنه كان يأمل في أن تصدق الحكومة وعدها لهم بأن تنقلهم إلي مساكن بديلة، خصوصًا أن غرفهم تلاصق صخور الجبل التي تهتز بين الحين والآخر مما يصيب أبناءه بالفزع.
لم تقف معاناة سكان شارع الثورة عند الاهتزازات المتكررة التي تصدر عن الجبل بين الحين والآخر، أو عند الشروخ التي أخذت تنتشر بين جدران غرفهم حتي كادت تخفي ملامحها الحقيقية، ولكن ما زاد من الأمر صعوبة أنهم يعيشون بلا أي مرافق، منذ إزالة المنازل المجاورة لهم، فالبلدوزرات أزالت مع المنازل مواسير المياه ووصلات الكهرباء التي كان الأهالي قد أقاموها علي نفقتهم الخاصة.
سيدة أربعينية كانت تحاول أن تتماسك وهي تسير فوق أنقاض الصخور، وتحمل فوق رأسها جركنًا مليئًا بالمياه متجهة إلي غرفتها التي تسكنها مع زوجها وأبنائها الخمسة، وفجأة استوقفتها إحدي الصخور حين علقت بأحد نعليها فمالت حتي تنتزعه، فسقط جركن المياه علي الأرض، فما كان منها إلا أن استدارت لتبدأ رحلة جديدة لملء الجركن الصغير حتي تعود لأبنائها بما يسد عطشهم.
لا تعليق
حالة من الرعب تعيشها مئات الأسر في شارع الثورة بمنطقة «الإتنينات» بالدويقة، فمنذ أن تمت إزالة المنازل المجاورة لهم بعد حادث الانهيار الصخري الذي راح ضحيته المئات من سكان عزبة بخيت،
ظلوا في مساكنهم بانتظار قرار الحي بإزالتها وتعويضهم بغيرها في مساكن سوزان مبارك، لكنهم فوجئوا بأن البلدوزرات التي هدمت المنازل المجاورة لهم، لم تقترب منهم لكنها زادت فقط من الشروخ التي كادت أن تقسم الغرف التي يسكنونها إلي نصفين_علي حد قولهم.
كان «علي» الذي لم يتعد السنوات السبع يلعب بين الأنقاض حين فاجأه عقرب صغير يختبئ بين الأحجار، وأخذ يلاحقه حتي كاد أن يتمكن منه، فما كان من الأهالي إلا أن أنقذوا الطفل الصغير بعد أن نقلوه إلي المستشفي.
والدة «علي» تتذكر جيدا يوم أن تم نقلها عام ١٩٨١ هي وبعض الأهالي من منازلهم في السيدة زينب، التي تهدمت إثر إصابتها بشروخ جسيمة، فما كان من الحكومة إلا أن طلبت منهم البقاء في منطقة الإتنينات بالدويقة لمدة ٦ شهور، مع وعد بأن هذا الإجراء سيكون مؤقتًا، ومنذ ذلك الوقت وهي تسكن غرفة واحدة مع زوجها وأبنائها الثلاثة في انتظار وعد الحكومة،
خصوصًا بعد أن فوجئت بأن قرار الإزالة الأخير لم يشملها هي ومئات الأسر الأخري التي تقع منازلهم علي حافة الجبل، واضطرت أن تحرر محضرًا رقم ٤٢٩٠ لتثبت حالة الشروخ التي أصابت غرفهم بسبب عمليات الهدم، كما تقدمت وغيرها من الأهالي بشكاوي إلي الحي لكن دون جدوي.
حال «أم علي» لا يختلف عن جارتها «نورا محمد» التي تحاول أن تخفي دموعها عن أبنائها الثلاثة كلما تذكرت فقدانها لجيرانها وأصدقاءها يوم سقوط الصخور فوق رؤوسهم، «نورا» تسكن غرفة لا تزيد مساحتها علي ١٥ مترًا، لا تفصل دورة المياه عن سرير واحد بالغرفة إلا ستارة بالية، كثيرًا ما يتعلق بطرفها أصغر أبنائها لعله يستطيع تمزيقها، وهو يحاول بذلك أن يشعر باتساع الغرفة التي ضاقت عليه فاضطر أن يلجأ إلي اللعب في أحضان أنقاض المنازل المهدمة.
الصعود إلي غرفة «محمود محمد» يتطلب أن تستند بكلتا يديك علي سور طيني يهتز بين الحين والآخر، وأن تنحني قليلاً حتي لا تصطدم بالأخشاب التي حاول أن يستخدمها في ترميم السقف، خصوصًا أنه يتقاسم المنزل مع ٧ أسر أخري ويشتركون جميعًا في دورة مياه واحدة، الغرفة التي صنعها هي الأخري من الخشب أصبحت المأوي الوحيد له وزوجته وأبنائه الأربعة،
لكنه كان يأمل في أن تصدق الحكومة وعدها لهم بأن تنقلهم إلي مساكن بديلة، خصوصًا أن غرفهم تلاصق صخور الجبل التي تهتز بين الحين والآخر مما يصيب أبناءه بالفزع.
لم تقف معاناة سكان شارع الثورة عند الاهتزازات المتكررة التي تصدر عن الجبل بين الحين والآخر، أو عند الشروخ التي أخذت تنتشر بين جدران غرفهم حتي كادت تخفي ملامحها الحقيقية، ولكن ما زاد من الأمر صعوبة أنهم يعيشون بلا أي مرافق، منذ إزالة المنازل المجاورة لهم، فالبلدوزرات أزالت مع المنازل مواسير المياه ووصلات الكهرباء التي كان الأهالي قد أقاموها علي نفقتهم الخاصة.
سيدة أربعينية كانت تحاول أن تتماسك وهي تسير فوق أنقاض الصخور، وتحمل فوق رأسها جركنًا مليئًا بالمياه متجهة إلي غرفتها التي تسكنها مع زوجها وأبنائها الخمسة، وفجأة استوقفتها إحدي الصخور حين علقت بأحد نعليها فمالت حتي تنتزعه، فسقط جركن المياه علي الأرض، فما كان منها إلا أن استدارت لتبدأ رحلة جديدة لملء الجركن الصغير حتي تعود لأبنائها بما يسد عطشهم.
لا تعليق