صيدلي يا صيدلي-ج 1
مرسل: 06 مارس 2009, 4:07 pm
صيدلي يا صيدلي
بعد كفاح خمس سنوات في كلية الصيدلة وبعد أن حفظت الآلاف من المعادلات وقمت بالآلاف من التجارب ما بين كيمياء عضوية و ميكروبيولوجي وكيمياء حيوية وعلوم صيدلة وأخيرا تخرجت وكنت وقتها أظن أنني سأصبح أشهر من ابن البيطار في علم الدواء والنبات لكن بمجرد أن نظرت حولي كما يقولون اكتشفت حقيقة ظريفة جدا وهي أننا هنا لا نصنع أي دواء في مصر أي والله نحن نقوم فقط بتعبئة الدواء أما المواد الفعالة فهي تأتي من الخارج جاهزة على أساس أن العبد لله وشاكلته من الصيادلة لا يقدرون على تصنيع أي شيء حتى لو قرص (أسبرين) وشعرت بالإحباط ثم قلت وماله يا ولد يا دكتور كما يقولون في العامية ( الجودة بالموجود) لكن في البداية كان عليّ أن أقضي فترة تكليفي بالحكومة وتم تعييني في مكان يطلقون عليه عيادة أسنان ودوري الوحيد فيه أن أصرف الدواء الذي يكتبه طبيب الأسنان وهو بالمناسبة لا يزيد عن شريط مضاد حيوي وشريط مسكن وهو المتوفر لدينا في صيدلية العيادة وحتى هذه الأدوية لا تكفي 10 أيام من الشهر ثم أضطر محرجة إلى أن أطلب من الزبائن البسطاء أن يشتروا الدواء من أي صيدلية لأن الدواء الذي في عهدتي نفذ ثم أصبت باكتئاب شديد من المكان ورعب من رؤية الناس يصرخون يوميا أمامي وهم يخلعون أسنانهم وكنت أدعو الله يوميا أن لا يضعني تحت يد دكتور أسنان ( مع الاعتذار لهم جميعا) وبعد أن أحضرت العديد من الوسائط طبعا انتقلت إلى مكان بديع جميل يعلمك أن الدنيا فانية وانه لا باق إلا وجه الله فقد انتقلت يا سادة إلى أحد مكاتب الصحة والتي يبدو من حالتها السيئة أنها ربما تكون بنيت على عهد توت عنخ آمون فالجدران بها شقوق يستطيع أي فأر محترم أن يدخل ويخرج منها دون أي مشكلة أما القطط فهي تلهو في حديقة المكتب والتي تحولت بقدرة قادر إلى خرابة محترمة المهم أنني كنت كل يوم أتلو الشهادتين قبل ذهابي للعمل وارتدي خوذتي في حالة لذا وقع المبنى على دماغي ودماغ زملائي البائسين وألعن من ذلك أنني اكتشفت أنه ليس لي أي عمل سوى أن أوقع بالحضور وأوقع بالانصراف أما الوقت بينهما فأنا حرة تماما يمكنني أن أتنزه أنا وقطتي على البحر أقصد الترعة وأقشر لب وسوداني حتى يأتي ميعاد انصرافي وقررت أن أعمل في مكان آخر ولكن لهذا قصة أخرى.
سلام
د. رانيا حسن
بعد كفاح خمس سنوات في كلية الصيدلة وبعد أن حفظت الآلاف من المعادلات وقمت بالآلاف من التجارب ما بين كيمياء عضوية و ميكروبيولوجي وكيمياء حيوية وعلوم صيدلة وأخيرا تخرجت وكنت وقتها أظن أنني سأصبح أشهر من ابن البيطار في علم الدواء والنبات لكن بمجرد أن نظرت حولي كما يقولون اكتشفت حقيقة ظريفة جدا وهي أننا هنا لا نصنع أي دواء في مصر أي والله نحن نقوم فقط بتعبئة الدواء أما المواد الفعالة فهي تأتي من الخارج جاهزة على أساس أن العبد لله وشاكلته من الصيادلة لا يقدرون على تصنيع أي شيء حتى لو قرص (أسبرين) وشعرت بالإحباط ثم قلت وماله يا ولد يا دكتور كما يقولون في العامية ( الجودة بالموجود) لكن في البداية كان عليّ أن أقضي فترة تكليفي بالحكومة وتم تعييني في مكان يطلقون عليه عيادة أسنان ودوري الوحيد فيه أن أصرف الدواء الذي يكتبه طبيب الأسنان وهو بالمناسبة لا يزيد عن شريط مضاد حيوي وشريط مسكن وهو المتوفر لدينا في صيدلية العيادة وحتى هذه الأدوية لا تكفي 10 أيام من الشهر ثم أضطر محرجة إلى أن أطلب من الزبائن البسطاء أن يشتروا الدواء من أي صيدلية لأن الدواء الذي في عهدتي نفذ ثم أصبت باكتئاب شديد من المكان ورعب من رؤية الناس يصرخون يوميا أمامي وهم يخلعون أسنانهم وكنت أدعو الله يوميا أن لا يضعني تحت يد دكتور أسنان ( مع الاعتذار لهم جميعا) وبعد أن أحضرت العديد من الوسائط طبعا انتقلت إلى مكان بديع جميل يعلمك أن الدنيا فانية وانه لا باق إلا وجه الله فقد انتقلت يا سادة إلى أحد مكاتب الصحة والتي يبدو من حالتها السيئة أنها ربما تكون بنيت على عهد توت عنخ آمون فالجدران بها شقوق يستطيع أي فأر محترم أن يدخل ويخرج منها دون أي مشكلة أما القطط فهي تلهو في حديقة المكتب والتي تحولت بقدرة قادر إلى خرابة محترمة المهم أنني كنت كل يوم أتلو الشهادتين قبل ذهابي للعمل وارتدي خوذتي في حالة لذا وقع المبنى على دماغي ودماغ زملائي البائسين وألعن من ذلك أنني اكتشفت أنه ليس لي أي عمل سوى أن أوقع بالحضور وأوقع بالانصراف أما الوقت بينهما فأنا حرة تماما يمكنني أن أتنزه أنا وقطتي على البحر أقصد الترعة وأقشر لب وسوداني حتى يأتي ميعاد انصرافي وقررت أن أعمل في مكان آخر ولكن لهذا قصة أخرى.
سلام
د. رانيا حسن