صلات فريدة ! ( قصة للأطفال )
مرسل: 17 مارس 2009, 8:25 pm
كانت فريدة قد ذهبت مع أمّها لزيارة الجد و الجدّة ، و هناك ... تقابلوا مع خالتها التي قد سبقتهم بالحضور ،
احتضنت الخالة فريدة و قبلتها بحب و شوق ثم مدت يدها لمصافحة أم فريدة و انتظرت المصافحة ... دون
جدوى ... فمنذ أسبوع تخاصمت الخالة و أم فريدة ممّا أحزن فريدة كثيرا .. فهي تحب خالتها و تحب أمّها .
فتح الجد التلفاز فلحقت به فريدة .. فهي تحب مشاهدة البرامج التي يفضلها جدّها ، و في هذا اليوم بالذات
فوجيء الجميع بأن موضوع البرنامج كان عن " صلة الرحم " !
سألت فريدة جدها الحبيب عن معنى صلة الرحم فقال " يعني أن نتحدث و نتزاور مع أقربائنا جميعا لأن هذا
يقربنا إلى الله تعالى و يجعلنا متحابّين و متقاربين " ثمّ أكمل قائلا " حتى لو لم يزورنا أحد الأقرباء و لم يسأل
عنّا ... فيجب علينا ألا نفعل مثله ... بل أن نتحدث إليه و نتقرّب منه حتّى لو لم يشجّعنا هذا القريب على ذلك !"
فكّرت فريدة قليلا ثمّ قالت " و لكن يا جدّي ... الأقرباء أحيانا يتخاصمون فكيف يتزاورون و هم في هذا
الخصام ؟ " فقال الجدّ " يا حفيدتي الغالية ... إنّ المسلم لا يُخاصم أخاه المسلم فوق ثلاث أيام ... و الذي يبدأ
بالسلام يكون هو الأفضل طبعا !"
تعجبت فريدة من الرد فقالت :" لكن المتخاصمين يكونون في غضب و ضيق فكيف يتحادثون و يتزاورون و
ينسون الخصام ؟"
أجاب الجد : " سؤال جميل يا فريدتي ! عليكِ أن تعرفي أن من يترك شيئا من أجل الله .. فإن الله يُبدِله بخير و
أفضل من هذا الشيء .. و عندما نترك الخصام و الكره و الضيق من أجل خالقنا .... فالله يبدل مكانهم : الحب و
التسامح و السعادة و كل ما هو جميل !"
و هنا .... نظرت فريدة إلى أمها و إلى خالتها ... ثمّ قامت من مكانها و أمسكت بيد الأم و بيد خالتها تقربهما
بمرح و حب قائلة : " أحبكما كثيراً .... وأدعو الله أن يحبّكما .... و أحب أن أقتدي بكما ...و لديّ سؤال : هل
أتصالح مع أخي المشاغب أم لا ؟"
نظرت الأمّ والخالة لبعضهما و سارعت الخالة بالاعتذار عن خطئها ... فابتسمت الأم و سامحتها و احتضن
بعضهما الآخر و قالتا بصوت واحد " نعم يا فريدة ... تصالحي معه ... و لا تطيلي مدّة الخصام !"