الشهر الرابع , لقاء (قصة قصيرة) المركز الثالث: ايمان التونسى

لوحة شرف الأعمال الفائزة فى مسابقة (مصر بتكتب إيه؟) للعام الأول , منذ بدايتها رسميا فى 11 نوفمبر 2008 وحتى تاريخ 11 نوفمبر 2009
قوانين المنتدى
لوحة شرف الأعمال الفائزة فى مسابقة (مصر بتكتب إيه؟) للعام الأول , منذ بدايتها رسميا فى 11 نوفمبر 2008 وحتى تاريخ 11 نوفمبر 2009
أضف رد جديد
ايمان التونسي
أكاديمى جديد
أكاديمى جديد
مشاركات: 5
اشترك في: 02 فبراير 2009, 12:56 pm
verification: ID verified and trusted writer

الشهر الرابع , لقاء (قصة قصيرة) المركز الثالث: ايمان التونسى

مشاركة بواسطة ايمان التونسي »

صورة
مسابقة الشهر الرابع - 2009

مجال القصة القصيرة

بعنوان

(لقاء)

المركز الثالث

(ايمان التونسى)

***



وقفت متعبة أمام مدخل البناية العملاق التي تعمل في إحدى مكاتبها ،وبينما تنتظر لتستقل سيارة الأجرة حتى تذهب للطبيبة التي تتابع حملها ،إذا بسيارة فخمة تأتي بسرعة شديدة تجاهها حتى كادت تدهمها ،حاولت أن تبتعد فإذا بها تسقط جالسة على الأرض فتبتل ثيابها بذاك الماء المتناثر المختلط بالورود الذابلة الساقطة من أشجار هذا الطريق الهادئ من ضواحي مصر الجديدة...

نــزل على الفور فـتى وسيم من السيـارة الأنيقـة شاحبا يساعد هذه الشابة الحامل أن تنهض. وما إن لمس يدهـا يرفعها حتى زاد بوجهه لونا باهتا جعله أكثرشحوبا و جف لسانه عن ترديد كلمات الاعتذار. قلب نظره في عينيها وشفتيها وخصلات شعرها الداكن بسرعة تستنكر وتستفيق مارأى. إنه يعرفـها وصدمه أن وجدها هكذا فهي لم تزل كما هي في جمالها ولكن زاد عليها ما تحمله ..ابنها ... ابنتها...؟ ربما لا يكون طفلها الأول . تسمرفي مكانه لا يعرف قلبه ماذا عليه أن يشعر ولا يعرف عقله ماذا عليه أن يفعل حتى يستقبل الفتاة التي لم يحب ولم يتمنَ سواها؟؟ ماذا عليه أن يفعل اثر رؤية من يحب وبعد غياب ست سنوات ... اثر رؤية فتاته التي لم تعد فتاته بل امرأة رجل أخر.. وجد نفسه يكرر كلمة "آسف" ولكنها كانت بمعانٍ مختلفة .

وفيما بين وقوف و حركة تردد كل من جسمها وعقلها احتارت هل تجعل قلبها ينبض مثلما كان في الماضي ؟ هل تريد أن تضمه إليها بشوق ست سنوات أم لا يجوز ؟؟ أم تنصرف فلا شيء حدث أم تلومه على الماضي أم تلومه كمجرد سائق طائش.,,
منعت عينيها دموع تهدد بالانهمار ’ حاولت أن تتكلم لكن ذاب الكلام على شفتيها ’حاولت مجددا وحاول هو سكتت سكت هو أيضا ابتسمت وابتسم لها طربـا . سألها إذا ماكانت تنتظر أحدا ردت " لا مجرد تاكسي" سألها " أيمكنني توصيلك لايجوز أن أتركك وملابسك ....! أنا آسف"
وساد صمت قطعه صوت الباب يفتحه لها يرجوها أن تركب ردت في رقة وقد احمر وجههـا، وكالعادة لم تستطع أن ترفض له طلبا، "ولكن ربما طريقي لا يناسب طريقك"
-"أين تذهبين؟"
-"الطبيبة في الدقي " -"أنا أيضا ذاهب للدقي.. انه بيتي الجديد وقد..."
-"لا يجوز" قاطعته فرد "لماذا؟ ... هيا اركبي " قالها بصرامة جعلت وجهه يبدو اكبر سنًا
وبعد إلحاح ركبت إلى جانبه وهي تشعر بألم في ظهرها ربما من اثر سقوطها ، بدأ في القيادة وهو يسترجع لماذا وكيف تركها وأسباب الطموح والجنون والعند والتي هي نفسها أسبابا جعلت من شاب في السابعة والعشرين يمتلك سيارة كهذه ليس من الجائز إلا أن تقف إلى جوار منزل فخم وممتلكات تتلاءم مع ملكيتها، نظرت إليه وقد شعرت أنها وجدت اللبنة التي كانت تنقصها ، فدائما ما كانت تشعر كما لو كان لديها بيت من لبنات مهما تزينه لم تزل تنقصه لبنة ومهما تنظر للزينة تعتريها حالة من عدم الرضا كلما اصطدم نظرها بمكان اللبنة الفارغ. ولكن،، لا تستطيع امتلاكها....تنهدت ولما تنهدت حرقته أنفاسها.
عرف منها انه طفلها الأول وأنها تزوجت منذ ما يقارب ثلاث سنوات وكيف تم الارتباط من التعارف للزفاف في شهرين . وصلا وفتح لها الباب ودون كلام صعد معها ولم تملك أن تقول له شيء_كالعادة_ ولكن كانت حاجة في نفس يعقوب. أخذ يفكر..هو وهي .. والجنين .. ويحضرها للطبيبة وينتظرها إنها امرأته وهو ابنه سيف..والسيارة الجميلة ، والمنزل و......أو اه! انه الحلم القديم.
بكى واحتجزت الدموع رؤيته لها ولو يكن يدري هل هي دموع حزن لضياعها أم فرح للقائها أم ندم أم حسد، ولكن أي حسد وقد استشف علاقتها بزوجها الآن.
قام وسألها وهما يستقلا المصعد:"هل كل شيء على ما يرام"
أجابت "نعم ..لم تؤثر الكدمة على الجنين" سألها :"جنين؟ بنت أم ولد"
ردت واثقة:"سيف"
لم يبد تعليقا فقد أزفت الآزفة...نزلا وودعها بعد أن استطاعت أن ترفض أن يوصلها للمنزل ودونما أن تترك له أدنى وسيلة اتصال بها ، شكرته كثيرا وهمت بالرحيل ترك لها كارتًا به أرقامه الشخصية وانطلق بالسيارة لحيث لا يدري.يفك في حكمة القدر وأنه رآها ليس سوى قدرا وأيقن أنها ما كانت إلا لتجعله يجلد على قراره بألا يتزوج دونها وكفاه أن ظن ولو للحظات أنها امرأته وان الحلم قد اكتمل ولو لهذه اللحظات ..
أضف رد جديد

العودة إلى ”الأعمال الفائزة عن العام الأول للمسابقة 2009“