تحت المظلة
مرسل: 06 فبراير 2010, 6:32 pm
كم كان الجو شديد البرودة , وها قد بدأت الأمطار تهطل بغزارة غير معتادة حيث كادت الأطراف تتجمد ولكن كم انا محظوظٌ فأنا أصف مشهد المارة فقط حيث أننى أقود سيارتى فى طريقى الى المنزل بعد يومٍ من العمل الشاق والممل أيضاً لذا قمت بتشغيل بعض من الموسيقى . ولم يكن ليوقفنى شئ فأنا أحتاج بشدة لفنجان من القهوة وبينما انا فى طريقى وعلى أنغام على الحجار " مطر وعصفور إرتعش وبين إيديكى الطيبة طلب الأمان أيوة بحبك أه بحبك من زمان " فأنا أعشق هذا الرجل بشدة وبالفعل كم كانت تبدو ملائمة لما يدور حولى وفجأة شعرت برعشة أسفل عنقى جراء شيئاً شاهدته وجعلنى أتوقف على أحد جنبات الطريق . فأظنها هى التى تقف إلى هناك - نعم هى - لا يمكننى أن أخطؤها نعم هى إلى هناك تحتمى تحت المظلة ترتعد من قسوة البرودة, ويبدو عليها الإرهاق المفرط لا أعرف لم توقفت؟ فيجب أن أعاود السير ولكننى لا أستطيع فلقد أخذت أتذكر أشياءاً كثيرة كنت قد نسيتها أو حتى تناسيتها . أتذكر حينما كنا صغيرين , وكيف كنت أخجل عند لقائها وذلك الشعور الغريب داخل قلبى وكأن دقاته تطارد بعضها البعض وكلما إقتربتْ إزداد القلب خفقاناً وحينما نتحدث تهرب من بين شفتى الكلمات ليعم السكات والذى كنت أعتبره أبلغ من أى كلمة فى الوجود , ولكم أفتقد هذا الإحساس الجميل النقى , الذى لايضاهيه أى إحساس أخر فى الوجود فهو " الحب الأول " لا محالة . وأتذكر حينما إستجمعت قواى وصارحتها بما أحمل لها من مشاعر وبالطبع ليست جميعها فالكلمات كانت لتعجز أمام شعورى نحوها . لكم كانت تعجبها كلماتى , أشعارى , كتاباتى وحتى جرأتى المصطنعة . فلقد كانت ترحب بكل شئ لا تمانع أبداً طالما تأخذ اما حينما تطالب بأن تعطى فهنا تكمن المشكلة فلكم كانت تتسم بأنانية مفرطة . حينما تحدثت إليها أول مرة وصارحتها بما أكن لها لم تكن لتصدق أن احداً ما أعجب بها بل ويحبها بكل هذا الحد وحينما أعطيتها كل ما أملك من مشاعر أصبحت أقوى كثيراً وأكثر ثقة بالنفس لتجرحنى و ........ صه ما كل تلك التفاهات التى تفكر بها؟ الأمطار تزداد شراسة وأنت هنا تتركها هكذا ترتعد ؟ لذا ودون تفكير قررت أن أقترب منها وأقترح توصيلها حيث تشاء ورغم شكى فى نجاح هذا إلا أننى أدرت المحرك وإقتربت أكثر فأكثر حتى كدت أصل إلا أن جائت سيارة أخرى حالت دون وصولى إليها وإضطرتنى للوقوف .بل ووقفت تلك السيارة لينزل منها شخصٌ ما متوجهاً إليها وقبل أن يصل حتى وجدتها تهفو إليه لتستقر بين أحضانه وكأنها تستمد منه إحساسها بالأمان وتلومه أيضاً على تأخره فى المجئ , وبدوره هو الأخر كأنه يعتذر لها ويمدها بأمان أكثر فوجدته يداعب خصلات شعرها المبللة بالماء ثم يخلع معطفه ليضعه على كتفيها ويدخلان إلى السيارة لينطلقا حيث لاأعلم .... نعم بالتأكيد أظنه هو فأنا لم أره من قبل حيث رفضت ُ بالطبع الذهاب إلى حفل زفافهما رغم الدعوة المزخرفة التى وجدتها أمام باب شقتى ,وبينما انا فى تلك الخواطر إستفقت على صوت السيارات خلفى تطالبنى بالتحرك حيث أننى أقف بعرض الطريق وبالفعل أدرت المحرك وإنطلقت لأشعر بحرارة الدموع تتساقط على وجنتى, ولكننى تمالكت كل هذا بإبتسامة صغيرة قائلاً لنفسى إهدأ " إنها تشعر بالأمان الأن "