الفاتح ج2
مرسل: 03 إبريل 2009, 9:19 am
الفصل الثاني
ومضت الأيام بالأمير الصغير حتى أكمل عامه السادس, ورأى والده أنه قد حان الوقت لإعداد الأمير الصغير لكي يكون خليقا لولاية السلطنة من بعده وعهد لأكبر العلماء بتولي شؤونه لكن الفتى كان يميل إلى الجنوح شأنه شأن من هم في مثل سنه وان فاقهم مكرا وعنادا واخذ أساتذته يشكون إلى السلطان مما يفعله بهم محمد فحار السلطان في أمر الفتى وخشي أن يفلت الزمام من بين يده وان لم يمنعه هذا من أن يبتسم كلما تذكر حيلة من حيل ولده خاصة عندما جاءه احد العلماء يشكو له كيف وضع محمد الغراء على كرسيه وعندما حاول الشيخ الوقوف إذا بالكرسي وقد التصق بثيابه فتعثر الرجل لم ي وسقط أرضا ولولا خوفه غضب السلطان لصنع بالفتى ما يستحقه .
ويبنما السلطان يتأرجح بين مشاعره كاب لفتى لم يتجاوز السابعة من عمره ,ومشاعره كخليفة للمسلمين يرغب في ان يتم الامانة لمن ولوه امورهم ..و.اذا بالسماء يكون لها من التدبير ما يغير حياة الفتى إلى الأبد ولذلك قصة من العجب أنها تبدأ بمكيدة.
بينما السلطان في مجلس حكمه اذا بوزيره يقبل عليه وقد تغير وجهه, وبدا الضيق جليا عليه ولم يشأ السلطان أن يثقل عليه بالسؤال لكن الوزير لم يطق كتمان أمره وشرع يشكو للسلطان
-الشيخ الكوراني يا مولاي ,لا ينفك يهاجم بعض الامراء ورجال الحاشية في مجالس العلم و..
هنا قاطعه السلطان غاضبا :
-"او عرف عن رجل مثله الكذب ؟ "
فأرتبك الوزير
_"لا يامولاي ولكن .. "
-"اوماكان الأولى بك ان تتحرى صدق الكلام من عدمه قبل أن تأتي إلى واشيا يا وزير السلطان . "
حاول الوزير أن يهدأ من غضب السلطان
-"اني يامولاي خشيت ان يستغل بعض الطامعين كلمه ليؤلب علينا الرعية واني اعتذر من مولاي إن كان كلامي قد أثار غضبه ."
تمالك السلطان نفسه وان لم تقنعه حجة وزيره...كيف تقنعه وهو يعلم جيدا أن أول مسمار قد يدق في نعش السلطنة هو الوشايات الكاذبة خاصة في حق رجال العم والدين, وان حجب السلطان عن سمعه صوتهم ومنع مجلسه حضورهم فلا يلومن إلا نفسه. ولقد علم السلطان من أمر من سبقوه أنهم استبعدوا كل من تجرأ عليهم وقيدوا السنة العلماء فكانت نهايتهم ونهاية ممالكهم..و. ويح من لم يعتبر حتى يصير عبرة وخاطب السلطان وزيره في لهجة آمرة
-ابعث بمن يستدعي الشيخ الكوراني إلى مجلسي معززا ضيفا كريما .