رفعت يدي !
مرسل: 25 إبريل 2009, 8:29 pm
كعادتها .... برقة اطلالتها و شخصيتها القوية .... لم ترفض تلبية دعوته ..... فهي تحب ذلك بل إنها أحيانا تسعى إليه ! و في الحقيقة فهي على أتم استعداد لتلبية دعاوى الكثيرين ... و ربما لكونها إجتماعية ..محبة للناس .. أو لأن شعورها نفسه بأن أحدا يريدها و يحتاج إليها هو ما يدفعها لعدم صد من يطلبها !
و كانت الدعوة هذه المرة غريبة بعض الشيء .... إذ كانت إلى منزل قديم مهجور ! لكن الأغرب من ذلك هو أنها لم تشعر أبدا بأي خوف ! أتراها شديدة الثقة بنفسها ؟ ربما ..... غير أن ثقة الإنسان بنفسه لا يجب أن تدفعه إلى تهور و اندفاع قد يندم عليه ! أم أنها قوية الإيمان بالله و قدره مدركة أن كل ماقد يصيبها إنما هو مكتوب عليها ؟ و حتى لو كان الأمر كذلك ... فمن المفترض أن تعلم أننا مطالبون بألا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة !
أيا كان ... هي لا تفضل التراجع إلا إذا اضطرت اضطرارا ! و ما يدفعها للمساعدة هو حبها للخيرو ليس مجرد الفضول أو إضاعة للوقت و الجهد !
تساءلت في حيرة فيما هي في طريقها إليه ... إلى " حمدان " .... أتراه صادقا فيما يقول ؟ أهو حقا بالسوء الذي يصف به نفسه؟ قد سمعته مرارا يستنكر أعمال الخير و يستهزيء بمن يترك ما في يده ليؤدي الصلاة ... بل إنها عرفت أنه لم يتلو القرآن منذ أن كان طفلا !
أخيرا .. وصلت إلى هذا المكان الغامض الموحش ! ياله من منظر كئيب ! لم لا تحس بوجود أي أثر لحياة بالداخل ؟ هل تتراجع الآن و تنفذ بجلدها ؟ أيكون ذلك قرارا صائبا ؟ أيكون في دخولها خطرا على حياتها ؟ ما هذا الذي تحسه ؟ منذ متى و هي تخاف ؟
" لست خائفة أبدا ! إنما هو فضول يغلف أحاسيسي ! السلام عليكم يا أهل الدار .... لقد وصلت بدعوة من حمدان ! " قالتها بصوت مسموع و قد بدا و كأنها تشجع نفسها على الدخول !
تقدمت بخطوات ثابتة واثقة ... و طرقت الباب ..... و قبل أن تقرر إعادة الطرق إذ بالباب يُفتح ! " حمدان ؟ أهذا أنت ؟ " قالتها ظنا منها أنه هو الذي فتح الباب ... لكن يبدو أن الباب لم يكن موصدا فقد انفتح على إثر طرقات أنفاسها الرقيقة القوية !
ترددت لبرهة .. ثم دخلت ببطء بعض الشيء ... تلفتت حولها في ذهول ...." أين هو ؟ لا يبدو لي أثرا لأي حياة ! " يا لهذا المكان البغيض ! ما هذه الرائحة العفنة ؟ و ماهذه القاذورات ؟ إن العناكب و الحشرات تغطي الجدران و الأركان ..... هل احترق البيت سابقا ؟ لم يبدو بهذا اللون الكئيب ؟ " قالتها بينما هي تدخل بهدوء و ترقُّّب إلى غرفة الاستقبال .. كانت تسير وسط أكوام من المهملات مبعثرة في كل مكان ! محاولة تحاشي لمس أي شيء ... فيداها و ثيابها نظيفة و لا تريدها أن تتسخ بهذا الكم من الغبار و ألأتربة !
خيّل اليها أنها قد سمعت صوت حمدان ... ماذا قال ؟ " أنا قادم ! انتظريني ! لا ترحلي أرجوكِ!" ماهذا ؟ لِم لمَ يكن في استقبالها ؟ أليس من المفترض به أن يرحب بها ؟ و ما عساها أن تفعل الآن ؟ هي لاتحب الانتظار ... و تعشق استغلال الوقت فيما يفيد و يؤدي إلى طاعة الرحمن !
