احتفال

[محمد عبد الرازق]

نهض من النوم متأخرا .. ورغم ذلك فقد بدت على قسمات وجهه آيات السعادة والارتياح ..فقليلة هي الأيام التي يستشعر فيها الراحة عقب عودته للحياة من رحلة النوم المعتادة للبشر كل ليلة .. وعلى عجل استعد للخروج قاصدا محطة المترو .. وقف ينتظر قدوم القطار الذي سوف يحمله إلى عمله .. وفي انتظاره كان يقطع الملل بالحركة جيئة وذهابا على رصيف المحطة ..وفي حركته البندولية تلك لمحها واقفة .. فقفزت هيئتها لذهنه بتساؤل بدا له منطقي : هل تركب الملائكة المترو ؟ .. فقد كان دوما يردد : لقد مللت هذه الأجساد المعروضة في الشوارع .. مالي وهذا اللحم الرخيص !.. ليت يرزقني الله بامرأة تسكن إليها نفسي كلما نازعتها عوامل الإثارة .. امرأة تكون في ذاتها احتفال تجمع بين نورانية الجسد ومكارم الأخلاق .. دار كل ذلك في ذهنه وهو يختلس النظر لتفاصيل الجمال في قسمات وجهها ..عينيها .. شفتيها .. خديها ... أراد أن يمد عينيه أكثر فنهرته نفسه أن يتمادى .. لكنه سرعان ما قمع ذلك .. فهو ناكح يبتغي العفة .. فصال بعينيه وجال .. وكلما أرسل البصر انقلب إليه البصر وهو حسير .. فقد اعتقلت آيات أنوثتها داخل ملابسها الفضفاضة .. فاقترب رويدا منها عازما على محادثتها وتقديم نفسه إليها ..مستشعرا روحه وكأنها مدينة اندكت كل حصونها وأشرعت كل أبوابها .. إلا أنه سمع صوت القطار قادما وصوت من يقول لها : احتفال انتظري سنركب القطار التالي .. وغادر القطار ... وثلاثتهم على رصيف المحطة .

[الزهراء]

مساء الخير و أهلا بيك في أكاديمية ايجيبت رايت الأدبية المميزة

قصة قصيرة بكلمات وجيزة لكنها تحمل في طياتها معاني كبيرة و ترمي للعديد من المواضيع المهمة في حياتنا و دنيانا ، تكلمت عن اجتماع جمال الشكل بجمال الأخلاق في امرأة واحدة و جعلت ذلك نادرا قد تكون محقا و لكن هناك الكثيرات من زينهن الله بأفعالهن فكن دررا و أكثر ، تكلمت عن العفة و الرغبة في الزواج و أشاطرك الرأي لذلك و لكن النهاية لم تكن واضحة في ذهني أكانت متزوجة و من ذاك الذي ناداها ....
وددت لو طالت قصتك أكثر حتى أستمتع بها و حتى أتعرف أكثر على طريقة كتابتك و التي ما إن بدأت أنسجم معها حتى انتهت القصة

في النهاية تقبل تحياتي و تمنياتي لك بوقت مفيد في أكاديميتنا مع كم كبير من الأعمال المميزةflower1

[Ghadat2009]

مرحبا بك أخا و زميلا يا محمد في أكاديمية ايجيبت رايت الأدبية الرائعة ..

قصتك حملت الكثير من التعبيرات الممتعة ... سردتها بأسلوب جعلني أتخيل الموقف كما صوّرته تماما

إلا أني أتفق مع زميلتي سلمى ( الزهراء ) في كون النهاية كانت غامضة بعض الشيء و خاصة أنك قلت : (و ثلاثتهم على رصيف المحطة ) و لم تقل ( و ثلاثتنا ) و هنا أتساءل فعلا من هم الثلاثة ؟ و لو كان أخاها هو الواقف ينادي عليها ..فهل من المنطقي أنه توقف لمجرد تفكير البطل في احتمال أن تكون اخته زوجة مستقبلية للبطل ؟

الجميل جدا في قصتك ..الروح الإسلامية الحقيقية التي ترفض العريّ و العرض الرخيص ..و تطلب الزوجة الصالحة ذات الأخلاق و الجمال النوراني ... أحييك على تلك الأفكار التي لو كانت لدي كل الشباب المسلم لاختفت ظاهرة الملابس المكشوفة المستفزة و لصلح الكثير من حال المجتمع

في انتظار المزيد من قصصك الجميلة ....تحياتي لك