الفاتح 3
مرسل: 08 إبريل 2009, 10:01 am
الفصل الثالث
بينما السلطان في مجلس الحكم بين حاشيته, إذا برجل مهيب الطلعة, هادئ الملامح يدخل إلى القاعة وصوت خطواته الواثقة يشي بشان عظيم للرجل الذي لا يهتز وقاره في حضرة السلاطين، ومن هم أعلى منهم وخرج صوته قويا في غير مبالغة:
-"السلام على من حمله الله الأمانة ."
فرد السلطان التحية بأفضل منها ودعا الشيخ ليكون دوما ضيفا في مجلسه ومضت الساعات والسلطان يشاور مجلسه في أمور الأمة ويطلب رأى الشيخ خاصة وبعدما فرغ المجلس استبقى السلطان الشيخ الكوراني لغاية في نفسه وبادره بالسؤال :
-"لو أني أردت أن اعهد إليك بأمر فيه خير للأمة فهل تردني ؟"-
-"لا والله ما يكون لي أن أردك."
-"إني أريد أن اعهد لك بتعليم الأمير الصغير وانه لأمر ليس باليسير. "
ووافق الشيخ الكوراني وان طلب من السلطان ان يخلي بينه وبين الفتى فيكون شأنه وشأن الفتى دون تدخل السلطان وقبل السلطان شرطه .
في اليوم الأول للدرس جلس محمد وقد بدا عليه الفخر بنفسه وعندما دلف الشيخ إلى غرفة
الدرس ظل الفتى متمسكا بقعده لم يفارقه ،فإذا بالشيخ يطلب منه الوقوف في لهجة حازمة ارتجف لها الصبي العنيد وان حاول إخفاء مشاعره فقام متكاسلا من مقعده فما كان من الشيخ إلا أن طلب منه أن يمد يده وهوى بالعصا على كف الصبي في ضربة ليست بالقوية لكنها تؤلم وتكسر كبرياء فتى يظن نفسه أعلى شانا ممن حوله جميعا فإذا بالشيخ يهوى به من علياء غروره إلى ارض العلم التي يتساوى فيها الفقير والأمير وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي يضرب الشيخ فيها الصبي بل ونشأت بينه وبين الشيخ علاقة كعلاقة الولد بابيه وكان للشيخ أسلوبه الجذاب في شرح الدروس فاقبل محمد على طلب العلم في لذة من يريد أن يستزيد مما يحب ,وبنما الشيخ يشرح لمحمد واحد من أحاديث النبي الكريم (ص) و(لنفتحن قسطنطينية فخير الأمراء أميرها ) فإذا بمحمد يشرد بذهنه بعيدا ويرى نفسه هذا الأمير ويخبل إليه انه يرى طيف الرسول الكريم يخايله في صحوه مبتسما مشجعا فارتجف قلبه بلذة لم يعرفها من قبل، وكأنما قرأ الشيخ ما دار في نفس تلميذه فدنا منه وربت على كتفه وهو يردد:
-لتكونن أنت يا محمد..لتكونن أنت بإذن الله يا ولدي.
وأسرعت الأيام بالفتى وهو يزداد معرفة،كما ازداد براعة في كافة فنون القتال المعروفة وقتها ورأى السلطان انه قد آن الأوان لمحمد أن يخضع لامتحان صعب لكنه قد يغير حياة الفتى الى الابد .
.
بينما السلطان في مجلس الحكم بين حاشيته, إذا برجل مهيب الطلعة, هادئ الملامح يدخل إلى القاعة وصوت خطواته الواثقة يشي بشان عظيم للرجل الذي لا يهتز وقاره في حضرة السلاطين، ومن هم أعلى منهم وخرج صوته قويا في غير مبالغة:
-"السلام على من حمله الله الأمانة ."
فرد السلطان التحية بأفضل منها ودعا الشيخ ليكون دوما ضيفا في مجلسه ومضت الساعات والسلطان يشاور مجلسه في أمور الأمة ويطلب رأى الشيخ خاصة وبعدما فرغ المجلس استبقى السلطان الشيخ الكوراني لغاية في نفسه وبادره بالسؤال :
-"لو أني أردت أن اعهد إليك بأمر فيه خير للأمة فهل تردني ؟"-
-"لا والله ما يكون لي أن أردك."
-"إني أريد أن اعهد لك بتعليم الأمير الصغير وانه لأمر ليس باليسير. "
ووافق الشيخ الكوراني وان طلب من السلطان ان يخلي بينه وبين الفتى فيكون شأنه وشأن الفتى دون تدخل السلطان وقبل السلطان شرطه .
في اليوم الأول للدرس جلس محمد وقد بدا عليه الفخر بنفسه وعندما دلف الشيخ إلى غرفة
الدرس ظل الفتى متمسكا بقعده لم يفارقه ،فإذا بالشيخ يطلب منه الوقوف في لهجة حازمة ارتجف لها الصبي العنيد وان حاول إخفاء مشاعره فقام متكاسلا من مقعده فما كان من الشيخ إلا أن طلب منه أن يمد يده وهوى بالعصا على كف الصبي في ضربة ليست بالقوية لكنها تؤلم وتكسر كبرياء فتى يظن نفسه أعلى شانا ممن حوله جميعا فإذا بالشيخ يهوى به من علياء غروره إلى ارض العلم التي يتساوى فيها الفقير والأمير وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي يضرب الشيخ فيها الصبي بل ونشأت بينه وبين الشيخ علاقة كعلاقة الولد بابيه وكان للشيخ أسلوبه الجذاب في شرح الدروس فاقبل محمد على طلب العلم في لذة من يريد أن يستزيد مما يحب ,وبنما الشيخ يشرح لمحمد واحد من أحاديث النبي الكريم (ص) و(لنفتحن قسطنطينية فخير الأمراء أميرها ) فإذا بمحمد يشرد بذهنه بعيدا ويرى نفسه هذا الأمير ويخبل إليه انه يرى طيف الرسول الكريم يخايله في صحوه مبتسما مشجعا فارتجف قلبه بلذة لم يعرفها من قبل، وكأنما قرأ الشيخ ما دار في نفس تلميذه فدنا منه وربت على كتفه وهو يردد:
-لتكونن أنت يا محمد..لتكونن أنت بإذن الله يا ولدي.
وأسرعت الأيام بالفتى وهو يزداد معرفة،كما ازداد براعة في كافة فنون القتال المعروفة وقتها ورأى السلطان انه قد آن الأوان لمحمد أن يخضع لامتحان صعب لكنه قد يغير حياة الفتى الى الابد .
.