حسنا ! يمكنها تدبر هذا ! أخذت بيدها قطعة من قماش و بدأت تنظّف ما حولها بهدوء ثم ما لبثت أن تحمّست و أخذت تنظف و تنظف .... و فجأة سمعت صوت أنين متقطع حزين ... رقّ قلبها لهذا الصوت المليء بالألم و الشجن ..." من هناك ؟ أهناك من يحتاج إلى المساعدة ؟ " و جاءها صوت حمدان من جديد " لا عليكِ ! فأنا متعَب جداً و أودّ حقاً لو أستريح ! " قالها هذه المرة بصوت ضعيف كسير .... ماباله؟ أتراه في خطر؟ لم لا أشعر بأي رغبة في الفرار من هنا ؟ هل أحبه و أثق به ؟ هل أشعر بالأمان و أنا إلى جواره ؟ لا أعتقد أبدا ... فأنا أعرفه معرفة سطحية ... فكرت من جديد بأنه لا داعي لإضاعة الوقت في المزيد من التساؤلات اللانهائية .....لقد كادت تنتهي من تنظيف هذهالغرفة لتتجه بعدها إلى غرفة مجاورة ....
جاءها صوته من جديد " أحمد الله أنك قد جئت أخيرا ... و أتمنى أن تبقي معي إلى الأبد !"
" ماهذا الذي تقوله؟ أبقى ؟ أهو اختطاف ؟ "
رد عليها حمدان بصوت مطمئن لا يخلو من شجن : " كنت سأضيع إلى الأبد ... فقد ازداد قلبي سوادا .... من قلة الذكر و الشكر ... و اتسخت نفسي بالذنوب و المعاصي .. من عدم الصلاة و بعدي عن القرآن ... قد كرهت نفسي ...بل كرهت الحياة و أردت مغادرتها !لكن ربي رحمني ..و ألهمني أن أرفع يدي بالدعاء إليه ... ليرسلك أنتِ لتريحيني و تنظفي قلبي و نفسي ... أحمد الله عليكِ .. يا هدى الله !
أريدك أن تبقي في قلبي الذي قد بدأ للتو يحيا ....... فقد أحببت التوبة و الهداية !
و كانت الدعوة هذه المرة غريبة بعض الشيء .... إذ كانت إلى منزل قديم مهجور ! لكن الأغرب من ذلك هو أنها لم تشعر أبدا بأي خوف ! أتراها شديدة الثقة بنفسها ؟ ربما ..... غير أن ثقة الإنسان بنفسه لا يجب أن تدفعه إلى تهور و اندفاع قد يندم عليه ! أم أنها قوية الإيمان بالله و قدره مدركة أن كل ماقد يصيبها إنما هو مكتوب عليها ؟ و حتى لو كان الأمر كذلك ... فمن المفترض أن تعلم أننا مطالبون بألا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة !
أيا كان ... هي لا تفضل التراجع إلا إذا اضطرت اضطرارا ! و ما يدفعها للمساعدة هو حبها للخيرو ليس مجرد الفضول أو إضاعة للوقت و الجهد !
تساءلت في حيرة فيما هي في طريقها إليه ... إلى " حمدان " .... أتراه صادقا فيما يقول ؟ أهو حقا بالسوء الذي يصف به نفسه؟ قد سمعته مرارا يستنكر أعمال الخير و يستهزيء بمن يترك ما في يده ليؤدي الصلاة ... بل إنها عرفت أنه لم يتلو القرآن منذ أن كان طفلا !
أخيرا .. وصلت إلى هذا المكان الغامض الموحش ! ياله من منظر كئيب ! لم لا تحس بوجود أي أثر لحياة بالداخل ؟ هل تتراجع الآن و تنفذ بجلدها ؟ أيكون ذلك قرارا صائبا ؟ أيكون في دخولها خطرا على حياتها ؟ ما هذا الذي تحسه ؟ منذ متى و هي تخاف ؟
" لست خائفة أبدا ! إنما هو فضول يغلف أحاسيسي ! السلام عليكم يا أهل الدار .... لقد وصلت بدعوة من حمدان ! " قالتها بصوت مسموع و قد بدا و كأنها تشجع نفسها على الدخول !
تقدمت بخطوات ثابتة واثقة ... و طرقت الباب ..... و قبل أن تقرر إعادة الطرق إذ بالباب يُفتح ! " حمدان ؟ أهذا أنت ؟ " قالتها ظنا منها أنه هو الذي فتح الباب ... لكن يبدو أن الباب لم يكن موصدا فقد انفتح على إثر طرقات أنفاسها الرقيقة القوية !
ترددت لبرهة .. ثم دخلت ببطء بعض الشيء ... تلفتت حولها في ذهول ...." أين هو ؟ لا يبدو لي أثرا لأي حياة ! " يا لهذا المكان البغيض ! ما هذه الرائحة العفنة ؟ و ماهذه القاذورات ؟ إن العناكب و الحشرات تغطي الجدران و الأركان ..... هل احترق البيت سابقا ؟ لم يبدو بهذا اللون الكئيب ؟ " قالتها بينما هي تدخل بهدوء و ترقُّّب إلى غرفة الاستقبال .. كانت تسير وسط أكوام من المهملات مبعثرة في كل مكان ! محاولة تحاشي لمس أي شيء ... فيداها و ثيابها نظيفة و لا تريدها أن تتسخ بهذا الكم من الغبار و ألأتربة !
خيّل اليها أنها قد سمعت صوت حمدان ... ماذا قال ؟ " أنا قادم ! انتظريني ! لا ترحلي أرجوكِ!" ماهذا ؟ لِم لمَ يكن في استقبالها ؟ أليس من المفترض به أن يرحب بها ؟ و ما عساها أن تفعل الآن ؟ هي لاتحب الانتظار ... و تعشق استغلال الوقت فيما يفيد و يؤدي إلى طاعة الرحمن !
حسنا ! يمكنها تدبر هذا ! أخذت بيدها قطعة من قماش و بدأت تنظّف ما حولها بهدوء ثم ما لبثت أن تحمّست و أخذت تنظف و تنظف .... و فجأة سمعت صوت أنين متقطع حزين ... رقّ قلبها لهذا الصوت المليء بالألم و الشجن ..." من هناك ؟ أهناك من يحتاج إلى المساعدة ؟ " و جاءها صوت حمدان من جديد " لا عليكِ ! فأنا متعَب جداً و أودّ حقاً لو أستريح ! " قالها هذه المرة بصوت ضعيف كسير .... ماباله؟ أتراه في خطر؟ لم لا أشعر بأي رغبة في الفرار من هنا ؟ هل أحبه و أثق به ؟ هل أشعر بالأمان و أنا إلى جواره ؟ لا أعتقد أبدا ... فأنا أعرفه معرفة سطحية ... فكرت من جديد بأنه لا داعي لإضاعة الوقت في المزيد من التساؤلات اللانهائية .....لقد كادت تنتهي من تنظيف هذهالغرفة لتتجه بعدها إلى غرفة مجاورة ....
جاءها صوته من جديد " أحمد الله أنك قد جئت أخيرا ... و أتمنى أن تبقي معي إلى الأبد !"
" ماهذا الذي تقوله؟ أبقى ؟ أهو اختطاف ؟ "
رد عليها حمدان بصوت مطمئن لا يخلو من شجن : " كنت سأضيع إلى الأبد ... فقد ازداد قلبي سوادا .... من قلة الذكر و الشكر ... و اتسخت نفسي بالذنوب و المعاصي .. من عدم الصلاة و بعدي عن القرآن ... قد كرهت نفسي ...بل كرهت الحياة و أردت مغادرتها !لكن ربي رحمني ..و ألهمني أن أرفع يدي بالدعاء إليه ... ليرسلك أنتِ لتريحيني و تنظفي قلبي و نفسي ... أحمد الله عليكِ .. يا هدى الله !
أريدك أن تبقي في قلبي الذي قد بدأ للتو يحيا ....... فقد أحببت التوبة و الهداية !